رواية وهم الفصول من 33 للاخير
انت في الصفحة 1 من 20 صفحات
الفصل الثالث والثلاثون
نظرت شمس إلى صور خطبتها من محمد وهي تبكي فألم قلبها لا يمكن وصفه بعدما اختفى فجأة من حياتها الرجل الذي كان يسعى لنيل رضاها وفعل كل ما يسعدها حتى يرسم الابتسامة على وجهها.
انهمرت الدموع بغزارة من مقلتيها وأخذت تسأل نفسها كيف ستتمكن من إعادة محمد بعدما ابتعد عنها وأعلن بشكل غير صريح انتهاء قصته معها
سحقا لقلبها الذي لم يعلم قيمته إلا بعدما ابتعد عنها وجعلها تتمنى لو أنه علم قبل رحيله أنها أحبته ولم يعد بإمكانها أن تعيش من دونه.
قررت بعدما أمضت بعض الوقت في التفكير أنها ستبادر باتخاذ الخطوة الأولى فهي قد وقعت في الحب مرة وخسړت من أحبته ولا يمكنها أن تتحمل ألم الخسارة الذي أنهك روحها في الماضي مرة أخرى.
أنا عارفة كويس أوي أن الموضوع صعب عليك تستحمله وأنك مشيت وبعدت عشان مش قادر تحط عينيك في عين ابن عمك لأن ده بيخليك تحس بالذنب لأنك مفكر أنك جرحت آدم لما خطبتني.
خرج صوت شمس بحشرجة وهي تكمل
بس أنت ملكش علاقة باللي حصل زمان وأصلا كل واحد فينا نسي الموضوع وكمل حياته وأنا وآدم مكانش لينا نصيب نكمل مع بعض لأن كل واحد فينا ربنا كتبله حياته مع شخص تاني آدم نصيبه مع نادين وأنا نصيبي معاك أنت إلا إذا أنت قررت تسيبني بس خليك عارف أن مفيش راجل تاني هيدخل حياتي من بعدك.
لن تتركه وشأنه قبل أن يجعلها تقف على أرض صلبة وتعلم إذا كان يرغب في الاستمرار معها وإذا اتضح لها أنه لم يعد يريدها فسوف تبتعد عنه وتتمنى له التوفيق في حياته حتى لو كانت مع امرأة أخرى.
عندما خطړ في بالها هذه النقطة شعرت بغصة مريرة في حلقها وأخذت تلوم نفسها لأنها سمحت لنفسها بالسقوط في الحب مرة أخرى وكما قالت لها إحدى الفتيات اللواتي يشعرن بالغيرة منها
يبدو أن حبها قد ناله نصيب من تلك الكلمات اللاذعة وها هي على وشك خسارة محمد مثلما خسړت آدم من قبله.
دلفت ميرڤت إلى غرفة ابنها وأيقظته من نومه وهي تصيح پغضب
قوم فز من مكانك أنت هتفضل لحد إمتى نايم على ودانك ومش شاغل بالك بحاجة!
تأفف كريم قائلا بعصبية
فيه إيه يا ماما! عايزة مني إيه تاني! مش كفاية علينا الڤضيحة اللي حلت على رؤوسنا بسبب بنتك اللي فضلت طول عمرك تدلعي فيها!
ابتلعت ميرڤت غصة مريرة شعرت بها وهي تقول
أنا بقالي أسبوع بحاول أتصل بمراد بس تليفونه مقفول وحاولت أتصل بالمخفية مراته بس هي مش بترد عليا وقلبي متوغوش أوي عليه ومش مطمنة خالص.
يا شيخة كفاية بقى هو أنت مش وراك غير مراد! مش مكفيك اللي جرالنا من تحت رأسه بعد ما عمل عملته السودة وخلع وسابنا إحنا وراه نواجه ڠضب أهل سمية وأنا مش هنسى اللي جرى لرجلي من وراه وإذا كنتم مفكرين أني هسيب حقي تبقوا غلطانين أنا هنتقم بس في الوقت المناسب.
أمسكت ميرڤت بذراع ابنها تمنعه من مغادرة غرفته قائلة برجاء
عشان خاطري يا كريم اتصل بأي واحد تعرفه من اللي شغالين عند ثريا وخليه يطمنا على مراد.
امتثل كريم لطلبها حتى يتخلص من إلحاحها واتصل بالفعل بأحد العاملين بقصر ثريا والذي أبلغه بكل ما جرى مع أخيه والمصير الذي ينتظره خاصة بعدما ثبتت عليه تهمة حيازة المخډرات بغرض الإتجار بها.
نظر كريم إلى والدته التي كانت تنظر له بلهفة منتظرة سماع أخبار جيدة عن ابنها المختفي وهتف ببرود
ابنك المصون اتقبض عليه الأسبوع اللي فات وكان معاه واحدة أجنبية اتضح بعد كده أنها مراته والعربية كان فيها ممنوعات وهو متهم حاليا بالتجارة في المخډرات وكل الأدلة ضده ومفيش أمل أنه يخرج براءة من القضية.
وضعت ميرڤت كفها على قلبها صاړخة بحړقة تزامنا مع هطول الدموع من عينيها
ابني مش بيشرب سجاير أصلا ولا بيطيقها عشان يتاجر في المخډرات أكيد الحرباية مراته هي اللي دبرت ليه البلوة دي عشان اتجوز عليها واحدة أصغر وأحلى منها مليون مرة.
لم يكترث كريم لدموع والدته وكاد يعود إلى فراشه مرة أخرى ولكنه تلقى اتصالا من قريب له يعمل ممرضا في إحدى المستشفيات الحكومية وقد أخبره أنه تم العثور على چثة لميس وطلب منه أن يأتي برفقة ميرڤت إلى المشرحة حتى يتعرفا عليها.
الټفت كريم إلى والدته قائلا بجمود أظهر عدم تأثره بنبأ اڼتحار شقيقته
بنتك خرجت من النيابة وبعدها بكام ساعة فيه