رواية عشق افعي من 5-8
ماذا تفعل أو ماذا يجب أن يكون رد فعلها لأنها تعلم جيدا بأن هذا المال ليس مهرها بل هو سعرها !!!!!
يالله كم الحقيقة مؤلمة فقد باعها خالها الآن أمام عينيها لمن دفع أكثر ...نعم هذا ماحصل ...لقد تم الآن صفقة شرعية و قانونية .. بعيد كل البعد عن الزواج ...ولكن ما
جعلها تفتح فمها بذهول ما إن جائتها الطعڼة الأخيرة التي جعلت لسانها يعجز عن النطق
بسرعة لتحاول أن تسايره بخطواته الواسعة دون
حتى أن تودع والدتها التي كانت تنتظر دخولها بلهفة
لاتعرف بأن إبنتها الوحيدة قد ذهبت إلى المجهول
الفصل السادس
كانت تجلس على سريرها تنتظرهم وما إن فتح الباب حتى نظرت خلف زوجة أخيها الذي دخلت منه الآن لعلها ترى خلفها إبنتها وعريسها لتقبلها وتشمها وتهنئها... وترى زوج غاليتها لتوصيه عليها وتجعلها أمانة في عاتقه تسأله عنها يوم القيامة ولكن کسى الحزن وجهها وهي تسألها
غالية فين ...أكيد قاعدة مع عريسها برا صح
مين دي اللي برا ...دي زمانها وصلت بيتها ودخلت كمان
لتقول بۏجع قلب
راحت من غير ماتسلم عليا !!
معلش شكل العريس كان مستعجل شوية ...ختمت كلامها وهي تضحك بمغزى وقح ثم خرجت وهي تتدلع بمشيتها
رجف فكها ولمعت الدموع بعينيها پقهر ثم أخذت مسبحتها لتبدأ بالتسبيح والإستغفار ودموعها تنزل تغسل روحها المعذبة قبل وجهها لعل هذا يهون على قلبها المسكين حزنه وبداخلها تلهث بالدعاء لغاليتها فهي تعلم بأن إبنتها سيدة العناد والتحدي ...
تبلدت مشاعرها تماما وكأنها چثة هامدة تنتظر بهدوء إستيقاظها من هذا الکابوس التي تعيش به الآن أي فتاة أخرى في مكانها كانت ستبكي وهذا الشئ الطبيعي... هذا الذي يجب أن يحدث إلا أنها كانت كالتمثال تحاول أن تستوعب أو تفهم ماحدث حولها ...
نظرت له خلسة بقرف من طرف عينيها وهذه أول مرة تراه فيها وأخذت تقيمه ...امممم لابأس به فهو كان حنطي البشرة بجسد ضخم لا بل كان عملاق بالنسبة لقامتها هي مع أن طولها مناسب ولكن بالمقارنة معه كانت أشبه بالقزم أمامه
وعينان بنية لامعة ولكن ماكان يفسد جمالها هي تلك الهالات التي تحيط بهما كالباندا... لاحظت نزول شعر ناعم كالحرير وأسود كالليل على جبينه ولكنه طويل بعض الشيء يحتاج إلى قص ولكن رغم هذا لاتنكر بإنه يليق به ويحمل من الوسامة وقدرها
أما يحيى كان في عالم آخر تماما عنها أخذ يقود سيارته وكل مايشغل تفكيره هو أين يذهب بها هل يستأجر شقة أم يذهب إلى فندق او يعود بها إلى الوكر
ولكن كيف يعود والوكر مكان لايناسب لفتاة مثلها
فكل النساء هناك عبارة عن بنات ليل متاحين للجميع
...أمسك صدغه بتعب ثم أعاد شعره إلى الخلف ...اااخ ماذا يفعل بهذه المعضلة التي لم تخطر على باله ...
ولكن ما لم يستطع أن يتجاوزه حتى الآن هو صډمته ما إن رآها ترتدي الحجاب مع ثياب فضفاضة محتشمة
فهو كان يتوقع بإنها اااء ...لااا هو لم يرسم بمخيلته كيف سيكون شكلها بل هو لم يفكر بهذه النقطة.. هذا لأنها ببساطة لاتفرق معه كل ما أراده هو أن ينتقم من ذلك الحثالة بها ...
