الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجعي كاملة بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

لم يتململ مرة واحدة صدره لا يتحرك بفعل شهيقه وزفيره تجرعت ريقها ونادت عليه ومازالت تطالع انعكاس جسده ابراهيم مابتردش عليا ليه ابراهيم!
استدارت وخافقها يكاد يرتد خارح صدرها وهي تقترب منه كلما اقتربت تأكدت من ثبات جسده مدت يدها المرتعشة لتمسك كفه لتشهق بړعب وهي تتبين برودتها حد الثلج انتقلت لوجهه وراحت تهزه پعنف اختلذ لجنون من فقد إدراكه ابراهيم انت بارد كده ليه انت تعبان اجيبلك دكتور رد عليا عشان خاطري ابراهيم أوعي تكون!!!
لأ لأ اوعي انت وعدتني وعدتني إنك إننا 
الكلمات متعلثمة وثقيلة كأنها جبال لا تتزحزح دموعها تسيل من عين ترفض ان تصدق تأبى أن تستوعب هو لم يرحل لم يتركها 
لم يعد ليذيقها أخر ليلة بين ذراعيه ليرحل  
كابوس  
نعم هو كذلك
كابوس يعتقلها داخله  
كل شيء تراه وتشعره الآن ليس حقيقيا 
بصوت مرتعش تهمس بالأذكار لعل عقلها يتحرر من كابوس نومتها الغريب أنها لا تراه كابوسا  
بل واقع يواجهها بقسۏة  
تصلقت بأناملها كل إنش في وجهه كأنها
كأنها تودعه  
تحركت يديها لتلمس أصابع قدمه الباردة  
سقطت بعد أن فقدت كل قدرتها علي الوقوف 
وزعت النظرات الرائغة حولها ثم عتدت أليه لتبصره  
وبدون مقدمات انطلق من حلقها سيلا من الصرخات التي لفظتها أخيرا من جوفها المحموم لا تشعر بلطمات خدها المؤلمة أي ألم هذا يمكن أن يطغى على طعڼة القلب بنصل الفراق فراق إبراهيم  
نوفيلاميراث الۏجع بقلم ډفناعمر
أجفلها سقوط كاسة
الحليب من يدها وتناثر الزجاج نظرت له پخوف كأن قلبها من تفتت تستشعر بحدسها غيامة سوداء تلوح في الأفق أما عاد خليلها إبراهيم واطمأنت عليه بالأمس لما هذا الشيء المبهم يجثم على صدرها هكذا
أجاب تساؤلاتها الصامتة صړاخ وعويل
متواصل بأسمه تعرفت صاحبته الصياح زوجته حور تلك التي واجهت الفاجعة وحدها وهي تحاول إيقاظه 
جلست خديجة أرضا وعيناها تائهة ترفض فكرة أنها لن تراه ثانيا 
لن يطل عليها كما كان يفعل  
لن يطرق بابها محملا بالخير وابتسامته الدافئة تشع منه فتضاهي ضوء القمر في السماء  
منذ اللحظة أنمحى بريق الألوان من عالمها  
وما بقي لها غير ظلمة الأسود 
غافلها خليلها وسبقها وغادر دنياها كانت تظن دائما أن هو وأخيه من سينصبا لها سرادق العزاء لكنه خالف ظنها ورحل مبكرا مازال مذاق حبات الرمان المشبعة بحنانه بشفتيها كأنه كان يذيقها بره وعطفه بسخاء في أيامه الأخيرة قبل أن يرحل عنها ليترك لها رصيد زاخرا من الذكرايات تتزود بها بأيامها الأصعب دونه أبنها البار وحبيبها الذي كانت تترقب خطواته علي الدرج قبل أن يطرق بابها كل ليلة الآن تركها مهما استرقت السمع مهما انتظرت لن تسمع صوت خطواته العزيزة مجددا لقد ابتعد إبراهيم ابتعد كثيرا گ بعد السماء عن الأرض 
ويا ويلها من صباح لا يبدأ بمجيئه
وشفتيه تقبل كفها بتقدير 
يا ويلها من مساء لا ينتهي بمزاحه وأحاديثه الشيقة  
يا ويلها من أيام فقدت بهجتها بغياب ضحكاته  
حرام عليها الفرح بعده حتى تلقاه 
الفصل الثالث
بيد مرتعشة وعين گ جمرة من فرط بكاءه راح يفض الورقة المطوية التي وجدها أسفل وسادة شقيقه الراحل حدسه يخبره أن تلك الورقة تخصه هو وليس غيره بدأت عيناه تتحرك فوق السطور ليتأكد حدسه أنها له وهو يطارد الحروف بلهفة وۏجع
ازيك يا تيمور أنا وصلت متأخر ومقدرتش اعدي عليك في وقت زي ده لأن أكيد انت نايم ومش عايز اقلقك أنا مش عارف ليه بكتبلك الرسالة دي دلوقت وانا المفروض هقابلك الصبح لما أصحى بس في حاجة بتلح عليا اكتبلك دلوقت مش بعدين مش مهم هكتب الكلمتين اللي جوايا ولو قابلتك الصبح هقطع الورقة وهضحك على نفسي وانا بحكيلك علي جناني تيمور أنا حاسس اني تعبان اوي تعب غريب في الطريق حصلي حاډث ووقعت وقعة جامدة من فوق الموتوسيكل بتاعي والسواق رغم انه غلطان لأنه كان ماشي عكس الطريق صعب عليا وهو بيقولي أرجوك ماتبلغش عني عشان ارجع لعيالي لقيتني بقوم وبنفض هدومي وبعافر الدوخة اللي حصلتلي وحمدت ربنا وطمنته اني بخير ومش هبلغ عنه الحمد لله قدرت اوصل البيت وشوفت ماما وحور وولادي واطمنت عليهم بس مش عارف ليه قلقان أظاهر كان لازم اروح المستشفى فعلا تيمور الله أعلم هيحصل ايه عشان كده بوصيك على عيالي ومراتي أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم وأمي أنا عارف انها في عيونك انت بدالي لو عيونك شافت الجواب ده يبقي معناها إني استغفر الله العظيم مش قادر اقولها بس اعتبر الجواب ده وصيتي ليك يا اخويا وانا عارف أنك قدها خد بالك من نفسك
تفرعت الدموع الجارفة وتدفقت من مقلتيه ودون أي مقاومة استسلم لنوبة بكاء شديدة وصوت بكاءه يعلو ويعلو انحني بشفتيه يقبل خطاب أخيه الأخير وهو ينتحب ويهمهم بكلمات متقطعة گ طفل صغير فقد زمام مشاعره وأطلق لها العنان ليته قابله ليلتها وعانقه عناق أخير كيف يتحمل هذه الفرقة الأليمة كيف يتحمل هو لا يصدق من الأساس انه غاب للأبد!
تيمور 
لبث ظهره محنيا لا يلتفت إليها لتستدير وتجبره أن يرفع رأسه فيقهرها بكاء رجلها لتتلقف رأسه وتغمسها بقوة بصدرها لتحتوي وجعه كأنها منحته طاقة أكبر ليفرغ حزنه وبكائه بين ذراعيها بكى حتي انقطع صوته ثم هدأ وبدا لها ساكنا وأناملها تعبث بشعره وترتل عليه آيات الذكر الحكيم لم تتركه حتى عندما غفى بعد سهر ساعات طويلة كان يتلقى بها عزاء الزائرين ظلت تعانقه كأنها تؤازره وإن كان لا يشعر بها وهو غارق في غياب نوم  
ۏجعها لا يهدأ جفت نبوع مقلتيها وقلبها ېنزف آلما 
تتذكر أحاديثه الأخيرة بنكهة وداع تيقنتها الآن  
راضية عني يا أمي
تسمعها بصوته حين قالها لتهمس لنفسها بنحيب 
راضية عنك يا نور عيني 
خدي بالك علي ولادي واوعي يغيبو عن عينك ابدا حتي حور كمان خدي بالك عليها مراتي زيهم طفلة بس طيبة أنا عارف ان انتي وتيمور مش هتقصروا ابدا في غيابي  
يعود صوته يغزوها ثانيا وهي تجتر ذكراياتها معه 
ليبرق وسط وهن روحها هذا وميض غريب بعيناها القاتمة لفعل شيء يحفظ لها بقاياه 
وستحارب لتحقق رغبتها مهما كلفها الأمر من ضحاېا فقط ستنطر اللحظة المناسبة  
نصبت سرادق العزاء في اليوم الأربعون بعد ۏفاة شقيقه الأصغر وجوه الوافدين مغبرة بحزن حقيقي لرحيل ذاك الشاب الذين ما رآوه منه ألا خيرا وخلقا واحتراما مثله مثل أخيه تيمور ذاك الذي انقسم ظهره بعده وتضاعف حول عنقه العبء وطفلي أخيه الراحل مازالوا يحتاجون الرعاية والحنان تعويضا عن والدهم لا يعرف ما سيؤل له الحال ماذا ستفعل زوجة
شقيقه التي مازالت صغيرة السن هل تبقى علي ذكراه ولا تتزوج وإن فعلت ما مصير الصغار 
بوصيك علي عيالي ومراتي أوعي تفرط فيهم ولا تقصر معاهم
وصية أبراهيم تترد بعقله طيلة الوقت كأن روحه تحوم حوله لتذكره بأطفاله الصغار 
تيمور والدتك عايزاك تحت انزلها 
بصوت حاني قاطعت شروق أفكاره ليلبي نداء والدته التي ما أن جلس قبالتها حتى ألقت عليه ما لم يتوقعه يوما 
بتقولي ايه يا أمي
بثبات تتصنعه أعادت آوامرها علي مسامعه بقولك لازم تتجوز أرملة اخوك ولاد ابراهيم مش هيتربوا بعيد عن حضڼي مش هسمح هيتشتتوا ويبقوا في يوم أغراب عننا وبدأ جدار تماسكها ينهار و نحيبها يعلو دول هما اللي فاضلين من ريحة
الغالي لو بعدوا عني أموت يا ابني عايزني اموت انا كمان يرضيك ولاد اخوك يتربوا مع زوج أم يا عالم هيعاملهم ازاي حور لسه شابة وألف مين هيتمناها ولو حزنت سنة مش هتحزن التانية وهتفكر في نفسها وحياتها عشان كده لازم نسبق ونكلبشها فينا من تاني 
ثم منحته نظرة رجاء باكية فطرت قلبه أبوس ايدك يا ابني تحقق طلبي أضمن ليا إن ولاده مش هيفارقوني ابدا وافق يا تيمور ريح قلبي يا ابني 
وانحنت بغتة تقبل كفه التي نزعها سريعا ليغمس رأسها بصدره ودمعة حبيسة تغتال مقلتاه وأصفاد العجز تحاصره ماذا يفعل
هل يلبي رغبة والدته ويتزوج أرملة شقيقه
وزوجته هل تقبل بتلك الزيجة
وأن رفضت ماذا يفعل حينها
يرضي من على حساب الأخر 
من
غائبة هي عن كل شيء  
محپوسة ببرواز صغير يحتضن ملامحه الباسمة  
أبراهيم صار مجرد ملامح مقيدة خلف زجاج  
عيناه تنظر لها كأنه يواسيها
كأنه يخبرها أن روحه لن تغيب عنها  
تنحدر دموعها ووخز صدرها يزداد فتتألم
ألم لا تدري له نهاية  
بل يتجدد ۏجعها في كل لحظة وهي تفتقده  
الحياة سلبتها زوجها باكرا
كانت تخطط لأشياء كثيرة معه سوف تحققها
كانت تحلم بشيب يجمعهما يوما وهما يحتسيان قهوتهما وحولهما الأحفاد بصخبهم وبراءتهم  
لكنه لم ينتظر  
رحل سريعا تاركا الحلم ېموت داخلها  
لن تحلم بعد الآن  
ابراهيم جوز حور بنت عمي ماټ امتى
أكدت عليه والدته وهي ترص أمامه مائدة الغداء 
بقالوا شهر دلوقت يا ابني  
وليه معرفتنيش يا ماما يعني بنت عمي تكون في المحڼة دي وأنا معرفش عشان حتى أعزيها 
يا ابني انت ناقص أخبار زي دي في غربتك أنا قلت اديك نازل أجازة وهتعرف وبكرة ولا بعدة تكون ارتاحت من السفر واروح معاك نعزيها 
وقف بوجه صارم أنا مش هستني دقيقة واحدة عشان اروح أخد بخاطر بنت عمي يا ماما لو حضرتك هتيجي معايا دلوقت اجهزي لو مش عايزة هروح لوحدي  
بدر الحسيني
ذاك المغترب الذي تلقى الخبر بمزيج عجيب من المشاعر داخله حزن حقيقي لمۏت زوجها هذا الرجل الخلوق الذي سمع عنه كثيرا ولم تشأ الظروف ليلتقي به وجها لوجه إلا مرة واحدة نظرا لعمله خارج البلاد مثله مثل الكثيرين وبخضم هذا الحزن عبر طيف أمل خجول لا يناسب الحدث المفجع بأن ربما هناك فرصة ما تلوح له معها من جديد 
حور ابنة العم الجميلة أول من غزت قلبه مراهقا ليمتد غزوها لمشاعره حتى ريعان شبابه وحين قرر التوجه نحوها لخطوة حقيقية كان سبقه إبراهيم ليفوز بها فتنحى هو گفارس مهزوم تقبل خسارته 
تزوج بعدها وعاش حياته لكن لم تكن زيجته ناجحة لاسباب كثيرة فانتهي به المطاف مطلق والجيد في الأمر أن زواجه لم يثمر أطفالا انتهت العلاقة بود حتى لو كان ظاهري ليقع أمامه خبر ۏفاة إبراهيم ليبعثر أوراقه من جديد  
هل يصنع له القدر معها فرصة بعد هذه السنوات وهل حقا مازال حبها داخله حيا أم هي مجرد تحقيق رغبة عاندته يوما وجاء آوان
نيلها لحصد انتصار وهمي أمام ذاته أنه فاز بها أخر الأمر 
تنهد وهو يقترب من بنايتها مع والدته يستعد للقائها بترقب ولهفة يحاول

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات