رواية نريمان الفصول من العاشر للخامس عشر

الفصل العاشر
ساعتين بعدها خرج من الحجرة طبيب نسائي عمره ثمانية وعشرون عاما..أشقر..ه أصفر ذو تعاريج..شفتاه غليظتان مقلوبتين باشمئزاز من فعلته وجهه غاضب مستاء لم يخفى ذلك على مروان الذى أطرق وجهه خجلا من نظراته المحتقرة له وحينما قال له الطبيب
أنت جوزها.
أومئ مروان برأسه ايجابا.
استطرد الطبيب بنفس تعبيرات وجهه اتاءة
ايه ال أنت عملته في مراتك ده..ال أنت عملته ده چريمة چريمة بشعة.. يحاسبك عليها القانون.
نبض مروان پخوف ليس خوفا على نفسه بل خوفا عليها..حتى انه سأله وهو يحدق فيه باضطراب

حصلها ايه قولي حصلها أيه.
وكأن الطبيب الشاب أراد أن يعذبه فلم يريحه بل قال له وهو ينظر له باحتقار
أدعي ربنا أن يلطف بيها.
ثم تركه وانصرف..كل ذلك وأبيها لم يتحرك ق أنملة ولم ينظر حتى للطبيب وهو يتحدث وحديثه يسلخ ه لم يهم ليسأله عنها.. والصمت بداخله تحول الى براكين من الڠضب وڼارا تنتشر بداخله حتى كادت أن تحرقه.. لم ينهض الا عندما رأى ابنته تسوقها الممرضة أمامها على ال المتحرك ..غائبة عن الوعي معلق في ذراعها المحلول.. حينها قام بصعوبة ساقيه مقتان كأنه لا يملك ارادة لتحريكهما ينظر لها وقد جادت اه أخيرا بدموع غزيرة يهتف بلوعة
بنتي ..بنتي..بنتي.
ه مروان من ياقته وظل يهزه پ قائلا له من بين أسنانه متوعدا
دلوقت بنتك..عارف ياعبد الحم لو بنتك جرتلها حاجة وربنا محخليك دقيقة واحدة على وش الدنيا.
تعجب مروان من ردة فعله أنه لم يقاوم ولم يحاول حتى أن ينزع يه عنه..أو حتى أن افع عن نفسه..بل تركه يفعل به مايشاء..كأنه تمثال من خشب لا يملك لنفسه أي حول كأنه يستحق لنفسه ذلك.. ظل مروان يتفرس وجهه الذي بدأ يشحب بشدة ..شفتيه أصبحت سوداء..اه اغلقت بأعياء شد ..ثم سقط فاقد للوعي..رغم عنه صړخ مروان باسمه فزعا
عبد الحم.
حمله بين ذراعيه وتوجه به نحو طبيب ليفحصه..والذي شخص حالته أنه تعرض لجلطة ية دخل على أثرها العناية المركذة.
كان مالك عائد من عمله فوجد نريمان جالسة على مائدة الطعام تبكي بحړقة فسألها منزعجا
ايه عتبكي ليه ايه الحوصل
رفعت رأسها كان وجهها أحمرا بشدة مبتلا بدموعها قالت بكلمات سريعة
جومانة صحبتي حتموت يامالك ..حتموت.
طب اهدي إكده وفاهميني مالها صاحبتك دي حوصلها ايه.
قالت وهي تشهق
معرفش أنا كلمت عزيزة بطمن عليها قالتلي انها في اتشفى وفي العناية بس مقالتش مالها وايه ال حصلها..عشان خاطري يامالك وديني ليها عايزة أشوفها عشان خاطري أنا قلقانة عليها قوووي.
برفق
طب ماشي روحي غسلي وشك .. عشان نطمن عليها.
خلاص يابنتي من ساعة ما جيتي من اتشفى وانتي حتموتي نفسك من العياط.
قالتها وداد..ولكن نريمان لا تكف عن البكاء والشهلقة تقبض على بقوة تحتمي بها من مصير كهذا قالت وكلماتها ضائعة من كثرة البكاء
مش قادرة ياماما مش قادرة من ساعة ماشفت جومانة راقدة ومش حاسة بالدنيا وأنا حموت عليها..الدكتور قال انها بين الحيا والمۏت لو الڼزيف موقفش حتموت ياماما حتموت.
ثم واصلت البكاء بهستريا..ووداد تشدد من ھا وهي تقول
بعد الشړ عليها ياحبيبتي ربنا يلطف بيها يارب ويشفيها..والله البنت دي صعبانة عليا مش عارفة أب ايه ده..ال يعمل في بنته كده..ربنا يحرقه البع.
رفعت نريمان رأسها من على أمها تسألها بانزعاج
ماما..فين مالك..سابني وراح فين.
وداد
مالك يابنتي بعد موصلك راح الشغل أبوكي عايزه هناك ضروري.
نريمان بتزمر
يووووه بقى هو ده وقته ازاي يسيبني في الحالة دي أنا محتجاله قووي.
أشفقت وداد على ابنتها من شدة تعلقها بزوجها فقالت لها وهي ت على ها
حالا يجيلك يابنتي متقلقيش روحي أنتي بس اغسلي وشك ونامي شوية لحد ما مالك يرجع.
انصاعت نريمان لنصيحة أمها وصعدت الى شقتها وهي في أشد الحاجة الى وجوده بجوارها.
في حجرة العناية المركزة القابع بها عبد الحم راقد على ه موصول بأنابيب طبية وأجهزة تشير لنبض ضعيف وحياة على وشك الأنتهاء رأسه يروح يمينا ويسارا تحت كمامة التنفس كأنه في معركة..نعم هو الآن في معارك وليس معركة واحدة..معارك الماضي الذي حضر وكأنه يحدث للتو شاهدا على فعلته الشنعاء حضرت أمامه ذكرى ليلة زواجه..تلك الليلة التي كان ينتظرها على أحر من الجمر في هذه الليلة سوف يتحقق أكبر حلم في حياته وهو زواجه من أجمل فتاة في القرية التي بها مهندسا زراعيا.. وهي سلمى ابنة عمدة هذه القرية فتاة كالفرسة العفية..تملك كل مقومات الجمال حلم كل رجال القرية ومطمعهم في نفس الوقت.. ذلك من أجل أموال أبيها التي سترثها بمفردها..كان عبد الحم عريس لقطة بالنسبة للعمدة فهو مهندس وسلمى لا تج حتى القراءاة والكتابة العمدة سيناسب المهندس يابلد هكذا كان يتحدث العمدة بين رجال القرية.
اقيم عرس كبير بالطبل البلدي عرس يليق بالعمدة ونسيبه الباش مهندس في مثل هذا الوقت كان من عادات هذه القرية أن خل العريس على عروسه دخلة بلدي لكي يخرج أبيها بعد ذلك بعلم الشرف مرفرفا عاليا أبيا بين أهالي البلدة.. ولكن عبد الحم رفض تلك العادة المتخلفة