رواية جديدة الجزء الاول
ما خلاص بقى يا جدو .
صمتت مغفرة ولم تستطع الرد فتفهم الجد وقتها مدى حزنها وقهرها لذا قال بنبرته الصارمة التي لا تتحمل النقاش
طب الكل يخرج ويسيبني معاها أنا هعرف أهديها.
وبالفعل خرج الجميع من المكان ليبقى الجد هو و مغفرة تنهد عبد الجواد بعمق قبل أن يهتف بنبرة غامضة حاولت هي تفسيرها بكل الطرق ولكنها لم تستطع
هزت رأسها باستفهام فرد هو وقتها بهدوء بث الأمان لقلبها قليلا
يعني الجامعة الخاصة اللي تشاوري عليها هدخلهالك ياستي ولا تزعلي .
جحظت عيناها پصدمة وهي تحاول استيعاب ما قاله ازدردت ريقها وتفوهت بعدة كلمات وضحت جهلها بعض الشيء بما قاله
أيوة بس إحنا على قد حالن ...
يا غبية وهو أنا قولتلك إنت اللي هتدفعي!
وفجأة ظهر برأسها أحفاد الجد الذين لن يقبلوا أبدا بذلك الشئ يكفي كرههم الشديد لها بسبب إهتمام الجد بها نظرا لكونها يتيمة الأب والذي سيزداد بعد علمهم بذلك الأمر الذي سيزيد من الطين بلة لذا رفضت الأمر سريعا دون تفكير
لا أنا مش هقدر أقبل بالشئ دة... بلاش لا.
لا لية يا حبيبة جدو
أطرقت رأسها بحرج وحاولت إيجاد كلمات مناسبة عضت على أصابعها كحركة معتادة منها وصمتت لعدة لحظات ثم قالت بقلة حيلة وهي تحاول السيطرة على دموعها التي تساقطت في النهاية بسبب قهرها على الموقف الذي وقعت فيه
حضرتك عارف غالبية البيت هنا مبيحبونيش خصو... خصوصا يعني أحفادك أظن الموضوع دة هيعمل مشاك...
إنا هنا اللي أقول إية يحصل وإية ميحصلش مش هيجي أحفادي يقرروا سامعة
أومأت عدة مرات له ووافقت بقلة حيلة وهي تكفكف عبراتها التي غمرت وجهها بينما هو يهتف بابتسامته الجميلة بالرغم من ملامحه التي أصابها تجاعيد الزمن
وبالفعل احتلت الابتسامة قسمات وجهها ما إن ذكر ذلك اللقب الذي تمنه طوال حياتها ولكن تلك السعادة كان يتخللها شعور الوجل من القادم فهي تعلم أنهم لن يتركونها وشأنها بعد قرار الجد... خاصة حفيده الأكبر الذي يشكل جحيمها الأكبر في ذلك البيت!
تعالى أدخل.
شكلك مشغول.
ثم تابع بنبرة لعوب وهو يبصر تلك الفتاة التي ترتدي ملابس شبه عاړية وهي نائمة على الأريكة
مشغول أوي كمان.
تعالت ضحكات عدي مما جعل الفتاة تلتقط تلك الوسادة الملقاة أرضا لتضعها على أذنها لتكمل نومها بينما عدي يهتف بلا اهتمام
تعالي معايا قولي إية الجديد في الكتكوتة الجديدة.
دلف معه ساجي لغرفتهم الخاصة والتي كانت ممتلئة بأجهزة الحاسوب وغيرها من الكتب الخاصة بالبرمجة والتي احتفظ بها عدي بعد تخرجه من كلية الحاسبات والمعلومات.
تنهد ساجي پعنف وهو يهتف بملل
مفيش جديد بفكر أشوف واحدة غيرها.
ثم تابع بتأفف وهو يطرق رأسه بحيرة جلية على ملامحه الحادة بينما عدي يتابعه بصعوبة شديدة بسبب ثمالته التي جعلته مغيب عما يقال بصورة واضحة
أو عارف..حاسس إني مبقتش حابب اللي بعمله حاسس إني عايش بلا هدف.
ثم تابع بأريحية بعدما تأكد من عدم انتباه عدي له وذلك جعله يستفيض في حديثه ويخرج كل ما يؤرق لياليه
في الآخر بعد ما اتخرجت من كلية الهندسة قاعد في البيت شغلانتي مراقبة البنات يعني حياتي كانت بايظة من جانب خليتها من كل الجوانب!
رد عليه عدي بثقل بعدما حاول الانتباه له قدر الإمكان ولكن تأثير الخمر أعاقه
طب ما إنت بردو شغال في البرمجة من البيت مش عاطل يعني.
رد ساجي بقلة حيلة وثغره يعلوه ابتسامة جانبية ساخرة
أهو حاجة أجيب منها فلوس بدل ما يتقال عليا بيعتمد على الفلوس اللي أبوه سابهاله.
لم يجد رد من صديقه فهب واقفا وهو يقول بنبرة حاول جعلها عادية ليبتعد عن تلك الكآبة التي حاصرته ما إن غادر منزله أو بالأدق بعدما اصطدم كالعادة مع والدته
أنا هقوم أعملك قهوة يمكن تفوقك.
خرج من الغرفة ليجد تلك الفتاة تنهض من على الأريكة وهي ترتدي قميصها ببطيء فقال لها بنبرة لطيفة
صباح الخير.
عقدت حاجبيها لتهتف بتعجب
إنت مين
رد ساجي بهدوء وهو يتجه ناحية المطبخ بخطواته المتئدة
صاحب عدي.
وبعدما دخل بدأ في صنع قهوة صديقه الخالية من السكر ثم تسائل بنبرة عالية حتى تصلها
تتغدي معانا
ابتسمت الفتاة من الخارج بخجل فهي ولأول مرة يعاملها أحد بذلك اللطف كانت وظيفتها كالمتوقع فتاة ليل تلقى الأموال في وجهها يوميا ونادرا ما كان أحد يهتم لأمرها هكذا أو حتى يتحدث معها بلطف لذا اتجهت هي الأخرى للمطبخ وعلى وجهها ابتسامة مشرقة أظهرت ملامحها البشوشة