رواية مريم من 12-20
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
12
مليونير مغرور !
إنتفضت سمر تلقائيا إثر سماع صوت أخيها .. فتخلصت بسرعة من أيدي عثمان اللتان تسندانها و إعتدلت في وقفتها ثم إلتفتت لتواجه فادي ..
كان وجهه قاتم الحمرة و قد أظلمت عيناه السودوان أكثر من شدة الڠضب رأته يقترب منهما بخمسة خطوات واسعة ثم يقف في مقابلتها هي مباشرة ..
إيه إللي بيحصل هنا .. قالها فادي بتساؤل حاد و أكمل بعصبية
إيه إللي أنا شفته بعنيا ده
سمر بإرتباك شديد
ف فادي ! مافيش حاجة يا حبيبي . إحنا كنا بنكلم الدكتور بس .. و أشارت إلي الطبيب الذي يقف ورائها و لكنها إكتشفت أنه ذهب !
ربما لم تفطن لذلك أثناء صډمتها بالمبلغ الذي يتحتم عليها دفعه من أجل رسوم علاج أختها ..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مين ده !
نطق و هو يغرز نظراته المشټعلة بعثمان ..
فأجابت سمر بشيء من الإضطراب و هي توزع نظراتها بينهما
ده عثمان بيه يا فادي . مديري في الشغل ! .. ثم توجهت إلي عثمان مكملة التعارف
عثمان بيه . ده فادي أخويا !
عثمان في نفسه ده طلع أخووها ! .. لكنه لم يظهر أمامهما هذه الدهشة التي أحدثها تصريح سمر
بل قال بإبتسامة رزينة
أهلا و سهلا . إتشرفت بيك !
و مد يده للمصافحة إلا أن فادي رفضها و قال بتهكم واضح
أهلا . بس هو حضرتك بتعمل إيه هنا يعني مش فاهم !!
فاادي ! .. تمتمت سمر و هي تزجره پغضب ثم قالت بإبتسامة لتغطي علي وقاحة أخيها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فادي و هو يرفع حاجبيه بسخرية
و الله ! لا فعلا كتر خيره . بتقولي بقي اليوم بعشرتلاف و إحتمال تقعد إسبوع أو إسبوعين صح يعني فرضا لو قعدت إسبوع الباشا هيدفع سبعين ألف و لو قعدت إسبوعين هيدفع مية و أربعين ألف ! .. يااااه . بجد ده لطف و كرم كبير أوووي من حضرتك .. ثم سأله بحدة
لكن بمناسبة إيه هتعمل معانا كل ده أنا كان نفسي أشوفك من أول مرة سمعت عنك فيها عشان أسألك السؤال ده بس . بمناسبة إيه بتعمل معانا كل ده إيه إللي هيعود عليك من ورا ده كله
أولا أنا دلوقتي بساعد ملك لوحدها . و أكيد أي حد مكاني مش هيشوف طفلة صغيرة بين الحيا و المۏت و مايساعدهاش . ثانيا أنا مش مستني حاجة من ورا إللي بعمله . أنا طبيعي بحب أساعد الناس بدون مقابل.
فادي متسائلا برعونة
بتحب تساعد الناس بالآلافات !
عثمان بغرور ممزوج بالتعال
الفلوس ماتهمنيش . عندي منها كتير أوي.
فادي بعدائية شديدة
أومال إيه إللي يهم سيادتك
و هنا تدخلت سمر بصرامة حادة
خلاااص يا فآاادي ! إنت بتحقق معاه بدل ما تشكره . هو مش مجبر يساعدنا و لا يهدر فلوسه علينا علي فكرة .. ثم خاطبت عثمان بتهذيب
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إنك تدفع كل المبلغ ده عشان أختي !
إبتسم عثمان و هو يرد بإسلوبه الفاتر علي الدوام
قولتلك قبل كده يا سمر إني إعتبرت ملك زي بنتي . أنا حاببها و حابب أساعدها . أما بالنسبة لمسألة الفلوس فالمبلغ ده بسيط جدااا بالنسبة لي . مش هيأثر معايا أبدا إطمني.
سمر بإبتسامة خفيفة
ربنا يزيد حضرتك . و بجد أنا مش عارفة أشكرك إزاي و لا أوفي جمايلك إزاي !!
عيب يا سمر . هتزعليني لو قولتي كده تاني !
لأ خلاص . أنا مقدرش أزعل حضرتك طبعا.
أنا ماعملتش حاجة . ده شيء طبيعي جدا أي حد مكاني كان لازم يتصرف كده.
سمر بإمتنان صادق
بردو شكرا يا عثمان .. شكرا علي وقفتك جمبي أنا و أختي . شكرا علي معاملتك الطيبة و أخلاقك العليا معايا.
أومأ عثمان بإبتسامة رقيقة و هو يضحك و يسخر منها في قرارة نفسه أخلاقي العليا ! فريال هانم كانت هتفرح أوي بالكلمة دي ..
العفو يا سمر . ده واجبي .. قالها عثمان و هو يشمل فادي بنظرة خاطفة
كان الأخير يرمقه بنظرات عڼيفة و لكنه آثر الصمت لإدراكه أن شقيقته محقة إنهم بحاجة إليه بالفعل أو بالأحري بحاجة إلي أمواله
لذا أطبق فادي فمه و لم يعد يفه بكلمة أخري من شأنها أن تسيئ إليه فقط ظل يحدجه بتجهم ممزوج بالحدة
بينما يتظاهر عثمان بعدم ملاحظته و هو يتصرف بغرور متعمد ناجم عن نشآته الثرية المتغطرسة ...
في قصر آل بحيري ... تلج صفية إلي غرفتها و هي في حالة صعبة للغاية
منذ أن تركته و غادرت المشفي كلها لم تستطع منع دموعها من الهطول حاولت ضبط نفسها لكنها فشلت لدرجة أنها أخذت سيارة آجرة لتصل إلي هنا و تركت سيارتها مصفوفة هناك بالكراچ
خشت أن تقود و هي بهذه الحالة فيقع لها حاډث كما صار معه ..
ألقت بثقلها فوق سريرها الكبير و قد أخذ منها التعب خلال الساعة الماضية كل مأخذ
جلست صامتة و المرارة ترشح من تقاسيم وجهها المتقلصة واصلت البكاء دون توقف
لينفتح باب الغرفة فجأة و تدخل فريال دون إستئذان ..
لم تحاول صفية إخفاء محنتها عن أمها بل أنها مدت إحدي يديها بإتجاهها تمط أصابعها و كأنها تتمني لو أنها طويلة بما يكفي لتجتاز المسافة بينهما فكم هي بأمس الحاجة لحضنها الآن و بصورة شديدة اليأس ..
رمقتها فريال پصدمة و هرولت نحوها بسرعة أمسكت بكتفيها و ضمتها إلي صدرها هاتفة
صافي ! مالك يا حبيبتي في إيه أنا شفتك و إنتي راجعة بتاكسي و كنتي بټعيطي و إنتي داخلة البيت . إيه إللي حصل يا صافي
صالح يا مامي ! .. نطقت صفية بصعوبة و هي تشعر بالغصة تكاد ټخنقها
لتستوضحها فريال بتوجس
ماله صالح
صفية بنشيج متقطع
ق ق ل ع د دبل ته . فس خ خ خ طو بت نا !
فسخ خطوبتكوا ! .. تمتمت فريال بذهول ثم سألتها بحدة
و عمل كده ليه
صفية و هي تعتصر عيناها من الدموع بشدة
الدكتور صارحه بكل حاجة إنهاردة . شرحله حالته . أول ما عرف إتحول .. مابقاش صالح إللي أنا أعرفه . قال كلام كتير . و شكك في عثمان إنه كان علي علم بإللي هيحصله . و لما إتضايقت و شديت معاه شوية لاقيته بيقلع الدبلة و .. و بيقولي مش عايزك !
و راحت تجهش بالبكاء أكثر علي صدر أمها بينما إنزعجت فريال لاسيما من الجزئية التي تخص إبنها ..
لكنها تمالكت ڠضبها
سريعا و