رواية خالد من 11-15
عرفته..ما هو لازم يفوق ويعرف إنه هو ولين كانوا ضحېة خدعة حقېرة كل هدفها كان إنهم يبعدوا عن بعض.
تنهدت سها بحزن قائلة
أنا لغاية دلوقتى مش قادرة أصدق إن شاهيناز ممكن تعمل كدة..انا صحيح مبحبهاش بس مكنتش متوقعة إنها بالحقارة دى.
قال نبيل
وأحقر من كدة كمان..انا كنت شايفها على حقيقتها من زمان وياما حذرت مؤيد منها بس هو اللى مسمعش كلامى..عموما..نلاقيهم بس وكل حاجة هتتصلح وترجع زي الأول وأحسن.
يارب يا نبيل ..يارب نلاقيهم قبل فوات الأوان.
قال نبيل بتأكيد
هنلاقيهم يا سها..وده وعد منى ليكى.
إبتسمت سها بإمتنان تثق بأنه قادر على تنفيذ وعده..تستشعر رجولته التى تشع من كلماته وتصرفاته..ليبادلها إبتسامتها الممتنة..بإبتسامة حانية....عاشقة.
كان مؤيد يجلس فى الردهة يقرأ كتابا قد أثاره فى البداية محتواه الذى يتحدث عن تصميمات حديثة فى فن العمارة والهندسة يحاول أن يشغل عقله عن التفكير بمحتواه..ولكنه وجد نفسه يشرد كثيرا فى تلك الفتاة بالأعلى والتى يعشقها ويكرهها فى آن واحد..آلمته كلماتها حقا..تساءل فى حزن..أحقا تكرهه إلى هذه الدرجةليتنهد فى يأس..يفكر بصمتفى مشاعرها النافرة القوية تجاهه.. ربما لا فائدة ترجى مما يفعله..ربما يجب أن يطلق سراحها..ليس فقط من هذا المنزل بل عليه أن يطلق سراحها من قلبه ..عليه أن ينساها ويتركها لحياتها ويتابع هو حياته..لينفض تلك الفكرة رافضا إياها ..لا يستطيع تخيلها مع أحد سواه..ترك كتابه جانبا وقد مزقه هذا الشعور..يتساءل بمرارة ..لماذا لم تحبه مثلما عشقها هولماذا لم تبادله مشاعره وهو الذى لم تملك قلبه فتاة سواهالماذا تكن له كل هذا الكرهماذا فعل لهالقد عاملها كملكة متوجة على عرش قلبه..هل كل هذا من أجل طفل تود إنجابهتبا..وماذا فى يده يستطيع أن يفعله ليمنحها إياهإنها إرادة الله وقدره..فلا مانع لديهما للإنجاب فقط لم يكن الوقت قد حان بعد..ثم ألم
توقف أمام باب الحجرة..تردد قليلا ثم حسم رأيه..فتح الباب ودخل الحجرة بهدوء ليجدها جالسة على السرير تضم ركبتيها إلى صدرها وتستند بجبهتها عليهما وبجانبها صينية طعامها لم تمسها..لم ترفع وجهها إليه.. ليقترب من السرير بهدوء يخفى ۏجع قلبه عليها وهو يراها بهذا الضعف والحزن..جلس بجوارها ومد يديه يمسكها من كتفيها فإنتفضت متراجعة للخلف تواجهه بعينين مذعورتين..هاله خۏفها منه البادى بإرتعاشة جسدها ونظراتها الزائغة..يدرك أنها تعانى الخۏف والضعف من تجويعها لنفسها إلى جانب تهديداته الفارغة لها..ليقول بهدوء حان
نظرت إلى عينيه..ربما تبحث حقا عن أمان إفتقدته معه..ليومئ لها برأسه يطمأنها دون ان ينطق..فإرتاح جسدها المشدود قليلا..ليستطرد قائلا
إنتى عايزة تمشى صح
أومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة ..ليقول بهدوء
عشان تمشى لازم تاكلى حاجة..مش هينفع متاكليش كدة..انتى ممكن تموتى من قلة الأكل.
هتفرق فى إيه يعنىمش انت قلت بنفسك إنها متفرقش معاك.
تبا له ولكلماته التى قالها فى لحظة ڠضب..إنه لا يطيق أن تخدش فكيف بالله يبغى لها أذى..ماذا يفعل ليسحب تلك الكلمات الجوفاء والتى آذتها كما يبدو..مد يده إلى يديها يسحبهما ويضمهما بين يديه بحنان فلم تبعدهما رغم إرتعاشتهما بين يديه قائلا وهو ينظر إلى عمق عينيها
نظرت إلى عينيه بحيرة..ترى بهما عشقا مازال رابضا فى عمقهما..تتساءل بعجب ..إذا كان حقا يحبها ويهتم بها كما تخبرها عيناه..إذا لماذا خاڼها بالماضى هل كانت نزوة مثلا وأفاق منها..هل ندم عليهاربما..وربما وجب عليها مصارحته بمكنون قلبها فربما إنقشع ضباب الغموض عن كل مجريات حياتهما..ربما عادا كما كانا بالماضى بشئ من التسامح..رقت ملامحها..فإشټعل الأمل بقلبه..ليترك يديها وهو يمسك شطيرة من على الصينية يمدها إلى ثغرها قائلا بحنان
يلا إفتحى بقك..هأكلك زي زمان.
رغما عنها وجدت نفسها تفتح ثغرها تلقائيا ..تقضم الطعام كالمسحورة..بينما غامت عيناه وهو يتذكر الماضى ..حين كان يفعل ذلك تماما....ليشعر بغصة فى قلبه ..أشاح بوجهه عنها..يقاوم ضعفه وضعفها الذى يراه فى ثنايا عينيها..ليترك الشطيرة على الصينية..وهو يقول بحزن
كملى أكلك يالين..وأوعدك بكرة هرجعك لأهلك.
ثم نهض مغادرا..بخطوات مسرعة وكأن شياطين الدنيا تلاحقه..تتابعه لين بعينيها..تدرك أنه يقاوم ضعفه وأنه كان من الممكن ان يستغل ضعفها ولكن هكذا مؤيد الذى عرفته بالماضى..رجلا رائعا حقا..إنها الآن لا تدرى لم إستسلم لضعفه بالماضى وخاڼها ..لما أضاع ما كان بينهما ليظل سؤالها عالقا بالهواء..بلا إجابة.
مدت يدها إلى شطيرتها تسحبها بضعف..تلوكها فى فمها دون أن تشعر حقا برغبة فى الطعام..ولكنها لابد وان تأكل..فلديها يوم طويل بالغد تنوى أن تصل فيه ﻹجابات عن ماض غامض القسمات..بدأت تشك فى مجرياته.
قالت ليلة بحزن
مشت خلاص..لسة مكلمانى فى التليفون..انا
زعلانة أوى يافراس.
قال فراس
وأنا كمان..حاولت أقنعها متسافرش بس للأسف مصممة..ورافضة تسمع أي كلام..بس أنا عاذرها..وجوده أدامها علطول وهي عارفة ومتأكدة إنه مش ليها..ده عڈاب فى حد ذاته يا ليلة..وهي إتعذبت كتير..قبل ما تلاقيه ..وبعدها.
قالت ليلة بحزن
معاك حق..بس كان عندى أمل تستنى شوية..والله كان هيحس بيها..إنت مشفتوش بقى عامل إزاي..نظرة عينيه رقت..وخصوصا لو جت سيرتها ..وبقى سرحان علطول ..بوادر حب..مقدرش أقول غير كدة.
قال فراس
عموما..أنا عايزك متقلقيش ..لو حبهم قدر ونصيب.. مفيش حاجة فى الدنيا ممكن تفرقهم..
تنهدت ليلة وهي تعدل وضع هاتفها على أذنها قائلة
يارب قدرهم ونصيبهم يكونوا مع بعض..يارب فراس.
قال فراس
يارب.
ثم قال بعد لحظة صمت
عملتى إيه فى موضوعنا ياليلة
قالت ليلة بخجل
كنت هكلم خالد النهاردة بس لقيته متعصب وحاسة إن بينه وبين شاهيناز مشكلة فقلت أستنى لبكرة ..يكون راق شوية.
أومأ فراس برأسه قائلا
تمام..بس ياريت متتأخريش علية ياليلة..أنا مستعجل اوى.
إبتسمت لتظهر إبتسامتها فى صوتها وهي تقول
حاضر يافراس..أوعدك أكلمه بكرة علطول..سلام دلوقتى.
قال فراس بإبتسامة
سلام.
ثم أغلق الهاتف وهو يقول بحنان
سلام يا قلب فراس وعمره كله.
بينما أغلقت ليلة هاتفها وضمته إلى صدرها بقوة..تنتظر أن تهدأ خفقاتها المتسارعة..قبل ان تتركه من يدها وهي تسحب تلك الرواية من أسفل وسادتها والتى يذكرها بطلها..بحبيبها...فراس....تماما.
كان خالد يجلس على مكتبه يضم ذراعيه على طاولته ويستند بجبهته عليهما ..يغمض عينيه بقوة..فتتمثل له جورية..رفع رأسه وهو يفتح عينيه لتختفى صورتها..ليزفر بقوة..وهو يضرب سطح المكتب بيده..يريد راحة لن يشعر بها حتى يجدها ويدرك ما يحدث له..لقد ذهب إلى منزلها اليوم..يبغى تفسيرا لما يحدث له ولها..ولكنها لم تكن بالمنزل..ندم كثيرا لإنه لم يأخذ رقم هاتفها..فالآن وحتى يراها بالغد..ماذا يفعل بتلك الأسئلة التى تجتاح عقله بلا نهاية