قصة محامي
وابنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ..
ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول
علشان كده اهتمت أنها تطلعك بسرعة أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعا عن نفسه
متفهمنيش غلط يا فارس .. أنا متجاوبتش معاها أبدا فى أى حاجة ..أنت عارف أنا بحب مراتى قد أيه ومش ممكن اخونها
فارس
ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها.. وكمان مع نادر اللى انت عارف كويس انه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مطرقا برأسه
دى غلطتى الوحيدة يا فارس ..واللى انا معترف بيها .. بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقالة علشان ابعد عن أى مصدر للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمه مشجعا وقال
أحكيلى بقى بالراحة كده ايه اللى حصل من امبارح للنهاردة
مسح عمرو على شعره ثم قال بتركيز يحاول أن يتذكر كل شىء وقال
أنا المفروض كنت هاجى يوم الخميس بالليل .. بس طبعا زى ما قلتلك نادر كان صلح علاقته بيا من أسبوع تقريبا وبقينا اصحاب ..قابلنى يوم الخميس وقالى انه مضطر يرجع القاهرة علشان ظروف فى البيت عنده وهيجيلى الجمعة على بعد الظهر كده ويستلم هو الشغل مكانى واسافر أنا الجمعة بعد الظهر .. أنا طبعا كنت عارف أن كتب كتابك هيبقى بعد العشا فقلت هلحق مفيش مشكلة .. وفعلا نادر سافر يوم الخميس بالليل ... جهزت انا شنطتى بالليل والصبح خدتها معايا الموقع وحطيتها فى كشك الراحة بتاع المهندسين اللى بنتغدى فيه فى مكان الموقع .. وقلت علشان أول ما نادر يرجع أخد الشنطة وامشى على طول من بره بره .. وفعلا جالى فى معاده بعد الظهر على طول وخدت الشنطة وركبت السوبر جيت .. وانا جاى فى الطريق طلعت حملة تفتيش عادية بس حسيت انهم بيدوروا عليا انا بالذات لأنهم اهتموا أوى بشنطتى ولقيتهم مطلعين منها تمثال صغير شكله كده فرعونى مش عارف دخل شنطتى ازاى يا فارس.. ومن ساعتها وانا هنا .
عاد فارس إلى بيته قبيل الفجر بوقت قليل وهو يحمل هم الدنيا فوق رأسه حزنا على صديق عمره ورفيق دربه .. كيف سيخرجه من هذه الورطة فهو لم يعمل فى مثل هذه القضايا من قبل ولكن كلام عمرو وحديثه أشعراه بأن نادر هو الفاعل هو من وضع قطعة الآثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين أثناء العمل فالقاعدة تقول إذا أردت أن تؤذى أحدا فاقترب منه واكتسب ثقته لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه ..
من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه ...أستلقى فارس على فراشه بعد أن أبدل ملابسه .. نظر إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق وهو يقول بحنق
طبعا زمانها نامت مش معقول تفضل صاحية لحد دلوقتى
سمع طرقا خفيفا على باب غرفتة فالټفت تجاه الباب وقال
أتفضلى يا أمى
فتحت والدته الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه .. أعتدل على فراشه فاقتربت منه وجلست بجواره قائلة
عمرو عامل أيه يا بنى طمنى عليه
قال وهو يومىء برأسه مطمئنا
متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده إن شاء الله يخلص على خير .. زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه.
قالت والدته بأسى
دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت .. وكلنا روحنا معاها حتى مهرة .
ألتفت فارس إلى والدته وقال متسائلا بانفعال
ومهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفيا وأردفت قائلة
مهرة برضة هتعمل كده يا فارس .. دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت ورجعنا كلنا من عندها من ساعة كده ..وفضلت واقفه جانبى لحد ما اتصلت بيك وانت قلتلى انك جاى فى السكة .
وجدت الأبتسامة طريقها أخيرا إلى شفتيه وهو يتسائل
تفتكرى زمانها نامت
قالت بحيرة
مش عارفه يابنى
ثم ربتت على قدمه قائلة
عموما انت كمان شكلك تعبان أوى .. نام دلوقتى والصباح رباح
أومأ برأسه موافقا لها فتركته ونهضت وفتحت باب غرفته وخرجت وهو يتتبعها بعينيه الحائرتين .. يريد أن يتحدث معها
على الأقل فى الهاتف ولكن يخشى أن تكون قد نامت فيوقظها ويقلقها بعد كل هذا العناء الذى عايشوه فى يومهم هذا .
لم يستطع النوم تململ فى الفراش كثيرا دون جدوى نهض منه وجلس على طرفه وهو يفكر فى يوم عقد قرانه الذى انتهى بهذا الشكل المأساوى ..تركها وذهب دون أن ينظر لها نظرة واحدة