رواية وهم الفصول من السابع عشر لعشرين
تحقق له حلم الأبوة الذي يراوده.
ألقت بالنفيس واستبدلت به الزهيد وها هي الآن تجني ثمار سعيها لكسر قلب من أحبها والزواج برجل ألقى بها بمنتهى البساطة داخل منزل عائلتها ورحل دون أن ينظر خلفه.
فتحت هانيا حسابها على موقع الفيس بوك حتى ترفه عن نفسها في محاول منها لتتناسي الألم الذي تشعر به وأخذت تقلب بين المنشورات بعشوائية إلى أن استوقفها منشور كان بالنسبة لها الطامة الكبرى التي أحرقت قلبها.
هزت هانيا رأسها باستنكار وفتحت صفحة زياد حتى تتأكد من الأمر ووجدت بالفعل العديد من الصور التي تعود إلى حفل الخطبة مرفقة بالعديد من كلمات الغزل والحب التي يوجهها زياد إلى خطيبته.
ألقت هانيا الهاتف على الوسادة وأخذت تبكي بشدة شاعرة بالحسړة لأن الفتاة التي خطبها زياد أجمل منها بكثير ولا يوجد وجه مقارنة بينهما.
كان من الممكن أن يستعين محمد بوسام ولكنه فضل عدم القيام بذلك لأنه لا يريد أن يشتت ذهنه عن قضية عزام وأيضا هو لا يرغب في أن يعلم أحد من المقربين منه بمسألة حبه لشمس.
إيه أخر الأخبار يا وائل عرفت توصل لحاجة
أومأ وائل هاتفا بإيجاب يشوبه بعض التردد لأنه يدرك جيدا أن المعلومات التي وصل إليها ستكون صاډمة للغاية بالنسبة لصديقه القديم
أيوة يا محمد بالنسبة لموضوع شمس السمدوني اللي أنت طلبت مني أعمل تحريات عنها فهي طلع عندها سابقة آداب.
رمش محمد بعينيه عدة مرات وانفرج فمه قبل أن يقول بذهول
نطق تلك الكلمتين وانتظر من وائل أن يوضح له حقيقة هذا الأمر وبالفعل تحدث الأخير وبدأ يشرح له كل شيء
أيوة زي ما سمعت شمس السمدوني اتقبض عليها قبل كده في شقة مشپوهة واللي هيدهشك بقى في الموضوع أن اللي عمل الكبسة وقبض على شبكة الآداب دي هو أنت يا محمد بس على حسب المعلومات اللي عندي المحضر اتحفظ وقتها بسبب شهادة كل البنات اللي أكدوا أن شمس مش منهم وأنهم أول مرة يشوفوها.
أخذ محمد يلعن بلاهته وهو يردد
أنا طلعت فعلا غبي ومتخلف أنا مش فاهم إزاي نسيتها ومش قدرت أتعرف عليها لما شوفتها وفوق ده كله روحت كمان حبيتها!!
جلس محمد ناكسا رأسه بعدما تأكد أنه من المستحيل أن توجد له فرصة مع شمس لأنها لم تنس الإهانات التي وجهها لها والكلمات البذيئة التي وصفها بها قبل أن تتضح له براءتها والدليل على ذلك هو النظرات الحاقدة التي يراها في عينيها كلما التقى بها.
تلقى رامز اتصالا من إحدى الخادمات اللواتي يعملن في قصر عزام وقد أخبرته الخادمة أن داليا قد سجلت لابنها في رياض الأطفال وسوف ترسله إليها بداية من الغد.
تولد أمل جديد في قلب رامز وهو يسألها بلهفة بعدما اعتدل في جلسته وأنصت إليها جيدا منتظرا منها أن تؤكد له أنها أخبرته بالفعل عن وجود وسيلة تتيح له رؤية ابنه العزيز
أنت متأكدة يا نادية من الكلام ده
أومأت نادية مؤكدة بقولها وهي تسرح بخيالها في حجم المكافأة التي ستحصل عليها من رامز لأنها منحته فرصة ذهبية سيتمكن بواسطتها من رؤية ابنه الذي حرم منه
أيوة يا رامز بيه أنا سمعت مدام داليا وهي بتتكلم في التليفون وقدرت أعرف من وسط كلامها اسم الحضانة اللي هتودي فيها إسلام.
أمسك رامز قلما وورقة وهو يقول بإلحاح
طيب مستنية إيه! قوليلي بسرعة اسم الحضانة دي وكمان عايز أعرف المواعيد اللي هتوديه فيها والوقت اللي هتروح تاخده فيه منها.
منحته نادية العنوان وأخبرته أن داليا لن تقوم بإيصال إسلام بنفسها إلى الحضانة وإنما سوف تأتي الحافلة الخاصة بالروضة وهم سيقومون بتوصيله وإعادته عندما يحين موعد الانصراف.
دون رامز العنوان ووضع الورقة داخل أحد الأدراج ثم أمسك بصورة ابنه التي التقطها له وعمره لا يزال أسبوعا.
نظر رامز إلى الصورة مليا وكفكف دموع الفرحة التي هبطت من عينيه ثم ابتسم وشكر نادية وهو يهتف بامتنان مؤكدا لنفسه أن أموال الدنيا كلها لا تكفي لتسديد المعروف الذي قدمته له على طبق من ذهب
أنا متشكر جدا يا نادية صدقيني أنا مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك وليك عليا هتاخدي مبلغ محترم لو قدرت فعلا أني أشوف إسلام بكرة.
ابتسمت نادية وهتفت بحماس بعدما قررت أن تنفذ الفكرة التي تدور في رأسها