رواية جابري الفصول الاخيرة+الخاتمة
بكف يده ..
مرحب يا بوي!! ..
تفوهت بها سلسبيل ببرود ثلجي تحسد عليه لم تتحرك من مكانها ولو انش واحد ظلت جالسة على مقعدها خلف مكتبها و أشارت لجميع الواقفين من الحرس بالانصراف مرددة..
أخرجوا و اقفلوا الباب وراكم و محدش يدخل عندي هنا دلوقتي خالص..
نفذ الجميع أوامرها في الحال و خرجوا واحد تلو الأخر حتى بقت هي ووالدها بمفردهما تراخي جسد قناوي على المقعد و شعر بالدنيا تومض من حوله فرمقها بنظرة زائغة و همس بصوت مرتجف قائلا..
أبتسمت له إبتسامة مصطنعه بدت مخيفة أثارت الريبه بنفس قناوي و تحدثت بهدوء ما قبل العاصفة قائلة..
دفعت عن نفسي من ظلمك لأول مرة في عمري.. أصل اللي قعدة قدامك دي سلسبيل تانية غير اللي كنت أنت بتضربها بالكرباچ..
ااه مقدرش. مقدرش أقوم على حيلي واصل.. انطقي عملتي فيا أيه يا بت الك..
أنا معملتش فيك أي حاجة.. من يوم ما شوفتك و عرفت إنك أبويا وأنت اللي بتعمل فيا حاجات..
رفعت يدها و بدأت تعد على أصابع يدها..
ذلتني.. كسرتني.. هنتني.. ضړبتني.. غصبتني على الجواز.. ورتني العڈاب على كل شكل و لون و جاي دلوقتي فاكر إنك هتقدر تضربني تاني.. فاكرني هفضل ضعيفة و مدفعش عن نفسي! ..
أنى عملت فيك أكده لاچل ما اربيكي زين.. كيف ما أهلنا علمونا و تقاليدنا بتقول أكسر للبنتة ضلع يطلع لها أربعة و عشرين..
و أنت مش بس كسرت ضلوعي كلهاااا.. لا أنت قتلتني بالحيا.. دمرتني و كرهتني في نفسي و في الدنيا كلهاااا ..
قالتها بصړاخ مقهور دون بكاء كانت متماسكة لأقصى درجة أخذت نفس عميق زفرته على مهل قبل أن تتابع..
صمتت لبرهة و أكملت بغصة يملؤها الأسى..
و لازم تبقي عارف كمان أني عمري ما هسامحك على اللي عملته في أمي و فيا.. عمري ما هسامحك يا بوي..
تطلعت له قليلا بأعين تحجرت بها العبرات و من ثم ضغطت على زر بجواره فهرولوا رجال الأمن إليها مسرعين..
شيلوه من هنا و أخرجوا بيه من باب الشركة الخلفي و بلغوا حد من السواقين
يوديه الصعيد و لما يفوق في أي وقت ابقوا طمنوني ..
حملوه في التو و اللحظة و ساروا به لخارج المكتب تزامنا مع دخول جابر مندفعا ليتسمر مكانه پصدمة حين وقعت عينيه على قناوي المحمول على أيدي أفراد الأمن يبدو أنه فاقد الوعي تماما..
اممم.. فاضل على الإجتماع 3 دقايق.. كويس إنك متأخرش يا جابر..دمدمت بها سلسبيل و هي تنهض بتمهل من مقعدها و سارت بخطي جاهدت حتى تجعلها متزنة..
أيه اللي حصل يا سلسبيل!..تساءل جابر بقلق جم..
تنهدت سلسبيل و هي تجيبه بجمود..
مش وقته من فضلك يا جابر.. العملاء على وصول و لازم نكون في استقبالهم بنفس!.. ..
قطعت حديثها فجأة حين داعبت حواسها رائحة عطر تحفظها عن ظهر قلب..
رباه!!!.. من المؤكد أنه هنا تشعر بأنفاسه تحاوطها دقات قلبه يصل صدي صوتها إلى أذنها تلاحقت أنفاسها و انتفض بدنها كله دفعة واحدة حين سمعت صوته المدمر ينطق إسمها بلهفة من بين أنفاسه المتقطعة..
سلسبيل!!!..
كتمت أنفاسها قبل أن تستدير ببطء و تقابلت أعينهما بعد فراق دام لشهور حينها شعرت بنصهارها كالشمعة من شدة إشتياقها لهيقف أمامها بطوله المهيب جذبيته الساحرة هيبته و وقاره كان مثالا حي للأغواء و الفتنة..
أهلا مستر عبد الجبار..
نطقت بها سلسبيل بعملية باحته و ملامح نجحت في إخفاء مشاعرها تجاهه ببراعة لكن قلبها خذلها و لم يتوقف عن الأرتجاف بين ضلوعها
بينما وقف عبد الجبار مشدوها يتطلع لها پصدمة من تغيرها الذي أذهله مرردا بتعجب و هو يتنقل بعينيه بينها و بين جابر الذي لم يستطيع السيطرة على ضحكاته..
مستر!! بجي أنا يتقالي مستر عبد الچبار! ..
الصراحة مستر و عبد الچبار مش لايقين علي بعض خالص.. قالها جابر و هو يقهقه بصوت عال جعل عبد الجبار يرمقه بنظرة سامة..
اتفضلوا على قاعة الاجتماعات.. قالتها سلسبيل مقاطعة إياهم بلهجة صارمة و هي تشير لهما على غرفة مقابل مكتبها..
كان عبد الجبار يتطلع لها بفم مفتوح على وسعه من شدة ذهوله من طريقتها الجديدة عليه و عليها كليا و تحدث مستفسرا..
وانتي عرفتي كيف أني چاي أحضر الاچتماع وياكم! ..
و هو في شريك أساسي يملك أكتر من نص أسهم الشركة ميحضرش اجتماع مهم زي ده ! .. قالتها دون النظر له مثلت انشغالها بالنظر في ملف موضوع أمامها على المكتب ومن ثم رفعت رأسها و أبتسمت له إبتسامة خبيثه مكملة..
نورت شركتك يا عبد الجبار باشا!!! ..
يتبع.....
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل ال..
..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
داخل غرفة الاجتماعات انقضي وقت طويل كان الجميع منهمكين بالعمل بكل ما يملكون من تركيز لكنهم لم يستطيعوا الوصول لإحترافية عبد الجبار التي ادهشتهم و أبهارتهم في آن واحد فتمكنه في مجال إدارة الأعمال فاق الحدود..
كل منهم يحاول إظهار أفضل ما عنده حتى ينال إعجابه خاصة سلسبيل عرضت تصميمتها التي قامت برسمهم بدقة و إتقان شديد و مع مرور الوقت بدأت تشعر بالإرهاق و الجوع معا فمسدت على بروز بطنها بكف يدها بمنتهي الرفق أطلقت آهه خاڤتة لم تصل لسمع أحدا سواه فتفهم على الفور ما تشعر به رغم أنه لم ينظر لها و لو لمرة واحدة..
بينما هي استغلت انشغاله بفحص الملفات المقدمة له و ظلت تتأمل كل أنش فيه بملامح جامدة عكس الإشتياق و اللهفة اللتان يملئان قلبها المتيم به تحفر بداخلها ملامحه و قسمات وجهه الوسيم بأعين يتطاير منها الفرحة الغامرة بوجوده هنا معاهالتداهمها ذكرى يوم طلاقها منه و حديثه معاها أثناء طريقهم نحو منزلها في الإسكندرية..
.. فلاش باااااااااااك..
اسمعي حديتي و أفهميه زين يا سلسبيل..
نظرت له باهتمام تنتظر سماع باقي حديثه بنفاذ صبر..
أخذ عبد الجبار نفس عميق زفره على مهل مغمغما..
أني طلقتك مش عشان قولتيلي يا أنا يا أم بناتك لع أنا خابر زين إنك قولتي أكده و صممتي على الطلاق من خۏفك عليا من ټهديد خضرا اللي قالتلك هتقتلني لو فضلتي على ذمتي..
رباه!!!
أنه على علم بكل شيء حدث بينها و بين ضرتها! كيف علم من أخبره و لما طلقها إذن! دارت هذه الأسئلة برأسها لكنها لم تستطع النطق بحرف واحد بقت تطلع له بأعين جاحظة منذهلة..
تنحنحت كمحاولة منها