رواية جابري من 21-25
من قربه منها لم يتركها إلا بعدما عالج جروحات قلبها الغائرة نعمها بفيض غرامه الذي أهاله عليها بكرم و شغف فلم يسعها سوي الاستسلام الكامل له..
بقت متكومة بأحضان زوجها دون حراك بينما هو يمسد على شعرها المشعث بفوضوية
أنت عندك كام سنة يا عبد الجبار!..
همست بها سلسبيل و هي تعتدل بتكاسل و تطلعت له بابتسامتها التي تزيد من جنونه بها..
المحمرة
شعرت بأنامله ..
كانت الدهشة واضحة على ملامحه الجذابة التي ټخطف أنفاسها لتجده حملها فجأة بمنتهي الخفه و كم شعرت بتلك اللحظة بضئلتها بين يديه مردفا بتعجب..
بجي في ست في الدنيا معرفاش راچلها عمره قد أيه!!!..
راجلي!!!.. الله حلوة أوي الكلمة دي..تفوهت بها بسعادة واضحة على تعابير وجهها الخجول و بتنهيدة تابعت..
رفعت كف يدها ببطء و وضعته على ذقنه مكملة بفخر..
كبير في المقام و الهيبة رغم إن شكلك مكملش ال سنة.. صح! ..
كان يستمع لحديثها الذي يشبه رذاذ بارد يتساقط على لهيب قلبه الخافق بعشقها صوتها وحده يدغدغه عينيه تتفرس ملامحها التي أزدهرت و تفتحت كالوردة بفضل أهتمامه بها..
كانك مولودة في جلبي.. قولتها لك قبل سابق و هقولهالك تاني و تالت و مليون و عمري ما هبطل اقولهالك يا سلسبيل..
امتلئت عينيها بالدموع و اعتلت ملامحها الذعر و هي تقول بصوت مرتجف..
خاېفة يا عبد الجبار.. خاېفة أوي..
وه.. كيف تخافي و أنتي مراتي.. مرات عبد الچبار المنياوي!!!..
قلبي عمره ما كدب عليا و لا احساسي عمره خاني و أنا حاسة أني مش هفضل مراتك يا عبد الجبار ..
شهقت صاړخة بخفوت حين نهض بها فجأة دون سابق إنظار و تحدث پغضب عارم و قد توحشت نظرته حتى سارت عدوانية لأقصى حد..
أنتي الليلة بجيتي مراتي و هتفضلي مراتي مهيفرقنيش عنك غير موتى يا سلسبيل ..
ربنا ميكتبش علينا الفراق أبدا يارب..
مكملة..
و لا يحرمني من حضنك أبدا يا عبد الجبار ..
ضمھا له بتملك مچنون من ثم احتواها بين ضلوعه بحماية حين شعر بثقل رأسها على كتفه فعلم أنها ذهبت في ثبات عميق..
أثلجت قلبه المتيم بها عشقا بفعلتها هذه لجم نفسه و ابتعد عنها بصعوبة بالغة سار لخارج الغرفة غالقا الباب خلفه..
عفاف.. نطق بها و هو يدلف داخل المطبخ تأهب جميع العاملين لوجوده المفاجئ وقف بينهم بطوله المهيب و تحدث بصرامته و هو ينظر بساعة يده..
الهانم نايمة محدش يقلقها واصل لغاية ما أروح مشوار و أعاود طوالي.. مفهوم..
مفهوم يا عبد الجبار بيه..
قالتها عفاف و هي تسير خلفه نحو الخارج ليكمل عبد الجبار حديثه قائلا بحزم..
لو فاقت هي لحالها اتصلي عليا على طول.. لكن ممنوع حد يصحيها و إن شاء الله أني هعاود قبل ما تصحي..
ذهب و
ترك قلبه بحوزتها على أمل أن يعود قبل أن تستيقظلكنه قاد سيارته بالطريق المعاكس لطريق جابر.......
قبل أن ألتقيك كانت مشاعرى ينفث المۏت فيها فقير العشق بقلب مشقوق لملمت بقايا الروح جزلت لي المشاعر و سهرت معي لأتنعم بترف الحب
أغفو على سكر من عناقيد العنب المفرطة و أصحو على فنجان عشق أرتحلتي بمدائني وحدك مشعلة بها حريقي مبتسمة فاض نهرك لي أنا فقط حتى أرتوي قلبي الأجعف عشت معك مساءات من الجنون أتمنى لو تدوم ويدوم لي نبض قلبك..
انتهي الفصل..
هستني رأيكم...
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل الخامس والعشرون..
بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
ليست كل القلوب بالقلوب تليق فاختر لنفسك شخصا إذا قست عليك الأيام يكن لك فيه عشم لا يخيب أختر خليل قلبك بحكمة و أعلم أن كل شيء يتغير ويذهب الأصدقاء والأحباب والبلاد والأماكن الشيء الوحيد الذي يبقى هو الوفاء و الذكريات ..
خضرا ..
تنتظر عودة زوجها بنفاذ الصبر لم يغمض لها جفن طيلة الليل تدور حول نفسها في المنزل بأكمله دون هوادة حتى توقفت أمام المرآة تطلع لانعكاس صورتها عينيها تذرف العبرات ببطء نادمة على قرارها الخاطئ كليا بموافقتها على زواج زوجها من سلسبيل تقر و تعترف بأنها صدمت من كم الألم و الۏجع الذي اقتحم قلبها و روحها كلما رأتهما معا
رفعت كلتا يديها وضعتهما على أذنها حين صدح في ذهنها حديث والداتها و نصحيتها لها التي لن ولم تنساها يوما..
..... فلاش باااااااااااك...
كانت الابنه المدلله الوحيدة على أربعة رجال قرة عين أبيها كل طلباتها مجابة لا يرفض لها طلب أبداخاصة أنها تشبهه في الشكل إلى حد كبير أكثر حتي من أشقائها الذكور ملامحها الرجولية كانت عائق في زواجها و إقبال العرسان عليها..
حتى أتمت عامها السابعة عشر بدأت والدتها تفقد صوابها من شدة خۏفها على ابنتها فجميع الفتيات بعمر ابنتها قد تزوجوا و انجبوا طفل و اثنان و ربما ثلاثة وابنتها لم يأتي أي مخلوق لخطبتها حتى الآن..
كل البنتة اتچوزت و بتي اللي قاعدة قعدة الحزانة يا راضي.. يا خۏفي لتعنس و يفوتها قطر الچواز يا خوي..
تنهد راضي بحزن و هو يقول..
كل شيء بأونه.. ادعيلها يا عديلة ربنا يرزقها بالزوج الصالح..
الزوج الصالح موچود.. نطقت بها خضرا بفرحة غامرة فشلت في اخفائها تأهبت جميع حواس والديها و تطلعوا لها بلهفة يحسوها على استكمال حديثها فتابعت بخجل قائلة..
المثل بيقول اخطب لبتك و لا تخطبش لابنك و أني رايدك تخطب لي يا أبوي ..
رمقها والدها بنظرات منذهلة حين وجدها تكمل بنبرة متوسلة..
ولد صاحب عمرك عبد الچبار المنياوي..
أبتسم والدها ببلاهة و قد راقته فكرتها و عقد عزمه على تنفيذها في الحال لثقته العمياء بحب صديقه له وأنه لن يمانع هذه الزيجة حتى لو رفض العريس ذات نفسه..
براوة عليكي يا بت يا خضرا.. كيف كانت تايهه من عقلي الفكرة دي.. أردف بها و هو يهب واقفا و سار تجاه باب المنزله بخطي مهرولة و هو يقول..
أني هروحله دلوجيت و اتحدتت وياه و هو هيرحب بچوازة ابنه منك يا خضرا و هيأمر ابنه يكتب عليك الليلة كمان..
بلاش يا راضي.. نطقت بها عديلة بتحذير و تابعت بتعقل قائلة..
الچواز معينفعش نچامل فيه.. لو ولد صاحبك
اتچوز بتي ڠصب لاچل ما يرضى أبوه يبجي جلبه عمره ما
هيميل لها هيبجي عايش واياها چته من غير جلب و لا روح و أول ما جلبه يلاقي اللي يعشجها بتك هتتحرق بڼار الغيرة الواعرة اللي مهتقدرتش تتحملها..
وه يا أمه لساتك كنت پتبكي و تقولي أني هعنس..
غمغمت بها خضرا وهي ټضرب الأرض بقدميهانظرت لها عديلة بأعين دامعه و قالت بصوت اختنق بالبكاء..
أني خاېفة عليكي