رواية منة من 19-23
وتركوها وحيدة بداية من أمها حتى جدها
لقد عانت بشدة لن تسمح لنفسها بخسراته كما خسړت الجميع هو لن يرحل عن عالمها ويتركها وحيدة تواجه كل هذا بمفردها
لن تفقده بعدما تذوقت طعم العشق على يديه فأصبح هو أملها ملجأها سكنها الوحيد في هذه الحياة
فهكذا نحن البشر لا نعلم قيمة الشخص إلا في النهايات
فنظرة العاشق تظهر في لحظات الفراق
والدعاء من أعماق القلوب تجده المشافي
أخذت تتضرع لربها بالدعاء عله يجيبها وينجيه
ظل الحال هكذا حتى تخطت الساعة الثانية ليلا
وهي جالسة مكانها تنظر لباب الغرفة وعينيها تذرف الدموع بصمت ولسانها لا يكف عن الدعاء
لاحظت باب الغرفة الذي فتح وخرج منه الأطباء وجسده موضوع على السرير المتحرك
توجهت خلفهم بسرعة وهي تتبعهم بخطوات قلقة متلهفة وقفت أمام الباب تتأملهم وهم يضعون جسده
فوق السرير ....
بمجرد انتهائهم وخرج الطبيب استوقفته بسرعة
ليل بقلق شديد
طمني يا دكتور حالته عاملة ايه
الطبيب بهدوء وهو يطمئنها
أومأت له بسعادة غامرة وهي تشعر بروحها تعود إليها من جديد ولسانها لا يكف عن عبارات الشكر والإمتنان
ينفع أدخل عنده
الطبيب بابتسامة هادئة
تقدري تتفضلي عنده بس هو هيفوق كمان ساعة تقريبا من البنج بس يا ريت بلاش كلام كتير مع المړيض
أومأت بهدوء واتجهت بسرعة للداخل .....
ظلت جالسة أمامه وهي تمسك يده بين كفيها تضمها داخل حضنها تقبلها بين الثانية والاخرى غير مصدقة لوجوده بجوارها
أخذت تتأمل ملامحه المسترخية المرهقة ...
سمع صوت رنين هاتفه فاتجه للرد عليه بهدوء تأمل الإسم قليلا قبل أن يرد
سامي بهدوء
أيوه يا هايدي في ايه على الصبح
فاجأه صوتها الغاضب
هايدي پغضب شديد وصوت عالي
إزاي تخلي رجالتك يهجموا على يامن وتخليهم ېموتوه
سامي بزهول واستغراب شديد
يامن مين أنا معرفش حاجة ومعملتش حاجة أصلا
يعني مش إنت أمال مين اللي عمل كده
سامي بهدوء محاولا فهم ما حدث
بس فهميني إيه اللى حصل أنا مش فاهم أي حاجة
هايدي باختصار شديد
تقدر تشوف الأخبار وهتفهم كل حاجة
وأغلقت الهاتف وهي تفكر بعمق شديد من من الممكن أن يكون على الرغم من أنها تمنت أذيته لكنها لم تفكر يوما في قټله فهي ليست بهذا الجنون
تجعدت ملامحه لشعوره بالألم
يامن بصوت هادئ هامسا لها
أنا كويس وبقيت بخير الحمد لله بطلي عايط بقا
يامن بهمس مرة أخرى
ليلي اهدي
استجابت بصعوبة وهي
تبتعد عنه ببطئ وهي تنظر لعينيه الرمادية الناعسة ذات النظرة العاشقة
ليل بصوت هامس مرهق وهي تبتعد عنه
كنت ھموت لو كان حصلك حاجة
قبض على كفها يقربه من قلبه
يامن بصوت هامس وهو يشير لقلبه
بعد الشړ عليكي الحمد لله إنها جت على قد كده
لو كان حصلك حاجة مكنش ده هينبض مرة تانية
سمع صوت طرقات الباب فابتعدت عنه بهدوء وهي تعود للجلوس على الكرسي الموجود بجوار السرير
فتح الباب بهدوء
عادل بهدوء وجدية
حمد لله على السلامة يا يامن بيه
يامن بهدوء
الله يسلمك يا عادل عرفت أي حاجة جديدة عن موضوع الحاډثة
عادل بهدوء وهو ينظر له نظرة يعلم كلاهما معناها
كل حاجة هتبقا عند حضرتك النهارده بليل وأكمل بجدية
عارف إنه مش الوقت المناسب بس جدة حضرتك عرفت ومصرة إنها تكلمك وكمان الظابط موجود برة علشان ياخد أقوالك في الحاډثة ومحمود بيه برة
يامن بهدوء وصرامة شديدة
تمام خلي الظابط يدخل وبعدها محمود وأنا هكلم جدتي بنفسي
أومأ بهدوء وهو يتجه للخارج وسمح للضابط بعدها بالدخول
بدأ الضابط في أخذ أقوالهما بهدوء .......
بعد انتهائه
الضابط بهدوء
تمام كده يا باشا إحنا هنبدأ تحقيق في القضية
وهبلغ حضرتك بكل جديد
يامن بهدوء
وأنا هستنى أخبار جديدة منك
أومأ له الضابط بالموافقة ثم اتجه خارجا من الغرفة
كاد يامن أن يلتفت لها ليحدثها لكن قاطعه صوت فتح الباب بقوة شديدة
يامن بغيظ شديد وهو يلتفت له
ضحك محمود بصخب وهو ينظر له
محمود بمزاح محاولا تخفيف حدة توتر الجو
يعني هي دي أول مرة ما إحنا اتعودنا على كده
على العموم أنا جاي أقولك ألف سلامة ورايح الشركة على طول
يامن بهدوء
الله يسلمك وبعدين إنت مستعجل كده ليه
محمود بهدوء
في حاجات كتير واقفة في الشغل وفي ورق عايز يتوقع والمفروض في اجتماع كمان نص ساعة ثم وجه حديثه لليل وهو يمازحها أنا لحد دلوقتي مش عارف إزاي واحدة بجمالك وحلاوتك فكرت إنها تتجوز المچنون ده
نظر له ببرود وهو يشعر بالغيرة بداخله من تغزله بجمالها
ضحكت ليل بخفة وأجابته بهدوء
نصيبي بقا أعمل ايه
يامن بسخرية لاذعة غير قادر على التحكم بغيرته
عاجبك كلامه أوي
أومأت بالموافقة بخبث تمنع نفسها من الضحك
بمجرد تأمله لوجهها المشرق وابتسامتها المرحة تبدد كل غيظه ليحل محله شعور آخر بالكمال
تنهد وهو يبتسم لها بعشق واقترب بجزعه منها يضع جبهته فوق جبهتها
يامن بصوت هامس بعشق
لو تعلمين كم أود أن أضعك بداخل عيني وأغمضهما
لكي لا يتمكن أحد غيري من تأملك
لكني سأتركك لما هو أجمل من هذا أتعلمين ما هو
أن أتركك وسط زحام هذه الحياة وعيناك تبحث
عن وجه واحد وهو وجهي
أوتعلمين يا ليلي لو كان باستطاعتي لجعلتك جزءا
من روحي عندها لن يقدر أي شيء على تفرقتنا حتى المۏت
نظرت له بعشق جارف
وأنا مستحيل أخلي حاجة تفرقنا أو تبعدنا عن بعض....
قاطعهم صوت طرقات الباب زفر يامن بحنق وهو يمسح للطارق بالدخول
اقترب عادل منه بهدوء وهو يناوله هاتفه
الحاجة فاطمة عايزة تكلمك يا يامن بيه
التقط الهاتف منه بهدوء بينما توجه عادل للخارج
سمع صوت جدته على الطرف الآخر وهي تبكي بحړقة
الحاجة فاطمة پبكاء وصوت متقطع
يامن يا ابني إنت بخير طمني عليك يا حبيبي
يامن بهدوء وهو يطمئنها
أنا كويس الحمد لله متقلقيش عليا أنا بخير إنتي اللي عاملة ايه طمنيني عليكي
الحاجة فاطمة بعدم تصديق وهي ما زالت تبكي
مش مصدقاك أنا شوية كده وهخلي عمك يجيبني علشان أطمن عليك وأشوفك بعنيا
قاطعها يامن بهدوء فهناك أمر
يدور بعقله وعليه التأكد منه
لا متتعبيش نفسك يا حاجة أنا جايلك بنفسي هكون عندك على بكرة وكمان ليل جاية معايا
توسعت عينيها بشدة عندما سمعت كلماته الأخيرة
الحاجة فاطمة بعتاب
يعني تبقا تعبان ومش عايزني أجي أشوفك يا يامن
يامن بهدوء محاولا توضيح الأمر لها
مش عايزك تشوفيني ايه أنا بقول كده علشان صحتك مش هتتحمل السفر وبعدين أنا كويس
هو چرح سطحي بسيط يعني مش هيعطلني في حاجة وبعدين أنا عندي شغل في البلد ولازم أجي علشان أخلصه بنفسي
الحاجة فاطمة بهدوء
اللي إنت شايفه إعمله وإحنا هنستناك تيجي بكره
يامن بهدوء
إن شاء الله أشوفك على خير يا حاجة
ثم ودعها مغلاقا الهاتف ينظر لتلك التي تنظر له بذهول
ليل بهدوء
أقدر أفهم ايه اللي حضرتك قولته ده أنا معنديش أدنى استعداد إني أقابل مراتك الأولى
يامن بهدوء وهو يبتسم بخبث فهو على علم تام كيف سيقنعها
على العموم براحتك لو إنتي ترضي تسبيني ليها أسبوع كامل معنديش مشكلة وهي مش هتتأخر في إنها تساعدني في الأكل أو إني أغير هدومي وهتعمل أي حاجة أنا هطلبها منها
قفزت من مكانها پعنف
ليل بغيظ وغيرة