الجمعة 15 نوفمبر 2024

رواية مريم من 12-20

انت في الصفحة 14 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

و مش عايزة غيره.
يحيى بسأم
براحتك . بس يكون في علمك لو رجعت و لاقيتك لسا في الحالة دي أنا بنفسي إللي هفسخ خطوبتكوا و لو إنطبقت السما عالأرض مش هوافق ترجعوا أبدا .. ثم رسم إبتسامة بسيطة علي ثغره و قد تخلص من مزاجه السيئ بمهارة ورثها عنه إبنه
ربت علي وجنتها بخفة ثم قال بهدوء
يلا يا حبيبتي . أشوف وشك بخير .. مش عايزة حاجة أجبهالك معايا و أنا جاي
صفية و تبادله نفس الإبتسامة
عايزاك ترجعلنا بالسلامة يا بابي .. و عانقته بقوة متمتمة
هتوحشني أوووي .. بليز ماتتأخرش !
سمر ! .. هكذا صاحت السكرتيرة متفاجئة ثم قامت و مشت ناحية سمر مكملة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إيه يا بنتي المفاجأة الحلوة دي حمدلله علي السلامة.
سمر بإبتسامة خالية من الروح
الله يسلمك يا نجلاء . إنتي عاملة إيه
سيبك مني أنا . إنتي صحتك بقت كويسة و لا لأ
سمر بمرارة خفية
لو ماكنتش كويسة ماكنتش جيت.
نجلاء بإبتسامة
طيب الحمدلله . و كويس يا أختي إنك جيتي ربنا عالم بيا أنا و عثمان بيه مش متفاهمين خآااالص.
سمر بضحكة متكلفة
ليه كده بس
نجلاء بطيش و هي تلوح بيدها في الهواء
يا شيخة ده بني آدم مچنون مختل عقليا أقسم بالله.
ېخرب عقلك وطي صوتك أحسن
يسمعك.
هو في إيه و لا في إيه يا حبيبتي . عنده ناس جوا مشغول.
عبست سمر متسائلة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هيطول
مش عارفة بصراحة بس هما بقالهم كتير معاه جوا . إنتي عايزة تدخليله و لا إيه
سمر بوجوم
أيوه.
نجلاء و هي تجذبها من ذراعها
طيب يا حبيبتي تعالي ده مكتبك أصلا . تعالي كلميه و لو في حاجة مهمة يعني قوليله لو سمحت يافندم عايزاك دقيقتين.
لل لأ .. تمتمت سمر بإباء ثم قالت
كلميه إنتي من فضلك يا نجلاء . قوليله إني عايزة أقابله !
نجلاء بدهشة
الله ! طيب ما تكلميه إنتي يابنتي . إنتي ناسيه إنك سكيرتيرته أصلا !
سمر بضيق
معلش يا نجلاء . إسمعي كلامي من فضلك !
في المكتب عند عثمان ... أخيرا ينهي نقاشه مع هالة الذي إستغرق وقتا طويلا
عثمان بصرامة ممزوجة باللطف
خلاص يا هالة . أنا هاروحله إن شاء الله و هتكلم معاه.
هالة برجاء
بليز يا عثمان إبقي إستحمله لو قال كلمة كده و لا كده . إنت عارف هو مش هيكون قاصد أي حاجة.
عثمان بثقة
ماتقلقيش . ده صالح يعني . أنا هعرف أتصرف معاه .. ثم نظر نحو مراد و قال
مراد لو سمحت وصل هالة للبيت دلوقتي و بعدين إرجعلي عشان نروح المستشفي سوا.
مراد برحابة شديدة
حاضر . و أساسا منغير ما تقول أنا إللي جيبتها لهنا و إللي هاوصلها للبيت.
ماشي ياخويا !
و هنا دق هاتف المكتب ليقوم عثمان و يرد بفتوره المعتاد
في إيه يا نجلاء .. مين .. صاح بدهشة حقيقية ... ثم أردف بجدية
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
طيب . طيب الضيوف إللي عندي خارجين دلوقتي . دخليها بعدهم علطول .. و أقفل الخط و هو يبتسم بشدة و يتمتم لنفسه
ماتأخرتيش يا سمر . أخيرا جيتيلي برجليكي ! .. ثم إلتفت إلي صديقه و إبنة عمه قائلا
طيب يلا بقي عشان تلحق توصلها يا مراد و ترجعلي زي ما قولتلك !
مراد و هو يقوم من مكانه
تمام . يلا يا هالة !
أوك .. قالت هالة و هي تأخذ حقيبتها و تنهض
مشت صوب عثمان ... إقتربت منه و قبلته من وجنتيه و هي تقول بهيام شديد
باي يا عثمان . أبقي أشوفك في البيت بقي.
تظاهر عثمان بعدم فهم إسلوبها و تعامل معها بأخوية ..
حيث طبع قبلة سطحية علي جبهتها ثم قال بإبتسامة
مع السلامة يا حبيبتي . نورتيني إنهاردة و الله !
في الخارج ... أخذت سمر تستعد للمواجهة
شحنت نفسها بالجرآة و القوة ..
لا تريد أن تذل أمامه أبدا .. كي تكون النتائج في صالحها ليس هو وحده من يملك عقل مدبر ستراوغه هي أيضا ..
إيه ده مش ممكن ! .. سمر !! .. قالها مراد بصياح ذاهل لتنتبه إليه سمر و تقطب بإستغراب .. فهي لا تتذكره
توجه مراد إليها و هو يقول مبتسما
حمدلله علي سلامتك . و ألف سلامة عليكي . أنا لسا عارف إنهارده و الله أول ما جيت و ماشوفتكيش سألت عليكي علطول.
سمر و تطرف بتوتر
ش شكرا !
إيه يا سمر إنتي مش فاكراني و لا إيه
سمر و هي تهز كتفاها ببطء
بصراحة لأ !
مراد بإبتسامة
ليكي حق تنسيني إنتي ماشوفتنيش غير مرة واحدة بس .. ثم قال و هو يلتفت نحو هالة
عموما هاشوفك . أنا باجي هنا كتير .. يلا سلام مؤقت.
و ذهب برفقة هالة ... لتعبس سمر بغرابة ممزوجة بالمقت لكنها تخطت الأمر و وجهت ناظريها نحو باب المكتب المفتوح هناك ..
أخذت نفسا عميق و حبسته قليلا برئتيها
ثم أطلقته علي زفرات متتالية و سارت بخطي
ثابتة إلي .. إلي المجهول ... الذي سيحدد مصيرها و مصير أختها المسكينة !!!
يتبع ...
أهو البارت الصغنن إللي وعدتكوا بيه
20
عقد زواج !
تدخل سمر إلي غرفة مكتبه بوجه صارم متصلب ... صحيح أنها شكلت لنفسها درع حماية من الخارج لكنها كانت تعلم جيدا أنها أضعف المخلوقات من الداخل
جدار الثقة الذي شيدته واهيا بإمكانه أن ينهار بأي لحظة بينما هو القوي الذي يملك كل شيء و لا يتأثر بأي شيء
كان واقفا في إستقبالها و قد بدا مسترخيا إلي أبعد حد علي عكسها تماما ..
أهلا أهلا . أهلا بيكي يا سمر ! .. هتف عثمان مرحبا ثم قال و هو يبتسم بشدة
تعالي . تعالي أقعدي معايا هنا.
و أشار إلي مقعد شاغر في الصالون الأنيق
لتمشي سمر ناحيته محاولة السير علي نهج إسلوبه البارد ..
مد لها يده بالمصافحة فرفضتها ليهز رأسه قائلا ببساطة
ماشي .. إتفضلي أقعدي طيب.
جلست سمر دون أن تنطق بحرف ليجلس عثمان هو الأخر قبالتها واضعا ساقا فوق ساق كعادته ..
إنتظر حتي تبدأ هي الحديث يريد أن يستمتع بإنتصاره كاملا عندما تتكلم هي أولا و تطلب منه بنفسها ما سبق و عرضه عليها !
و لكن ظل الصمت مخيم لأكثر من خمس دقائق ... و قد بدأ عثمان يشعر بالضجر من صمتها و يتآفف بضيق ظاهر بينما لم تستعجل نفسها إطلاقا و هي ترفع وجهها إليه .. ثم تقول أخيرا
ماكنتش فاكرة إنك شيطان للدرجة دي !
نطقت بغل ممزوج بالندم غل لشدة حقدها عليه ... و ندم لأنها تحامقت و صدقت طيبته الزائفة ..
نعم ! قصدك إيه قالها عثمان بتساؤل رافعا حاجبيه .. ثم أكمل بحدة
إنتي جاية تهزأيني يا سمر !
سمر بإبتسامة مريرة
العفو يا عثمان بيه . هو أنا أقدر ده حضرتك خيرك عليا أنا و أخواتي !
رمقها عثمان بنظرات مستغربة فتابعت سمر متجاهلة تعابير الإستفهام علي وجهه
مقدرش أزعلك . مقدرش أبدا .. أحسن تغضب عليا و تمنع العلاج عن أختي . دي حياتها في إيدك يبقي أزعلك إزاي بس !
و هنا فهم عثمان ما ترمي إليه ..
فتنفس بعمق و هو يشيح بوجهه عنها ثم قال ببرود
إنتي إللي إضطريني أعمل كده.
سمر پغضب ممزوج بالإنفعال
إنت إللي مش بني آدم
. إنت .. ماعندكش قلب ماعندكش رحمة . دي طفلة . مجرد طفلة مسكينة صغيرة لا حول ليها و لا قوة . ذنبها إيه عملتلك إيه عشان تمنع عنها العلاج عملتلك إيه
نظر لها عثمان و قال بنفس البرود
بإيدك كل حاجة يا سمر . بإيدك تنقذي نفسك و تنقذي أختك و تضمنلها حياتها الجاية كمان . لو قبلتي عرضي هتكسبي مش هتخسري أبدا .. إنتي بس إللي مغمية عينك و مش عايزة تشوفي مصلحتك فين.
سمر بسخرية
و مصلحتي بقي معاك إنت !
عثمان بثقة
طبعا . عندك شك في كده و لا إيه و لا مش مقدرة إمكانياتي كويس
سمر بإبتسامة تهكمية
لأ طبعا إزاي .. ده كل الناس عارفين إمكانيات حضرتك كويس أوي . مافيش حاجة ممكن تقف قصادك . ده إنت عثمان بيه البحيري !
إشتدت عضلات فكيه و هو يداري ملامحه الغاضبة قبل أن تظهر علي وجهه ..
يا ريت تبطلي الإسلوب ده في كلامك معايا .. قالها محذرا ثم أردف بإقتضاب و هو يشيح بوجهه ثانية
و دلوقتي أنا عايز أعرف قرارك النهائي . إتكلمي بسرعة من فضلك عشان أنا مش فاضيلك لسا ورايا حاجات أهم.
نظرت له پغضب و قد أحست بالإهانة
فقامت فجأة دون أن تفه بكلمة و إستدارت لتغادر
لكنها وجدته يعترض طريقها فجأه ..
عثمان بحدة
إنتي رايحة فين
سمر پغضب
إوعي من قدامي لو سمحت.
قبض عثمان علي رسغها بقوة و قال
طيب تعالي . تعالي أقعدي و هنتكلم بهدوء.
سمر و هي تحاول سحب يدها من قبضته الفولاذية
مافيش كلام بيني و بينك . إنت مش مستقوي بفلوسك و بتدوس عليا أنا و أختي إللي ملهاش ذنب في حاجة أنا ندمانة إني صدقتك . و إبقي عبيطة لو كررتها تاني .. سيبني بقي !
عثمان بصبر
طيب معلش . تعالي . تعالي نتفاهم . هنوصل لإتفاق ماتقلقيش .. تعالي بقي و لو ماتفقناش هسيبك تمشي . وعد.
رمقته بعدائية شديدة ثم قالت بحدة
سيب إيدي.
إمتثل عثمان لطلبها و ترك يدها و لكنه بقي متأهبا لأي ردة فعل قد تصدر عنها ..
بينما عادت سمر و جلست بمكانها علي مضض و هي تتحاشي النظر إليه
تمام . ممكن بقي أسمع طلباتك لو كان ليكي طلبات ! .. قالها عثمان و هو يجلس قبالتها مرة أخري
أنا ماليش طلبات .. ردت سمر بإقتضاب فإنفعل رغما عنه و قال
أومال إنتي جاية ليه
نظرت له پصدمة فزم شفتاه بنفاذ صبر و قال
سمر . أنا واضح معاكي . من فضلك خليكي واضحة معايا إنتي كمان.
سمر ... بعد صمت
طيب . هكون واضحة .. أنا مش هعمل حاجة في الحړام.
عثمان بحدة
و أنا قولتلك أنا مش بتاع جواز . أنا جربت الجواز مرة و مش ناوي أعيد التجربة تاني علي الأقل دلوقتي.
سمر بإصرار
و أنا مستحيل أسلمك نفسي منغير جواز . لو ھموت أنا و أختي .. مش هغضب ربنا و أخسر نفسي عشانك أو عشان فلوسك.
و كادت تقوم من أمامه مرة أخري ليمد يده بسرعة و يمسك بيدها يجمدها بمكانها ..
أقعدي مكانك ! .. هتف پغضب ثم قال علي مضض
خلاص ... هتجوزك عرفي.
إنت بتقول إي آاا ..
هو ده إللي عندي .. قاطعها بحزم ثم قال بصرامة
إنتي عايزة جواز . تمام . بس هو ده الجواز إللي أنا أعرفه حاليا و مش هتكوني بتعملي حاجة في الحړام كمان . أظن كده أنا قدمت تنازلات جامدة .. الدور عليكي.
ضمت حاجبيها بتفكير تشعر بالحيرة ..
هل هذا يسمي زواجا هل ستكون آثمة إذا قبلت الزواج منه بهذه الطريقة
إذا رفضت ستكون الخسائر جسيمة أيضا و أكبر الخسائر ملك .. لن تتحمل خسارتها أبدا
ربما تتحمل خسارة نفسها و لكن ملك ... مستحيل !!!
ها قولتي إيه .. إنتبهت علي صوته لتتظر إليه بصمت
تململ عثمان بعصبية خفيفة و هو ينتظر ردها بينما حدقت فيه بتركيز ... ثم قالت
موافقة !
برقت في عيناه نظرة إنتصار خبأها بسرعة و قال برصانة
حلو .. كده نبقي متفقين . و أخيرا وصلنا لإتفاق .. ثم أكمل بجدية و هو يخرج هاتفهه من جيبه
أنا هكلم المحامي بتاعي دلوقتي عشان يجهزلنا العقد.
سمر و هي تزدرد ريقها بتوتر
دلوقتي قصدك الموضوع هيتم دلوقتي !
أه طبعا . هنتجوز إنهاردة.
بسرعة أوي كده .. تمتمت سمر بخفوت إلا أنه سمعها و قال و هو يقلب بالهاتف
و إيه إللي يخلينا نستنا طالما إتفقنا و كله تمام . مافيش داعي للتأخير . أنا إستنيت بما فيه الكفاية.
و لم يتسني لها الكلام مجددا ..
إذ وضع الهاتف علي أذنه و إنتظر للحظات ثم بدأ بمكالمته ..
إستغرق بضعة دقائق تحدث خلالهم برسمية مع المحامي الخاص به
إتفقا علي كل شئ و أعطاه عثمان ميعادا بعد نصف ساعة ..
أقفل الخط
ثم نظر إلي سمر و قال بحماسة
نص ساعة و المحامي هيكون هنا . يعني ممكن نقول كمان ساعة بالظبط و هتبقي مراتي.
إبتسمت سمر بسخرية من جملته الأخيرة و أشاحت عنه بوجهها ..
إيه إنتي مش مبسوطة و لا إيه ! ..قالها عثمان بتساؤل لتقابله سمر بالصمت
عموما سيبيها عليا . أنا هعرف أبسطك كويس أوي .. ثم أكمل بإبتسامة خبيثة
هنقضي أول ليلة سوا علي اليخت بتاعي . هلففك إسكندرية كلها إنهاردة.
و هنا نظرت سمر إليه و صاحت
إنهاردة لأ . لأ مش هاروح معاك لأي مكان إنهاردة !
عثمان بحدة
و ده ليه بقي !
إنت فاكر إني ممكن أقابلك بسهولة و أضافت بمقت
أنا ليا حدود في كل حاجة بعملها . و كمان عندي بيت و أخ مسؤولة عنه و مسؤول عني.
تنهد عثمان ثم قال بفتور
خلاص .. يبقي بكره . هستناكي بكره يا سمر !!!
يتبع ....
 

13  14 

انت في الصفحة 14 من 14 صفحات