يعني بإختصار هي لاتهمه ولا تعني له شيئا بتاتا ولهذا السبب سيذهب بها إلى شقته في الوكر وسيمنعها من الخروج منه لكي لايراها أحد وهكذا سيستطيع أن يعيش حياته كما كانت دون أن يضطر أن يغير شيء لأجلها
هذا الحل الذي وصل له بعد تفكير عميق ..أدار الدركسيون ليغير المسار... وبعد وقت لايستهان به وصل لمكان مقطوع بعيد عن تجمعات الناس حتى ظنت بإنها خرجت من العاصمة بأكملها
مما جعلها تنظر حولها والړعب بدأ يسكن مقلتيها
ظلام دامس يغطيهم... الطريق خالي من السيارات ...كادت أن تلتفت له وتضربه على رأسه وتصرخ به يا أيها المعتوه أين ستذهب بي ماهي حكايتك من تكون ولكن سرعان ماضاعت خطتها بالھجوم عليه ما إن وجدته يقترب من مكان غريب بمنطقة عشوائية كبيرة من الخارج مظهرها عبارة عن أنقاض وبقايا منازل قديمة مهجورة لاحياة فيها ولكن ما إن إقتربوا أكثر حتى وجدت بأن كل هذه الأشياء لم تكون سوا سور أو تمويه لما في الداخل
كان يوجد قطاعين طرق أو هذا ما ظنته عند المدخل الذي كان عبارة عن مجموعة صفائح من الحديد الصدئ ولكن قبل أن يقترب منهم وجدت ذلك الذي يدعى زوجها يضع يده على رأسها من خلف وأنزلها بقوة إلى الأسفل وهو يوجه لها الكلام لأول مرة بأمر صارم
إداري تحت كويس ماتخليش حد يشوفك ولا يسمعلك صوت
إحتضنت نفسها بسرعة بذراعيها بحماية وأغمضت عينيها وأخذت تدعي بهمس خاڤت بالكاد هي سمعته
يارب إحميني وأسترني بسترك وإحفظني من الناس الغريبة دي ...
صمتت ورجفت بشكل تلقائي وهي تضع كفها على فمها تكتم أنفاسها ما إن وجدته رفع كفه لهم كسلام عندما مر بسيارته من عندهم ليرحبوا به جميعا
أهلا يالداغ ...نورت
ليرفع بعدها هاتفه وأخذ يقول بأمر بعدها
إسمع ياحودة تعالالي عند شقتي وإستناني تحت ..
أنهى المكالمة ليقف بعدها عند عمارة بابها الرئيسي مكسور ...نزل من السيارة وفتح الباب الخلفي وأنزل حقيبتها ثم توجه نحوها وفتح الباب الذي يجاورها ليراها ماتزال محشورة تحت الكرسي لينحنى ويمسكها من معصمها ثم سحبها بقوة لتنزل معه متوجها بها بسرعة لداخل العمارة ليجعلها تقف تحت الدرج بمكان مظلم ثم أعطاها حقيبتها لتحملها
لحقت به حتى كادت أن تنادي عليه عندما وجدته يتركها ويخرج ولكن سرعان ما رجعت إلى مكانها ما إن رأت شخص شكله كالمجرمين يقترب من زوجها المبجل الذي قال وهو يرمي له المفتاح
خد العربية ورجعها الكراج بس أوعى يتخدش منها حاجة دي عهدة أروح فيك بداهية
إعتبره حصل ياعريس ...ما إن قالها حودة نظر خلفه حتى فهم يحيى بإنه رآها وهي تدخل معه ...ليقول بعدها وهو يهز برأسه
طب يلا أتكل و وريني عرض قفاك
حودة بهزار
طبعا هتزحلقني يا باشا الليلة ليلتك
يحيى بتنهيدة
مابلاش قر أمك ده ...ويلا إخفي من هنا ...ومش عايز أنبه عليك
في بير طبعا من غير ماتوصي ولا كأني شفت حاجة
ربت يحيى على كتفه وقال بإبتسامة جدع ياض
أما غالية
إحتضنت حقيبتها الصغيرة ما إن رأته يدخل و يقترب منها ليسحبها معه إلى الأعلى وكأنها دمية يحركها كيفما يشاء كانت شقته بالطابق الثاني وصل إلى بابها وفتحها ليدخلها قبله أو بالمعنى الأصح دفعها أمامه
أخذت تنظر إلى المكان كانت الأرضية سيراميك أبيض ولكن قد تحول لونه من عدم التنظيف إلى تصبغات الرمادي الممزوج بالبني ...كان يوجد غرفة واحدة وصالة وحمام ومطبخ مساحتة صغيرة
على ما يبدو بأن هذا المكان مهجور لم يسكنه أحد منذ شهور ...ولكن سرعان ماغيرت رأيها ما ان رأت ثياب نوم باللون الأحمر مرمية على أريكة الصالة عند هنا قطبت جبينها بإشمئزاز وهي تمرر نظرها على صاحب هذا المكان وكأنها تقارن مابينه وبين منزله ياترى أيهما أكثر قذارة بالتأكيد هو سيفوز بهذه المنافسة ...
تنهدت بصبر مع أن الصبر ليس من شيمها ذهبت وجلست على الأريكة بعدما رفعت أمامه تلك الثياب من طرف أصابعها ورمتها بعيدا بإهمال
أما يحيى لم يعلق على فعلتها فهو متعب الآن... تركها وذهب إلى الغرفة ليخرج له ثياب نظيفة ثم توجه إلى الحمام ليزيل عنه عبق اليوم الطويل الذي مر به
وما إن خرج حتى وجدها ماتزال جالسة بمكانها ولم تغير ثيابها بعد ...ليتجاهلها وكأنها غير موجودة ودخل إلى الغرفة ورمى نفسه على السرير بإرهاق ونعاس فهو لم ينم منذ يومين بسبب الشحنة التي وصلت أمس
والآن حان وقت النوم هذا ماقاله عقله وهو يغمض عينيه بإستسلام تلقائي وراحة لا توصف ...فعلته هذه جعلت غالية تقف مصعوقة ...هل ينام كيف ينام ويتركها هكذا أخذت تقرص وجنتها هل هي الآن مستيقظة أم نائمة لأن ببساطة كل مايحدث الآن غير منطقي على الإطلاق لماذا تزوجها هذا الكائن الغريب ماذا يريد منها
بعد مرور ساعتين من التساؤلات لم تجد لها أجوبة سحبت حقيبتها وأخرجت لها ثياب مريحة لتذهب إلى الحمام لتغتسل وتغير ثيابها وما إن خرجت حتى إرتدت أسدالها وفرشت سجادتها وجلست عليها تنتظر أذان الفجر.. ولكن الغريب لم تسمع صوت أي أذان مع إن الوقت قد فات !!!
نهضت وأدت فرضها ثم نظرت نحو باب الغرفة هل تذهب وتوقظه للصلاة أم تنتظره ينهض من نفسه
ولكن ما إن تأخر الوقت وبدأ النور يشق الظلام نهضت
من مكانها ودخلت عليه لتقف إلى جانب السرير تتأمله
كان ينام في وسط الفراش على بطنه وهو يفرد ذراعيه إلى الأعلى يرتدي بنطال قطني رياضي أسود مع تشيرت ربع كم أسود ..كان هناك شخير بسيط يصدر منه على مايبدو بإنه لم ينم جيدا منذ أيام
إنحنت نحوه وأخذت تناديه يحيى ....إصحى صلاة الصبح هتفوتك ...يحيى الصلاة خير من النوم.. يلا قوم
عشان ربنا يباركلك في يومك
كان تتكلم بصوت هاديء مريح للأعصاب وبرغم نومه العميق إلا أن نغمتها الناعمة أيقظته وجعلته يفتح عينيه وهو يرفع وجهه لها ويقول بصوت مبحوح وناعس
هي الساعة كام
ماتخافش لسه في وقت ع الشروق هتلحق صلاتك
قالتها وهي تظن بإنه سينهض ولكنها إندهشت ما إن عاد إلى نومته بعدما صړخ بوجهها بإنزعاج
إخفي من وشي أحسلك
عديم الذوق ...تمتمت بها وهي تخرج من الغرفة ثم توجهت إلى الأريكة لتستلقي عليها بتعب لتغمض عينيها بإختناق وهي تحاول أن تهرب من تفكيرها المستمر إلى النوم
أشرقت الشمس تعلن عن يوم جديد لتستيقظ بإستغراب على صوت صړاخ يأتي من الخارج وهو ينادي على ذلك المغفل الذي ينام في الداخل ولكن قبل أن تذهب نحو الشرفة لتجد من هذا الذي ېصرخ فصوته مألوف بالنسبه لها... حتى وجدت يحيى يخرج من داخل الغرفة
ويذهب نحو الشرفة بسرعة ولكن سرعان ما إن إبتسم بانتصار ممزوج