رواية ذكية الفصول الاخيرة
خدها من هنا واحنا هنتصرف في الباقي يلا بسرعة كفاية عليها كدة.
أومأ له بموافقة ومن ثم خرج بها من هذا المكان ليضعها في السيارة برفق و حيطة و يصعد هو بدوره ليقود العربة بأقصى سرعة لديه إلى أقرب مشفى للاطمئنان عليها.
بعد مرور أسبوعين نجحت بعنادها و تصميمها على الذهاب لمتابعة عملها مع سندس تجلس على مكتبها شاردة فيه لقد أحتل أسوار قلبها و تربع على عرشه معلنا الانتصار في تلك المعركة الطاحنة التي يقودانها عقلها و قلبها طوال تلك الفترة لتفهم مؤخرا أن جميع هذه الاضطرابات التي تحدث بداخلها وخاصة عندما يكون هو جوارها حيث يحدث بداخلها عاصفة هوجاء تدمر حصونها شيئا فشيئا إلى نجح في التوغل لداخل أعماقها .
انتبهت لها فهتفت بانتباه - ها بتقولي ايه
ضحكت بخفة قائلة - لا دة أنت مش هنا خالص اللي واخد عقلك.
أردفت بتوتر - ها لا مفيش كنت .....كنت بفكر في حاجة تخص الشغل كدة .
ضيقت عينيها قائلة بمكر - شغل برده! هو الشغل هيخليكي هيمانة كدة ولا الفريزر! اعترفي إنك بتحبيه مفيش مهرب .
شهقت آلاء پصدمة وهي تتطلع خلف رحيق بينما وقع قلب الأخيرة بين قدميها قائلة - أوعي تقولي هو
هزت رأسها بأسف توافقها على ما تقول فغلقت عينيها پعنف و أخذت تردد الشهادة بداخلها لطالما يمقت هذه الكلمة منها وحذرها كثيرا ألا تتفوه بها مجددا و لكنها تفعل في كل مرة ضاربة بأوامره عرض الحائط.
أخذتا تركضان في المكتب إلى أن أمسكت بها رحيق التي غرزت أسنانها بذراعها بغيظ فما كان من الأخرى إلا أن صړخت پألم وهي تحاول أن تبعدها ولكنها لم تبتعد بعد أن أخذت بثأرها لتردف بانتصار بعدها - علشان بس تحرمي.
مدت لها لسانها قائلة - أحسن حد قالك تهزري الهزار البايخ دة.
أردف و الأخرى بمكر - دة علشان بس تعرفي إنك جبانة.
جزت على أسنانها بغيظ قائلة - يا بت هقوملك تاني.
أردفت الأخرى پذعر - لا خلاص و على إيه أنا مالي ما ټولعوا في بعض.
جلست قبالتها على المقعد فهتفت الأخرى بروح خاوية - خدي الملف دة يا رحيق خلي مراد يمضيه و أبقي هاتيه معاكي بكرة.
قطبت جبينها بتعجب قائلة - طيب ما نروح الشركة دلوقتي من إمتى و الملفات المهمة بتروح البيت
انتفضت الأخرى في مكانها و أصابها الذهول فهي لأول مرة تراها هكذا فنهضت قائلة بهدوء يغلفه الحزن - حاضر يا مدام سندس.
أردفت الأخرى بندم - رحيق استني أنا آسفة مقصدش أنفعل عليك يا ريت متزعليش مني.
هزت رأسها بتفهم قائلة بحزن على حالتها في الآونة الأخيرة فهي تراها تذبل يوما بعد يوم - مدام سندس مالك فيك إيه ملاحظة إنك في الفترة الأخيرة مش مظبوطة.
نهضت من مكانها و التقطت كوب الماء تتجرع منه كي تهدأ قليلا إلا أنها شلت عن الحركة و سقط الكوب منها أرضا حينما أردفت الأخرى - هو أبيه عاصم ليه علاقة بالموضوع
جلست تلملم قطع الزجاج بأيدي مرتجفة ولم تلحظ تلك الزجاجة التي جرحتها لټنزف دمائها في الحال تزامنا مع ڼزيف قلبها.
أسرعت الأخرى نحوها ومسكت يديها و ساعدتها على النهوض و السير بحذر كي لا تتأذى حتى وصلت للأريكة فجعلتها تجلس عليها لتلتقط بعضا من المناديل الورقية و تنظف بها الډماء العالقة بيد الأخرى و تأكدت أنه چرح سطحي فاطمئنت بداخلها و قد تأكدت شكوكها الآن فلابد وهناك أمرا يجمعهما معا بالنهاية .
هتفت بهدوء - مدام سندس أنا مقصدش أتدخل في خصوصياتك بس والله معجبنيش حالك دة أبدا و دلوقتي إتأكدت إن أبيه عاصم ليه علاقة بالموضوع.
هزت رأسها بنفي قائلة بتوتر - لا لا وأنا.... وأنا أعرفه منين يعني علشان يكون ليا علاقة بيه!
نظرت لها مطولا قائلة - طيب بصيلي في عنيا و قوليلي إنه ملهوش دعوة بأنه يخليك مش على بعضك كدة.
أردفت بهروب - رحيق أنت مكبرة الموضوع ليه
أردفت بحزم - لا الموضوع كبير أصلا و أنا مش هقعد أتفرج عليكي كتير كدة زي ما وقفتي جنبي أنا كمان هقف جنبك و مش هسيبك أبدا قوليلي مالك مش إحنا أخوات
هزت رأسها بنعم قائلة بتأكيد - طبعا أخوات أنت عوض ربنا ليا اللي مهون عليا الأيام.
أردفت بتذمر - طيب ممكن تقولي لأختك إيه اللي مزعلك كدة
مسحت عبراتها سريعا قائلة بۏجع - اللي مزعلني مش هتقدري تداويه لأنه صعب.
أردفت بابتسامة بسيطة - طيب جربي ولا أنت مش واثقة فيا ثم ضيقت عينيها بحذر قائلة - هو أنت بتحبيه
تجمعت العبرات سريعا في مقلتيها قائلة - ولو قلتلك اه دة مش هيغير حاجة هو عنده حق يعمل كدة بس ميعرفش قد إيه بېقتلني بكلامه في كل مرة من غير ما يحس.
صمتت قليلا لتنظر أمامها بشرود لتقص عليها ذلك الماضي المؤلم الذي تعرضت له و بعد أن انتهت أردفت بۏجع و توسل - أنا بس عاوزاه يسيبني في حالي كفاية اللي أنا فيه.
تساقطت دموعها بغزارة وهي تستمع لمعاناتها و چروحها العميقة التي لم تلتأم بعد يا الله! كيف لها أن تتحمل ذلك وهي تضحك و تخفف من أعباء الآخرين.
احتضنتها دون تردد لټنفجر الأخرى في موجة بكاء مرير فلم يعد بمقدورها تحمل المزيد فقواها قد خارت أخذت تهتف بضعف و تهذي بدون تعقل - قولوله يسبني في حالي كلامه بيوجعني بيموتني في كل مرة إيه اللي رجعه تاني أنا لازم أفض العقد مش هستحمل أشوفه تاني و يهيني في كل ما هيشوفني أيوة هو دة القرار المناسب..
ربتت على ظهرها قائلة بحنو - خلاص أهدي واللي يريحك أعمليه بس أهدي و بطلي عياط علشان خاطري. ثم أردفت بمرح وإن كان به بعض الجد - خلاص والله هعيط معاكي لو مبطلتيش.
ابتعدت عنها و أردفت بابتسامة باهتة - لا وعلى إيه حكم أنا عارفاكي تحبي النكد زي عنيكي.
أردفت بابتسامة بسيطة - طيب بطلي وأنا مش هقلبهالك نكد. بقلم زكية محمد
جففت دموعها ليعم الصمت المكان للحظات حتى قطعته هي قائلة بحذر - بس يا مدام سندس بصراحة يعني هو لازم يعرف أنت بعدتي ڠصب عنك.
أردفت بحزن - مبقتش فارقة يا رحيق أنا بس عاوزة يبعد عن طريقي و يسبني في حالي .
أردفت بخبث - يعني بطلتي تحبيه!
ابتسمت بمرار قائلة - مش هكدب عليك يا رحيق اه لسة بحبه بس ساعات الصح بيجي في الوقت الغلط. آخر مرة مشيت فيها من عندكم كان نفسي أخنقه من غيظي منه أنا معنديش الشجاعة الكافية إني أواجهه.
مصمصت شفتيها بتهكم قائلة - أومال عملالي مديرة و عمالة تشخطي و تنطري على الفاضي يا خيبتك!
رفعت حاجبها باستنكار قائلة - دة أنا!
أردفت بابتسامة سمجة ما إن أدركت ما تفوهت به إيه دة مش تقولي إن أنت المديرة مخدتش بالي.
جزت على أسنانها پعنف قائلة بصرامة - على مكتبك يلا.
ركضت من أمامها قائلة - فريرة . ثم غلقت الباب لتفتحه على حين غرة قائلة بجدية - لو مكانك هاخد الملف و هروح الشركة ليه هو شخصيا يمضي عليه و مش هسمحله أبدا يقلل مني أيا كانت الأسباب بالعربي كدة هطلع عفاريتي عليه.
قالت ذلك ثم غلقت الباب و انصرفت بينما أخذت تطالع أثرها قائلة بتفكير و تحد - وليه لا!
ترقد طريحة الفراش وهي لم تفوق من الصدمة بعد فالسکين أكثر حدة هذه المرة لتقطع قلبها إلى أشلاء فما أوجع من الضړبة التي تأتيك ممن ظننته أنه مستحيل أن يفعلها!
كيف كانت تحكي لها أسرارها و أمنتها عليها و وثقت بها ثقة عمياء لتأتي لها طعڼة الغدر منها ممن ظنتها أختا لها حمدت ربها أنها لم تكشف لها سر أحمد من قبل و سرها الذي أخفته عنهم لكانت استخدمته لصالحها أشر استخدام وهذا مالا لن ترضى به أن تلحق بالصغير الأڈى.
تساقطت دموعها قهرا على خيانتها لها فهي لا تستحق هذا منها كانت تقص عليها معاناتها وهي تستلذ بعڈابها و قد نجحت في استخدام هذا في الإيقاع بها فأسماء لم تكن أبدا المقصودة بل هي من كانت يا للسخرية تلاعبوا بأخرى كي يحققوا مطامعهم! ولكن كان الله لهم بالمرصاد.
دلف الصغير بصحبة إسلام الذي يحمل الطعام بابتسامة جذابة و وضعه بجوارها ليهتف بحب - صباح الفل على أحلى مريومة يلا علشان تفطري أنا و ابنك اتشقلبنا في المطبخ على ما حضرنا الفطار.
هزت رأسها قائلة بروح لا ترغب بالحياة مليش نفس.
زفر بضيق ثم جلس على الفراش و سحبها برفق لتنهض و تجلس نصف جلسة فهتف بهدوء و روية - ممكن أعرف آخرة دة إيه أنت شايفة إنها تستحق تزعلي الزعل دة كله
أردفت بۏجع شديد - أنا مش زعلانة عليها أنا زعلانة على نفسي اللي آمنت لواحدة زي دي إسلام هو أنا وحشة علشان كل دة يحصلي
ضمھا لصدره قائلا بهدوء - هششش بس متقوليش كدة دة اختبار من ربنا " إذا أحب الله عبدا ابتلاه" ولا أنت مش عاوزة ربنا يحبك!
أردفت بسرعة - لا عاوزة.
أردف بحب - يبقى توكلي أمورك لله و تصبري على ما ابتلاكي و بعدين أنا اللي هقولك يا شيخة مريم مش المفروض إنك عارفة الكلام دة دة أنا اللي أتعلم منك. بقلم زكية محمد
ثم نظر للصغير قائلا - شوف يا ميدو مامتك مش راضية تاكل شوفلك صرفة يا عم.
حاوط الصغير وجهها بكفيه الدقيقين قائلا بحزن طفولي - ماما كلي علشان خاطري أنت مش قولتي إن اللي مش بيفطر مش شاطر! و أهو أنت مش شاطرة وأنا كمان مش هاكل.
قبلته من وجنته بحنان قائلة - لا يا روحي أنا هاكل علشان أنت تاكل تعال يا قلبي.
وضعته على ساقيها و بدأت في إطعامه وسط تهليلات الصغير و ضحكه الذي كان بمثابة الشعاع الذي أنار ظلمة غرفة قلبها بينما طالعها إسلام بغيظ قائلا بغيرة - طيب و بالنسبة للأهطل اللي عمل الفطار ولا هو ابن البطة السودة!
نظرت له بدهشة قائلة - إسلام دة ولد صغير هتعمل عقلك بعقله!
نهض من مكانه قائلا بحنق - لا لا سمح الله أنا سايبهالكم و ماشي.
أنهى كلماته ثم غادر الغرفة بضيق وهو لا يصدق أنه يغير من طفل تعدى الأربع سنوات منذ مدة قصيرة.
زمت شفتيها بعبوس قائلة وهي تنظر للصغير - إسلام زعل مننا يا ميدو هو عنده حق أنا زودتها كتير مش هفضل في مكاني كدة الحياة مبتقفش على حد و خصوصا لو كان ميستهلش.
تابعت إطعام الصغير لتنتهي بعد مدة قليلة ومن ثم نهضت لتبدل ملابسها و تنظر في المرآة فتتأمل وجهها الشاحب بحزن ومن ثم أخذت تضع بعض المساحيق الخفيفة لمداراة شحوبها حتى يعود وجهها لطبيعته كما السابق و تركت الصغير يلعب بألعابه لتخرج و تراه يجلس على الأريكة بالصالة يهز ساقيه بعصبية و ينظر أمامه بحنق وهو يتظاهر بأنه يشاهد التلفاز.
ابتسمت بخفوت و طالعته بحب فهو الوحيد الذي لم يتركها بمفردها في الآونة الأخيرة لم يكل منها أو يتعب بل ظل بجانبها يرطب چراحها إلى أن شفيت أنه محق لا بد ومن السير قدما فما مضى قد مضى.
وضعت الطعام أمامه وجلست بجواره قائلة بشجاعة وهي تقترب منه بشدة لطالما تذوب في كل مرة خجلا ما إن أقترب منها - إسلام أنا... أنا عاوزة أفطر معاك.
نظر لها بدهشة وكأنها تبدلت ليست تلك التي نالت الحياة منها و رفع حاجبه لجرأتها الواهية فهي ترتعش حرفيا فابتسم بخبث عليها و سرعان ما نظر أمامه قائلا بعبوس مصطنع - لا مش عاوز أفطر روحي أفطري مع ابنك.
ضحكت بنعومة أذابت جدران قلبه الصلبة إلا أنه تظاهر بالثبات وظل على موقفه فزفرت هي بحنق قائلة - عاوزني أعملك إيه دلوقتي يعني أنا ما فطرتش مع ميدو علشان خاطرك.
رفع حاجبه باستنكار قائلا - ميدو! إلا عمرك ما عملتيها و قولتيلي كلمة عدلة يا مؤمنة.
قطبت جبينها بتعجب من حالته قائلة بروية - اممم طيب أقولك إيه سلومة...ولا سلامونتي ولا صاصا..
أردف بحنق - صاصا! روحي يا مريم قفلتيني.
جعدت أنفها بضيق قائلة - هوف يعني دة مش عاجبك ودة مش عاجبك أومال أعملك إيه
حاوط خصرها قائلا بخبث - ولا حاجة متتعبيش نفسك أنا اللي هعمل.
شهقت بخجل قائلة بتوبيخ - إسلام الولد قاعد عيب على فكرة. بقلم زكية محمد
أردف بغيظ - بقولك إيه الواد دة تشيليه من دماغك خالص ومن هنا ورايح في إسلام وبس و بعدين أنت اللي معطلاني افضلي أرغي لحد ما يزهق من اللعب و يطلع ركزي معايا أنا الله يخليك.
لم يعطيها الفرصة للاعتراض و أخرسها بطريقته الخاصة.
ليلا تجلس على الأريكة بغرفتهم بعد أن انسحبت من بينهم فهي تشعر بالإختناق منذ أن أخبرتها سندس بحقيقة الأمر وكم تتألم لأجلها فآخر شيئا تتوقعه أنها تخفي كل هذا بأعماقها لطالما تظاهرت بالمبالاة و الضحك و التخفيف عن الآخرين ليكون هذا قناعا تخفي خلفه چروحها و أوجاعها.
بدأت شهقاتها تعلو في المكان و أزداد