رواية كاملة 17.ج2.الفصول من التاسع للخامس عشر

ما تحوليش عشان رد فعلي مش هيعجبك
ب مجرد أن انتهى من جملته القاسېة رفعت رأسها تصوب عينيها الحمراوتين الدامعتين نحوه ل تتفاجأ به يبعد أنظاره عن أنظارها
ما ان أحست وانتابها الشك أنها رأت شعاعا بسيطا من الشفقة  يتخلل عينيه حتى ضغطت على جسدها مجددا ل تنهض عن الأرضية تتجه إليه ل تركع على ركبتيها مجددا أمامه مستندة هذه المرة على ركبتيه هو ب كفيها ل تهمس تتوسل عطفه وشفقته على حالها
هو انا عملتلك اي عشان تعمل فيا كدا اي الذنب اللي عملته عشان تعمل فيا كدا!
توقعت أن يلين لها أو يشفق على حالها ف يعيدها إلى أمها لكنه صدمها حين قست نظراته و تشنج جسده ل يعيد أنظاره إليها هامسا ب قسۏة ظهر في صوته رغم همسه وعينان مظلمتان أرعبتها وجعلت جسدها مجددا وعيناها يتوسعان على آخرهما ب ذعر
أذنبتي....!
______________________________________
تم الزفاف أخيرا بعد أن وافقت جنةعلى أن تتم آخر سنة لها في الكليه في عش الزوجية تبعا ل الاتفاق المسبق بينها وبين رائف انقضت مراسم الزفاف على أكملها ليتوجه العروسان إلى بيت الزوجية ب إحدى السيارات المزيونة يتبعهم موكب طويل من السيارات التي تهتف مزاميراها تبعا ل التقاليد و العادات المتبعة وكانت وجهة السيارة هي شقة عائلة رائف الخالية من أي رائحة ل بشړي بعد الفاجعات المتتالية التي لحقت ب سكانها. 
قبل إتمام الزفاف ب مدة وجيزة كان أهالي العروس يتوجهون إلى الشقة ل عمل اللازم بها وتجديد بعض الآثاث القديم ب آثاثا جديد خاص بالعروس. 
أدركت السيارة أخيرا وجهتها لينزل العريس من السيارة أولا يتجه إلى الناحية الأخرى من السيارة ل يفتح باباها ل عروسه التي تجملت وتزينت ب فستانها الأبيض المنتفخ في نصفه السفلى و مكياجها الكامل الذي جعلها مختلفة تماما عن أي يوما سابق.
نزلت عن مقعدها ب السيارة ب صعوبة بالغة نظرا ل إنتفاخ فستانها.
گ عريسها وزوجها مد يده بلباقة شديدة لتتعلق به إلتقطت عيناها عيناه وهو يتأملها بغتة ليهرب ب عينيه من عيناها بتوتر 
صعد درجات السلم برفق وهي متشبثة بذراعه ومن خلفها أمها وبعض أقربائها يحملون ذيل الفستان ل تخفيف وزنه الثقيل عنها وصلوا الي الشقة  التي سبقهم لها أخوات جنة الثلاث ل يكونوا في الانتظار
انصرفت عائلة العروس سريعا ليبقي العروسان معا على انفراد كان الجو مشحونا تماما بالنسبة لهما فحرك رائف حلقه مبتلعا ريقه ثم حمحم بصوته عدة مرات لينطق أخيرا وهو يعبث ب شعره الأسود المرتب 
أنا هروح الأوضة دي أخود دش وأغير هدومي وانتي في اوضة مني... قصدي الأوضة دي.. خدي راحتك طبعا
قالها وهو يشير ب أصابع كفه من غرفة ل غرفة ولم ينتظر ردا من الأخيرة ل يتجه إلى غرفته وقبل دلوفه وقف مكانه وكأنه نسي شيئا ل يقول بهدوء مستديرا ب رأسه فقط لها
و آه لو احتاجتي اي مساعدة قوليلي ماتتكسفيش
توردت وجنتاها بشدة و زاد عبث اصابع يداها ب بعضهم في حجرها بينما لم ينتظر رائف و دلف ل غرفته وأغلق الباب لتخجل أكثر من تجاهله البائن وتزداد نظرة الحزن الدفين ب عينيها
أراد أن يحدثها قليلا عن كيفية علاقتهما معا الفترة القادمةلكن... الانتظار طال كثيرا حتى إرتبك من فكرة أن يكون قد أصابها مكروها خاصة بعد أن اشتكتها أمها له أنها تهمل صحتها جدا ولم تتناول شيئا منذ الصباح رغم تحايلهم
أسرع الخطا نحو غرفتها حاليا ليدق الباب برفق وهو يلصق أذنه به يحاول التقاط أي صوت يطمأنه هتف مع دقه ل الباب مناديا اياها
ج... جنة.. جنة سمعاني..في حاج....
لم يكمل جملته حتي وصل ل سمعه صوته الباكي
ايوا يارائف في حاجة 
عقد حاجبيه وهو يتسائل
انت بټعيطي افتحي يا جنة
أمرها ب نبرة لا تقبل النقاش ل تستجيب له ففتحت الباب في أقل من نصف دقيقة!
ما أثار ذهوله أكثر من بكائها هو أنها لازالت ب فستانها رغم مرور أكثر من ساعتين على بقائها ب الغرفة
سألها بذهولا بائن
انت لسه ب فستانك!
الفستان مش ب سوستا دا بحبل!
قالتها بحزنا شديد وبكاء أجبراه رغم ما به من حزن أن يضحك ملأ فمه.
خرجت ضحكاته خشنة عالية ل تنسى مشكلتها الحالية والسابقة و همومها عندما رأت وسمعت ضحكاته التي جعلته يبدو گ مادة جذابة تأملته ب شرودا وتفحص وكأنها تتأكد أنه فعلا يضحك فهي ب الفعل المرة الأولى التي تراه يضحك بها
قطع عليها شرودها وهو يهتف من بين ضحكاته مقتربا منها
دا اللي مزعلك أووي كدا اوعي أما أفكهولك

لم يمهلها الفرصة ل تعترض فتقدم خطوتان ليصبح داخل الغرفة بينما مد يداه إلى كتفيها ليديرها فيصبح ظهرها له
زالت ضحكاته رويدا رويدا بينما بقيت ابتسامة بسيطة وهو ب خيوط الفستان المتداخلة معا ليبدء في تفحصها يبحث عن طرف الخيط وهو يميل ب رأسه نحو ظهرها