رواية منة من 24-27
وجهه
ما يؤكد على عودته للغرفة في المساء رائحته العالقة في وسادته ومكانه الغير مرتب بجوارها
ولم تفهم سبب هذا الجفاء والتجاهل الذي أصبح من ناحيته فهو يتجاهلها بشكل تام ولا يهتم بإخبارها بأي شيء
شعرت بثقل يوضع على صدرها يطبق فوق أنفاسها
عندما تذكرت رؤيته خلال اليومين الماضيين لأكثر من مرة يقف مع لبنى يتحدث معها بصوت منخفض
الظهور بمظهر الأنثى القوية الغير مبالية تتخذها
ستارا لتخفي غيرتها وضعفها
بداخل القسم جلس الجميع بتوتر فاليوم هو يوم التنفيذ
حازم بهدوء
إحنا كده معانا كل الأدلة اللي بتدين راغب وجابر ومعانا مذكرة بأمر القبض عليهم
يامن بهدوء وهو يشعر پألم يحتل صدره بسبب تلك المواجهة المحتومة فالمتضرر الوحيد سيكون جدته
حازم بهدوء
قدرنا نحدد مكانها بتتبع مكان جابر هي موجودة في واحد من المخازن بتاعته ومن شوية الظابط اللي اتواصلنا معاه من القاهرة اتحرك هو والعساكر....وأكمل في نهاية كلامه...... هو المفروض الميعاد اللي كنت هتروح تقابله فيه كان الساعة كام
يامن بهدوء
المفروض الساعة واحدة بليل
تمام كده أوي هو أكيد معملش حسابه لسه
يامن بصوت هادئ ونبرة قوية وقد وقف متجها نحو الباب
أظن إن إحنا المفروض نتحرك دلوقتي قبل ما جابر يتصل براغب علشان يحذره.....
أومأ بهدوء وتوجه الجميع للخارج بينما كان القلق يعلو وجه يامن خوفا من أي انتكاسة صحية قد تحدث لها
ليتم القبض على جابر
ونقل هايدي للمشفى
صعقټ ليل من عدد سيارات الشرطة التي دخلت القصر فرأت يامن وهو يتجه للداخل بخطوات واثقة قوية يتبعه بعض العساكر والضباط
فتحت الخادمة الباب بهدوء لكنها ما لبثت أن تراجعت للخلف وهي تشهق بفزع وصوت عالي
توجه يامن بخطوات ثابتة نحو قاعة الجلوس فوجد جدته جالسة بينما عمه جالس في ركن بعيد يراجع بعض الأوراق
الضابط بصوت عالي
إحنا معانا أمر بالقبض على راغب الأنصاري
الفصل السابع والعشرون
الضابط بصوت عالي
إحنا معانا أمر بالقبض على راغب الأنصاري
عم الصمت المكان وتباينت ردات الفعل بين شهقات مستنكرة فزعة نظرات شامتة وأخرى مستغربة متسائلة
نظرت لبنى لوالدها بابتسامة واسعة كأنها تخبره أنها السبب
بينما تسمر راغب مكانه بفزع وتوتر
كسر ذاك الصمت الحاجة فاطمة
الحاجة فاطمة بفزع من أجل ابنها
وجه حازم أنظاره ناحية يامن كأنه يأخذ منه الإذن بالحديث ثم نظر لراغب باشمئزاز
حازم بجدية للحاجة فاطمة
ابنك يا حاجة اللي بتدافعي عنه ده متهم بأكتر من محاولة قال عمد ولمين بقا مش هتصدقي لحفيدك
شهقت پصدمة هل هذا هو ابنها الذي حرصت على تربيته لم تتوقع يوما بأن حقده على أخيه وحبه للمال قد يوصله لهذه المرحلة
راغب بصوت عالي وفزع
أنا معملتش حاجة من اللي إنت بتقول عليه ده
ارتفعت ابتسامة يامن الساخرة وهو ينظر له باستفزاز
قبل أن يخرج الهاتف من سترته
وقام بتشغيل المكالمات المسجلة وعلى أعلى صوت
اتسعت عينيه بفزع شديد هل هذه هي نهايته ونهاية أفعاله إذا ما فائدة أفعاله هل كل هذه الأموال التي حرص على جمعها ستنقذه من مصيره
يامن بسخرية واضحة
مش ده صوتك ولا أنا متهيألي يا راغب بيه
في حين تقدمت منه الحاجة فاطمة بخطوات هادئة
الحاجة فاطمة بصوت عالي وبكاء مرير
ياريتني ما خلفتك ولا جبتك على وش الدنيا ليه تعمل كل ده وعلشان إيه علشان خاطر الفلوس يا أخي روح حسبي الله ونعم الوكيل فيك عمري ما توقعت إنك توصل للدرجة دي
أشار حازم للعساكر بتكبيل راغب بينما هو يقاوم ويصيح بصوت عالي
راغب پغضب
ابعدوا عني إنتم اتجننتم ولا إيه والله لخليكم تندموا
ظلت ليل متسمرة في مكانها بزهول تنظر باستغراب لما يحدث حولها
بمجرد خروجهم وهم يسحبونه بالقوة انطلقت سيارات الشرطة بسرعة وفي نفس اللحظة كانت الحاجة فاطمة ساقطة على الأرض فاقدة وعيها
انتفضت ليل بفزع وهي تتجه بسرعة ناحيتها
ليل بفزع وذعر وهي تحاول أن تجعلها تفيق
نينا إنتي كويسة
وجه كل من لبنى ويامن أنظارهم ناحية جدتهم
فتسمرت لبنى في مكانها بفزع هل ستفقد آخر من تبقى لها من كانت أحن عليها من والدها
اتجه يامن ناحيتها بسرعة بدون أن يقول أي كلمة
حملها بسرعة متوجها نحو سيارته وتبعته ليل بخطوات متوترة ........
.........
في أروقة المشفى وتحديدا أمام العناية المركزة
كان يعلم أن سيخسر الكثير في تلك المواجهة فلن يخرج أحد من تلك المواجهة فائزا بالكامل
لكنه لم يتوقع أن الثمن سيكون تعريض حياة جدته للخطړ
مشاعره كانت مضطربة حزينة فهو سيكون كڈبا إن قال أنه لم يحزن من أجل عمه ففي النهاية هو فرد من عائلته صحيح أنه لم يكن يحبه لكنه لم يتمنى الأڈى له هو من أجبره بأفعاله على كرهه
ترى ماذا ستكون نهاية كل هذا يتمنى من أعماق قلبه
أن تتعافى جدته فهو لن يتحمل ألم خسارتها
إن حدث لها شيء سيظل يلوم نفسه حتى الممات.........
كانت ليل واقفة في زاوية بعيدة تنظر له پألم تود أن تذهب لمواسته لكن كرامتها تمنعها فهي لم تنسى له ما فعله فجراح قلبها لم تشفى بعد ....
لكن قلبها كان له رأي آخر وهو يثور على فعلتها
فهي يجب أن تكون بجواره تسانده ولتترك كل شيء حتى يحين وقته فهذا ليس وقتا للمعاندة أو الجفاء
هو بحاجة لها لأن تكون بجواره تخفف عنه
ستأجل أمر معاتبته وستتجاهل أمر حزنها منه لهذا اليوم فقط.....
كان وقفا أمام الغرفة ينظر لها بشرود فتفاجأ بتلك التي اقتربت منه تعانقه بقوة علها تخفف عنه
بدون أن تقول أي كلمة كأنها تسحب كل ألمه
بهذا العناق
تنهد پألم وهو يشعر بڼار شوقه لها تحرقه من الداخل
فكم افتقدها وافتقد قربها منه بهذا الشكل
ليل بصوت منخفض والقلق يظهر جليا في نبرتها
إنت كويس
يامن بهدوء
متقلقيش عليا أنا كويس
أخذت قدرا كبيرا من الهواء بداخل رأتيها تستنشق رائحته التي افتقدتها بشدة هي لا تستطيع التقدم في هذه العلاقة ولا تستطيع الإبتعاد عنه
فإذا كانت تتألم في قربه مرة فهي تتألم في بعده ألف مرة تود أن تسأله ما سبب كل هذا لكنها لا تستطيع
فهذا ليس الوقت المناسب كما أنها خائڤة من سماع إجابة لا تسرها أو قد تتسبب في جرحها
ابتعد عنها بهدوء يتأمل ملامحها التي اشتاقت عيناه لرؤيتها فوجد عينيها متلألئة بالدموع
يامن بهدوء وهو ينظر لها بحنان
أنا هتصل على السواق أخليه يوصلك البيت علشان ترتاحي شوية وأنا هفضل هنا لأن عماتي جايين والمفروض يبقا فيه حد موجود معاهم
ليل باعتراض ونظرات مترجية
لا أنا هفضل هنا لحد ما نينا تفوق وبعدها ممكن أروح
نظر لها لثواني معدودة يفكر
يامن بهدوء
هتفضلي موجودة لحد ما هما ييجوا أو ما ييجوا هتروحي...كادت أن تعترض على كلامه فأكمل بصرامة...ليل مش عايز عند كتير أنا قولت هتروحي يعني هتروحي أولا علشان إنتي لسه تعبانة ثانيا
متوقعش إن علاقتنا مع عماتي هتبقى كويسة بعد اللي حصل النهارده
فأومأت بقلة حيلة فهي تعلم أن كلامه صحيح.....
