الخميس 09 يناير 2025

رواية سليم القصول الاخيرة

انت في الصفحة 11 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


مغيبه بجري عشان أرجع حياتي اللي باظت فجأة بعد تعب ابوك مشوفتش الا المصلحة العامة.
صمتت لبرهة تستجمع أنفاسها وهي تخرج جميع مشاعرها
مشوفتش الا نفسي وأنا بتقهر من عمتك قست قلبي وجيت عليك عشان شغل ابوك اللي وقع ومستقبل اخواتك عشمت فيك بزيادة....
قاطعها مردفا بنبرة يقطر منها الألم
عشمك كان فوق طاقتي.
وطاقتي أنا كمان يا سليم كل حاجة اتهدت في لحظة فجأة لقيت نفسي بجري بين المستشفيات والدكاترة اطمن على حالة ابوك وعمتك بتدبح فينا بعت محلات علشان أعرف اسدد مصاريف المستشفى المصاېب كانت فوق راسي ومش عارفة اخلص منها فكرت يابني فيك تكون السند بعد ما الدكاترة قالو بلاش ابوك يتعرض لضغط وشغل تاني.

واخواتي مين السبب في انهم يوصلوا للمرحلة دي من ناحيتي!
ألقى اللوم ناحيتها منتظرا إجابتها فهزت رأسها بنفي ترفض اتهامه
لا بلاش...بلاش تطلعني ام قاسېة ووحشة اوي كده كنت بحسها من نظراتك بس كنت بكدب نفسي.
لم يهتم لرجائها بل زاد من عتابه وهو يقول
كلامك ده كان فين زمان ليه سبتيني عمري كله بكلم في نفسي بستنى معاملة تانية غير التجاهل اللي على طول بلاقيه منك ومنهم.
بكت باڼهيار وهي تحاول التبرير لأوجاع كانت السبب بها
كنت فاكرة انك صغير ومكنتش مقدرة حجم مشاعرك كنت فاكرة انه عادي احرمك من حاجة وأنت أكيد هتنساها بعدين معرفش إن اللي حصل هيفضل...
قاطعها بشراسة
وحش...هيفضل وحش بيفكرني بكل نظرة خذل لقتاها منك بكل مرة لقيتك بتقفي جنب اخواتي وأنا لا بكل مرة كنت بشوفك تفرحي لدراستهم ونجاحهم وانا مرمي في شغل بكرهه عشان اعيشكوا في نفس المستوى اللي انتوا متعودين عليه.
هزت رأسها ترفض كلامه والذي لامس ضميرها الذي كانت تتغاضى عنه بمبررها المحكم
أنا كنت فاكرة إن أنا قدمتلك خدمة لما خليتك تاجر كبير والفلوس تحت ايدك.
لم يشعر بنفسه وهو يخرج إحساس كان يحاول دفنه كي لا ېحطم قلبها.. بالنهاية هي والدته وهو ليس بعاق كي يحزنها.
محدش قدملي حاجة أنا اللي عملت نفسي بنفسي محدش وقف جنبي انتي كنتي بعيدة عني اوي وهتفضلي كده.
يعني إيه هتفضل تكرهني كده!
عقد حاجبيه من سؤالها الخائڤ والمترقب مجيبا بسلاسة أدهشتها لصفاء قلبه الذي لا يدركه هو
محدش بيكره امه وأنا عمري ما كرهتك ولا هكرهك..
صمت لبرهة يستجمع نفسه بعدما ضاعت خلف كلمات والدته المبعثرة والتي لم يدرك منها سوى الندم والاعتذار عن ماضي تأصل بروحه ولكن لمسة يدها ليده وابتسامتها بعدما أخبرها بعدم كرهه لها تآمرت مشاعره ضد رغبته في الصمت وتحالفت حروفه معا فخرجت سهوا عنه
بس في حواجز ما بينا كانت في ايدك زمان تشيليها بس انتي سبتيها واهتميتي باخواتي على حسابي مع اني أنا اللي كنت محتاجك مش هما كنت محتاج اترمي في حضنك وتشيلي هموم الشغل والحياة عني بس في الاخر كنتي بتحمليني مسؤوليتهم ومحدش متحملني ومستغربين اوي معاملتي ليكوا وأنا اللي مستغرب منكوا اصلا.
عشان كده كنت بسكت مكنتش برضى اتكلم معاك مكنتش عايزة اسمع كلامك ده ولا أحس إن مكنتش أم كويسة ليك زي ما أنت اتحرمت من حاجات أنا كمان اتحرمت من حضنك يا بني اللي لو طلبته أكيد هترفض.
مش هرفض بس مش هعرف اعوضك بحاجة أنا مش زي زيدان ولا يزن أنا سليم اللي طول عمره متهان عشان خاطركوا متطلبيش مني حاجة أنا مش هعرف أعملها ولو عملتها هيبقى من واجب إنك أمي.
وأنا مش طالبة كتير يا ابني سامحني لو في قلبك حاجة من ناحيتي العمر بيروح في لحظة وابوك راح مننا مش عايزة أموت...
قاطعها بلهفة اجتاحت روحه فلن يتحمل فقدانها بأي شكل كان
ربنا يبارك فيكي ويخليكي كفاية كلام عشان متتعبيش وراكي لسه زيدان ويزن محتاجينك.
وأنت مش محتاج وجودي ولا مش فارق معاك!
سألته بترقب وقلبها يخفق بشدة
لو مش فارق معايا أكيد مكنتش هبقا قاعد بتكلم معاكي لغاية دلوقتي وأنا محتاج أنام.
هزت رأسها بيأس حينما لم تصل لنقطة حاسمة تنهي بها جراح الماضي فشلت في إيجاد الدواء لمعالجتها ومجددا تترك الأمور بينهما لرهن الزمن تاركة مشاعرهما تسبح في ذكرياتهما الأليمة وحتى إن قدمت له مبررات الدنيا لن تكن كفيلة أمام بعض من مشاعره التي مر بها وحاول تحجيمها من أجل عائلته.
نامي..حاولي تنامي ومتفكريش كتير أنا فوق لو احتاجتي حاجة كلميني ومتصحيش يزن سيبه نايم.
قالها وغادر الغرفة في هدوء كما دخل رغم الجلجلة التي أصابت مشاعرهما أثناء مواجهة كانت هادئة برغم الأحاسيس المشحونة داخل قلبيهما هي كانت تتوق لتخلص من الندم والبعد القاسې الذي فرض نفسه بينها وبين ولدها وهو يسعى لعدم إحياء ذكريات لا يجني منها سوى النيران التي تضرم من جديد بصدره الذي يعاني من حروق الماضي.
قراءة ممتعة

الفصل الثامن والعشرون.
بعد مرور أسبوع..
جلس زيدان في غرفة مكتبه يتابع الاوراق التي أمامه بتركيز قاطعه صوت هاتفه دقق بأسم المتصل فوجده يزن أجاب بصوت هادئ ينافي مشاعر ثارت فجأة لتذكره بفعله الاحمق بحق أخيه والذي كان على أثره هرب لمدى أسبوع كاملا ولم يعود للمنزل
ايه يا باشا مختفي عننا ليه!.
زفر زيدان بخفوت مجيبا
لا عادي شغل اخباركوا ايه!.
الحمد لله بما إن النهاردة الجمعة تعال عشان تتغدا معانا مش عايزين ماما تحس بفراق بابا كفاية الحالة النفسية اللي هي فيها.
رغما عنه وجد نفسه يجيب بالموافقة
ماشي سلام.
اغلق الهاتف ووضعه فوق المكتب بضيق حينما لمح الاستنكار من صوت يزن ملوحا له عما فعله هو نفسه استنكر ما قاله لسليم ولكنه حينها كان أشبه بمچنون زج به في غرفة بيضاء يهزي بالكلمات غير مدركا ما يقوله كل ما يريد فعله هو إخراج مشاعره المشحونة والتفريغ عن ضجيج صدره وعقله بالافكار السوداوية.
لن ينسى مقابلته لنهى بعد الۏفاة بيومين وحاول حصرها في العديد من الاسئلة حول لقاء أبيه بوالدتها ولكنها كانت تهرب منه بالكلمات المراوغة فأصابت الحيرة عقله وحينها شعر بالڠضب من نفسه ففضل الا يعود للمنزل ويبقى في عمله ينهك نفسه بإجهاد حتى لا يدخل في بقعة تعذيب الضمير.
دق الباب ودخل العسكري يخبره بوجود سيف في الخارج فأشار على الفور بدخوله وقف مرحبا به بحفاوة..وانتقل معه نحو اريكة جليدية سوداء وجلسا معا.
اخبارك مختفي ليه!.
سخر زيدان وهو يجيب
في إيه كله بيقولي مختفي..مختفي هو انا مش ورايا شغل ولا إيه!.
مين قالك كده كمان أكيد يزن صح!.
هز رأسه بإيجاب فتابع سيف حديثه المتهكم
ماهو مش هيكون سليم أكيد بعد اللي أنت قولته أنا لو مكانه اقطع علاقتي بيك.
لم يؤخر سيف حديثه ولم يجمله فيجب أن صارما معه بعد ما فعله فعقدت ملامح زيدان بحدة
انت جاي تسمعني كلام في جانبي يا سيف ولا إيه!.
هز سيف رأسه بنفي وقال بحدة مماثلة
لا جاي اهزقك على عملته في اخوك الكبير واقعد واسمع كلامي عشان أنا بردوا في مقام اخوك الكبير.
وضع سيف كفه فوق يد زيدان يمنعه من النهوض وعيناه تزداد حدة قائلا بانفعال لم يمنع نفسه منه
أنت مش ملاحظ انك عمال تعك مع اخوك وهو ساكت.
مكنوش كلمتين يا سيف قولتهم في وقت خنقه.
جيد فالأمر سيكون سهلا بعدما برر زيدان فعله فكان متوجسا من إصرار زيدان على اتهامه لسليم.
ودول مش أي كلمتين أنت تعرف يعني إيه تيجي تقولي أنت السبب في مۏت ابويا تعرف أنا بحس إيه من جوايا وانت بتتهمني الاتهام البشع ده يابني هو سليم عاملك إيه بالظبط أنا بدأت اشك انك ممكن تكون غيران منه.
تجهم وجه زيدان واستنكر على الفور ما يقوله بحقه
أنا هغير منه ليه المفروض سؤالك ده يتسأله هو اسأله هو بيعاملني أنا بالذات كده ليه ليه بيفضل يزن عني بيضحك مع يزن وأنا لا بيتكلم معاه وأنا معايا يتخشب وعلى فكرة الكلام ده مش سنة ولا من سنتين ده من سنين..هو السبب في الحالة اللي أنا وصلتها دي.
كان يحاول إبعاد اللوم عنه بأي طريقه وتفهم سيف محاولاته تلك فقال بهدوء عكس الحدة التي كانت تختلط بصوته قبل قليل
ومسألتش نفسك إيه الحالة اللي هو وصل ليها عشان يعاملك كده ما هو أكيد مش من فراغ.
نهض زيدان يقول بعصبية طفيفة
ده كله عشان إيه يا سيف عشان
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 34 صفحات