الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية سوما الجزء الاخير

انت في الصفحة 5 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


تحمل غضبه افضل من تحمل الحبس
تقدمت وهي تتحسر نادمه 
ياريتني ما اخدته للبيت ولا اتخانقت معاه أنا وامي ماكنت سيبته هي يعني الشتيمه بتلزق حلني بقا على ما ألاقي تاني شغل كويس بمرتب عدل اه يانا مش كنا اتخانقنا بعد القبض لازم يعني نتخانق قبله استغفر الله بقا
دلفت تفتح الغرفه التي دلتها عليها الممرضه وإذ بها تراه يجلس بهدوء على فراش المشفى الأبيض وأشعه الشمس منعكسه على ملامحه الوسيمة

رفع عيناه حينما شعر بأحدهم بات معه بالغرفة ونظر لها بإستغراب وهي تتابعه بقلق إلى أن سأل 
أنتي مين 
هاااه 
ولجت الممرضه لتعطيه الحقنه لتجد وفاء متحسبه مكانها فسألها عاصم 
مين البنت الحلوة دي 
لتردد وفاء ببلاهه وهي تشير على نفسها 
بنت وحلوة ربنا يسترك
فتقدمت بترقب تقول 
أنا بقول ن 
لكنه قاطعها بجهل تام 
أنتي مين
نظرت وفاء للممرضه التي كادت أن تتحدث لولا دخول سيده أنيقة بجسد متوسط في منتصف الستينات وأقبلت عليه تحتضنه مردده 
عاصم حبيبي ماصدقتش لما كلموني سيبت المؤتمر وجيت لك 
أبتعد عنها عاصم بقلقل يسأل 
مين حضرتك
مين حضرتي 
فتدخلت الممرضه 
يا جماعه بالراحه على المړيض حرام عليكم الراجل فاقد الذاكرة ماينفعش تتعاملوا كده 
حل الصمت على المكان بالصدمه بينما وفاء تستوعب 
فقد الذاكرة يعني هاخد مرتب شهر يا فرج الله
يتبع
الفصل الخامس والسادس والعشرون
الفصل الخامس والعشرين
ومع أذان العشاء عادوا للحاره وعلى رؤسهم الطير فأكبر من مصېبة الفيديو المسرب مصېبه أكبر وان محمود هو صانعه بل وقد تم الترتيب لكل ذلك 
زيدان يجاهد على كبت دموعه وشداد يشعر بالضياع 
فهل عمره الذي أفناه في تربية أولاده قد ذهب سدى! كيف ربى ولد بتلك الأخلاق! متى انحرف محمود ونسى الأصول وبقا بلا مبدأ 
هل تهاون معه هل قصر كيف ولما 
خسارة والف خسارة هو طوال حياته كان سعيد لأنه انجب أخين سيساند كل منهما الآخر ولكن ماحدث كان على العكس تماما 
تقدم بخطوات هزيله يجلس على الكرسي المتروك أمام باب ورشته 
وبقى زيدان لجواره يحاول موارة حزنه وغضبه الشديد ويظهر بمظهر الامبالي فتحدث بصوت مغاير 
قوم معايا اطلع تريح فوق احنا من صباحية ربنا واحنا برا وتلاقيك تعبت 
لكن شداد لم يجيب رفع عيناه ونظر له نظره متخبطه بين الحزن والاعتذار وكانه يعتذر بلا حديث لأنه لم ينجب له الشقيق الجيد الذي يقف لجواره بل انجب أخ نهش في لحم أخيه حيا ولم يكتفي بل وسمح للناس بالنهش فيه معه وعلى العلن 
زيدان كان متفهم نظرات والده ومحتويها رغم الڠضب الناشب داخله فربط على كتفه وردد بابتسامة باهته
قوم معايا يالا يا حاج خليك ترتاح 
مد كفه لشداد فبادله شداد و وقف بجواره متقدما
مش طالع البيت
يا حاج بالله عليك تريحني
لازم نروح لمراتك الأول نطمنها 
زغرد قلبه من وقع كلمة مراتك العائد على حورية حيهم وأنها لازلت تدعى إمرائته وتنتسب له 
فيما أكمل شداد
لازم نطمنها ان كل حاجة بقت تمام وتعرف أنها متجوزة دكر وفي حمايته وماحدش يقدر يهوب نواحيها طول ماهو عايش عشان تفضل كبير في نظرها العمر كله على الله كل ده يهديها هي والوليه حماتك عن الي الخڼاقه والي حصل قبلها 
ردت الدمويه في وجه زيدان بمجرد الفكره هناك فرصه لإصلاح الأمور ولوقليلا بعدما سدت في وجهه كل النوافذ مع حوريه وأمها وسيحيا عل أمل لكن توقف شداد بانتباه مرددا
احنا نطلع ناخدهم في دوكه ونبلفهم بكلمتين ونقول إنها لازم ترجع معاك بيتكم عشان نخرس الناس ونلم الموضوع ايه رأيك
تهلل وجه زيدان ورد بفرحة بائنة
عين العقل يابا يسلم عقلك 
ضحك شداد بعد عبوس وقهر وهو يرى تحول ملامح ابنه والفرحة الصارخه بعيناه فضړب على صدره يلكزه بمكر
جرى ايه امسك نفسك مش كده 
حمام زيدان يلملم طرفي ياقة قميصه وردد
أنا عامل على الڤضيحة مش اكتر
مانا واخد بالي تعالى ورايا تعالى 
فسار خلفه بالفعل وقلبه يرقص طربا فما عاد بينه وبين حوريته سوى بضع دقائق وبعدها لن ينجدها أحد من بين يديه هو يقسم وينتوي على ذلك 

تأهبت الحاشيه وجميع العاملين بالقصر الذي ينزل فيه راموس بلندن الكل يحزم أمتعته لقد انتهت الزيارة واتت بثمارها وعليهم الآن الرحيل للمغرب 
بعد القليل من الدقائق المحسوبة كان الملك يجلس بهيبته في طائرته الملكية متجه للرباط 
الكل مشغول بالتجهيز للزيارة والمراد من ورائها يجلسون في حلقه متجمعين يفكرون كيف سينجحوا في تغيير تفكير جلالته وإقناعه بالذهاب للقاهرة 
بينما جلس راموس ممددا على كرسيه يغمض عيناه يحاول نيل قسط من الراحة يهرب من الضغوطات والمقابلات والخطط 
وعبثا كان التفكير فيها وتخيلها وهي بأحضانه لهو متنفسه الوحيد يعيش معها أحلام اليقظة 
أطبق جفناه پغضب فكم كان ذلك مهينا له ولشخصه ولمكانته 
عاطفته ټصارع عقله انه يشتاق لتلك الخائڼة كم ود لو ادخل أصابعه يغلغلها داخل عقله فيتنزعها وينزع ذكراها وطيفها من مخيلته 
مد أصابعه يمسد المنطقه اعلى أنفه ومابين عيناه وهو يتذكر انه لا يمتلك ولا صوره لها 
فتنهد بحزن واستسلم لأحلامه المخله بالأدب معها 

خييير
تفوهت بها فوزيه بنزق وهي تجلس مقابل شداد وابنه فنظر لها شداد بضيق بينما زيدان يبحث بعيناه عن جميلته التي أشتاقها پجنون وهي تحرمه الوصل و النظره
سحب شداد نفس عميق يدعو الله ان يلهمه الصبر وطول البال على تلك السيده وأردف بحذر
كل خير ياست فوزيه زيدان جاي يقولك انه وعد و وفى كل الصفحات الي نزلت الفيديو ده شالته وكلها كام ساعه ويتحذف من الموقع الكبير ده الي اسمه جوجل 
رمقتهم فوزيه بعدم رضا ثم تفوهت برفعه
والله طب كويس إنكم عرفتوا تصلحوا غلطتكوا الكبيره 
تجهم وجه كليهما هذه المرأه صعبه للغايه فهي تتعمد تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة وتضع النقاط فوق الأحرف تعلمهم ان ما قاموا به ليس بتفضل أو عمل بطولي هما فقط أصلحا ما افتضحوه من أفعال ولا فضل عليهما 
وفي ظل ذلك الصمت تسلل الشعور بالخطړ لقلب زيدان وكالعادة بدأ في فقدان أعصابه 
فيما أجلى شداد حنجرته متحدثا
حممم وماله ياست آدام أنتي شيفاه كده 
وهو له أسم غير كده يا حاج ولا أكونش بتبلى عليك أنت وعيالك 
زم شداد شفتيه لا يملك حق الجدال وزيدان يشعر بتسرب الأمل من بين كفيه فهو قد منى نفسه أنه لن يخرج من ذلك البيت إلا وزوجته بيده ويعود بها لعشهم يعلمها أصول وقواعد المتزوجين حتى الصباح 
عض شداد باطن فمه پغضب يحاول لجمه وقال بعدما إخشوشن صوته
ماشي ياست فوزيه بس احنا مش جايين عشان كده وبس احنا من الأخر كده جايين عشان نلم باقي الليلة
اعتدلت فوزية في جلستها وكأنها تتأهب متحفزة للرد عليه
ليلة ايه بقا الي تتلم لا مؤاخذه
النوش الي حصل ده لازم نلمه 
الله مش قولت أنكم مسحتوا كل حاجه خلاص
ايوه بس لازم نخرس لسنه الناس 
اه ودي تتخرس أزاي بقا !
كور زيدان قبضة يده يحاول كظم غيظه من تلاعب تلك السيده بهم وبرودها معهم بينما شداد يردد من بين أسنانهأللهم طولك يا روح ثم صرح
بأن حوريه لازم ترجع معانا على بيت جوزها 
جوزها الي هو مين ماعلش
ما جرى ايه بقا يا ست فرزيه مش كده امال قولنا لك عايزين نلم الليله 
عادت فوزيه بظهرها للخلف تتكئ بذراعيها على مساند الكرسي ثم قالت بترفع
لا يا حاج الليله دي احنا مش هنلمها تؤ احنا هنفضها 
هب زيدان من جلسته ملسوع وهتف بتعصب
نفضها أزاي بقولك ايه يا حاجة أنا كل ده ساكت وبقول ست كبيرة واعتبرها زي أمك لكن تيجي لحد كده ولا حوريه مراتي وهتفضل مراتي وأنا مش متنازل عن حقي فيها مش زيدان شداد الي مراته تتاخد منه أو تتطلق بالڠصب 
ضحكت فوزيه ساخره وقالت
هيهي ضحكتني وأنا ماليش نفس
أنا مش هطلق يا حاجه ولو السما انطبقت على الأرض 
أنت طلقت والي كان كان يا عين أمك ولا كنت شارب حاجة ساعتها 
أنتي هتجيبي سيرة أمي!!
لجمتهم أثنينهم وجلست تناظرهما من علو فتدخل شداد 
ياست فوزيه الكلام اخد وعطا عيب تكلمينا كده واحنا ضيوفك وبعدين خلي
خلافاتنا دي على جنب دلوقتي احنا في حكاية وعايزين نلمها بقولك عشان نسكت الناس 
وقفت فوزيه تردد بصوت عصبي وقد تخلى عنها برودها المستحدث
هو أنت كل يوم والتاني هتيجي تبلفني بنفس الكلمتين دول ونفس الحجة وأنا اتساق وراك أنت وعيالك كل ما تغلب تيجي تقولي عايزين نلم الليله عشان كلام الناس وأنا زي الهاطله امشي وراك واعمل الي على هواك أنت وعيالك وطظ بقا في أي حد تاني مش كده بقولك إيه يا حاج شداد ومن الأخر كده أنا غلط والجوازة دي كانت غلطة ماكنش يصح ابدا نجوز واحده لأخو خطيبها احنا عشان نغطي على غلطه عملنا غلطه تانيه اكبر ايه الي كان هيحصل يعني كانت الناس هتتكلم شويه وتسكت لكن ادينا مشينا ورا كلام الناس ازاي الحال دلوقتي!
صمت شداد بعجز هي محقه بكل ما قالته وما كان صمت شداد إلا موافقه ضمنيه على كلامها مما هز زيدان داخليا وأشعره بالخطړ 
فوقف يسأل بإستهجان وترقب
يعني ايه الكلام ده أنا عايز افهم ومالك سكت كده ياحاج كأنك موافق 
لم يتلقى رد فزاد غضبه وعلى صوته
ماحد يرد عليا خلاص يعني حكمتوا ان الجوازة دي كانت غلطة وخلص الموضوع يعني ولا ايه مش فاهم!!!!
ومع صوته العالي هتفت فوزيه
شايف ابنك يا حاج وعمايله اهو ده من ضمن جه بردك من يومين زعق وقل أدبه ولا اكمننا يعني ولايا من غير راجل يقف له هي دي الأصول يا حاج
فصاح زيدان وقد فقد صبره وباله
هو زيدان ده ايه صلصال ولا لعبه في أديكم أتجوز يا زيدان لأ لا احنا كنا غلطانين في الي عملناه أنت هترجع تطلق يا زيدان ايييه هو أنا على كييفكم
ده هيعملنا فيها ضحيه يابني ياحبيبي أنت الي مسبق ومطلق ماتستعبطش عملت ايه بنتي عشان تلاقيك مطلقها كده من الباب للطاق 
ياستي كانت ساعة ڠضب وعصبيه الشيطان عمى عنيا وعشان كده الشرع حلل إني أردها في أيه بقا 
سدت فوزيه باب النقاش وقالت موجهة الحديث لوالدة
حاج شداد أنا كلامي خلص 
فوقف شداد يقول لابنه
يالا بينا دلوقتي يا زيدان
هو ايه اللي يالا أنا مش ماشي من غير حوريه
يابني كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق 
صمت زيدان عاجز عن الرد إلا انه سحب نفس عميق ثم قال
حلو وأنا مش متجوز الحاجة فوزيه
يعني ايه بقا!
يعني صاحبة الشأن هي اللي تقرر 
بقا يناظر فوزيه بقوة رغم ان داخله خوف كبير فقد تمسك بآخر أمل وهو غير واثق في رأيها تجاهه يتذكر بداية علاقتهما وكيف كانت تخاف منه ثم ما فعله لاحقا ختاما بتطليقه لها بتلك الطريقة التي فهم مؤخرا أنها كانت مهينه وهو قد فعلها ظنا منه انه هكذا يعطيها حرية الاختيار 
فنادت فوزيه على أبنتها التي خرجت
 

انت في الصفحة 5 من 18 صفحات