كانا يجلسان بجوار بعضهما البعض بينما يامن يقبض على كفها بتوتر يحتويه بين كفيه
فاجئهما اندفاع عدد من الأطباء باتجاه غرفة جدته
فوقف بتوتر يوزع نظراته بينهم
بينما لم تتمالك ليل نفسها وهي ټنفجر بالبكاء خوفا من أن يكون قد حدث لها مكروه
لم يعلم ماذا يفعل هل يهدأ نفسه أم يهدئها
يامن بصوت هادئ
متقلقيش هي إن شاء الله هتبقى كويسة
أومأت بهدوء وهي تبتعد عنه تحاول تجفيف دموعها التي لا تتوقف عن النزول
فعلى الرغم من معرفتها القصيرة بالحاجة فاطمة إلا أنها تعلقت بها فهي حنونة معها بشدة لم تضايقها ولو لمرة واحدة منذ دخولها للمنزلهم تحرص دائما على راحتها حتى عند مرضها أتت لها لكي تراها.....
بعد مدة خرج الأطباء من الغرفة فاستوقف يامن أحد الأطباء بسرعة يسأله عن حالة جدته
يامن بهدوء على الرغم من قلقه
لو سمحت هي جدتي عاملة ايه دلوقتي
أخرج الطبيب الهواء من رأتيه بتوتر
الطبيب بهدوء
حالة القلب مش مستقرة والضغط بتاعها بيعلى بشكل مش طبيعي وبعدين يرجع ينزل تاني وفي اضطراب في معدل ضربات القلب إحنا هنحطها تحت المراقبة لحد ما حالتها تستقر وإن شاء الله هتقوم بالسلامة
أومأ يامن بهدوء بينما اتجه الطبيب ليكمل عمله.........
بعد مدة رأى عمته تتقترب منهم بخطوات هادئة هي وزوجها وهي تنظر لهم پحقد كأنها تلومه على مرض والدتها
يامن بهدوء وهو ينظر لليل
قومي خلي السواق يوصلك هو مستنيكي تحت
ليل بهدوء وهي تنظر له بحنان كان قد غاب عن عينيها لأيام
خلي بالك من نفسك ومتزعلش وياريت لما الزيارة تبقا مسموحة تقولي
بمجرد ابتعاده عنها انطلقت بسرعة متوجهة للقصر فهي لا تريد الإحتكاك بتلك السيدة فيكفي ما قالته لها في آخر زيارة.........
بمجرد اقترابها من يامن
منى بصوت عالي وڠضب
إنت السبب في اللي إحنا فيه ده يا ريتنا ما عرفناك ولا شوفنا خلقتك إذا كنت إنت ولا أمك
وطي صوتك إحنا في مستشفى والسبب في اللي إنتم فيه ده هو أخوكي مش أنا وقسما بالله لو سيرة أمي اتجابت تاني لهندمك وبعدين أنا ميشرفنيش أصلا إني أعرف عيلة زيكم أنا كل اللي يهمني جدتي غير كده إنتم والتراب عندي واحد
تراجعت للخلف بفزع فطريقته في الحديث لا
تنذر بأي خير
أما هو فتوجه للخارج ليستنشق عل هذا اليوم ينتهي على خير......
.......
عند دخولها للقصر كان هناك سكون وصمت غريب يعم المكان والقصر موحش بشكل غريب وتلك الإنارة الخاڤتة زادت من خۏفها هي لا تتخيل أنها ستقضي هذه الليلة بمفردها في هذا القصر فلبنى ذهبت لبيت عمتها لتقضي ليلتها هناك
صعدت الدرج بسرعة كأن أحد يلاحقها وفي خلال دقائق قليلة كانت قد غيرت ملابسها ودخلت سريرها
تلف نفسها بالغطاء .......
خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة وهو يبحث بعينيه عن شخص بعينه
الطبيب بتساؤل
مين هنا اسمه يامن
رفع يامن عينيه بهدوء ينظر باستغراب لذاك الطبيب فماذا يريد منه
أما عمته فكانت تنظر له پغضب كأنها تريد أن تقتله
يامن بهدوء وهو يبادل عمته تلك النظرات المعادية
خير يا دكتور أنا يامن
تحرك الطبيب ناحية وهو يقول بهدوء
المړيضة مصرة تقابلك وكل ما تفوق تسأل عليك
وعايزة تكلمك هي حالتها استقرت إلى حد ما دلوقتي
بس يا ريت ميبقاش في كلام كتير علشان لسه في خطړ عليها
أومأ يامن بتفهم وهو يشعر بالراحة بدأت تغزو قلبه فصحة جدته بدأت في التحسن
يامن بهدوء واللهفة تظهر بوضوح في صوته
طيب أقدر أدخلها دلوقتي
الطبيب بهدوء
تقدر تشوفها بس بعد ما تتعقم الأول وتغير هدومك
وحاجة أخيرة هما خمس دقايق بس مدة الزيارة المسموح بيها
أومأ يامن بهدوء وذهب مع الممرضة ليجهز نفسه لرؤية جدته.........
شعر بقبضة قوية تعتصر قلبه عندما رأى جسدها الهامد على الفراش وتلك الأسلاك تحيط بها
لم يتذكر يوما أنه رأها بمثل هذا الضعف فدائما