رواية جديدة جامدة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

تجيلى و تجيبلى معاك شوية طلبات كدا!
و لو مش فاضى أفضالك.
طيب تمام...عايزك تجيب غدا معاك و انت جاى.
أجيبلك ايه!
هات فراخ مشوية و عيش و سلطة... و لا أقولك هات بانيه و مكرونة بطاطس محمرة...و لا أقولك..
ايه يا ولد الوزير!!..ما ترسالك على بر..
و الله يا بنى انا محتار...أكلهم كله بالانجليزى و الايطالى و أنا مش عارف هى هتعرف تاكل الأكل دا و لا لأ!!
أكل مين!..هى المدام منين بالظبط!
اسمع يا زايد..انت ادخل أى مطعم ايطالى و اطلب وجبة غدا..حتى لو مش فاهم معناها مش مشكلة..و هاتلنا انا و انت فراخ مشوية..اه و متنساش تجيب توست للفطار..
نعم!...توست!..و انت من ميتى عتفطر توست يا ولد الوزير!
عيب عليك يا بنى...أنا أفطر توست بردو...التوست دا ممكن أحلى بيه بعد الفطار ماشى..اومال أسيب الفول و الطعمية لمين!
فكرتنى بالفول و الطعمية و البتنحان بالدقة...اممم.... بقولك ايه..طاب و الله لجايب بتنجان بالدقة.
ماشى يا عم براحتك...بس أهم حاجة متنساش طلب المدام...و التوست.
هى المدام بتفطر توست بس!!
بتفطر توست بالمربى بان كيك تشيز كيك...كدا يعنى.
ايه يا عم الفطار اللى لا يسمن و لا يشبع من جوع دا!!....هى المدام منين!
لما تيجى هفهمك كل حاجة يا زايد.
اه يا ريت و رحمة أبوك اصل أنا بقيت حاسس إنى زى الأطرش ف الزفة..
ماشى يا سيدى بس متتأخرش...سلام.
بعد مرور ساعتين قضاهما يزيد فى بهو الشقة يفكر فى السبيل الذى سوف ينتهجه لإثبات برائتها من تلك التهمة السوداء و الأوراق التى سوف تنفعه فى القضية و الشهود الذين سوف يستشهد بهم دق جرس الباب فأجزم أنه زايد و قد كان هو بالفعل.
فتح له و التقط منه بعض الحقائب و دخلا سويا للمطبخ و تركا الطعام و خرجا ليجلسا بالأريكة.
أدار زايد دفة الحديث قائلا بجدية
أنا عايز أفهم انت قابلتها ازاى و اتجوزتها ليه و بالطريقة دى...
تنهد يزيد بعمق ثم بدأ يسرد لشقيقه الحكاية كاملة بدءا من نقله من شرطة السياحة مرورا بإسناد تلك المهمة إليه ثم وقوعه فى حبها و حقيقتها التى اكتشفها مؤخرا ثم انقاذها أخيرا من التهمة التى سوف تلقى عليها اليوم عند اكتشاف المخډرات بالمواد الغذائية.
بينما الآخر يستمع و قد فغر فاه و جحظت عيناه من هول ما يسمع من غرائب و عندما انتهى يزيد أردف زايد بذهول
يااااه يا يزيد...بقى دا كله يحصل معاك و احنا و لا دريانين.
يابنى ما هى مهمة سرية و مكانش ينفع أتكلم فى أى تفاصيل عنها مع أى حد أيا كان.
هز زايد رأسه بتفهم و قال بعدم تصديق
قال و أنا اللى كنت مبسوط بخطوبتك لسمر و قولت أخيرا واحد فينا هيتأهل...مخطرش ف بالى أبدا إن انت كنت مجبر على كدا..
زفر يزيد پعنف على ذكر سمر و أردف بغيظ
الله يسامحه أخوك زيدان...كان نفسى أثير تكون ليا الأولى و الأخيرة..
سأل باستغراب
طاب أثير هتوافق تستمر فى الجوازة دى لو اتجوزت سمر.
شرد بعينيه قليلا فى اللاشيئ ثم قال بحزن دفين
حتى لو هى موافقتش تستمر...مش هسيبها يا زايد...حتى لو هضحى بجوازى من سمر...سمر عندها عيلة..أب و أم و اخوات هيهونوا عليها و هتعيش فى وسطهم لحد ما يجيلها نصيبها...إنما أثير هسيبها لمين...أسيبها للدنيا الغدارة تحدفها يمين و شمال لحد ما تكره نفسها و الله أعلم ممكن تعمل ايه ف نفسها..لا يا زايد...لو هتعيش معايا ڠصب عنها بردو مش هسيبها..
طالعه بنظرات مشفقة و قال له بمواساة
ربنا يكون فى عونك يا خوى...و يعدى الإيام الچاية على خير...
تنهد يزيد و هو يقول بأسى
يا رب... يا رب...المهم كل اللى حكيتهولك دا يفضل سر بينا مفيش مخلوق يعرفه...يوم ما هدخل عليهم فى البلد و أثير فى ايدى لازم تكون راسها مرفوعة و كرامتها محفوظة و محدش يستقل بيها أبدا لمجرد إن ملهاش عيلة...فاهم يا زايد..
سرك فى بير يا خوى مټخافيش.
ربنا يستر.
بدأ زايد يفرك معدته و هو يقول بملامح ممتعضة
مش هناكل بقى!...أنا جوعت و الأكل هيبرد.
طاب قوم فز يلا خلينا نجهز السفرة.
ماشى..بس متاخدش على كدا..
قاما بافراغ الطعام فى الأطباق و وضع يزيد وجبة أثير فى طبق منفصل عنهما و قاما برص الأطباق على الطاولة الصغيرة الموجودة ببهو الشقة و راح يزيد ليخبرها بأن الغداء جاهز...
خرجت أثير و عرفها على شقيقه أكثر و اتخذ كل منهم مقعده.
دارت بعينيها بين الأطباق فأردف يزيد بتوجس
احم....أنا خليت زايد يجيبلك لازانيا و ريزوتو.. يا رب يعجبوكى بقى. 
اومأت بامتنان ثم قالت باستغراب 
طاب ما جيبتوش الأكل كله زى بعضه ليه! 
أجابها يزيد بكذب  
احم.. أصل احنا بصراحة مبنحبش العك... احم.. قصدى اللازنيا و الريزو... جبنا الأصناف اللى بنحبها لينا. 
هزت رأسها بتفهم ثم بدأت فى غرس شوكتها فى طبق اللازنيا خاصتها بينما زايد أزال الغطاء عن طبق الباذنجان