رواية جديدة جامدة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

يوم إنى يكونلى ف قلبك مكان.... انت كداب يا يزيد... كداب و أنانى... كنت بتحبنى أه بس ضامن حبى ليك.. و كملت على هذا الأساس... عارف إن مهما طالت مهمتك هفضل أحبك.. بس أنا بحب كرامتى أكتر... فاهم!.. و دا آخر كلام عندى. 
هب من جلسته بانفعال قائلا بنبرة حادة تحمل بعضا من اللوم و العتاب
و اللى عملته معاكى!... و اللى بعمله و اللى لسة هعمله!!...كل دا ما يشفعش ليا عندك!
أجابته بتجهم
أنا ما طلبتش منك تعمل معايا حاجة و أنا مستغنية عن مساعدتك...و متنساش إنك أخدتنى ڠصب عنى و قولتلك سيبنى أنا عايزة أتسجن لكن انت اللى صممت على موقفك....
رد عليها بتهكم
لا فعلا أنا غلطت إنى أخدتك ڠصب عنك..
لم يجد جدوى من الحوار معها فزفر پعنف و هو يشيح بوجهه عنها يجاهد للسيطرة على أعصابه الثائرة و إلا هشم رأسها حتى تصدقه و تخضع له ثم قال بملامح جامدة و بنبرة باردة
عموما يا أثير هانم لا دا المكان المناسب و لا الوقت المناسب اللى ممكن نتناقش فيه فى موضوع مش هنخلص منه زى دا...و قومى بقى خلينا نغور من هنا.
قال عبارته الأخيرة بحدة و انفعال ثم تركها و انتظرها بالخارج فقد أثار جدالها غضبه بعدما قللت من معروف صنيعه معها و ضړبت به عرض الحائط و لولا أنه يعشقها و قد ڼصب نفسه أبا قبل أن يكون زوجا لها لتركها لمصيرها المجهول تهيم فى الدنيا على وجهها و تضيع فى غيابات الچب.
أحست أثير من ردود أفعاله الحادة التى قلما تصدر منه أنها قد بالغت فى جرعة إتهاماتها له الأمر الذى جعلها تشعر بالضيق من نفسها فمهما أخطأ فى حقها إلا أنه لم يتخلى عنها رغم معاملتها الجافة و عبارات اللوم و العتاب التى لا تنفك عن إلقائها على مسامعه بين الحين و الآخر فما الذى يضطره لتحمل متاعبها و أعبائها المادية و المعنوية سوى تلك المضغة التى جبلت على حبها هى دون سواها رغم حسن خلقته عنها و لكنه القلب الذى لا يضع أى إعتبارات لا لمال و لا جاه و لا جمال.
تنهدت بضيق من حالها و أقرت فى سريرتها أن تقلل من وطأة هجومها عليه تراه لا يستحق ذلك.
غادرا دار الأيتام و سارا على قدميهما تحت دهشتها البالغة و عندما طال إنتظارها لأن يتوقف و يستقلا سيارة أجرة قالت له باستهجان
احنا هنروح على رجلينا و لا إيه!
أجابها بوجوم و اختصار
لا طبعا...و احنا جايين كنت شوفت محل ملابس حريمى قريب من هنا...هنروح نشترى هدوم ليكى و بعدين نركب تاكسى و نروح.
هزت رأسها بإيجاب راسمة بسمة هائمة على ثغرها بعدما امتلكها الشعور بالامتنان و الأمان الذى يغدقها به بلا كلل أو ملل.
عندما وصلا للمحل المقصود استوقفها قليلا على مقربة منه و قال بجدية تامة
اسمعينى كويس يا أثير...انتى دلوقتى بقيتى مراتى و شايلة إسمى و كل تصرفاتك و تعاملاتك و لبسك هتكون واجهة ليا علشان كدا أنا ك يزيد سرحان الوزير ميمشيش معايا لبسك دا و لا شعرك الناعم الجميل دا يكون مكشوف كدا للكل...أى نعم انتى لبسك محتشم عن كل البنات اللى من سنك و اللى اتربوا بنفس الطريقة اللى اتربيتى بيها...بس بالنسبالى مش كفاية و مش هو دا الاحتشام اللى يرضينى.
سألته بترقب و بملامح مستنكرة
طاب ممكن أعرف الاحتشام اللى يرضيك دا يبقى عبارة عن إيه!
هز كتفيه بعدم اكتراث مجيبا بهدوء
البسى اللى انتى عايزاه بس لبسك يكون بكم طويل و ميكونش ضيق و مبين تفاصيل جسمك ميكونش قصير و يبين حاجة من رجلك و شعرك يتغطى بحجاب حلو كدا يليق عليكى.
رفعت حاجبيها باندهاش قائلة بتعجب
حجاب!!
أيوة حجاب...ايه المشكلة ف كدا يعنى!...احنا معندناش بنت تمشى بشعرها...سورى يا أثير هى دى عوايدنا...و فوق كل دا الحجاب فرض على المسلمة و أكيد انتى عارفة كدا.
لأ معرفش...اللى أعرفه إن الحجاب دا حرية شخصية اللى حابة تلبسه تلبسه و اللى مش حابة براحتها كدا كدا الحجاب مالهوش دعوة بالتدين.
استمع لتلك الكلمات بذهول تام مشدوها من أناس ذلك الوسط الذين حفروا بأذهانهم و أذهان أبنائهم تلك المعلومات المغلوطة و التى تنم عن جهلهم بأبسط الأشياء عن دينهم و يفكرون بطريقة الغرب....انتبه من ذهوله بعدما انتهت ثم أردف بنصح
أثير اللى انتى اتعلمتيه فى مدارس الطبقة الراقية دا غلط جدا و تفكير غربى بحت...حبيبتى الحجاب فرض على المسلمة...و بعدين الموضوع دا عايز شرح طويل و بالأدلة علشان تقتنعى و احنا واقفين فى الشارع كدا و شكلنا وحش...احنا هندخل نختار لبس مناسب و شيك بس ف نفس الوقت يكون محتشم بزيادة و هنجيب طرح و بعدين نبقى نتناقش فى موضوع الحجاب دا تانى بس لما نروح بيتنا ان شاء الله.
طالعته بعدم تصديق ثم قالت بتهكم
كلامك مش ماشى