رواية القاضي المتهم بقلم سيلا وليد
حفل زفافه
يعني ايه ياعمو دعاء مش موجودة..جلس هشام والد دعاء بحزن
آسف يابدر أنا ضغطت عليها عشان توافق عليك كنت مفكرها مع الأيام هتنسى وتقدر تتعايش معاك
هزة عڼيفة أحرقت جسده فلم يشعر بنفسه وهو يضغط على الكوب الذي بيديه ليتهشم وينغرز زجاجه بكفيه
ربت والده على كتفه قائلا
غلط ياهشام ازاي قدرت تعمل كدا هنطلع نقول للناس ايه العروسة هربت
لازم تيجي ونتمم الفرح قدام الكل وبعد كدا نطلق انا مستحيل ارضى بواحدة زيها تكمل معايا بس لازم الفرح يتم..قالها بفظاظة ونيران تخرج من عينيه الى هشام
توقف هشام يستند على الجدار
دعاء هربت مع السواق بتاعي أصلها كانت بتحبه
أيعقل إنها فضلت عليه ابن السائق وهو الذي أحبها وأخلص بحبه لماذا فعلت به ذلك
رفع نظره لوالده وهو يقاتل بضراوة ألم يفتك بأنحاء صدره من حديثه فهمس بتقطع
يعني وافقت تتكتب على اسمي وهي بتحب واحد تاني
اقترب من هشام وتحول وجهه لفوهة بركانية يريد أن ينفجر ويدمر كل شي
شعر هشام بالاختناق فقام بفك رابطة عنقه فيما شعرببرودة جسده
صاح هاني باسمه عندما وجد شحوب وجهه وتحوله للون الأزرق دقائق ونقل بالاسعاف إلى المشفى
بعد فترة بغرفته بأحد الفنادق
هنزل ألغي الحفلة وأعتذر من الناس..نهض بجسد ينازع الحياة فلقد جرحت روحه وڼزفت ولم يعد الرجوع للخلف خطوة فأشار لوالده قائلا
إنت بتقول إيه يابدر
أنا كلمت لميس بنت خالتو وبعتلها فستان وشوية هننزل ونكمل الفرح ولا كأن فيه حاجة حصلت من الأساس رفع نظره إلى والده
ال يبعني يابابا احرقه قالها واتجه لمرحاضه
خرج من شروده على صوت مديرة مكتبه
الأجتماع بدأ يااستاذ بدر
اومأ برأسه وارتدى نظارته الطبية متجها لغرفة الأجتماعات
غفت على مقعدها بسبب إرهاقها دلفت إليها إحدى الممرضات
دكتورة رهف عثمان باشا جاله حالة تشنجات ودكتور أسامة في العمليات ..تحركت سريعا متجهة إلى غرفته وجدت حالته خطېرة يتنفس بصعوبة وتوقف بنبضات القلب اتجهت لجهاز الصدمات بعدما حاولت إنعاش قلبه عدة مرات ولكنه لم يستجب قامت بحقنه ببعض الأبر لحالته ولكن لم يستجيب
عملتي ايه في جدي!
جحظت عيناها تنظر اليه پغضب بدخول الطبيب المسؤل عن حالته قام بالكشف عليه ثم رفع نظره الى بدر متأسفا
البقاء لله
يابدر..شعر وكأن الأرض تدور به فتراجع خطوة يغرز عيناه بعين الطبيب
يعني ايه البقاء لله دي مش العملية نجحت ازاي ماټ فجأة هنا قاطعتهم الممرضة
هو قالي عايز دكتورة رهف وبعدين هي جت فضلت شوية وخرجت وبعد شوية سمعت صوت الانذار
اتجهت رهف إليها بعينين مذهولتين
إنت بتقولي ايه يابنتي مش انت ال قولتي دكتور أسامة في العمليات وتعالي شوفيه
ولما جيت لقيته قاطع النفس
لونت الصدمة تقاسيم وجهه اتجه للطبيب وقال بلهجة صارمة
عايز أعرف جدي ماټ ازاي يادكتور بدل مااقفلك المستشفى دي
جذبها متحركا للخارج وهي تتعثر بخطواتها سحبها يضغط على رسغها بقوة الامتها...حاولت جذب ذراعها من يديه بقوة ولكنه كان الأقوى
دفعها بقوة بسيارته وقام الأتصال بصديقه
تعالى على المستشفى فورا صاحت پغضب
انت واحد مچنون انا معملتش
حاجة ولا قربت من جدك
لم يعريها اهتمام..فصدره كبركان متصاعد الحمم كلما تذكر أن تلك الفتاه ماهي الا ابنة عدوه
تحرك بسرعة چنونية وهي تنكمش بجلوسها ورغم خۏفها الا أنها تحاول السيطرة على نفسها حتى لا يرى ضعفها وصل إلى أحد الأماكن الخاصة به بعروس البحر المتوسط وصل لذاك الشالية جذبها بقوة متجها الى الشالية ودفعها بقوة داخله
هتفضلي هنا لحد ماارجعلك وحياة رحمة جدي لأخلص كله منك ومن ابوكي المچرم طلعتوا عيلة كلها مچرمة انحنى ينظر لموج بحرها
كنت بحاول أقنع نفسي انك غيره لكن للأسف ډم فاسد
تحركت إلى أن وصلت أمامه وصاحت پغضب
أنا مقتلتش جدك افهم بقى انت انسان حقېر مغرور
صڤعة على وجنتيها حتى شعرت بتخدرها ثم جذبها من خصلاتها بعدما ألقى حجابها على الأرضية جذبها يهمس لها بهسيس
اقسم بالله لاخليكي تتمني المۏت ومش هتلاقيه قالها ثم دفعها بقوة حتى سقطت متأوهة على الارضية ثم خرج كالمارد بعدما أغلق عليها ذاك المكان
جلست تبكي بحړقة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم أخرجني من ضعفي إلى قوتك
يااارب قالتها بقلب ېنزف داخليا..وصل بعد قليل كالمچنون إلى المشفى وجد عدد كبير من الصحفيين
تحرك الكثير يحاصرونه
حقيقي الأخبار ال وصلتنا جد حضرتك ټوفي استاذ بدر لم يلتفت لأحد منهم وتحرك سريعا متجها للداخل
وجد كريم صديقه مع طبيبه
وصلت لأيه..نزل الطبيب رأسه للأسفل بأسف
جدك واخد حقنه هوى ومسحوب منه الأكسجين للأسف
صدمة أصابته حتى حول جسده لنيران مستعيرة تريد إلتهام كل شيئا كما تلتهم الڼار سنابل القمح ..كور قبضته پعنف وهو يزأر كالأسد
اقسم بالله لأندمه أشد الندم اتجه بنظره الى الطبيب
مش عايز أي مخلوق يعرف أن جدي مقتول سمعتني قالها وتحرك للخارج
بمنزل رهف
ظلت كوثر تتحرك بالردهة ذهابا وايابا ياترى روحتي فين يارهف لحد دلوقتي وليه تليفونك مقفول ..دلف مروان يحدق بها
خير ياماما واقفة كدا ليه!
ايه ال اخرك كدا يااستاذ مروان هو فيه حد يرجع من الجامعة متأخر كدا يابني
تحرك متأففا وهو يلوح بكفيه
مش بتزهقي ياماما
جلست لبعض الوقت خرج مروان وهو يحتسي قهوته
ماما مالك انا رجعت ليه قالبة كدا
اختك لسة مرجعتش يامحترم والساعة داخلة على اتناشر
هز رأسه مستاءا وأردف
هي مش صغيرة ودي دكتورة ممكن يكون عندها عملية أو كشف و فونها فصل شحن مش حاجة يعني
نهضت وهي تهز رأسها رافضة حديثه
لا مهما يحصل بتتصل وتعرفني عشان مقلقش..لا الموضوع ميطمنش هي سافرت اسكندرية الصبح علشان ينهوا العيادة مع نسمة نسمة قالت هي راحت شغلها وقالت هتعدي عليها ومارحتش معرفش ليه اصرت على اسكندرية ياترى أنت فين يابنتي
عند رهف
جلست على المقعد تضم جسدها بيديها بسبب برودة الجو تحركت تبحث عن هاتف ولكن لم يوجد حرارة اتجهت تبحث في الشاليه عن شيئا يساعدها على التدفئة ..استمعت إلى صوت الرعد ورأت ضوء البرق بالخارج..وضعت كفيها على أذنيها بسبب ارتفاع صوته
وصلت إلى المطبخ وبحثت بعينيها عن شيئا تفتح به باب الشاليه أمسكت تلك السکين وحاولت ولكن محاولاتها باتت بالفشل
ضړبت أقدامها تسبه وتصرخ
بدرررر وحياة ربنا لاعرفك ازاي تعمل فيا كدا
مسحت على وجهها
ياترى ماما عاملة ايه دلوقتي امي ممكن ټموت فيها
وقفت
مکبلة الأيدي ومغلولة التصرف
جلست على المقعد بعدما انتابها الفشل وانسابت دموعها
عند بدر
ظل يصيح پغضب بالأطباء
ازاي مستشفى كبيرة زي دي جدي ېتقتل فيها
اتجه إلى جده المسجي على الفراش خانته ساقيه فهوى بجواره وانسابت دموعه رغما عنه بدأ جسده يرتعش وكأن الهواء ينسحب من رئتيه الألم الذي يشعر به الآن يجفف الډماء من العروق
احتضن كفيه وتحدث بحزنا
كنت قوتي ياجدي ليه تسبني دلوقتي ياما حذرتك من عيلة المحلاوي فضلت تمثل عليك البراءة لحد مااتمكنت واتعلقت بيها بس وحياة غلاوتك عندي لاندمها هي وابوها جه الوقت ال الكل لازم ياخد حقه
الفصل الثالث
يقول جلال الدين الرومي
لا تنزعج إذا انقلبت حياتك رأسا على عقب فكيف تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من ذلك الجانب الذي سوف يأتي
كان يقف بقامته القوية ورغم قوته الا أن ملامحه لم تخلو من الحزن على فقدان جده فالفقد أصعب شعور يمر على الأنسان
وقف كريم بجواره يتلقى عزاء عثمان القاضي اتجه ببصره يطالع نظراته الغامضة من تحت
نظارته السوداء يفحص بها الجميع
مالك يابدر!
أخرج نفسا طويلا يعبأ به رئتيه عندما شعر بغصة مؤلمة
مفيش عايزني اعمل ايه وجدي مېت مقتول
انكمشت ملامح كريم وهو ينظر بين الوجوه وتسائل
بدر إنت ناوي
ليه حد قالك انا قتيل قتلة ولا إيه!!
زم كريم شفتيه معترضا ثم تحدث
ليه قولت إن جدك ماټ مۏتة طبيعية يابدر وناوي على إيه
حك ذقنه ثم نهض عندما وجد مالك المحلاوي يدلف بجوار أحد رجال الأعمال الفاسدة الذين كان لهم الحق الأكبر من الفرحة بمۏت والده قديما
تحرك المحلاوي بجوار صديقه الذي يدعى عزت البنا
البقاء لله يااستاذ بدر..قالها مالك المحلاوي والد رهف
أومأ بدر رأسه دون حديث..تحرك الاثنان وجلسا بمقابلته لبعض الوقت..ظل العزاء قائما لعدة ساعات
بمنزل مالك المحلاوي
هاتفت كوثر والد رهف زوجها
مالك رهف من إمبارح مارجعتش للبيت..هب فزعا من نومه وتسائل
يعني إيه ياكوثر كلمتيها يمكن عندها شغل في المستشفى
انزلقت عبراتها
هي راحت اسكندرية علشان المجمع الطبي اللي شاركت فيه
كلمتها فونها مغلق ورحت المستشفى هنا قالوا محضرتش امبارح انا قلقانة ھموت عليها من الړعب
نهض من فوق الفراش وهو ېصرخ بها
جاية بعد ايه تشتكي ياما قولتلك بلاش شغل بنتك دا وشوفي نتيجة شغلها وتأخيرها
ردت عليه بحدة وقهر
بنتي دكتورة بتعمل واجبها مش معنى انا بقولك يبقى البنت عملت حاجة خارجة انا بعرفك بصفتك ابوها يامالك بيه
قالتها ثم أغلقت الهاتف پغضب..أنهت الاتصال وجلست بحزنا شديد
قلبي وجعني عليكي يابنتي ياترى إيه اللي حصل معاكي..غطت وجهها بكفيها واڼفجرت پبكاء حار
حبيبتي يابنتي..هزت رأسها وتحدثت
لأ ..مش هفضل قاعدة كدا
حاولت استجماع شجاعتها واتجهت إلى قسم الشرطة
وصلت بعد قليل توقفت أمام المسؤل عن مكتب الضابط
عايزة أقابل الظابط عشان اعمل محضر
هز رأسه وتحدث
هبلغ حضرة الظابط دلفت للداخل وجدت ابن صديقتها
أيوب ..انت هنا!! اتنقلت القاهرة ولا إيه
ابتسم أيوب وتوقف
طنط كوثر وحشتيني ..ربتت على ظهره عندما اتجه إليها ليحيها بالسلام ..أشار إليها اتفضلي استريحي
جلست أمامه وهي تنظر حولها پضياع دقق النظر بها ثم تحدث متسائلا
خير ياطنط كوثر فيه مشكلة
ارتعشت عينها ثم أطبقت على جفنيها تمنع عبراتها فأردفت
رهف..نهض من مكانه واتجه يجلس بمقابلتها
مالها رهف!!
تنهدت بۏجع وترقرقت عيناها بالدموع
رهف مرجعتش من امبارح المفروض راحت اسكندرية ومعرفش عنها حاجة
هز رأسه منتظر باقي حديثها رفعت بصرها إليه
معرفش عنها حاجة
قطب جبينه متسائلا
يعني ٱيه مرجعتش من إمبارح ياطنط ..انسابت عبراتها تزيلها بكف مرتعش وتحدثت
خرجت وقالت عندها شغل لتسعة وبعد كدا هتعدي على عبادتها الخاصة سألت قالوا مجتش المستشفى ولا راحت العيادة حتى صاحبتها مشفتهاش
قام بطلب عصيرليمون إليها
اتفضلي اشربي واحكيلي كل حاجة وان شاءالله هنلاقيها
عند بدر بالأسكندرية
بعد انتهاء العزاء اتجه إلى منزله..وقف لثواني بالخارج ينظر لتلك الفيلا التي تشبه القصور العصرية فهي كفاح جده ووالده رغم بعدها عن الأماكن الراقية الحديثة إلا أنه لم يتركها ولم يفكر في العيش بمكان آخر
دلف للداخل وجد والدته بجوار خالته وابنتها التي تعد طليقته..زفر پغضب ورغبة جامحة لديه الأختلاء بنفسه لا
يريد محادثة احدا
اتجهت والدته إليه توقفت أمامه قائلة
بدر اخيرا جيت كان ايه لزوم