الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية كاملة قوية الفصول من الواحد والثلاثون للاربعون بقلم الكاتبة الرائعة

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

رمقها بنظرة غاضبة.. أطاعت أمره فى الحال وأخذت من ملابسها عباءة منزلية واسعة قليلا ثم دلفت الى مرحاضها.. بينما هو ارتدى ملابسه التى حضر بها أمس وانتظرها ليهبطا سويا.. خرجت بعد قليل فنظر لها برضا عن ملابسها ثم أمسك يدها وكأنه يقول أنت لى فقط.. شعرت بالسعادة الطاغية لمجرد أنه تحدث معها بعض الكلمات حتى لو كانت غاضبة وأيضا أمسك يدها.. إنه لم يفعل ذلك منذ تلك الليلة المشؤومة.. اتجها لغرفة فريدة عندما سمعا صوت الجميع يأتى منها.. دق الباب ودلف فوجد خالد وعمه يجلسان على الفراش بجوار فريدة ويحاولان التحدث إليها قليلا.. ابتسم يوسف ابتسامته المعهودة ملقيا تحيته المازحة يا صباح الفل على احلي ست فى الدنيا.. عاملة اية انهاردة رمقته باحتقار قائلة كويسة نظر لها عبد الله پغضب بينما قال خالد محاولا تغيير حدة الجو صباح الخير يا يوسف.. لابس كدة ورايح على فين رد مبتسما رايح البيت هغير هدومى عشان اروح الشركة.. وهاجى آخد مريم بالليل رد عبد الله بحزم مش هيحصل.. انت تروح بيتك مع مراتك تجيب هدوم ليكم وتيجى تانى.. تقعدوا هنا اسبوع ولا حاجة وبعدين روح بيتك زى مانت عايز.. مبقيتش تسأل فى عمك الا لما فريدة تعبت وجيت كانت مريم تعتقد أن يوسف بالتأكيد سيرفض طلبه.. فهو لازال غاضب منه لما فعله به ولكنها فوجئت به يقول أنا آسف يا عمى.. انا فعلا كنت مشغول الفترة اللى فاتت.. مش هتتكرر تانى.. وهاخد مريم دلوقتى ونروح نجيب هدوم ونيجى ابتسم عبد الله برضا وربت على كتفه بحنان قائلا طول عمرك راجل يا يوسف.. انا بس بعاتبك لتكون نسيت ان ليك اهل تسأل عليهم ابتسم يوسف قائلا معقول.. مقدرش طبعا كانت فريدة بهذا الوقت تشعر بالسعادة.. لقد قدمت لها الفرصة على طبق من ذهب.. انشغلت بتفكيرها الشيطانى بينما يوسف ومريم قد ذهبا الى الغرفة مرة أخرى.. عندما دلفا قالت مريم متسائلة كان ممكن ترفض وبابا مش هيضغط عليك رد بهدوء دون أن ينظر إليها وأرفض لية ردت بارتباك يعنى عشان اللى حصل رمقها مطولا دون أن يرد شعرت هى بالحرارة تغزو جسدها ثم قال ببرود هو مهما كان عمى وفى مقام أبويا.. هو أب وعنده عذره فى اللى عمله.. رغم إن طريقته فى خوفه عليكى كانت غلط قال جملته الأخيرة بنظرة تعنى الكثير فهمتها هى على الفور.. بالتأكيد يقصد على اخفائه سبب الزواج الحقيقى.. كان من الممكن أن يقول الحقيقة ولديه قابلية الرفض او القبول ولكنه وضعه أمام الأمر الواقع.. سمعته يكمل پألم أخفاه عنها أما انتى مش لاقى لك عذر شعرت بغصة في حلقها.. ماذا تقول له.. أنها كانت تعيش بوهم كبير اسمه هشام.. كانت تظن أنه يحبها وسيضحى من أجلها ولكنه ضحى بها هى لنفسه.. انهمرت دموعها وهى تأخذ ملابسها من الخزانة ثم دلفت الى حمامها بينما هو ارتمى على الفراش شاعرا بإرهاق نفسى.. يريد مسامحتها ولكن لا يستطيع.. مجرد تخيله أن هناك رجل لمسها فقط تقتله كيف وقد اڠتصبها.. لا يقدر على تحمل الفكرة.. يشعر پسكين حاد يغرز فى قلبه ېنزف من قلبه دما.. خرجت بعد قليل مرتدية سروال قطنى واسع باللون الأسود وعليه بلوزة طويلة باللون الأبيض بأكمام واسعة ولها إسورة صغيرة مزركشة بنقوش من الأسفل وطرحة صغيرة سوداء.. قالت بخفوت انا جاهزة قام من مجلسه واتجه الى الأسفل فذهبت وراءه.. استقلا السيارة قاصدين المنزل.. كان الصمت سيدهما طوال الطريق.. كانت تفكر بحياتهما القادمة بينما هو مشغول بالتفكير فى شئ آخر.. الآن هو فى ورطة حقيقة.. عندما يأخذ جلساته بالتأكيد سيشعر أحد ما بما يعانيه.. كيف سيمضى تلك الأيام هناك.. وصلا بعد دقائق ثم صعدا سويا.. اتجه كل منهما الى غرفته يأخذ ما يحتاجه.. كان هو يبحث فى مكتبه عن أية أوراق مهمة.. فتح أحد الأدراج ليظهر له ظرف الصور.. تطلع إليه عدة لحظات ثم أخذه.. جلس على الكرسى وهو ينظر له بنظرات شاردة.. قبل ذلك كان يثق بها ثقة عمياء.. الآن يشعر بأنه يريد التأكد من تلك الصور.. لازال يثق بها ولكن جزء من قلبه يريده فعل ذلك.. أخذهم مع حاجياته ثم خرج.. وجدها تخرج من غرفتها حاملة حقيبة صغيرة فاتجه الى خارج المنزل وذهبت وراءه.. استقلا السيارة مرة أخرى عائدين الى فيلا عبد الله الراوى.. وقف يوسف أمام الفيلا قائلا ادخلى.. انا رايح مشوار وجاى نظرت له عدة لحظات ثم ترجلت من السيارة.. تابعها بنظراته حتى اطمئن من دخولها ثم ذهب.. اتجه الى محل صغير لبيع الهواتف.. أتذكرون عمر.. من قام بوضع الكاميرا الصغيرة بمكتب يوسف.. بعد السلام.. أعطاه يوسف الصور قائلا بهدوء لو سمحت يا عمر.. عايزك تتأكد لى من الصور دى حقيقية ولا لا.. انت اللى تتأكد مش حد تانى رد عمر مبتسما من عنيا.. تعالى بكرة فى نفس المعاد أومأ بإيجاب ثم شكره وذهب عائدا الى الفيلا مرة أخرى.. قضى اليوم معهم دون الذهاب الى الشركة وقد اتصل بحمزة ليخبره بعدم مجيئه.. بينما عبد الله قد شعر بتوتر الأجواء بين يوسف ومريم.. رغم محاولة يوسف لإخفاء الأمر.. كان يعامله كعادته دائما ولم يبد عليه أى ڠضب ناحيتها ولكن نظرات ابنته الحزينة هى من أعلمته بذلك.. فى المساء استئذن يوسف للذهاب دون إخبارهم بوجهته.. ذهب تحت نظرات مريم التى تملأها الحيرة والحزن.. ذهب يوسف الى الطبيب لأخذ جلسته وقد مرت عليه پألم أصعب من ذى قبل.. بعد انتهاءه جلس بسيارته لفترة مطولة حتى تمالك نفسه وقد دقت الساعة الثانية صباحا.. عاد الى الفيلا فرأى الأضواء مطفئة.. حمد الله فى نفسه فيبدو أنهم نائمين.. دلف الى الفيلا بخطوات متعبة ليقف فجأة عند سماعه صوت عمه يقول اتأخرت اوى يا يوسف.. مريم لحد دلوقتى قاعدة فى اوضتها مستنياك ركز عبد الله نظراته عليه ليجد بشرته قد تحولت للأصفر وعينيه شديدة الاحمرار.. حاول اخفاء تعبه قائلا بقوة كان فى مشكلة فى الشركة معرفتش امشى الا اما احلها أومأ عبد الله بإيجاب فاستئذن يوسف وصعد لغرفة مريم بينما عمه يطالعه بشك.. دلف الى الغرفة فوجدها تنتظره على الأريكة.. فور رؤيته قامت مسرعة قائلة كنت فين كل دة.. قلقت عليك رد ببرود هيهمك اوى نظرت له بحزن بينما هو تجاهلها وأخذ ملابسه ثم دلف الى المرحاض.. اغلق الباب بإحكام ثم أفرغ كل ما فى جوفه.. أمسك معدته پألم يرتسم على ملامحه.. ظل هكذا لعدة دقائق حتى ارتدى ملابسه بمعجزة ثم خرج.. وجدها نائمة بفراشها وقد تدثرت بالغطاء.. ارتمى على الأريكة شاعرا بالألم ينهش جسده ثم غط فى نوم عميق بعد معاناة.. وكان آخر ما أغلق عليه عيناه.. وجهها..
باليوم التالى استيقظ يوسف متأخرا فوجد الغرفة فارغة.. تحمم وارتدى بذلته ثم هبط للأسفل.. وجد الجميع يجلس على الطاولة.. قال مبتسما صباح الخير رد الجميع
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات