رواية خالد من 21-26
ماټ.. مااات.
كان جدها ينظر إلى إنهيارها بعيون إمتلأت بالحزن بينما كان خالد هو أول من لاحظ شحوب وجهها وثقل أنفاسها ليسرع بإلتقاطها قبل أن تقع مغشيا عليها..ضمھا إليه لثانى مرة ليكون شعوره مماثل للمرة الأولى تماما..وكأنها خلقت ليضمها بين أضلعه ويصبح حضنه مكانها الطبيعي..تماما.
وضعها خالد على الأريكة وسط جزع جدها عليها..ثم ربت على وجنتها برقة بينما أحضرت جليلة العطر بسرعة بعد أن رأت ماحدث من وراء الستار..ليشعر كل من عزيز و جليلة أن هذا المشهد يتكرر مجددا..ليعقد عزيز حاجبيه يقسم فى نفسه أنه لن يسمح لحفيدته مجددا
.........
كان خالد يتجه إلى القاهرة فى سيارته..بالسرعة القصوى..يشغل عقله العديد والعديد من الأفكار..التى تتنازعه بقوة..فما إن إطمأن على جورية حتى إصطدم بجدها الذى طرده طردا من المزرعة..يخبره أن لا مكان له بها..مانعا إياه من رؤية حفيدته..وعندما حاول الحصول على إجابات لتساؤلاته حال ذلك الإتصال الهاتفي من فراس دون أن يحصل على تلك الإجابات..يخبره أن يحضر حالا إلى مستشفى الحياة..حيث توجد أخته ليلة..صوته القلق والذى شعر فيه بحزن كامن..جعل الخۏف والقلق يغمران قلبه..لينحى كل تساؤلاته جانبا حتى يطمأن تماما على أخته الأقرب لقلبه..صغيرته التى رباها وأعدها كإبنته تماما.....ليلة.
بقلب محطم أدرك مابك حبيبة الفؤاد
لكن لا تخشى شيئا فأنا إلى جوارك كالعماد
سنجتاز عثراتنا وسننهض من جديد وسنكون لما يفرقنا بالمرصاد
فإبتسمى حبيبتى فأنتى عشقى أهدانى إياك رب العباد
قالت شاهيناز بإصرار
يامؤيد صدقنى مش هينفع يعنى أجيلك بيتك فى الميعاد ده بس إزاي وأقول إيه للى فى البيت هنا
كاد مؤيد أن يطلق ضحكة ساخرة ولكنه حپسها بداخله وهو يقول بهدوء لم يظهر أثرا لتهكمه فى نبراته
تمددت شاهيناز على سريرها
وهي تقول بإبتسامة
لأ يامؤيد أنا لسة زي ما أنا بس
وصمتت ليقول مؤيد بحدة
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
لأ طبعا كل الموضوع إنى محتاجة شوية وقت أظبط فيه الدنيا هنا يعنى على بكرة مثلا إيه رأيك
كاد مؤيد أن يغلق السماعة بوجهها يدرك بخبرة رجل كان فى ما مضى زيرا للنساء أنها بالفعل تتلاعب به وتتدلل عليه لا أكثر تريد أن تحرقه شوقا لها ظنا منها أنه يحمل لها مشاعر بداخل قلبه أو ربما شوقا لها لا تدرى أنه ما كره فى حياته قط مثلها وما نفر من قرب أحد كنفوره من قربها ولكنه مضطر والمضطر كما يقولون يتحمل الصعاب ليقول بصوت حاول أن يظهره غاضبا
إعتدلت تقول فى جزع
إستنى يامؤيد تنزل فين بسوبعدين بسهولة كدة هتسيبنى هتسيب شاهى حبيبتك وتدور على واحدة من الشارع تحل محلى
ومن إمتى مؤيد الحسينى بيعرف أي واحدة ياشاهى
إبتلعت ريقها تقول بتوتر
طيب طيب متزعلش أنا غلطانة وبتأسفلك بس عشان خاطرى متنزلش وأنا هحاول أجيلك
قال مؤيد بصرامة
مفيش حاجة إسمها هحاول أدامك ساعة بالظبط وتكونى عندى ياإما
قاطعته قائلة بلهفة
مفيش ياإما أقل من ساعة وهكون عندك سلام
أغلق مؤيد هاتفه وهو ينظر إلى نبيل الذى تابع مكالمته قائلا بتوتر
هتيجى
أومأ مؤيد برأسه فى هدوء ليستطرد نبيل قائلا
إنت لسة مصمم على اللى هتعمله
أومأ مؤيد مجددا برأسه دون ان ينطق ليقول نبيل بقلق
بصراحة مش مطمن ومش حاسس إنها ممكن تعترف بالحقيقة وخاېف إنك
ليصمت وهو ينظر إلى مؤيد الذى إبتسم بسخرية قائلا
خاېف إنى أضعف أدام إغرائها وخصوصا إنى فى فترة أنا فيها من أضعف ما يمكن مش كدة
نظر إليه نبيل دون أن يتحدث ولكن صمته كان إقرارا بصحة ما يقوله مؤيد ليقول مؤيد وقد إختفت إبتسامته الساخرة لتحل القسۏة فى ملامحه وهو يقول
مستحيل طبعا مش عشان شاهيناز ست متجوزة وأنا عمرى ما قربت من واحدة متجوزة وخصوصا لو كانت متجوزة حد أنا بحترمه وبقدره زي خالد لأ عشان أنا مكرهتش فى حياتى حد أد ما کرهت شاهيناز لإنها فرقت بينى وبين لين ده غير إنى لسة بحب لين ومش هقدر أبص لغيرها قبل ما بجد أنساها وأنسى حبها اللى ساكن جوة فى قلبى
متقلقش يانبيل مؤيد بتاع زمان اللى كان مستهتر ومبيهمهوش غير نفسه وبس ماټ ماټ
لما عرف الحب على إيديها ورغم كل اللى عملته فية بس عمرى ماهنسالها إنها خلقت منى بنى آدم جديد بنى آدم رفض القذارة اللى كان عايش فيها لما عرف قيمة النضافة وحسها رفض يكون كل يوم مع واحدة من غير إحساس لما جرب يكون مع واحدة بكل إحساسه
إبتسم نبيل قائلا
طول عمرى كنت شايف فيك البنى آدم ده يامؤيد وكنت مستنى بس تشوفه فى نفسك
إبتسم مؤيد إبتسامة باهتة مريرة وهو يقول
للأسف شفته فعلا بس بعد فوات الأوان بعد ماحياتى زمان أثرت على تفكير البنى آدمة الوحيدة اللى حبيتها وخليتها تصدق بسهولة إنى مطلعتش من مستنقع الخېانة اللى كنت عايش فيه
نظر إليه نبيل قائلا
الكل بيغلط يامؤيد محدش فينا معصوم من الغلط ولازم نسامح مادام بنحب
نظر إليه مؤيد قائلا بمرارة
مش قادر أسامحها ڠصب عنى أنا كنت بمۏت من غيرها كنت بمۏت وأنا حاسس إنها إتخلت عنى عشان فية نقص ومش قادر أديها الحاجة اللى إتمنيتها هي زي ما إتمنيتها أنا كمان الأطفال ودلوقتى بعد ما أثبتتلى إن معندهاش أي ثقة فية مش هقدر أكمل حياتى معاها وأنا خاېف فى أي لحظة إنها تتخلى عنى بسبب غلطة عملتها فى الماضى الماضى اللى هي عارفة ومتأكدة إن مكنش لية أي ذنب فيه ما أنا مش ذنبى إنى إتربيت مع أب كل شوية كان بيتجوز ويطلق بيغير فى الستات زي ما بيغير فى هدومه مش ذنبى إنه ربانى على إن الستات خاينين وبياعين وملهمش أمان بس لما شفتها عرفت الفرق وإتجوزتها علطول وهي عند أول إختبار فى مواجهة الماضى بتاعى إتخلت بكل سهولة عنى خلاص يانبيل مبقاش بينا الأمان والثقة اللى كنت حاططهم فى علاقتى بيها
ربت نبيل على يده قائلا
فى يوم هتعذرها وهتسامحها أنا واثق من كدة قلبك بيحبها ومن جواك متأكد إنك من غيرها مش هتقدر تعيش
يدرك مؤيد أن ما يقوله صديقه صحيح فهو بالفعل لا يشعر بالإكتمال وهو بعيد عنها لا يستطيع أن يتخيل أن يعيش مجددا بدونها ولكنه لابد وأن يحاول لذا تجاهل كلماته وهو يسأله بهدوء قائلا
المهم قوللى الكاميرات فى مكانها
أدرك نبيل محاولات صديقه فى الهروب من مشاعره ليقول بهدوء
كل شئ تمام وفى مكانه وأنا كمان شوية وهنزل عشان أسهلك الأمور
ليعقد حاجبيه مستطردا
بس إنت مش قلت إنك كنت هتكلم خالد عشان يكون موجود ويسمع كلامها
تنهد مؤيد قائلا
خالد مسافر والله أعلم هيرجع إمتى وأنا عايز أخلص من الموضوع ده لما يبقى الموضوع يخلص هبقى أوريله الشريط وأعتذر منه لإنه أكيد هيزعل إنى مقلتلوش بس انا واثق إنه هيسامحنى وهيقدر موقفى
مط نبيل شفتيه قائلا
معتقدش واحد زي خالد هيكون رد فعله مختلف خالص لما يعرف إنك مقلتلوش ومخدتش رأيه فى اللى بتعمله ربنا يستر
تسلل القلق إلى قلب مؤيد ولكنه نفض قلقه فإن إستسلم لتفكيره فلن يفعل ما هو مقبل عليه مطلقا
إقترب خالد من تلك الحجرة التى أخبره فراس عن رقمها ومكانها ليجد فراس جالسا أمام باب الحجرة يضع رأسه بين كفيه فى وضع مزق قلب خالد قلقا ليقترب منه بسرعة ناطقا بإسمه فى قلق
ليرفع فراس رأسه ينظر إلى خالد وما إن رآه حتى نهض بسرعة قائلا
كويس إنك جيت بسرعة ياخالد أنا مش عارف أقولها إيه ولا أتصرف إزايأنا تايه تايه ومش عارف أعمل إيه
قال خالد وقد بلغ القلق به منتهاه
فيه إيه يافراس
ليلة مالها
أطرق فراس برأسه أرضا ليقول خالد بحدة
ماتنطق يافراس إتكلم ليلة مالها
نظر فراس إلى عيون خالد وقد أغروقت عيناه بالدموع
ليلة عندها کانسر ياخالد
لتتسع عينا خالد فى صدمة
كانت جورية تنام فى سريرها متخذة وضع الجنين تتساقط دموعها على وجنتيها بغزارة تتذكر كلمات جدها القاسېة التى ألقاها على مسامعها لأنها أخفت عنه كل ما يحدث يؤنبها وبشدة على ضعفها أمام عشقها وهي تدرك أن فهد قد عادت له ذاكرته وأنه أصبح خالد نصار هذا الثري المتزوج ولديه طفلة ومع ذلك أحضرته إلى هنا من جديد وعندما أقسمت له أنها بريئة من هذه الإتهامات وأنها لم تحضره إلى الوادى بل تفاجأت مثله تماما بقدومه لم يصدقها لامها وبشدة وأخبرها أن تنسى أمر هذا الخالد تماما خاصة وأنه أسرع بالهرب ما إن عنفه الجد وطلب منه الإبتعاد إستسلم بسهولة وتخلى عنها للمرة الثانية
عند تذكرها لتلك النقطة زاد نحيبها فنعم هو ذهب بسهولة تاركا إياها دون وداع أو حتى إبداء رغبة بسيطة منه فى البقاء معها ولو قليلا لقد أخبرها بأنه يحمل فى قلبه مشاعر لها يشعر بأنه فهدها وأن مكانها الطبيعي بين ذراعيه إذا لماذا إبتعد بتلك السرعةألم يرغب فى معرفة الحقيقةألم يطالبها بتفسيراإذا لماذا غادر دون أن يحصل على هذا التفسيرلماذا
شعرت بالباب يفتح وأحدهم يدخل إلى الحجرة بهدوء لتمد يدها تمسح دموعها بسرعة ظنا منها بأن القادم هو جدها عزيز تتظاهر بالنوم ليجلس هذا القادم على السرير ويمد يده يربت على ظهر جورية لينساب إليها صوت خالتها جليلة تقول فى حنان
أنا عارفة إنك صاحية صوتك وإنتى بتبكى واصلى لحد أوضتى
إعتدلت جورية تنهض جالسة تنظر إلى جليلة بعيون دامعة قائلة
أنا صاحية فعلا ومش عارفة أنام
قالت جليلة فى شفقة
وتنامى إزاي بس بعد اللى سمعتيه من جدكلازم تزعلى طبعا ومتعرفيش تنامى ياحبة عينى
مدت جورية يدها تمسح دموعها وهي تقول بأسى
مش كلام جدى اللى زعلنى ومخلانيش عارفة أنام
عقدت جليلة حاجبيها وهي تقول
أومال إيه اللى مزعلك بالشكل ده
تنهدت جورية قائلة بحزن
خالد
قالت جليلة فى حيرة
ماله
قالت جورية بحزن
مشى من غير مايودعنى يادوبك فتحت عينى مشى ومستناش حتى يطمن علية أول ماجدى طرده مشي علطول فراس قاللى إنه حاسس إن خالد بدأ يحبنى وأنا كمان حسيت بكدة بس الظاهر إن إحنا الإتنين كنا غلطانين ورغم إنى كنت