الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية منة من 24-27

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حافة الاڼهيارلا يوجد أي سند أو صديق لتشكي له كل هذا
توجهت نحو الشرفة بخطوات بطيئة
جلست على الأرض تتأمل السماء الملبدة بالغيوم كحياتها ودموعها تسيل على خديها تشعر بانفطار قلبها حزنا
تفاجأت بقطرات المطر التي تساقطت على وجهها كأن السماء تشاركها حزنها
نامت على الأرض وهي تنظر لقطرات المطر التي تتساقط على وجهها وجسدها
وبرودة الجو تنخر عظامها كأنها بهذه الطريقة تعاقب نفسها على كلامها وايذائه بتلك الطريقة
لم تعلم هل غفت أم فقدت وعيها لكنها فوجئت أنها لم تعد تشعر بأي شيء وعينيها تغلق بغير إرادتها
أما هو فاتجه لغرفة المكتب يدفن نفسه في العمل
عله يصرف تفكيره عنها فهو يحارب رغبته بالذهاب لها ليخبرها الحقيقة لكنه عليها أن يعلمها أولا كيف
تثق به وابتعاده عنها في هذه الفترة سيكون أفضل عقاپ لها يعلم أنه يقسو عليها لكن عليها أن تعلم مدى فداحة خطائها وكيف تستخدم عقلها قبل التفوه
بأي كلمة
استيقظت في الصباح وهي تشعر پألم شديد في جميع أنحاء جسدها حاولت الوقف لأكثر من مرة على قدميها لكنها كانت متيبسة وكل عظمة من عظام جسدها تؤلمها توجهت لداخل الغرفة بصعوبة بالغة
تجر قدميها التي لم تعد قادرة على حملها
توجهت نحو الحمام تأخذ حماما دافئا علها تتحسن قليلا
في تلك الأثناء دخل يامن لغرفته ليغير ملابسه فلديه موعد مهم سمع صوت المياه تجري بداخل الحمام
فعلم أنها بالداخل فسحب بدلته ثم توجه مسرعا للخارج ليغير في غرفة أخرى
أخذت تبحث في حقيبتها عن أي مسكن أو خافض للحرارة لعلها تتحسن قليلا
أخذت أدويتها ثم ألقت جسدها على الفراش أحكمت لف نفسها بالغطاء وغطت في نوم عميق لشدة مرضها
.........
في المساء توجهت لبنى لغرفة والدها
وقفت أمام الباب تهدأ نفسها لتخفف التوتر الذي تشعر به
طرقت الباب عدة مرات قبل أن تسمع صوت والدها من الداخل يسمح لها بالدخول
راغب بهدوء
ادخل
دخلت الغرفة بخطوات متمهلة وهي تبحث بعينيها في أرجاء الغرفة عن الهاتف فوجدته موضوعا على الطاولة بجوار السرير توجهت ناحية السرير بخطوات متمهلة تجلس عليه بينما عينيها مسلطة على الهاتف
راغب باستغراب
فيه حاجة يا لبنى ولا ايه
لبنى بهدوء محاولة اخفاء توترها
لا مفيش حاجة بس كنت عايزة حضرتك في موضوع
راغب بهدوء وهو يعطيها ظهره ينظر في بعض الأوراق
وايه هو الموضوع ده اللي جايبك بدري كده
لبنى بجدية وهي تمد يدها لسحب الهاتف
أنا كنت عايزة أتطلق من يامن واتكلمت معاه في الموضوع
إلتفت لها بفزع بينما سحبت هي الهاتف بسرعة تخفيه خلفها بينما تأهبت كل حواسها لسماع تلك الإجابة فإجابته ستحدد خلاصه أم هلاكه
راغب بفزع وصوت عالي
إنتي اټجننتي إزاي تطلبي حاجة زي دي ده كده حتى المؤخر بتاعك هيروح عليكي إنتي ناسية إن إحنا اتفقنا إنك لو طلبتي الطلاق مش هتخدي حاجة
لبنى بحزن
وفيها إيه مش مشكلة الفلوس أهم حاجة سعادتي ولا إنت ماتهمكش سعادتي
راغب بسخرية
وهو إنت كنتي اتجوزتيه ليه مش علشان الفلوس
عندك حق .....وأكملت..... العشا

هيبقى جاهز كمان
شوية
راغب بهدوء وهو يعيد النظر للأوراق التي في يده مرة أخرى
تمام شوية وهنزل وراكي
وقفت من مكانها بهدوء وهي تتجه لخارج الغرفة بسرعة تضع يدها فوق قلبها خوفا من أن يكتشف أمرها
.......
جابر بهدوء وابتسامة ساخرة
منور يا سامي بيه
سامي بصوت مټألم 
عايز إيه ياجابر أظن إنك كده خدت حقك وزيادة
جابر بسخرية لاذعة
رفع سلاحھ يوجهه ناحية سامي يضعه فوق جبينه مباشرة وملامحه يظهر عليها الذعر الشديد
ضحك جابر بشدة كأنه أصيب بالجنون
ثم وجه السلاح ناحيتها وعينيه تحمل نفس النظرة المختلة
جابر بابتسامة مريبة
دورك يا حلوة
هايدي بسرعة ونبرة مرتجفة
حتى لو أنا أقدر أخلي يامن ييجي لحد عندك هتقتلني برده
أخفض سلاحھ وهو ينظر لها بشك
جابر بهدوء
إزاي
هايدي بتوتر تحاول اختراع أي شيء لتنقذ به حياتها
أنا ويامن كنا بنحب بعض قبل كده بس سيبنا بعض بسبب شوية مشاكل حصلت ما بينا فإنت لو قولتله إني معاك أكيد هو هييجي لحد عندك لكن إنت لو قتلتني دلوقتي مش هتستفاد حاجة
جابر بنظرة متفحصة
أنا هتأكد من كلامك ولحد الوقت ده هتفضلي مشرفاني هنا .....ثم وجه نظره للحارس.... وديها الأوضة لحد ما أشوف هتصرف إزاي
أومأ الحارس بهدوء وهو يسحبها من ذراعها يدخلها لغرفة باللون الرمادي الباهت لاتحتوي على أي أثاث
قام بدفعها لداخل الغرفة مغلقا الباب بالمفتاح بعد ادخالها
.....
استيقظت على صوت طرقات عالية على باب الغرفة
ليل بصوت منخفض مبحوح بسبب مرضها
مين
الخادمة بصوت عالي حتى تسمعها
الحاجة فاطمة بتسأل حضرتك كويسة ولا لا
وعايزاكي تنزلي على العشا
ليل بصوت هادئ
حاضر نص ساعة وهبقا تحت
نزلت من السرير بإرهاق شديد ولكنها توقفت تتأمل مظهرها أمام المرآة بدت شاحبة بشدة الهالات السوداء تغطي عينيها ملامحها مرهقةكأنها فارقت الحياة
وقفت تحدث نفسها أمام المرآة متى كانت بهذا الضعف والإنهزام هي لم تكن يوما متخاذلة أو انكسارية بهذا الشكل حتى في أحلك أوقاتها وأكثرها
صعوبة لم تكن هكذا عليها أن تبدأ باستعادة نفسها
لن تقف وهي تشاهده بالقرب من امرأة أخرى
وهي تبكي على أطلاله
أول خطوة ستفعلها هي استعادة رونقها وهدوئها
اتجهت نحو خزانة الملابس تسحب فستانا رائعا باللون البني الفاتح بأكمام طويلة ومنفوخة تقع عن كتفيها وطوله يصل لما بعد ركبتيها بقليل
بعد انتهائها اتجهت للأسفل بخطوات هادئة
فوجدت الجميع بانتظارها على طاولة العشاء
جلست في مكانها المعتاد بهدوء وهي تلقي عليهم تحية المساء
ليل بصوت مبحوح
مساء الخير
الحاجة فاطمة بهدوء
مساء النور مالك يا ليل تعبانة ولا ايه
ليل بهدوء
أنا كويسة متقلقيش عليا
أومأت الحاجة فاطمة بهدوء عندما رأت يامن يدخل قاعة الطعام
احمرت عيناه من الڠضب عندما رأها جالسة بهذا الفستان
فلم يعطها فرصة للكلام وهو يسحبها من يدها متجها
للمكتب
فور دخولهما للمكتب
يامن بصوت عالي جعلها تنتفض بفزع
ايه اللي إنتي عملاه في نفسك ده
ليل بهدوء وابتسامة باردة
أنا عايزة اتطلق
يامن پغضب......
