رواية تقي الفصول من 6-10
العجوز
أمام مقر شركة الجندي
ترجلت تقى من الحافلة بعد أن بذلت جهدا مضنيا في الوصول إلى العنوان المذكور ظلت تزفر وتتنهد في ضيق ثم وضعت ظهر كف يدها على جبينها لتجفف عرقها المتصبب على عينيها وألقت بطرف حجابها المتدلي للخلف و
-تقى بنبرة متعبة يا مهون يا رب ياني مكان البتاعة دي في أخر بلاد المسلمين ساعتين في الاتوبيسات عشان أعرف أوصل هنا يالهوي
أخذت هي نفسا عميقا ثم زفرته مرة واحدة قبل أن تسير بخطوات ثابتة في اتجاه الطريق المؤدي إلى مدخل الشركة الكبير
شعرت هي بأنها ضئيلة للغاية وهي تقف أمام ذلك الصرح العظيم دعت الله في نفسها ب
-تقى بخفوت ممزوج بالړعب وهي محدقة أمامها يا رب يسر واجعل قلب الراجل ده يحن ويتنازل عن البلاغ يا رب يا رب
-حارس الأمن بنبرة رسمية انتي رايحة فين
ابتلعت تقى ريقها بصعوبة وحدقت فيه بنظرات شبه خائڤة و
-تقى بتلعثم آآ أنا انا داخلة جوا
-حارس الأمن بصرامة وهو يشير بيده امشي من هنا يا بت
-تقى بإندهاش شديد هاه
-حارس الأمن بحدة يالا من هنا انتي مش شايفة منظرك
عضت تقى على شفتيها من الغيظ وقبضت على حافظتها النقودية أكثر و
-تقى بحنق هو أنا جاية أشحت منك أنا جاية أقابل صاحب الهالومة دي كلها
-تقى بنبرة مغتاظة وبإصرار أنا مش هامشي من هنا مهما قولت ومهما عملت ان شاء الله هبات قدام باب المخروبة دي
انتبه أحد الموظفين المارقين إلى داخل المبنى إلى ذلك الشجار شبه المحتدم بين تلك الفتاة الشعبية المظهر وبين حارس الأمن فتوجه ناحيتهما ثم
-حارس الأمن بجدية مافيش يا بيه أي حاجة
-تقى بنبرة محتجة ونظرات مشټعلة لأ فيه يا بيه أنا عاوزة أقابل صاحب الشركة دي
-حارس الأمن بنبرة متذمرة وأنا قولت مش هاينفع يا ست انتي !
-وائل بصرامة اسكت انت الوقتي أنا هاتفاهم معاها
-حارس الأمن على مضض حاضر
ثم اتجه وائل برأسه ناحيتها وانتصب أكثر في وقفته الرسمية ورمقها بنظرات متمهلة ومتفحصة لهيئتها و
-وائل بنظرات متفحصة ونبرة رزينة ليه
أطرقت تقى رأسها في خزي ثم أخذت تفرك أصابع يدها في توتر و
-تقى بخفوت ونظرات قلقة آآ م مسألة شخصية
-وائل متسائلا بهدوء في ميعاد سابق
-تقى وهي تهز رأسها بالنفي لأ
-وائل بجدية يبقى مش هاينفع تقابليه هنا طالما مافيش ميعاد سابق
انقبض قلبها بشدة وشعرت بوخزة في صدرها ثم أمسكت بطرف حجابها ومسحت مجددا عرقها البارد و
-تقى پذعر بس الموضوع مهم وأنا محتاجة أتكلم معاه ضروري
كانت تقى على وشك الانحناء وإمساك كف الموظف لتستعطفه ولكنه أشار لها بكف يده لكي تكف عما تفعل و
-وائل بحدة من فضلك مش بحب كده
تراجعت هي بجسدها للخلف واعتدلت في وقفتها وبدأت الدموع تتجمع في مقلتيها فرمقها هو بنظراته الجافة قبل أن يتابع ب
-وائل ببرود بص يا آآ لو حاجة شخصية زي ما بتقولي يبقى تروحي تقابليه في قصره لكن هنا ممنوع
-تقى بنبرة راجية ومخټنقة يا بيه الله يسترك أنا مش جاية والله أشحت منه أنا جاية أقابله عشان أمي هي هاتروح مني لو أنا ملحقتهاش اللي يسترها عليك خليني أقابله اللي يبعد عنك أي شړ
تنهد وائل في ضيق وأشاح بوجهه للناحية الأخرى ثم
-وائل على مضض بصي عشان أبقى عملت اللي عليا أنا هابلغ الاستقبال بإنك عاوزة تقابلي الباشا وهما هايبلغوه ولو هو وافق هاخليهم يدخلوكي لو لأ روحي عند القصر بتاعه تمام
شعرت تقى أن هناك بارقة أمل تلوح في الأفق فتنفست الصعداء من جديد و
-تقى بنبرة ممتنة الله يخليك يا رب أنا أنا مش عارفة أقولك ايه
-وائل بإيجاز ماتقوليش خليكي واقفة هنا
ثم أشار لها بإصبعه لكي تنتظر بالقرب من بوابة مدخل الشركة الرئيسي ثم اتجه هو إلى داخل بهو الشركة الواسع
في مصنع الرشيدي
بلغ خبر اتهام العاملة فردوس بالسړقة لرئيس العمال حسين - في مصنع الرشيدي للمنسوجات لذا أمر ب
- حسين بنبرة حادة ماتخشش هنا تاني الولية دي
-زينات بفزع ليه بس يا سي حسين دي فردوس غلبانة وبتجري على يتامى
-حسين بتأفف يحمل التهكم يتامى أرامل مايفرقش معايا الكلام ده صاحب الشركة مش هايشغل عنده حرامية ولا نشالين
-سعدية بنبرة حزينة والله ده حرام
-حسين ببرود والله اللي مش عاجبه يورينا عرض قفاه أهوو الباب يفوت جمل
-زينات بنبرة متشنجة حسبي الله ونعم الوكيل معدتش في رحمة في قلوب الناس خلاص
-حسين بعدم إكتراث قولي الكلام ده للحرامية اللي كانت وسطنا
ثم تركهما وانصرف في اتجاه مكتبه الموجود في أخر الرواق
نظرت سعدية إلى زينات بنظرات غاضبة و
-سعدية بتذمر عالم مفترية وربنا
-زينات بضيق شديد ربنا ينتقم من الظلمة الولية هتعمل ايه ولا ايه
-سعدية بنبرة منزعجة بصي احنا بنلغ بقية النسوان اللي هنا باللي حصلها ونحاول نلملها قرشين ولا حاجة اهوم يساعدوها على اللي جاي
-زينات بحنق هي هتلاحق على ايه ولا ايه
-سعدية بنبرة قانطة نصيبها بقى تشوف الويل كويس إن بنتها معاها وهي تتصرف
-زينات بنبرة راجية ايوه ربنا يتولاهم !!!!
الفصل السابع
بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي
كان أوس مازال مستلقيا على ظهره على تلك الأريكة الجلدية السوداء الموجودة في ركن الغرفة ومغمضا لعينيه وواضعا لساعده على جبينه في حين جلس رفيقه عدي على مسند الأريكة المقابلة وهو ممسك بهاتفه المحمول يتفقد بعض الرسائل على الصفحات الإجتماعية
رن هاتف المكتب الداخلي فالټفت عدي إليه برأسه ثم اعتدل في وقفته وسار في اتجاه المكتب
أمسك هو بالهاتف ليجيب عليه و
-عدي هاتفيا بنبرة عادية ألو خير
ظل عدي صامتا للحظات ليستمع إلى ما يقال عبر الهاتف و
-عدي هاتفيا بعدم اكتراث ودي عاوزة ايه دي ! أصلا الباشا أوس ميعرفش حد من الأشكال دي ماشيها على طول !!
انتبه أوس إلى اسمه الذي ذكر في المكالمة فاعتدل في نومته ورمق رفيقه بنظرات قوية قبل أن
-أوس متسائلا بجدية في ايه
أبعد عدي الهاتف عن أذنه ووضعه على صدره ليكتم الصوت و
-عدي بنبرة جافة مافيش يا أوس حاجة كده مالهاش