رواية تحفة الفصول من الرابع للسابع بقلم الكاتبة الرائعة
انت في الصفحة 1 من 15 صفحات
الفصل الرابع ..
دقة .. أثنتان .. ثلاثة .. أربعة .. خمسة ..
أرتفعت دقات الساعة بهدوء وحزم لتغطى على دقات قلبها المتسارعة وهى تستعد لملاقاة توأمتها ..
فهاهو اليوم قد مر سريعا دون أن تشعر وحان وقت الرحيل ..
غادرت فرح منزلها بحماس للتوجه إلى المطار حيث ستنتظر شقيقتها التى على وشك الوصول بعد بضع ساعات ..
ألقت نظره أخيرة طويلة على شرفه هشام كعادتها وهى تستقل سيارتها لكنها أصيبت بخيبة أمل عندما وجدتها فارغة فلا أثر لهشام بها ولا حتى .. كريم ..
كريم !!
لم تذكرته على هذا النحو ! بل وكأنها كانت تبحث عنه هو فهى تعلم جيدا أن هشام نادرا ما يخرج إلى الشرفة فى تلك الساعة لكن يبدو أنها تلك المرة أملت وجود شخص آخر !!
تمتمت بذلك داخلها عندما قامت بتشغيل محرك سيارتها إستعداد للمغادرة لكن أفزعتها تلك الطرقات الخفيفه المتتالية أعلى النافذه المجاورة لها ألتفتت بملامح يبدو عليها الذعر والتى تحولت فى بضع ثوان إلى إبتسامة لم تعتدها هى لكنها حقا لم تستطع سوى أن تبتسم فور رؤيتها لإبتسامته تلك ..
دون تفكير قامت بفتح نافذتها قائلة بمرح يماثل تلك البشاشة التى تعلو وجه زائرها
عقد كريم ساعديه أمام صدره قائلا بجدية مصطنعة
_ عادى يعنى مش عيب الراجل ينضف على فكرة ...
ثم أضاف وهو ينحنى بجسده إلى الأمام مستندا على نافذتها قائلا بمرح
_ أوعى تكونى مش مؤمنة بدور الراجل فى البيت .. شكلك عنصرية ..
تصاعدت ضحكات فرح من طريقته تلك قبل أن تجيبة بعفوية
_ لا ياعم براحتك
ظهر التردد على ملامح كريم وهو يتسائل
_ أقدر أعرف على فين العزم إن شاءالله
فرح بلا مبالاة وقد استعادت جفائها
_ وأنت مالك
كريم ولازالت الإبتسامة تعلو وجهه
رفعت فرح حاجبيها بإستنكار مجيبة
_ هو أنا مش قولتلك مش فاضية وبعدين أنت عاوز نتقابل ليه أصلا مش فهماك بصراحة ..
طلت معالم الجدية على وجه كريم قائلا وهو لايزال متكئا على نافذتها
_ لا ده موضوع يطول شرحه .. عموما مش هعطلك دلوقتى شكلك مستعجلة ..
ثم أضاف برقة بعد أن قام بإدخال رأسه قليلا داخل السيارة حتى يتمكن من رؤيتها عن قرب
_ بس بصراحة مقدرتش أمنع نفسى إنى آجى أسلم عليكى وأشوف عنيكى وقت الغروب .. الظاهر إنى أدمنت ملامحك اللى جننتنى من أول مرة شوفتك فيها ..
_ أنا اتأخرت ولازم امشى ..
وقبل أن يخرج رأسه من سيارتها ألقى بجوارها زهرة صغيرة حمراء اللون قائلا
_ بلون خدودك بس أنتى خدودك أحلى من مېت وردة ..
لم تجبه هى بل أنطلقت بسيارتها بعد أن ابتلعت لعابها بصعوبة محاولة تجميع شتات نفسها دون أن تعلق على كلماته تاركه إياه من ورائها ينظر فى إثرها وهو يلتمس بيده مؤخرة رأسه ويحركها بلطف مع إبتسامة حب ظاهرة أعلى شفتيه والتى زادته جاذبية مع تلك اللمعة التى زينت عدستيه ..
حاولت الظهور بمظهر جاد حين مغادرتها لكن ما إن أبتعدت عنه بضع كليومترات حتى سمحت لتلك الجدية المرتسمة على وجهها بالتهاوى ليحل محلها إبتسامة عريضة لامبرر لها سوى إنها لازالت تراه من خلال مرآتها وهو لم يبرح مكانه بعد ...
تلمست أصابعها برقة تلك الوردة بجوارها قبل أن يستعيد ذهنها كلماته من جديد ويكون عقلها صورة مصغرة له بإبتسامته التى لم تعد تستطع مقاومتها ..
هى حقا لاتعلم كيف كانت توصمها بالحماقة من قبل لكن آن لها أن تعترف الآن أنها تشعر بذلك الإحساس الغريب والذى يشبه السعادة إلى حد كبير فور رؤيته فهو مرح خفيف الظل وسيم ذو إبتس .....
توقفت فرح عن تفكيرها ذلك متمتة بإنزعاج وهى تحاول جاهدة إزاحة صورته من داخل عقلها وكأنها شعرت بالذنب لتفكيرها بشخص آخر
_ إيه الهبل اللى بفكر فيه ده .. وهو اصلا يجى إيه جمب هشام التقيل الراسى ..
ثم أضافت بتفكير
_ ياترى هو عارف باللى بيعمله صاحبه ده .. لا لا معتقدش طبعا أكيد هشام مش هيسمحله يقربلى لو عرف بالكلام اللى بيقلهولى ده ..
ظهرت ملامح الحزن أعلى قسماتها وهى تفكر
_ بس هشام عمره ماقالى كلام كده .. كل كلامه معايا بحدود ..
حاولت تبرير ذلك بقولها
_ آه طبعا عشان هو محترم وبعدين هو لسه ميعرفش أصلا انى بحبه .. خلاص هانت بقى عيد ميلاده قرب وهقوله على كل حاجه ..
حاولت جاهدة إظهار إبتسامتها من جديد عند تذكرها أمر هديتها