الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية وهم الفصول من 33 للاخير

انت في الصفحة 3 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

ولكنه أرجع هذا الأمر لشعورها بالحزن على صديقتها ولم يخطر في عقله أنها قد كشفت حقيقته وعلمت أنه شيطان تجسد في هيئة إنسان.
تحدث مهاب بهدوء محاولا تلطيف الأجواء المشحونة بالتوتر
أنا عارف أنك زعلانة على والدة صاحبتك بس زي ما بيقولوا الحي أبقى من المېت وإحنا فرحنا اتأخر أوي ولازم نعمله في الميعاد اللي حددناه قبل كده لأننا مش هينفع نأجله بعد ما حجزت القاعة ووزعت الدعوات واتفقت مع الفرقة والمغني اللي هيحيي الفرح.
تمالكت أعصابها بصعوبة وهي تستمع إلى صوت من أصبحت تكرهه وهو يخبرها بموعد حفل زفافهما وكم هو متشوق لمجيء اليوم الذي ستأتي به إلى منزله بينما هي متشوقة لليوم الذي ستراه به وهو يقف أمام حبل المشنقة.
أرادت أن تصرخ وتطلب من أحدهم أن يمنحها سکينا تغرسها في قلب هذا الحقېر الذي يريد الزواج بها دون أن يشعر بذرة من الذنب والندم بعدما قتل أخاها الوحيد وحرمها منه.
احتد صوت حبيبة وهي ترد على طلبه الذي رفضته بقلبها قبل أن ينقله لسانها
بقولك أم صاحبتي ماټت وهي دلوقتي مڼهارة وأنت جاي تقولي فرح وقاعة ومغني!! يعني أنت عايزني أروح أتصل بصاحبتي وأقولها تعالي يا حبيبتي احضري فرحي وأنت لسة عاملة حداد على أمك عشان الأستاذ خطيبي مش عايز يقدر الظرف الطارئ اللي إحنا بنمر بيه!!
أراد مهاب أن يتحدث ويقنعها بوجهة نظره إلا أنها أخرسته بنبرتها الحازمة
بص يا مهاب مفيش فرح هيتعمل غير بعد أما يعدي أربعين يوم على مۏت أم صاحبتي وده أخر كلام عندي.
حملت حبيبة حقيبتها وغادرت وهي تشعر بانقشاع الغمة التي كانت تشعر بها خلال الدقائق التي جلست بها أمام قاټل أخيها.
ضړب مهاب كفيه متمتما باستغراب شديد
هو إيه اللي بيحصل بالظبط! أنا أول مرة في حياتي أشوف واحدة عايزة تأجل فرحها عشان خاطر ۏفاة أم واحدة صاحبتها اللي عايشة في محافظة تانية وفي منطقة بعيدة جدا!!
قاطع تفكيره صوت رنين هاتفه وابتسم بسخرية بعدما رأى أن من تتصل به هي نفسها داليا التي كانت تنافسه من قبل وأرادت أن تطيح به من حياة عزام.
أجاب مهاب قائلا باستهزاء
إزيك يا دولي ألف مبروك عليك طلاقك من عزام ورميه ليك في الشارع زيك زي أي حشرة جربانة خرجها من بيته عشان خاېف عليه من الۏسخ.
تحكمت داليا في ڠضبها بشق الأنفس لأنها تدرك جيدا أنها ستكون الرابحة الوحيدة في هذه المعركة بعدما تنكشف حقيقة طليقها أمام الأحمق الذي يسخر منها ويضحك على ما أصابها.
أخذت تصبر نفسها بجملة لا بأس فليشمت ويستهزأ بها كما يريد فهي تعلم جيدا أنه سيتحطم وتنقلب موازين اللعبة كلها لصالحها بعدما تخبره بالحقيقة التي لم تخبر بها رامزا سوف تجعله يعلم أن عزاما قدوته ومثله الأعلى هو نفسه المچرم الذي قتل والديه وحرمه منهما.
أخذت داليا شهيقا وزفيرا عدة مرات قبل أن ترد عليه بهدوء مزيف يتناقض مع تعبيرات الغيظ المرتسمة على وجهها
الله يبارك فيك يا مهاب أنا واحدة بنت ناس وكان لازم أخرج من حياة عزام الرمرام اللي عينه بتزوغ لما بيشوف أي ژبالة مرمية قدامه في الشارع.
ضړب مهاب سطح الطاولة التي يجلس أمامها واشتد صوته بعدما تجرأت على إهانة عزام الذي يعد قدوته ومثله الأعلى في هذه الحياة
لمي لسانك بدل ما أقصهولك واتنيلي انطقي وقولي أنت اتصلت ليه وعايزة مني إيه بالظبط
أجابت داليا وهي تبتسم بانتصار بعدما نجحت في أن ترد له الصاع صاعين
عايزة أقابلك ضروري لأن فيه موضوع مهم لازم أتكلم معاك فيه.
زفر مهاب قائلا بنفاذ صبر حيث إنه لا يوجد في حياته شيء يكرهه أكثر من سماعه لصوتها
مفيش بيني وبينك مواضيع تتحكى عشان أضيع دقيقة واحدة من وقتي الغالي في مقابلة واحدة رخيصة زيك.
نجحت داليا للمرة الثانية في تمالك أعصابها مبتلعة الإهانة التي وجهها لها هاتفة بنبرة ماكرة
طيب ويا ترى أنت هتفضل مصمم على رأيك حتى لو أنا قولتلك أن سبب المقابلة هو أني عايزة أعرفك مين هو الشخص اللي قتل أبوك وأمك!
اتسعت عينا مهاب وتحشرجت نبرته متمتما بتلجج
إيه الكلام اللي أنت بتقوليه ده! أنت أصلا إيه اللي عرفك أن والدي ووالدتي ماتوا مقتولين وإزاي قدرت توصلي للي قټلهم!
ظهرت ابتسامة شامتة على ثغر داليا وهي تتخيل في هذه اللحظة شكل ملامح وجهه وكيف يشعر الآن پصدمة كبيرة بعدما علم أنها تعرف عنه حقائق كثيرة كان يظن أنها سر دفين بينه وبين عزام.
كرر مهاب سؤاله عدة مرات فأجابته ببرود
أنا مش هقول حاجة غير لما أشوفك وأقابلك لما تلاقي نفسك فاضي ابقى ابعتلي رسالة بالوقت والمكان اللي هنتقابل فيه.
أغلقت الخط في وجهه ونظرت إلى والدتها التي تجلس أمامها قائلة
عزام رماني عشان خاطر واحدة من الشارع لمجرد أنها شايلة ابنه في بطنها وأنا بقى هخليه يودع ويغور في ستين داهية قبل ما ست الحسن والجمال تجيبله المحروس اللي مموت نفسه

انت في الصفحة 3 من 20 صفحات