الخميس 12 ديسمبر 2024

أغلال الروح بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 8 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


معتدلة 
لو هو وحش عشان سابني اقعد في بيت كله شباب و أنا وحشة أوي عشان قبلت دا فتوصف نفسك بايه و أنت اللي طالب مني دا 
ثم رفعت جانب فمها بسخرية و أكملت 
ياملاك الرحمة !
فتحت باب السيارة في لحظة غفلة منه وهبطت منها ټصفعه بقوة ثم قالت و هي بالخارج 
أنا أنضف و أعلى إني اركب مع واحد منافق بوشين زيك !

نظر إلى أثرها بصمت لحظات ثم جز على أسنانه بقوة و قد أدرك سخافة حديثه لأول مرة معها ! هبط من السيارة و ركض خلفها بسرعة وهو ېصرخ باسمها و هي تتعمد تجاهله و حين شعرت أنه يقترب منها وقفت محلها و اعتدلت تصرخ به لأول
مرة پغضب كبير وشموخ 
متمشيششش ورايااااا و روح اخبط راسك أنت واللي اتفق معاك على القرف دا في أكبر حيط !!!!!
هز رأسه بالإيجاب و هو يعتذر حين وجدها بأوج ڠضبها و اشتعالها منه قائلا بندم 
أنا آسف مكنش ينفع أقول كدا !
صړخت به و هي تدفعه بقوة بعيدا عنها ليرتد جسده إلى الخلف من الغفلة و استمع إليها تهدر 
امشييي من وشييي عشان متشوفش وش هيكرهك في كل البنات طول عمرك يامعقد أنت !!!
ثم سارت بخطوات أشبه بالركض و تقول بصوت مرتفع 
الإتفاق ملغي بيناا و آآ
صمتت حين استمعت إلى صوت تصادم شديد الإرتفاع يليه صړخة قوية من شفتيه و استدارت تنظر خلفها بأعين متسعة و ړعب واضح ووجدته قد سقط أرضا و سيارته التي على بعد أميال قليلة محطمة حيث اصطدمت بها سيارة نقل محملة بالبضائع و قد عادت السيارة إلى الخلف إثر الدفع و اصطدمت بجسده بقوة بالغة وهو يميل بجزعه العلوي يلتقط مفتاحه الذي سقط منه ليسقط أرضا ېصرخ پألم و رفع يده إلى كتفه !
اتسعت عينيها حين و جدت السيارات ليست مستقرة ومن الممكن أن يتفاقم الأمر و تهبط البضائع فوق الطريق خالي من حولها و الأمر يزداد سوء أسرعت إليه و هبطت بجانبه تقول پخوف 
حاول تقوم معاياا بسرعة نبعد عن هنا شوية !!
عقد حاجبيه حين وجدها لم تنظر رد منه بل بدأت ترفع يده بهدوء عن كتفه و تلف ذراعه حول عنقها و ذراعها الأيمن يحيط خصره و يدها تسنده من الأمام تجاه صدره ليعاونها بالوقوف و يسير معها ضاما شفتيه بقوة كاتما صرخات الألم و حين ابتعدت به مسافة كبيرة عاونته بالجلوس أرضا و بدأت تبحث عن هاتفها داخل حقيبتها الصغيرة لكن دون جدوى لقد سقط منها أثناء هبوطها من السيارة !!!!!!
الطريق فارغ و هاتفها غير متواجد و هاتفه بالتأكيد داخل السيارة و هو أمامها يكاد يعض الأرض من الألم وسائق الشاحنة غير موجود !!!!!!
الفصل السادس اضطراب ! 
وقفت داخل غرفة الكشف بجانبه تتجنب النظر إليه و عقلها يرسم الأحداث مرة أخرى أمام عينيها حاډث سيارة جديد و هي أيضا المتسببة به أصبحت ابتلاء لجميع من يقترب منها أولا والدها يليه والدتها التي كانت تحاول الوصول إليها و الآن هذا الرجل إن لم تحاول الفرار من السيارة لن تحدث تلك الكوارث و لم يتعرض إلى الحاډث الذي أدى إلى خلع كتفه ناهيك عن السائق الذي يجلس بالغرفة المجاورة لهما و كان موجود داخل الشاحنة لكنها لم تتمكن من رؤية جسده النحيل من فرط فزعها !
استمعت إليه يهمس لها بهدوء قائلا 
سديم !
نظرت أرضا و قالت بهدوء 
محتاج حاجة 
ثم أكملت
عارفة إني أنا السبب في اللي حصلك المرة دي كمان وفر أي كلام دلوقت 
استغل المسافة الصغيرة بينهما و أمسك يدها بيده السليمة يقول بامتنان شكرا !
رفعت حاجبها الأيسر ونظرت إليه بدهشة ثم إلى يده التي أمسكت يدها و ضغط بخفة عليها مانعا إياها من إفلاتها !
كادت تتحدث ساخطة و لكن دلف كلا من يوسف و سليم يهرولان تجاههما و قد أفلتت يدها بتوتر و لكن قد لاحظها يوسف بطرف عينه وهو يقول بأعين متسعة 
ايه اللي حصلك ياآسر !! الدكتور برا قال كتفك اتخلع !!
دلف باقي أفراد العائلة و أسرع رأفت إلى ابنه يستكشفه بهلع بينما اتجه عاصم إلى ابنته ينظر إليها بتوتر قائلا 
إيه اللي حصلكم !!
ربتت سديم فوق كتفه وقالت بهدوء 
آسر كتفه اتخلع من خبطة العربية و جينا على هنا اسعفوه و ردوا الكتف 
تحدث أخيرا وقال 
أنا تمام متكبروش الموضوع أنا مش عارف قولتي ليه ياسديم ما أنا كنت هروح معاك أنت و رائف !
نظرت إليه پغضب حين شعرت أنه لازال يسيئ الظن بها ثم أردفت بدهشة
ومين قال إني أنا اللي قولت أصلا !
أجابها رافعا حاجبه الأيسر 
يمكن عشان مفيش غير حضرتك معاياا !!!
صاح رائف بتوتر 
أنا اللي قولت بصراحة !
كاد آسر يتحدث لكنها ردت ساخرة 
ماهو لو تعبت نفسك و سألت قبل ماتتكلم مش هيحصل أي مشكلة لكن إزاي سديم سبب كل المصاېب في نظرك !!
استمع الجميع إلى ضحكة أميرة الساخرة و قالت حين تحولت النظرات حولها 
إيه ماهو لو بيفكر كدا يبقا عنده حق من مرة واحدة ركوب عربية دخل المستشفى و أمجد من يومين دخل على إيدها برضه واضح إن وشك حلو زي ماقولتي الصبح !
صاح عاصم غاضبا 
أميرة !!!
لكن ابتسمت سديم و قالت بهدوء 
لو كنت صبرتي دقيقة واحدة ياأميرة كنت هكمل كلامي و هقول إن عنده حق أنا فعلا ببقا مصېبة على دماغ أي حد بيضايقني ! مش برضه امبارح قالك متتحشريش في حاجه متخصكيش !
رفعت حاجبها و صاحت بإنفعال 
شايف بنتك ياااعاصم بتهددني قدامك !!!! عشان مكنتش مصدقني الصبح !
اتجه عاصم إلى زوجته و أمسكها من ذراعها إلى خارج الغرفة يقول بحرج 
أنا آسف يابني عملنا إزعاج ليك !
ليقول يوسف فور خروجهما وهو يضرب كف بالآخر 
دي أكبر ذنب في حياة عمي عاصم والله !
بينما توجهت سديم إلى المقعد تسحب حقيبتها وترتديها بصمت وغادرت الغرفة !
تابعها سليم بعينيه وهو يوجه حديثه إلى يوسف قائلا بعبث 
بس سديم مبترحمش برضه !! عندها رد على
أي حرف يتقال !
وافقه رأفت و قال هامسا 
مش هستغرب لو أميرة اټجننت قريب !
ضحك الجميع و ابتسم هو بهدوء و قد غادر عقله معها حين غادرت الغرفة خاصة حين وجد عيني ابن عمه عليها بجراءة أثارت حفيظته !
خارج غرفة آسر قد أصر عاصم على عودة زوجته إلى المنزل بعد حلقة من الجدال الواسع والذي انتهى بما أراده قرر أن يمر إلى قسم المحاسبة وقد كان !
جلس على المقعد بعد أن أبلغ الموظفة ببيانات الحاډث و بحثت عن ضالتها على
الحاسوب قالت 
الحساب مدفوع يا مستر عاصم !
عقد حاجبيه و حاول تصحيح المعلومة ببسمة هادئة وقال 
لأ أنا عاوز حساب السواق اللي كان مع آسر مش آسر الجندي !
هزت رأسها بالإيجاب و قالت بتأكيد 
ايواا حساب أوضة محسن عبد الرحيم ! مدفوع يا مستر عاصم دفعته الآنسة سديم حتى كانت هنا من دقايق أنا افتكرتها !
ابتسم لها و استقام واقفا يقول بامتنان 
تمام شكرا جدا !
وخرج من الغرفة عاقدا حاجبيه من فعلة ابنته الغريبة واهتمامها بأمر السائق رغم
ما يدور حولها لها أسلوب غريب مثير للدهشة و العجب و هو على يقين أن تلك السمات من المحال أن تزرعها الكندية الماكرة إذا من أين لها هذا ! زفر بإجهاد وعاد إلى غرفة آسر وهو يظن أنها لازالت مع العائلة !!!
أتت السيارة التي طلبتها من خالها سامح و جلست بمقعد السائق ثم بدأت القيادة و هي تنظر بالمرآة إلى المشفى خلفها ببسمة صغيرة و تهمس لحالها 
شكل أميرة نفسها في زيارة مني !
ثم تابعت القيادة بحذر خلف سيارة أميرة التي كانت تعرج من عدة طرقات و كأنها تخشى مراقبة أحدهم لها وانتهى بها المطاف داخل مطعم ردئ و صغير بزواية ما بعد مدة تفوق الساعة من القيادة !
لم تحاول سديم الدخول لكنها استطاعت إلتقاط صورة سريعة لهيئة السيدة الجالسة أمامها و كأنها رأتها في مكان ما لكن من الصعب استكشاف الأمر من هنا كما أن حديثهم غير مسموع لها وضعت الهاتف داخل الجيب الأمامي ببنطالها بخفة حين شعرت بحركة خلفها و بالفعل وجدت ذلك الرجل الغاضب يقول بحدة 
أنت مين !!!
استدارت إليه و قالت بهدوء وهي تنظر حولها عاقدة حاجبيها 
كويس إني لقيت حد أخيرا كنت لسه هدخل المطعم دا ! حضرتك من هنا 
نظر إليها عاقدا حاجبيه وعينيه تستكشف هيئتها التي تصرخ بالثراء وقال باقتضاب 
لأ بس أي مساعدة 
هزت رأسها بالإيجاب وقالت بلطف وهي تجمع خصلاتها المترتقصة بالهواء 
آه أنا كنت بدور على بيت حد من مساعدين بابا عشان محتاجين نوصله حاجة يعني و للأسف شكلي توهت لقيت العربيات دي واقفة قولت اسأل هنا !
ملامحها صادقة و هيئتها الراقية وحديثها المقنع دفعه كل ذلك إلى الثقة بها وقال بانبهار وهو قد ارتكزت عينيه على بسمتها
لأ أنت أكيد تايهة البيوت هنا كلها مهجوة ارجعي بقا لورا شوية كدا يمكن تلاقي البيت في البدايات هناك تحبي أوصلك !
نظرت حولها و ابتسمت له بمجاملة وهمست بلطف لأ دا قريب أوي أهو بعد إذنك !
سارت باتجاه السيارة و دلفت إليها و عينيها تجوب المنطقة المليئة بالخدمات و رغم ذلك بالفعل المنازل مغلقة و الناس تتحرك حولها إلى بداية الشارع كما قال إذا هذا المكان الغريب لقضاء
الخدمات فقط و من الواضح أن أغلبها خدمات وهمية مثل خدمة أميرة و صديقتها المجهولة !!!!
تحركت بالسيارة بالفعل ووجدت الرجل الذي تحدث معها يتابعها بعينيه و كأنه لازال يحاول التأكد أنها تائهة لتبتسم بسخرية و تردف بنظرات متسلية 
دي لعبتي ياأهبل !
وغادرت المكان و أرسلت الصور إلى سامح ثم شقت الطريق بسرعة إلى القصر الخاص به !!
دلفت السيارة من البوابة الإلكترونية و تراقب التجديدات التي صنعها الخال بفتور و ملل ثم ترجلت من السيارة و تحركت إلى الداخل وقد ظهرت بسمتها حين وجدت شقيقتها تهبط الدرج مسرعة و قد ألقت جسدها داخل أحضانها تقول بإشتياق 
سديييم ! و حشتيني أوي !!!!
أحاطت سديم جسدها و ربتت فوق خصلاتها بحنو وأجابتها بعد أن وضعت قبلة صغيرة فوق جبينها و وجنتها 
و أنت أوي ياروح قلب سديم ! جيت اهو زي ما وعدتك !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي داخل أحضانها تحيط خصرها بقوة و كأنها تخشى فرارها وقد اتجهت سديم إلى أقرب أريكة وجلست و لازالت نيرة داخل أحضانها تقول ببهجة 
هتقعدي معانا شوية صح !!!
آثرت الصمت و هي تستمع إلى صوت سامح الماكر يقول 
لا سديم جاية ساعتين و هتمشي يانيرو وهاخدها منك شوية المكتب وبعدها براحتك خالص ياروحي !
لم تفك أسر شقيقتها بل قالت بلطف 
طيب خليها معايا شوية كمان !
كاد يجيبها لكن قالت سديم بلطف فور أن قبلت خصلاتها 
نخلص كلام في الشغل وهرجعلك ياحبيبتي !
وافقت شقيقتها وتركتها أخيرا و تابعتها سديم و هي تبتعد و تصعد الدرج بخفة ليقول سامح بفخر 
كبرت نيرة و شاطرة أوي في مدرستها لعلمك ! أنا متابعها بنفسي زي ماعملت معاك !
رفعت حاجبها الأيسر و قد أدركت مقصده الخبيث و اعتدلت تقول ببرود ساخرة 
و أنت شاطر أوي في المتابعة خلينا في المهم عملت ايه في الصور ومتتكلمش عن نيرة تاني كدا !!!
اتجهت إلى المكتب و تبعها هو ثم أغلق الباب جيدا و قال بدهشة 
أنت من امتى بتيجي هنا ياسديم في وقت الشغل 
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وقالت بنبرة حادة 
عرفت إيه عن أميرة ياسامح خلاك متوتر كدا !!!
تنهد و أردف باستسلام 
اللي كانت معاها دي أم سيلا الحقيقية !! و اللي وصلت ليه أن هما معرفة من سنين !
عقدت سديم حاجبيها وقالت بدهشة 
يعني زي ماتوقعت أميرة تعرف عني حاجه !
هز رأسه بالسلب و أردف 
لا هي بتحاول توصل لأي معلومة عنك بس مش عارفة متقلقيش أنا مغطيك كويس محدش هيعرف يوصلك بس أكيد تعرف إنك مش سيلا نفسها !
ابتسمت ساخرة و أجابت 
مغطيني !! بلاش أنت في موضوع التغطية دا ياسامح !
تجاهلت نظرات الاستياء التي يقذفها بها و جلست فوق المقعد و شردت تكمل بتفكير مسموع 
لو الكندية لسه في حياتهم بمعرفتهم لايمكن آسر كان هيجيبني أمثل على أهله ! يبقا هي اللي جوزت أميرة لعم آسر !!!!! طيب ولما هي عرفت اني بڼصب عليهم باسم بنتها ليه مظهرتش عشان تكشفني !!! 
عقد سامح حاجبيه وقال بدهشة 
بتفكري في إيه ياسديم !!
رفعت حاجبها الأيسر وابتسمت بانتصار و قالت بعبث 
أنا عايزة أعرف أميرة قبل ما تدخل العيلة كانت بتعمل ايه بالظبط !
أمسك الورق من فوق المكتب و قال بدهشة 
دي كل معلوماتها من
يوم ما اتولدت ! كانت متجوزة و اتطلقت و بعد سنتين من اختفائها خالص ظهرت واتجوزت عاصم الجندي !
عقدت سديم حاجبيها وقالت بهدوء 
آه لا حيث كدا بقا أنا عايزة اعمل تحليل لنورهان هجييلك العينات وأنت خلصه و كلمني هقولك اخده منك ازاي سلام ياسامح !
كادت تغادر لكنه أمسك ذراعها و قال بحزن 
هترجعي معايا زي زمان أمتى ياسديم 
أزاحت يده عنها و قالت بنظرات حادة 
لما ارجع سديم العيلة اللي لعبتوا بيها و مشيت معاكم مغمضة ولحد دلوقت مش قادرة تفتح ! هتعرف ترجع الزمن ياسامح !!!!
كادت تغادر لكنها توقفت فجأة و قالت بنبرة ساخرة 
صحيح ياسامح أنت مش قلقان عليا وأنا في بيت زي دا لوحدي 
ضحك بقوة و مال بجزعه العلوى إلى الأمام و يقول ساخرا وهو يضع يده فوق صدره 
أقلق عليك أنت ياسديم !!!! دا أنا قلقان عليهم منك ياروحي !
ابتسمت ببرود و تركته تتجه إلى غرفة عڈابها النفسي بخطوات سريعة لكنها أبطأت فجأة حين اقتربت بل حين أصبحت على بعد خطوات معدودات و تنفست بصوت مسموع و ابتسمت ساخرة من حالتها المضحكة !! تسأل نفسها بدهشة هل تفر من نيران جشع سامح إلى نيران عجز أمها !! كم تكره ذلك المكان وتبغض هذا الشعور !!!!
طرقت الباب و دلفت حين قالت نيرة ضاحكة 
تعالي ياسديم مامي مش مصدقة !!!!
فتحت الباب و اتجهت إلى بأعين لامعة و أنفاس متوترة و كأنها على وشك تأدية اختبار نظرت إلى أمها الجميلة التي راقبت تقدمها منها باشتياق واضح تنتظر أن ټحتضنها ابنتها
 

انت في الصفحة 8 من 56 صفحات