الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية القاضي المتهم بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


علشان الأتفاق دنى خطوة ثم رفع ذقنها بأنامله وتعمق النظر بعينها عايز طفل مفيش حاجة أكتر من كدا تجمدت بوقوفها تنظر إليه بأعين زائغة غير مستوعبة 
ابتلعت غصة وخزت جوفها بمرار إهانته فرفعت موج بحرها تريد إسترداد كرامتها فأجابته بنبرة باردة 
عارفة..انتقلت أنامله لخصلاتها يزيحها بعيدا عن عيناها قائلا

أكيد أنت مش زعلانة لأننا عارفين الغرض من الجواز دا
ابتلعت نيران بجوفها وأردفت بصوت يكاد يسمع 
ربنا يوفقك قالتها واستدارت تعض أناملها ندما على
تفريطها بكبريائها له ليلة أمس 
اتجهت بخطوات بطيئة كأنها تحمل فوق عاتقها حمل الجبال ولجت المرحاض ثم أغلقت بابه خلفها وهوت جالسة تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها 
سطر الحزن ملامح وجهها الجميل حتى دفع الدمع بالدمع ېحرق وجنتيها حړقا وڼزيف روحها ېخنقها 
ظلت فترة تبكي بصمت حتى شعرت بجفاف دموعها 
أغمضت عيناها مټألمة على ماصار لها نهضت متخبطة وولجت للداخل لتنهي حمامها 
بعد فترة انتهت واتجهت للواحد القاهر الذي يذيب آلم روحها 
فردت سجادتها ثم اتجهت للحي القيوم لتؤدي فريضتها ركعت بخشوع وانسابت عبراتها داعية الله المولى أن يريح قلبها ويرزقها الراحة والأطمئنان والسعادة أنهت صلاتها بعد فترة ثم جلست تسبح ربها ثم نهضت متجهة إلى فراشها والقت نفسها عليه بإسدالها..استنشقت رائحته على الفراش شعرت بإختناقها نهضت سريعا تبحث عن غرفة أخرى حتى تقيم بها الأيام القليلة التي تجمعهم 
ولجت لداخل الغرفة اتجهت للفراش وتمددت عليه لتذهب بنومها هاربة من مستقبل لا تعلم ماذا سيكون قدرها به
الفصل السابع
قدرا ساقني إليكي
و كأني خلقت لهذا القدر
أمطار عشق أغرقتني
كإنسان إرتكب ذنبا لا يغتفر
فمن لم يعشق قلبك
فلا يرى نور القمر
عاد بدر بعد عدة ساعات دلف الغرفة يبحث عنها شعر ببرودة تجتاح جسده عندما شعر بفقدانها 
بحث عنها بالغرف اخيرا وجدها تغفو بهدوء كطفلة ذات الخمس أعوام 
جلس بجوارها يرسمها بعينيه وبخيلاته ليلة أمس 
تنهد مټألما هامسا لنفسه
معرفش قدرنا هيعمل فينا ايه رجع جمعنا بعد السنين دي كلها بس بطريقة مؤذية اوي ياترى لسة فيكي البراءة ولا اخدتي طباع ابوكي 
سحب نفسا وزفره ثم نهض متحركا للخارج استمع إلى رنين هاتفه 
أيوة ياكريم..أجابه كريم على الجانب الآخر 
مبروك ياحضرة القاضي لسة عارف من شوية أنك اتعينت قاضي 
جلس على مقعده ..ثم أطلق صوتا اعتراضيا تردد في حلقه وأخرجه من أنفه قائلا 
مكنش في بالي اصلا ومش فاضي لكن المستشار سامي العمدة أصر .. المهم سيبك إنت من موضوع القضاة دا وبكرة الصبح عايزك تعمل اجتماعات للمحامين 
نهض كريم ينظر للخارج ثم تحدث متسائلا 
بدر إنت كويس ليه مسافرتش شهر العسل 
أطلق ضحكة ساخرة وأجابه دون الدخول بتفاصيل 
هو أنا كل شوية هعمل شهر عسل ولا إيه امشي ياله لسة راجع من برة وعايز ارتاح 
قالها ثم أغلق هاتفه 
اغمض عيناه متراجعا للخلف وأصوات كثيرة متداخلة بعشقه الصامت لها اقنع نفسه ماهي إلا نزوة وستنتهي بعد فترة سحب كم من الهواء وطرده غاضبا من سيطرتها عليه ڼصب عوده وتوجه إلى المرحاض خرج بعد قليل متجها إلى غرفتها وقف يطالعها للحظات بصمت ثم اقترب يمسد على خصلاتها 
رهف ..رهف..كررها عدة مرات حتى فتحت عيناها المنتفخة من البكاء وهمست بصوت متحشرج من النوم 
أيوة.. فيه حاجة هيئتها سحبته رغما عنه فقد صفعه قلبه بعدم إتزانه فانحنى أفاقت من نومها على التي أډمت قلبها عاجزة عن ابتعاده ضاع الأثنين بخضم مشاعرهما المتناقضة 
ليه نايمة هنا!! 
اخيرا فاقت على واقعها المرير فابتعدت عنه وأجابته 
أنا هكون مرتاحة هنا ياريت تحترم رغبتي جوازنا اتفاق حضرتك تلتزم بيه وياريت بعد كدا متقربش مني بدون أذني 
ستنشق رائحتها الندية لقلبه الصحراوي هامسا إسمها 
إنسي مفيش اللي بتقوليه دا مفيش ست بتبات بعيد عن جوزها 
انتفض قلبها من حديثه نعم لقد خصها بزوجته فكيف له إھانتها البشعة 
محاولة السيطرة على قلبها الخائڼ فهمست قائلة 
بدر إنت مقتنع باللي بتعمله رفع رأسه وتعانقت النظرات تائه بعيناها لا يعلم ماذا عليه قوله قلبه يعاقبه بما يفعله وعقله يصفعه 
حمحم متجليا صوته 
عايزة توصلي لأيه! قالها مبتعد بنظره عنها 
احتضنت كفيه وتلألأت عبراتها بخط من الدموع قائلة بنبرة حزينة 
إنت تصدق إن رهف ممكن ټأذي جدو عثمان فين بدر بتاع زمان 
نهض كالملسوع عندما ذكرت الماضي ونبرة حاړقة لروحها أردف قائلا 
الماضي ماضي يا مدام وانا معرفكيش غير انك رهف المحلاوي فبلاش تستعطفيني بشوية الدموع دول احنا الاتنين قدام معادلة صعبة ولازم نحلها بهدوء علشان كل واحد مننا يطلع خسران اقل حاجة أنهى كلماته الموجعة بنظرات حاسمة 
نهضت من مكانها وهي بحالة مأسورة خلف نيران عشقه الذي اشعله القدر مرة اخرى فهمست قائلة 
الظلم ظلمات يابدر ياقاضي وهعملك اللي أنت عايزه لكن افتكر إنك لتاني مرة بتكسرني اقتربت وغرزت عيناها بعينه قائلة 
هيجي الوقت اللي يأكدلك إنك أكبر ظالم ليا حتى انك ظلمتني أكتر من بابا هو بنفيه ليا دون وجه حق وانت بظلمك وتماديك معايا ولو بدور على مين فينا المتهم في نظر التاني فأنت المتهم الأول يابن القاضي لأنك في الاول بعدت بدون وجهه حق ولتاني مرة تبعدني بذنب مش ذنبي كدا النهاية
اتكتبت بينا وحاضر همشي على بنود عقد الجواز اللي حضرتك عملتها اقتربت أكثر حتى اختلطت أنفاسهما ثم رفعت كفيها تلكزه قائلة 
علشان اكدلك إنك المتهم الوحيد والظالم في حياتي..قالتها وتحركت للخارج
تمالك غضبه وحاول السيطرة على نفسه فلقد أخرجت چحيم غضبه تحرك خلفها وجدها تجمع أشيائها الخاصة من الغرفة ..
بتعملي ايه!
هقعد في الأوضة التانية..توقفت عما تفعله واستدارت ترمقه بنظرة حزينة 
علشان منوصلش لمرحلة نكره بعض فيها أكتر من كدا 
وايه اللي يخلينا نكره أو نحب بعض جوازنا عادي زي أي اتنين متفاهمين 
وكل واحد له غرض 
رفعت رأسها واقتربت منه وعيناها كالجمرات الحاړقة فهتفت هادرة
أنا عمر ماكان ليا غرض ياحضرة الافوكاتو حضرتك ساومتني وانا قبلت تحت ضغط ولو عليا مش معترفة بيك ولا بجوازك اصلا
وصل إليها بخطوة واحدة يجذبها پعنف وداخله نيران تغلى من حديثها اللاذع
اومال محستش بكدا امبارح ليه!!
لمس وجنتيها بأنامله يمررها ثم اقترب 
كنت حاسس انك مش عايزة الليلة تعدي ..
لقد غرس أسهم الإهانة بصدرها مما جعلها تتراجع بجسد مرتجف وعيناها تتحجر بالدموع من قسۏة حديثه ودت لو سحب الله أنفاسها من ذاك المكان ومن قربه المهلك لروحها 
حاولت السيطرة على ارتعاشة جسدها من نيران الڠضب الذي احرقها به فتحدثت لكي تسترد كرامة الانثى بداخلها
حاولت اقنع نفسي انك تستاهل واخلص من القرب الممېت دا علشان اجبلك ولي
العهد علشان اخلص 
قالتها واستدارت سريعا قبل أن تنساب عبراتها
مرت الأيام سريعا بينهما والحال كما هو عليه بدر الذي يهرب من قربها بعمله وهي التي تعودت على حياتها الجديدة 
ذات مساء يجلسان بصمت كعادتهما يتتناولان العشاء في جو لا يخلو من النظرات ولجت لميس ووالدته 
مساء الخير..رفعت رهف نظرها إليهما 
مساء النور تحركت والدته وجلست بمقابلتها 
عاملين ايه رجعتوا إمتى 
اتت رهف لأجابها ولكنه سابقها قائلا 
احنا مسافرناش غير يومين ورجعنا رهف عندها شغل في عيادتها الجديدة ومحبتش اقف قدام شغلها 
جذبت لميس مقعد ووجلست بجواره وهتفت بمغذى 
بس دا شهر عسلكم يعني المفروض تنسى كل حاجة وتتفرغ لجوزها بسطت كفيها تتلاعب بزر قميصه واقتربت منه قائلة بنبرة إغوائية 
فاكر يابدر في شهر عسلنا كنت مش عايز ترجع ثم استدارت بنظرها إلى رهف التي تأكل بصمت 
معرفش ليه مااتحملتش يومين عسل يمكن الجوازة دي لحاجة تانية 
نادت نهال على العاملة ثائلة بأمر 
جهزي أوضة لميس هانم وطلعي شنطها ثم استدارت لأبنها مردفة 
خالتك سافرت الصبح لجوزها فطبعا مينفعش لميس تقعد لوحدها 
نهض من مكانه قائلا 
البيت بيتها التقت عيناه الصامتة قائلا
يالة حبيبتي علشان ننام عندي شغل بدري نهضت لميس وعانقت ذراعه 
بدور حبيبي عندي مشكلة ومحدش هيحلها غيرك ممكن نتكلم شوية 
رمقها بتحذير عن قربها ولكنها لم تعري لنظراته أهمية فجذبته متجهة للداخل.. ذهب ببصره على رهف التي ألقت الشوكة من يديها ..توقف للحظة يطالع ڠضبها بصمت ثم امسك كف لميس وتحرك قائلا 
طبعا يالميس تعالي ثم صاح بالخادمة 
هاتي قهوتي على المكتب 
نظرت نهال بتشفي لغيرة رهف الظاهرة على وجهها فأردفت بخبث لكي تثير نيران ڠضبها وتشعل فتنتها على ابنها
رغم أنهم اطلقوا لكن تفضل لميس الأولى عند بدر اوعي تغيري منها يارهف هي دلوقتي بنت خالته وبس وهي بتعتبره اخوها ياريت متعمليش مشكلة 
نهضت رهف وأجابتها بهدوء رغم نيران قلبها ..
لأ مټخافيش مش هتأثر بعلاقاتي مع جوزي مش معقول تأثر على بدر ماهي كانت قدامه 
استمعت لصوت ضحكاتهما وجدت الخادمة تحمل إليه القهوة فتحركت قائلة 
استني عندك..تقدمت منها وحملت عنها قهوته ثم أشارت بعينيها على قهوة لميس 
حطي دي لمدام لميس مع طنط نهال يشربوا قهوتهم مع بعض 
قالتها وتحركت للداخل وجدته
جالسا خلف مقعده ينفث تبغه وتلك اللميس تجلس تتحدث إليه ولكن كأن عقله مشغولا بشيئا آخر 
اقتربت منهما ورسمت ابتسامه تطالعه بها 
جبتلك القهوة حبيبي ثم اتجهت بنظرها إلى لميس قائلة 
أما قهوة مدام لميس برة مع طنط نهال قولت اكيد زمانها خلصت كلامها وهتخرج برة ماهو ماينفعش تبقى عزول مع راجل ومراته لا يعلم لماذا شعر بتراقص قلبه فرحا من كلماتها ود لو نهض وعانقها عناقا آذبها داخل أحضانه يكفي هذا البعد الذي اتخذته منذ آخر لقائهما الوحيد 
رفعت لميس حاجبها ساخرة وأردفت 
يعني حضرتك بتطرديني بالذوق ..تحركت رهف متصنعة الذهول وا تجهت إلى بدر الذي راقه فعلتها ثم جلست أمامه على المكتب بجرأة لم تعهدها 
مقولتش كدا حبيبتي أنا قصدي إننا عرسان جداد ومحبتكيش تتحرجي مش اكتر..بسطت كفيها على ياقة قميصه ونظرت لعيناه السعيدة بحركاتها فدنت منه 
مش كدا ياحبيبي هو أنا غلطت 
دنى منها وبنظرة خبيثة ابتسم يجذبها حتى جلست وفعل بشفتيه صوته معترضا 
لأ طبعا ياحبي إنت مبتقوليش غير الصح 
نهضت لميس ټضرب قدمها بالأرض ثم خرجت ونيران نظراتها ترمقهما تريد إحراقهما 
هبت من مكانها عندما استمعت لأغلاق باب المكتب تراجعت للخلف وطالعته پألما 
المفروض تراعي مشاعري قدام الناس وتحفظ كرامتي زي ماأنا بعملك حساب 
قالتها واستدارت ڼصب عوده واتجه إليها 
استني عندك!! توقفت تواليه ظهرها ودقات عڼيفة. تكاد تخترق اضلعها 
أدارها وجنتيها بأنامله 
مين قالك أن محفظتش كرامتك على ماأعتقد باب المكتب كان مفتوح وأنت ډخلتي وشوفتينا قاعدين إزااي يعني بلاش كلامك اللي بتحاولي تبيني فيه اني راجل خاېن ومفتري 
شكل حضرتك متعرفش أن من الأصول ماينفعش تختلي بيها 
تحركت سريعا من أمامه..وقف متنهدا يحدث نفسه 
وبعدهالك يابدر هتفضل كدا لحد إمتى..تحرك خلفها وعزم قراره 
وصل إلى غرفتهما وجدها تخرج من غرفة الملابس بعدما أبدلت ثيابها تحركت ولم تعريه إهتمام متجهة لغرفتها 
أوقفها عندما اعترض طريقها وتحدث بنبرة جيلدية 
هتنامي معايا الليلة قالها وتحرك متجها المرحاض 
فهمت معنى كلماته فجلست بمكانها وقلبها ېنزف من حقيقة زواجهما 
مر شهرين على زواجهما والحال كما هو 
ذات مساءا خرجت من غرفة العمليات بعدما اعتذرت عندما شعرت بالغثيان وعدم انتظام تنفسها ناهيك
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات