رواية مريم من 31-40
هو أنا عندي أغلي منك !
يشدها يحيى صوبه ثم يقول
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي . طيب يادوب بقي أفطر بسرعة و أقوم ألبس عشان أروح أبص بصة علي الشركة من يوم ما رجعت من السفر ماعتبتهاش.
فريال بإستنكار
شركة إيه يا حبيبي قولتلك مافيش نزول من هنا.
يحيى بضيق
يا فريال مش كده . فكي الحصار ده من عليا أبوس إيدك أنا من ساعة ما وصلت ماخرجتش برا الأوضة كده الشغل هيتعطل و بيتنا هيتخرب.
بقي كده يا يحيى ! يعني قصدك إني حبساك ڠصب عنك طيب . ماشي . قوم بقي أعمل إللي إنت عايزه.
و كادت أن تقوم من جانبه ليقبض علي رسغها بقوة و يرجعها إلي مكانها و هو يقول بلطف ممزوج بالإرتباك
حبيبتي يا ريري إنتي زعلتي أنا ماقصدش أزعلك يا حبيبتي !
فريال بإقتضاب
خلاص يا يحيى قولتلك قوم أعمل إللي إنت عايزه أنا مش هقرب منك و لا هضايقك تاني.
لأ . أنا مش قصدي أزعلك و الله . يا حبيبتي أنا بضحك معاكي يعني أنا هبقي عايز أخرج في حتة و أسيبك بردو بس إنتي عارفة إني غايب بقالي فترة و أكيد ورايا شغل متلتل.
تنهدت فريال و قالت بهدوء
أوك . خلاص يا يحيى.
يحيى بحذر
خلاص إيه !
خلاص مش زعلانة منك.
يحيى و هو يداعب خصلات شعرها
برقت عيناها بحماسة فإبتعدت عنه قليلا لتسأله بتلهف
مفاجأة إيه يا يحيى مفاجأة إيه
يحيى بإبتسامة
عايزاني أقولك عليها دلوقتي كده مش هتبقي مفاجأة !
فريال و قد تلاشت إبتسامتها لتقول بغنج و دلال و هي تطوق عنقه بذراعيها
لأ لأ خلاص هقولك .. صمت قصير ثم أعلن يحيى
الآتيليه إللي كان نفسك فيه !
شهقت فريال بعدم تصديق ليضحك يحيى ثم يمد يده و يفتح درج الطاولة بجانبه ليخرج مفتاحا ذهبيا و يلوح به أمام عينيها المدهوشتين ..
و أدي المفتاح يا ستي .. قالها يحيى بإبتسامة و أكمل و هو يربت علي خدها بلطف
تراقصت دموع الفرح بعيناها فقطعت المسافة القصيرة بينهما و إحتضتنه بشدة ..
شكراا . شكرا بجد . إنت أحلي حاجة حصلتلي في حياتي كلها . بحبك يا يحيى . ربنا مايحرمني منك أبدا أبدا أبدا.
يحيى بحب
و لا يحرمني منك
إنتي كمان يا حبيبتي.
في يخت عثمان البحيري ... تستيقظ سمر في ساعة متأخرة من النهار و لكنها لا تجد عثمان بالجناح كله
لم تبالي بهذا فمن المؤكد أنه قريب منها لعله ذهب ليتفقد شيئا ما أو ليتنزه قليلا علي متن يخته الفخم الرائع بعد أن خاب أمله في الليلة الماضية ..
قامت سمر من السرير و هي تشعر بدوار شديد
وضعت كفها علي جبتها لتفزعها حرارتها المرتفعة بالطبع لابد من هذا
مياه البحر كانت قاسېة كالړصاص لتدعو الله بألا تصاب بوعكة ثقيلة تجبرها علي المكوث بالفراش لفترة ..
و أخيرا قررت أن تستحم
لعل الماء الفاتر ينعشها و يفصلها قليلا عن الواقع بأفكاره المؤرقة ..
ملأت المغطس و وضعت فيه كمية من صابون الحمام الوردي اللون ثم إنزلقت بجسدها حتي وصلت الرغوة و الفقاقيع إلي طرف ذقنها
و هنا حاولت أن تريح جسدها و أعصابها
و لكنه كالعادة يحول بينها و بين أي نوع من الإسترخاء و راحة البال ..
سمر ! .. إنتي فين إنتي في الحمام يا حبيبتي .. هكذا سمعته ينادي عليها من الخارج بصوت ملحا و مرحا في آن
قامت من مكانها فجأة أرادت أن تسرع إلي باب الحمام و توصده
لكنها سمعت صوت خطواته تقترب كثيرا فعادت لتخفي جسدها في الماء ..
مابترديش عليا ليه يا حبيبتي ! .. و مع الصوت ظهر عثمان عند عتبة الباب
هو القمر بيطلع الصبح و لا إيه .. قالها عثمان و هو يبتسم بشدة و تابع و هو يمشي ناحيتها
إيه الجمال و الحلاوة دي يا سمر ماكنتش أعرف إن شكلك بيبقي حلو أوي كده و إنتي بتاخدي شاور !
تخضبت وجنتاها پالدم و قالت بإرتباك
شوية و هخلص . لو محتاج الحمام إستني برا دقيقتين بس و هطلع.
عثمان بإبتسامة
خدي راحتك يا حبيبتي أنا مش محتاج أي حاجة .. حاليا بس !
تجاهلت جملته الإيحائية الأخيرة و قالت
شكلك كويس !
عثمان بإستغراب
شكلي كويس إزاي يعني !
يعني . كنت فكراك أخدت برد بسبب إللي حصل إمبارح . أصلي حاسة إني داخلة علي دور برد !
ضحك عثمان و قال
إنتي شكلك بتؤري عليا يا سمر . عموما ماتقلقيش أنا صحتي زي الفل مابتآثرش بأي حاجة رغم أن ڤولتك كان عالي أوي إمبارح و فجأة إتجننتي و بوظتي الليلة إللي كنت راسم عليها . كل ده عشان قولتلك إن أنا إللي سفرت أخوكي
سمر و قد إنتابها الڠضب مجددا
من فضلك ماتجبليش السيرة دي تاني . مش كل شوية لازم تخليني إتأكد إنك إنسان جبار و مش سهل.
عثمان و هو يضحك بقوة
جبار ! مش للدرجة دي يا سمر أنا بردو غلبان و عندي نقط ضعف و الله.
سمر بسخرية
إنت عندك نقط ضعف
عثمان بتفكير
في الحقيقة هما مش نقط .. هما نقطتين !
رمقته بغرابة فضحك و هبط بجسده جالسا أمامها علي حافة المغطس ..
أول نقطة الهوس بالجمال .. قالها عثمان و هو يتأمل وجهها و كتفيها و أكمل
بضعف جدا قدام الجمال . من صغري و أنا كده . كنت لما أشوف أي واحدة جميلة أروح علطول أقولها إنتي جميلة .. أنا بعرف أقدر الجمال كويس أوي يا سمر.
أجفلت بتوتر ليضيف بصوت ناعم
النقطة التانية بقي . أمي .. بحب أمي أووي . تقدري تقولي إنها الست الوحيدة إللي ممكن تكون جوا قلبي . تعرفي إنك بتفكريني بيها حقيقي . و عنيها ملونة زيك !
و إزداد معدل الشغف في نظراته و هو يتأملها أكثر بينما إنزلقت أكثر في الماء كي تخفي جسدها من عينيه و هي تشعر بالخجل الشديد ..
ممكن تطلع برا دلوقتي .. قالتها سمر بتوتر و وجهها يشع ڼارا ليضحك عثمان بمرح و يرد
ليه كده بس يا بيبي عايزاني أطلع برا ليه ده بدل ما تعزمي عليا و توسعيلي مكان جنبك ده أنتي طلعتي بخيلة أوي . مع إني صحيت قبلك و حضرتلك الفطار بنفسي برا . يعني لحد دلوقتي أنا أحسن منك و كريم جدا معاكي.
و رمقها بنظرات خبيثة فإنفعلت رغما عنها لسوء أخلاقه معها و صړخت فيه
قولتلك مېت مرة مابحبش الطريقة دي و قولتلك بردو ماتكلمنيش بالإسلوب ده . إنت مش جايبني من الشارع . بطل قلة أدب !
أنا قليل الأدب .. سألها بهدوء شديد و هو يشير بأصبعه إلي نفسه ثم إبتسم تلك الإبتسامة الشيطانية و قال
طب أنا هوريكي قلة الأدب علي أصولها !
و مد يده داخل المغطس ليخرج بعد لحظات بالسدادة المطاطية
إتسعت عيناها پذعر عندما لاحظت منسوب المياه يقل و جسدها علي وشك أن يكشف له ..
تخشبت بمكانها غير مصدقة و إرتجف فمها بقوة عجزت عن التصرف لا تدري ماذا تفعل و هل يحق لها أن تفعل أو أن تعترض حتي .. هي ملكه طالما يروق له ذلك !!
إنهمرت الدموع من عيناها حين إختفت المياه تماما و بقت بعض الفقافيع الخفيفة تداري القليل من أجزاء جسدها
ظلت ترتجف فقط كورقة خريف آيلة للسقوط البرودة شديدة بالإضافة لشعور الذل و المهانة كمية مشاعر كثيرة متضاربة أخرستها و أخضعتها أمامه في هذه اللحظة ..
يانهآاار أبيض ! ليه ده كله يا حبيبتي .. قالها عثمان بدهشة حقيقية و تابع بخبث
زعلانة أوووي كده ليه ما أنا شوفت كل حاجة قبل كده !
لم ترد و أطبقت جفناها بشدة لا تريد رؤيته
لكنها سمعته يواصل كلامه بحدة مصطنعة
و عموما إنتي تستاهلي أصلا . علي الليلة إللي ضربتيهالي إمبارح . دلوقتي لازم أخد تاري منك بقي.
و شعرت به و هو يحملها من مكانها ثم يقول بلهجة مفعمة بالحماسة الملتهبة
تعالي يا حبيبتي . الدنيا برد هنا عليكي . أوضتنا أدفى !
و أخذها إلي الغرفة بسرعة و هو يعتزم بجدية تامة تعويض أحداث الليلة الفائتة ...
في مكان أخر ... تحديدا في شقة راقية بحي شرق الإسكندرية
تتمدد چيچي علي هذا السرير الواسع بجوار خطيبها ..
تلقي برأسها علي صدره و تقول بصوت هامس
سيف . سيفو .. نفسي في آيس كريم ڤانيليا !
سيف بإستغراب و هو يمسح علي شعرها الحريري
آيس كريم ڤانيليا إشمعنا آيس كريم ڤانيليا يا چيچي !
چيچي بغنج
مش عارفة ! بس نفسي رايحاله يا بيبي.
سيف بضحك
إوعي تكوني حامل يا حبيبتي . لسا فاضل شهرين علي ما تخلص العدة بتاعتك !
چيچي و هي تلكزه في كتفه
إف بقي . قولتلك قبل كده ماتحاولش تفكرني بالزفت ده . عايزاه أنساه خآالص يا سيف و مش عايزة أي حد يفكرني بيه.
أد كده يا چيچي بتكرهيه
چيچي بغل شديد
بكرهه جدا . ده بني آدم Abnormal مش طبيعي و حيوان . أول واحد أخاف منه في حياتي .. ثم قالت پخوف
و إللي مخوفني منه أكتر إنه لسا محتفظ بال بتاعي أنا و إنت . يا عالم ممكن يعمل بيه إيه !
سيف
بإستهزاء
هيعمل إيه يعني و لا هيقدر يعمل حاجة.
چيچي بسخرية
سيف بليز تسكت . إنت أصلك ماتعرفش عثمان البحيري كويس . ده شيطان . زي التعبان فعلا . جلده ناعم بس لما يلدع سمه ېموت و مالوش علاج.
سيف بضيق
إنتي مش شايفة إنك بتبالغي شوية يا حبيبتي
چيچي بجدية
لأ . Never يا حبيبي مش ببالغ . بس أنا مش هفضل طول عمري عايشة في ړعب بسببه .. لازم آمن نفسي منه.
33
_ سر ! _
في منتصف يوم العمل ... يدخل الأخان رفعت و يحيى إلي مجموعة شركات العائلة
التي توارثتها الأجيال منذ القدم حتي وقتنا هذا ..
ينهال عليهم الترحيب الشديد و يظهر الموظفين و العاملين تقديرا و إحتراما شديدا في حضرتهم حتي وصلا إلي مكتب رئيس مجلس الإدارة .. يحيى البحيري
حمدلله علي السلامة يا مستر يحيى . الشركة نورت