يتبع
الفصل السادس والعشرون
فور دخولهما للمكتب أغلق الباب خلفه پعنف
يامن بصوت عالي جعلها تنتفض بفزع
إيه اللي إنتي عملاه في نفسك ده
ليل بهدوء وابتسامة باردة
أنا عايزة أتطلق
يامن پغضب شديد وصوت عالي
لا أنا عايز أسمع تاني كده أصلي حاسس إني سمعت غلط
اقتربت منه بخطوات واثقة تلف يديها حول عنقة بينما هو يراقب حركتها بعيون مترقبة
ليل بصوت هامس ورقة شديدة
عايزة أتطلق كده سمعت كويس
نظر لها بابتسامة مستفزة وهو يلف يده حول خصرها
وأنا مش هطلقك.... أكمل بهدوء بعد ابتعاده عنها ينظر لعينيها وهو ما زال محيطا بخصرها..... معنديش استعداد إني أدمر حياتنا وجوازنا بسبب جنانك وشكك اللي ملهوش سبب....
وأنا معنتش هقدر أتحمل أي حاجة تانية مش هستنا اليوم اللي تجي تقولي فيه إنك مش عايزني في حياتك أنا مش عايزة أبقا عبئ عليك وإنت مش
مضطر تتحمل مشاكلي أو تتحمل وجودي في حياتك أنا بقيت شايفة نفسي في مكانة نوال بالظبط مفرقتش عنها حاجة زي هي ما كانت مرات بابا التانية وسبب دمار حياة مامتي أنا ممكن أبقا السبب في دمار حياتك وحياتها
زفر أنفاسه وهو يمرر يده في شعره پغضب لا يعلم كيف يقحم كلامه بداخل عقلها السميك علها تفهم أنها المرأة الوحيدة التي يريدها في حياته
يامن بحدة محاولا إنهاء هذا النقاش وهو يقبض على ذراعيها بقوة فتألمت بشدة فجسدها يؤلمها بدون أي شيء وفعلته زادت من حدة ألمها
ليل أنا اللي عندي قولته مفيش طلاق يعني مفيش طلاق واتفضلي اطلعي غيري هدومك .... وأكمل بصرامة... ودي آخر مرة تفتحي فيها الموضوع ده وإلا توقعي مني رد مش هيعجبك لو الموضوع ده اتفتح تاني إنتي مراتي وهتفضلي مراتي لحد آخر يوم في عمرك
محت كل ملامح الألم عن وجهها وهي تنظر له بهدوء
قاطعهم صوت طرقات الباب فابتعد عنها بهدوء
يامن محاولا استجماع هدوئه
ادخل
فتحت الباب بهدوء وهي تتجه للداخل بخطوات هادئة بينما لم تخفض ليل عينيها عنها تراقبها بهدوء
أشار لها يامن بالصمت ثم وجه حديثه لليل
يامن بهدوء وهو ينظر لعينيه
اطلعي غيري هدومك
نظرت له بزهول هل يقوم الآن بطردها بطريقة غير مباشرة رأت نظرة السخرية التي احتلت عيني لبنى لم تمر ثانية إلا وهي كانت خارج الغرفة تسير بخطوات سريعة وهي تمنع نفسها من البكاء حسرة على كرامتها التي دهسها تحت قدمه أمام زوجته الأولى
بمجرد وصولها لغرفتها سمحت لدموعها بالهطول
وهي تنزع فستانها پغضب شديد حتى كادت أن تمزقه وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها المحطمة
ذراعيها محمران بشدة مكان قبضته
مستحضرات التجميل قد فسدت بسبب دموعها فأصبحت أشبه بالمومياء
لم تتحمل رؤية نفسها بهذا الشكل المخزي فسحب زجاجة العطر تقذفها فوق المرآة فسقطت متهشمة لأجزاء صغيرة كحقيقة قلبها فقلبها أصبح مماثلا لهذا الفتات لم تعد قادرة على تحمل أي شيء
ڠضبها وحزنها يسيطران عليها بطريقة غير طبيعية
فراحت ټحطم كل شيء حولها
بعد مدة جلست على الأرض باكية بإنهاك شديد
ولكن داهمها دوار شديد فسقطت مغشيا عليها
فور خروج ليل من المكتب مدت لبنى يدها تعطيه الهاتف
لبنى بهدوء
اتفضل ده اللي إنت طلبته
أومأ بهدوء وهو يسحبه من يدها تأمله لثوان قبل أن يتحدث
يامن بهدوء وهو يتفحص الهاتف
بكره الصبح ترجعيه مكانه
أومأت بالموافقة ولكن الإستغراب بدا جليا على ملامحها فماذا يريد من هاتف والدها
أخرج هاتفه ليجري اتصالا وهي مازالت واقفة في مكانها
أتاه الرد من الجهة الأخرى بعد ثواني معدودة
يامن بهدوء
بقيت فين دلوقتي يا عادل
عادل بهدوء
ساعتين بالظبط وهنبقا موجودين والخبير التقني موجود معايا
جذب انتباهه صوت تكسير الزجاج في البداية لم يعر الأمر

اهتماما لظنه أن إحدى الخادمات كسرت شيئا
يامن باستعجال
تمام يا عادل بس ياريت متتأخرش علشان مش عايز مشاكل
عادل بهدوء
متقلقش مش هنتأخر يا يامن بيه
فأومأ بهدوء وهو يغلق الخط مودعا إياه
ثم قام بتفكيك هاتف راغب ينزع منه البطارية وكذلك خط الإتصالات
لكنه تفاجئ بصوت ټحطم شيء ما ولكن هذه المرة كان الصوت أعلى وأكثر وضوحا
يامن باستغراب
هو إيه اللي بيحصل بره وإيه صوت التكسير ده
لبنى باستغراب هي الأخرى
مش عارفة
وضع يامن الهاتفين في جيب سترته ثم توجه للخارج
متجها نحو قاعة الطعام
عندما دخل تفاجئ بمقعدها الفارغ وكذلك طعامها لم ېلمس بينما جدته وعمه يتناولان الطعام بهدوء
يامن باستفسار
هي ليل مش هتنزل تتعشا ولا ايه
الحاجة فاطمة بهدوء
مش عارفة والله يا إبني ده هي حتى مكلتش أي حاجة من الصبح وساعة لما نزلت كان باين عليها إنها تعبانة اقعد إنت اتعشا وأنا هقول لواحدة من البنات تطلع ليها بالأكل
يامن بهدوء وهو يفكر في سبب غيابها
مفيش داعي أنا هطلع أناديها بنفسي
توجه نحو الغرفة بخطوات سريعة لا يعلم لما شعر بانقباض قلبه خوفا عليها
كان سيدخل للغرفة مباشرة ولكنه لا يعلم ما الذي دفعه لطرق الباب
طرق الباب لأكثر من مرة ولكن ما قابله هو الصمت
بدأ قلقه يتزايد عندما فتح الباب وقابلته قطع الزجاج المتناثرة على الأرض
يامن بصوت عالي متوتر وعينيه تبحث عنها في الغرفة
ليل إنتي فين ليل
ظل ينادي عليها عدة مرات حتى وقع نظره على جسدها المرمي

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات