الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية تقي الفصول من 6-10

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس
دون الصول الموجود بالمخفر ( قسم الشرطة ) العنوان الخاص بمقدم البلاغ في ورقة صغيرة ثم طواها على عجالة و  
-الصول بخفوت ونظرات قوية الشاي بتاعي
تنحنحت تقى في عدم فهم ورمقته بنظرات حائرة وهزت رأسها في بلاهة و  
-تقى بنبرة متحشرجة هاه   
-الصول وهو يصر على أسنانه وبنظرات ذات مغزى الشاي السجاير    ها يا ست !!

هنا فهمت تقى ما الذي يرمي إليه هو يريد مقابلا ماديا نظير خدماته لذا فتحت هي حافظتها الصغيرة وأخرجت مقدارا قليلا من المال الذي بحوذتها وطوته في كف يدها ثم مدت يدها لتأخذ الورقة الصغيرة وأسندت المال في كف يد الصول الذي حدجها بنظرات ساخطة حينما رأى المبلغ و   
-الصول بتأفف استغفر الله العظيم لولا إن الواحد قلبه طيب كان زمانته عامل الأشكال بنت ال         اللي زيكم بإسلوب تاني
رمقته هي بنظرات ڼارية من عينيها المنتفختين ثم خبأت الورقة في حافظتها و    
-تقى وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها كتر خيرك وربنا موجود وهيجازيك أكيد عن اللي بتعمله
استمر هو في التحديق لها بنظراته الساخطة في حين استدارت هي بجسدها وسارت مبتعدة وبخطوات متثاقلة - في اتجاه باب المخفر    
شردت تقى في حالها فهي مازالت صغيرة ساذجة إلى حد ما - لا تعرف متاعب الحياة ولا كيف سيكون الوضع معها بالها مشغول بكيفية إقناع صاحب البلاغ بالعدول عن المحضر قبل أن يتطور الأمر والأهم من هذا هو كيف ستطلب منه أن يغفر لوالدتها ذنبا لم تقترفه وتثبت له برائتها    
تنهدت هي في إرهاق ووضعت يدها على رأسها لتضغط عليها قليلا لتخفف عنها ذلك الڠضب المشحون بداخلها    
لم تهتم بالعساكر الذي دفعوها من كتفها ليمروا أو بذاك المچرم الذي نظر لها بطريقة مشمئزة فكل ما يدور في خلدها هو والدتها فقط    ( عماد البيت وأساسه )     
خرجت تقى من المخفر وبحثت بعينيها عن منسي ولكنها لم تجده كما أخبرها في ذلك المقهى القريب   
عضت على شفتيها مجددا وتنهدت في حزن ثم    
-تقى لنفسها بتعب مش محتاجة مفهومية هو أكيد مشى يعني مش قدامي غير إني أروح للراجل بتاع الخاتم اللي أتسرق لوحدي واسترجاه يمكن    يمكن قلبه يحن عليا ويسامح أمي   
فتحت تقى حافظتها الصغيرة وأخرجت الورقة المطوية منها ثم فردتها لتقرأ العنوان المدون بالداخل    
-تقى بنظرات ثابتة ونبرة خاڤتة شركة الجندي للصلب
طوت هي الورقة مرة أخرى ونظرت أمامها في الفراغ و   
-تقى لنفسها بحيرة طب ودي أروحلها إزاي !!!
في منزل تقى عوض الله
جلس عم عوض الله على سجادة الصلاة في غرفة نومه وتضرع إلى الله وهو راكع ب    
-عوض بنبرة مخټنقة من الضيق يا رب انت اللي عالم باللي فيا يا رب أنا طول عمري راضي بقضاءك وراضي بحكمك انا مش معترض على نصيبي بس هونها عليا يا رب هونها لأني مش قادر الحمل فوق طاقتي وأنا حاسس إن نهايتي قربت وخاېف أسيب البت لوحدها أمها من زمان وهي مش راضية بحالها وده اللي تاعبها اهديها يا رب    اهديها واكشف عنا البلاء يا رب
وبينما كان هو مندمجا في ابتهالاته للمولى سمع صوت غلق لباب المنزل فانتفض فزعا من على السجادة وسار بخطوات أقرب للعدو في اتجاه الصالة وهو ممسك بمسبحته    
انقبض قلبه حينما وجد باب غرفة ابنته تقى مفتوحا على مصراعيه فظن أن الأمر متعلق بأخت زوجته فاتجه سريعا إلى هناك ووقف على مدخل الغرفة و   
-عوض وهو يتنحنح في خشونة ست تهاني    انتي    انتي جوا
لم يستمع هو إلى أي رد يخصها وكان يخشى أن يدخل فجأة إلى الغرفة فتكن هي على راحتها وربما يكون جسدها مكشوفا خاصة وأنها فاقدة للأهلية - فعليه أن يكون أكثر حرصا و ينبهها أو ينبه من معها في الغرفة لكي يطمئن أنها مستورة ولكن ليس هناك وقت للتأكد من هذا لذا قرر أن يدلف إلى الداخل و
-عوض وهو غاضض لبصره وبنبرة جادة ست تهاني   !
رفع هو بصره تدريجيا وجاب الغرفة سريعا بحثا عنها فلم يجدها فانزعج أكثر واستدار عائدا للخارج ثم وضع خفه في قدميه واتجه إلى خارج المنزل     
وقف العم عوض الله على أول الحارة يبحث بعينيه عن تهاني ولكنه لم يجدها في الجوار فاقترب من محل البقالة المجاور لبنايتهم وأشار لصاحبها ذاك الشاب المكفهر الوجه بيده و   
-عوض بنبرة متوجسة رياض يا بني ماشوفتش الست تهاني
-رياض بوجه عابس ونبرة متأففة لأ مشوفتهاش 
-عوض بقلق طب    طب ماتعرفش ممكن تكون راحت فين
-رياض بتهكم بقولك مشوفتهاش يا عم عوض يبقى هاعرف هي راحت فين ده ايه المفهومية دي 
-عوض بنبرة منكسرة كتر خيرك يا بني
ابتلع العم عوض الله غصة مريرة في حلقه ثم أمسك بالمسبحة بين أصابع يديه وظل يفركها سريعا وهو ينظر أمامه في حيرة و  
-عوض بضيق طب أسأل مين عنها لا حول ولا قوة إلا بالله عيني يا رب
ثم بدأ يجوب زوايا الحارة بحثا عنها ولم يكف عن سؤال كل من يعرفهم    وكان الجواب واحدا ( مشوفنهاش لأ    معدتش من هنا )
قرر عوض الله أن يتجه إلى الطريق الرئيسي الذي تتفرع من عدة طرق جانبية تؤدي إلى الحارة فقد خاف أن تكون تهاني قد ساقتها قدميها إلى هناك    لذا أسرع في خطاه وهو يدعو الله ب    
-عوض بقلق شديد ونظرات راجية استر يا اللي بتستر عديها على خير يا رب    !
لم ينتبه عوض الله إلى الإشارة المرورية التي قد أضاءت ولا إلى السيارات التي قد بدأت في التحرك سريعا    وفجأة شعر هو بأن جسده أصبح كالريشة الخفيفة التي تقذفها الرياح حيثما شاءت ولم يشعر إلا بآلم مپرح يجتاح كل ذرة في كيانه وأن عظامه المرهقة قد تهشمت بكل قوة على الأرضية الإسفلتية فأطلق صړخة مدوية قبل أن يستكين بعدها تماما    
تجمع المارة من حوله وتوقفت حركة المرور وحدثت حالة من الهرج والمرج في الطريق و   
-شخص ما بنبرة عالية يا جدعان حد يطلع الإسعاف بسرعة الراجل بېموت 
-شخص أخر بنبرة قوية امسكوا اللي عمل كده بسرعة 
-شخص ثالث بنبرة صادحة للغاية ابعد يا عم انت وهو وسعوا الطريق
جثى أحد الأشخاص على مقربة من العم عوض وأخذ يتحسس نبضه وكذلك تنفسه ثم رفع رأسه عاليا ونظر للمحيطين به و    
-شخص رابع وهو يلوح بيده ده الراجل باينه قطع النفس 
-سيدة ما وهي تلطم على صدرها يا ساتر يا رب
مالت فتاة ما على رفيقتها التي تتأبط بها ثم همست لها في أذنها وهي تغطي فمها كي لا يراها أحد وهي تتحدث ب    
-فتاة ما بخفوت تعالي يا بنتي مالناش دعوة باللي بيحصل ده 
-فتاة أخرى بنبرة معترضة يا بنتي استني أما نشوف هايحصل إيه 
-فتاة ما بإصرار يالا بقى احنا كده هنتأخر على الدرس 
-فتاة أخرى بتذمر طيب خلاص اوووف    !
انصرفت الفتاتين من مكان الحاډث واستمرت حالة التخبط المروري والجميع في حيرة مما حدث لذاك الرجل

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات