رواية دينا كاملة
..ورد بكلمات مقتضبه لا يفهم الجالس منها شئ ..أشار للجميع بالانصراف فانصاعوا سريعا ..وقبل ان يخرج الأخير اوقفه بكلمات سريعه يخبره بثقه
_ بنت عمك وصلت
فيطالعه بدهشه وهو يعاود ادراجه للداخل متمتما
_ حنين!
بخطى واثقه وصل هو الى كرسيه وهو يقول بهدوء
_ هتقعد عند خالها محمد لحد فرح بنت خالتها ما يخلص
_ طب... وو...ااا...محمود
لتتحول نظراته للأحمر القانى من الڠضب الذى سيطر عليه
_ رجالتنا فى المطار ما شافوهوش هناك ...بس متأكد انه هايحاول يوصلها الفتره دى ..عشان كده انت لازم تروح القاهره وتخلى بالك منها من غير هى ما تحس بحاجه ..انت فاهم
_ طب وانت !
ليطالعه بثقه
استدار بكرسيه للناحيه الأخرى مشيرا لإنتهاء الحديث ...فعلم من كان يزال عند الباب ان الحديث انتهى ..فخرج وبداخله يتمنى لو انه لم يقف من الاساس
_ انت فين يا محمود .......بس انا ما شوفتكش فى المطار .....طيب طيب هاخلص واجيلك ...لا انا جايلك اهو ..مسافة السكه ...سلام
انهى حسام اتصاله ..ليتلقى سؤال ممن تجاوره
_ بيقول كان متنكر
_ جميل اوى انه يعمل كل ده عشان الانسانه اللى بيحبها ..يخاطر كل ده عشان يشوفها بس من بعيد
ثم وكأنها انتبهت لشئ هام فتبدل حالها من الهدوء للدهشه
_ انت ازاى هتروحله دلوقتى ...احنا ورانا مشاوير كتير
فيجاوبها بلا مبالاه
_ انا هاروح لصاحبى ..ماليش انا فى المشاوير دى
_ يعنى ايه
_ يعنى روحى لوحدك
_ بس دى مشاوير مينفعش اعملها لوحدى ..لازم تكون معايا
_ وانا مش رايح اتصرفى ...ولا اقولك روحى اى مكان لفى اتفسحى ...براحتك ..وفى أخر اليوم روحى قوليلهم اننا خلصنا كل المشاوير
_ انت فاكر انى ممكن اكدب على اهلى ..مستحيل طبعا
_ خلاص اعملى كل المشاوير دى لوحدك
_ براحتك
_ طبعا براحتى ...بس مقولتليش هنفركش الموضوع ده امتى
بصمت قاټل اجابها ...ظنت انه يفكر او يعيد ترتيب حساباته فانتظرت الرد ...وبعد برهه ملت الصمت فقالت بانزعاج وبصوت عالى نسبيا
_ هاااا.. مقولتليش
انتفضت عندما اوقف السياره فجأه ..ليقول پغضب هادر
وبعدم فهم تجيب
_ يعنى ايه ...انزل هنا ليه
_ انزلى احسنلك بدل ما اقسم بالله اوريكى وش عمرك ما شوفتيه فى حياتك ..ما انا مش بنت زيك هتعلى صوتها فى وشى واسكتلها
ثم بصوت كأنه زلزال اخبرها
_ انزلى
پخوف شديد نزلت من السياره تضع يدها على صدرها تخشى على قلبها من ان يهرب فزعا من قسۏة وبطش هذا الظالم ...لم يمهلها فرصة ان تعرف اين هى ..لأنه كان قد استدار بالسياره تاركا اياها وحيده ..تمنع بصعوبه تلك الدموع التى تلألأت بعينيها وتقول بحنق
_ مچنون
ثم بصوت اقرب الى البكاء
حدثت نفسها
_ بس انا مالى ومال جنانه ...انا فين .. الشنطه فى العربيه وفيها الموبايل..عاااا..انا عايزه اروح على البيت
لم يكن ما فعله سوى هروب ....هروب منها ومن سؤالها ..لم يكن هروبه هذا من جبن اصابه بل
من حيره وخوف ..
ماذا ستفعل ان علمت باقى الحقيقه أستكمل معه ما بدأه أم ستنسحب بصمت ..وليت الصمت مع حالته يجدى
أوقف السياره فى جانب الطريق والتقط هاتفه يبحث فى بعض الصور حتى وجد ضالته ..فأخذ يتأملها بحنان جارف كأنها يحفظ كل خليه من خلاياها فى اركان قلبه حتى لايعد القلب يرى اى شئ عداها وبشجن قال
_ وحشتينى اوى يا حبيبتى ..خلاص هاتجنن حاسس انى شايل فوق طاقتى مش قادر اكون مع واحده غيرك ولو حتى بالاسم
زفر بضيق وهو يعاود اشغال السياره وينطلق بسرعه كأنه يسابق فكره ودقات قلبه المتزايده
وقف يتأمل تلك الصورالتى التقطها لمحبوبته خلسه ...يحاول قدر المستطاع ان يطفئ نيران عشقه المتزايده بها ..لكن عبثا محاولاته فهو غارق بالعشق حتى النخاع ..وما تلك النيران سوى شوق لها .شوق ملئ قلبه وعقله معا وانطلق يغزو جميع الجسد من الرأس حتى أخمص القدمين ..زفر بلوعه وتمتم بعشق
_ خلاص ياحنين ..قرب الوقت اللى هاشوفك فيه معايا .. وصدقينى المره دى ماحدش هايخدك منى
فتحت نافذتها تستقبل نسمات الهواء وتستنشق عبير المكان ملأت صدرها منه وزفرته على مهل
_ يااه مصر كانت وحشانى اوى
_ هيا فعيا حيوه.. هيا فعلا حلوه
_ حلوه بعقل ده كفايه الدفا اللى فى شوارعها والامان اللى فى حيطانها وو..ااا....ايه ده حبيبه انتى نمتى
زفرت بضيق ثم عادت تنظر للنافذه وشردت فى ذكريات المكان الذى تمنت ان تظل فيه ابدا ليخرجها من شرودها طرقات خفيفه على الباب فتقول بحبور
_ ادخل
ليدلف للداخل رجل كبير ظهر عليه الشيب ولم يتخطاه الوقار فظل معه يرافقه اينما كان
بادل نظرات العتاب من عينيها بإبتسامه حنونه وهو يراها تتزمر
_ بقى كده يا خالو تستأذن قبل ما تدخل ده حتى البيت بيتك
_ انا كنت جايه اشوف اذا كنتوا هتتغدوا الاول ولا تناموا ..اما بقى الإستئذان ده واجب يابنتى وده مافيهوش مقاوحه ..ولا ينفع ولا مينفعش
ابتسمت بحرج فربت على كتفها بحنان
_ تعالى نقعد بره شويه واحشنى القاعده معاكى ...اما المقروضه اللى نامت دى فانا نفسى اقعد معاها عشان توحشنى قاعدتها
_ حبيبه ...حبيبه عاوز تقعد معاها يبقى وهى بتاكل او تخطفلك حلم تقابلها فيه وهى نايمه
ضحكا سويا ثم ما لبثا ان كتماها ليحل محلها الشجن ..ارتمت بأحضانه وهى تتشبث به
_ واحشنى اوى يا خالو ..كل حاجه هنا وحشانى ..نفسى افهم بعدونى عن هنا ليه ..ليه يا خالو
ربت على ظهرها بهدؤ
_ مش كل حاجه يا بنتى بتتفهم وبيتعرفلها سبب ..ده قدرك ولازم تعيشيه...انك تكونى عصفور مقيد جوا عشه ولا عصفور حر بره عشه اختيار صعب ..اللى حواليكى قرروا ياخدوه بدالك ..عشان ما تتعذبيش فى الاختيار
أومأت برأسها بشرود ...لا تنكر انها لم تفهم شيئا مما قيل ..لكن بداخلها شئ اخبرها انها يجب ألا تفكر وتحاول الفهم يكفيها الان هذا الاحساس بالأمان يكفيها أن تشعر بما سلب منها من قبل وقد يكون هذا كافيا للغفران
الفصل الخامس
بخطى لاهثه قطعت درجات السلم
..لتصطدم بوليد الذى على ما يبدو انه ايضا على عجله من امره ...فلم يهتم لها لكنها تشبثت بذراعه قائله
_ بقولك ايه ...فى تاكسى تحت حاسبه ..عشان انا معييش فلوس
كاد وليد ان يوافق لكنه استدرك قائلا
_ نعم يا اختى هى مين دى اللى ممعهاش فلوس ...وبعدين انتى مش كنتى نازله مع حسام وكان عندكوا مشاوير كتير
هربت بعينيها عن اخيها لا تود الكذب ولا تعرف بماذا تجيب ..فغيرت مجرى الحديث للتخذ موضع الھجوم
_ انت مالك ...وبعدين انت اصلا رايح فين ومستعجل اوى كده
ثم وكأنه تذكر
_ شوفتى كنتى هتأخرينى ...عن اذنك انا ماشى
تركته يذهب لكن رافقه صوتها يصدح من خلفه
_ متنساش تحاسب التاكسى
صعدت باقى الخطوات وطرقت الباب بهدؤ وهى تحاول تمالك اعصابها ...لكيلا يشعر اهلها بأى شئ
فتحت ساميه الباب وهى تتسأل من الطارق ..لتقابل إبنتها بدهشه
_ سلمى ...انتى مافتحتيش بمفتاحك ليه ...وبعدين ايه اللى جابك بدرى كده ...وفين حسام ..انتوا مش كنتوا هتخلصوا مشاويركوا وتتعشوا سوا ...سلمى انا مش بكلمك
كانت سلمى