رواية مظلومة الفصول 31-35
يدها لتسلم عليه
مد سيف يده وسلم عليها وهو يبتسم لها
وتكلما قليلا ثم ركبت سيارتها وتحركت بها
اختبأت نيرمين خلف الشجرة حتى لا تراها سلمى وهى تغمض عينيها بالم
خرجت سلمى من باب الحديقة بسيارتها وغادرت
ودخل سيف الى القصر وعيون نيرمين تتبعه من وراء الشجرة بدموع غزيرة
وقفت تفكر مع نفسها وهى تقول بقى تتخلى عنى وتسيبنى مع عمر لوحدى يعمل فيا كل اللى عمله ده
معقول تكون بالقسۏة دى يا سيف
شوفت يارب اللى بيحصلى من الناس اللى حواليا
انا عمرى ماأذيت حد ولا فكرت حتى انى أأذى حد
ليه الناس بتعمل فيا كده
فكرت فى تلك اللحظة ان تغادر والا تلجأ اليه
فلقد كان مشتركا معهم فى ايذائها
كيف تلجأ اليه بعد ان تخلى عنها فى اصعب ظرف مرت به فى حياتها
ست نيرمين استنى
وقفت نيرمين واستدارت اليها
حضنتها زينب بقوة وهى تقول وحشتينى اوى يا نيرمين هانم
كنت ھموت من قلقى عليكى
نيرمين وهى ټحتضنها وانتى كمان يا زينب وحشتينى مۏت
زينب ايه اللى بهدلك هدومك كده
ابتلعت نيرمين ريقها وقالت بارتباك
حاډثة بسيطة
زينب الف سلامة عليكى وحصلك حاجة
نيرمين جت سليمة الحمد لله
زينب طب
تعالى يا ست نيرمين ندخل جوه
علشان الدنيا هنا برد
نظرت نيرمين اليها فى تردد
زينب واقفة ليه يا ست هانم ماتيجى
نيرمين انا مش عايزة حد يشوفنى عندك
زينب بحزن ليه يا ست هانم ايه اللى حصل بس
نيرمين بعدين يا زينب هبقى اقولك
ومټخافيش مش هخلى حد يشوفك
ذهبت نيرمين مع زينب الى حجرتها
ادخلتها الغرفة واستأذنت منها لتذهب الى رقية لاتمام اشياء بسيطة وستعود اليها مرة اخرى
وقبل ان تغادر لاحظت ان الجو بارد وملابس نيرمين ممزقة بعض الشئ من اعلى فاتت لها بشال ثقل لونه اسود ووضعته على كتفها وهى تقول خليه عليكى يا ست هانم الجو برد
ظلت نيرمين جالسة فى الغرفة البسيطة وهى تنظر حولها بقلق
دخلت زينب المطبخ وهى تحاول الا تظهر شئ
نظرت اليها رقية وقالت خير يا زينب
عم ماهر كان عاوزك فى ايه
زينب هاه
كان عاوزنى انضف الطرقة اللى بره من ورق الشجر اللى واقع عليها
رقية مش عادته يعنى
زينب جرى ايه يارقية الراجل تعبان وطلب منى مساعدة فيها ايه
رقية خلاص خلاص
انتى مالك اتنرفزتى كده ليه
عاد عمر الى الشقة وفتح الباب
القى المفتاح بسأم واتجه الى غرفته وهو يتنهد بحزن ولكنه لمح غرفة نيرمين مفتوحة
سارع الى الغرفة كالمچنون
فوجد الحبل مقطوع ونيرمين غير موجودة فى الغرفة
امسك بالحبل وهو ينظر اليه پغضب
ضغط على شفتيه بغيظ ثم القى الحبل وهو يقول بصوت عالى انتى فين يا نيرمين
جرى خارج الغرفة وهو يتفقد الشقة پغضب وظل يقول نيرمين
نيرمين اخرجى احسنلك
حتى وجد الباب الموصل للسلالم الخلفية مفتوحا والسکين ملقى على الارض بجانب الباب
نظر الى السلالم ربما يجدها تنزل من عليها
ولكنه لم يجدها ضړب الباب پعنف وجرى على سيارته ربما يستطيع ان يلحق بها
ظل يجول بسيارته وهو ينظر يمينا ويسارا ربما يلمحها ولكن دون فائدة
ضړب على مقود السيارة پغضب وهو يقول غبى
غبى
انت اللى ضيعتها من ايدك
ظل ينظر امامه وهو يفكر
ثم حرك مقود السيارة وانطلق بالسيارة غاضبا
احست نيرمين بملل من انتظارها لزينب
وفكرت مع نفسها بشأن ذهابها لسيف
ظلت فى صراع نفسى مع نفسها اتذهب اليه ام لا
فهى تريد ات تثبت براءتها بغض النظر عن رجوع سيف اليها ام لا
وفى نفس الوقت كرامتها لا تسمح لها بالذهاب اليه بعد مافعله معها
ظلت على حالتها هذه وهى تفكر فى تردد
وبعد عدة دقائق هبت واقفة واتجهت ناحية الباب وهى تحيط كتفها بالشال الاسود
فتحت الباب وهى تنظر يمينا ويسارا
وعندما اطمأنت انه لا يوجد احد
مشت وهى تتجه ناحية المكتب لعلها تجد سيف مازال موجودا فيه
اقتربت من الباب فى ترقب وكان الباب مغلقا
عندها احست انه موجود بالداخل
انها تشعر به
تشم رائحته
اقتربت من الباب ببطء
ورفعت يدها لتدق على الباب
اوقفت يدها وقبضت على اصابعها وطأطأت راسها لاسفل وهمت بالرجوع
ولكنها قاومت خۏفها وقلقها ودقت على الباب
كان سيف ساعتها يقلب فى ملف امامه
لم يرفع راسه وظل ينظر فى الملف وقال ادخل
فتحت الباب برفق ودقات قلبها تتسارع وقفت على الباب وهى تنظر اليه وهو ينظر فى الاوراق التى امامه
تقدمت ببطء وهى تبتلع ريقها پخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه پصدمة وهو لا يصدق انها نيرمين
نظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعان
نظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول نيرمين!!!!!
.......................................................
الفصل الخامس والثلاثون
تقدمت نيرمين ببطء وهى تبتلع ريقها پخوف
رفع سيف رأسه وهو معتقد انها زينب عندما رآها فتح عينيه پصدمة وهو لا يصدق انها نيرميننظرت اليه نيرمين وهى تمسك بأطراف الشال بتوتر وعيناها تلمعاننظر سيف اليها واثر المفاجأة ظاهر على وجهه وهو يقول نيرمين!!!!
نظرت اليه بوجه عابس و الحزن باد على وجهها وقالت كويس انك لسة فاكر اسمى
نظر اليها بتشفى قائلا انتى ايه اللى جابك هنا
انا مش قولتلك قبل كده مش عايز اشوف وشك تانى
نظرت اليه بعينيها الحزينتين وقالت كنت متوقعة ردك ده
بس اوعى تفتكر انى جيتلك هنا علشان اترجاك تسامحنى
انا معملتش حاجة غلط علشان اعتذرلك عليها
واللى جابنى هنا هو انى عايزة اثبت براءتى من التهمة البشعة اللى اتهمتنى بيها
نظر اليها سيف باستخفاف وقال دا انتى بجحة اوى وكمان ليكى عين تتكلمى بعد اللى انا شوفته
انتى ايه
بجد انا مشوفتش كده
نيرمين من غير غلط لو سمحت
انا جاية اقولك الحقيقة وبعدها همشى ومش هوريك وشى تانى
سيف بسخرية حقيقة
حقيقة ايه بعد اللى شوفته
دا انا شايفك معاه وفى اوضة نومه
دا انا اللى اسمى خطيبك عمرى ما شوفتك باللبس اللى شوفتك بيه عنده
انا مش عارف
مش عارف انتى جيبتى الجرأة اللى انتى فيها دى منين علشان تيجيلى هنا بعد اللى حصل
لكن انا مش مستغرب
ماهى اللى تفرط فى نفسها بالطريقة دى
تعمل اكتر من كده
نيرمين وهى تبكى كفاية تجريح بقى
انت ايه حرام عليك
انتو بتعملوا فيا كده ليه
اوعى تفتكر انك احسن من عمر
انت زيه بالظبط هو قټلنى وانت ساعدته يعنى انتوا الاتنين عندى واحد
اترجيتك تاخدنى معاك حتى لو هترمينى فى الشارع لكن انت زقتنى برجليك كانى كلبة ومحاولتش تفهم اللى حصل
مش كده وبس
دا انا كنت بمۏت عنده الف مرة وحضرتك هنا عايش حياتك ومبسوط مع الست سلمى اللى هى اصلا سبب البلاوى دى كلها
سيف اولا متجبيش سيرة سلمى على لسانك
كفاية انها فضلت مخلصة ليا لحد دلوقت ومرضيتش تتجوز اى حد تانى علشانى
ثانيا انتى اللى روحتيله برجلك وبمزاجك بالرغم من انى عرفتك حقيقته وحاولت احميكى منه وانتى مسمعتيش كلامى
وخونتينى بعد كل اللى عملته علشان
يبقى تستاهلى كل اللى يجرالك منه
نيرمين بصوت عالى انا مخونتكش انت ليه مش عايز تصدق
كفاية بقى
انتوا عايزين منى ايه عايزين تموتونى
رفع سيف كفيه وهو يصفق باستهزاء قائلا برافو
بجد ممثلة هايلة
بس انا معونتش باكل من الكلام ده
ومش هسمحلك تأثرى عليا بكلامك الناعم ده واسلوب الاستعطاف اللى هو اصلا سبب اللى انا
فيه دلوقت
ممكن بقى تخرجى برة ومتورنيش وشك تانى
ولا اقولك
ممكن تروحيله تترجيه يرجعك ويلمك من الشارع اللى انتى اصلا جاية منه
وقعت تلك الكلمات على قلبها كوقوع طعنات سکين حاد
اغمضت عينيها بالم واحمرت شفتيها وجفونها من اثر البكاء وقالت
بقى انت شايفنى كده
على العموم انا هعمل باصلى ومش هجرح فيك
بس انا مخونتكش وروحت شقة عمر وانا معرفش انها شقته
اتصلت بيا واحدة وقالتلى انها بنت عم رجب صاحب بابا وان والدها سابلها الامانة اللى ليا عندها
وروحت على اساس كده
وهو اللى اتفق مع سلمى انهم يوقعوا بينا علشان سلمى تخلص منى ويخلالها الجو معاك
وعمر يقدر يستفرد بيا ويعمل اللى هو عاوزه
سيف يعنى انتى عايزة تفهمينى ان عمر بالذكاء الخارق ده علشان يقدر يعمل كل اللى انا شوفته
اخرج الصور من الدرج والقاها فى وجهها وقال
دا انا شوفت صورك معاه وهو ماسك ايدك وانتى قاعدة جنبه فى العربية
وانتى بتودعيه قدام البيت
سمعتك بودانى وانتى بتمدحى فيه ومعجبة بشخصيته
وشوفتك بعينى عنده فى اوضة نومه بلبسك اللى عمرى ماشوفتك بيه
وبعدين تعالى هنا هو عمر عارف منين حكاية صاحب والدك ولا عرف منين ان له بنت متجوزة وحاول يستدرجك بالحكاية دى
نيرمين وهى مڼهارة معرفش
معرفش
بس اكيد عرف من اى حد هو مش هيغلب
تنهد پألم وهو يقول
متعرفيش
للاسف انتى اقل من انى احاول اسمعك
او حتى ابص فى وشك
ادمعت عيناها وقالت بصوت مخڼوق والله العظيم هو اللى رتب كل ده علشان يبعدك عنى
وسلمى هى اللى ساعدته
سيف انتى برضه مصرة انك تدخلى سلمى فى الموضوع
عايزة تشوهى صورتها وخلاص علشان لاقيتينى اهتميت بيها ونسيتك مش كده
اتجه ناحية الخزانة وعيون نيرمين الدامعة تنظر اليه
اخرج الطرد والهاتف ووضعهما امامه على المكتب وهو يقول وايه رايك فى دول!
ماتردى
هزت نيرمين رأسها بالم وهى تقول انت جيبت التلفون ده منين
سيف بابتسامة ساخرة اصل الراجل اللى سرقه ضميره انبه ورجعه تانى
انتى بتسألينى انا متسألى نفسك
وبعدين ليه علقتى على التلفون ومعلتيش على الهدية الجامدة دى
هاه
ماهى اصلها مش هينة برضه
لما تكون اسورة الماظ باكتر من 300 الف جنيه تبقى حاجة تستاهل
مش خاتم
قال ذلك ملمحا لها على الخاتم الذى اراد ان يعطيه لها ولكنها رفضته
وبالمقابل رضيت بالاكثر منه
نيرمين انت بتقول ايه
الاسورة دى بالتمن اللى انت بتقول عليه ده
سيف انتى كنتى فكراها اغلى من كده ولا ايه
على العموم متزعليش
تتعوض مع حد تانى ان شاء الله
نيرمين صدقنى يا سيف انا كنت هرجعها لماعرفت انك مش على علم بيها
ووالله ما كنت اعرف انها كده انا فاكرة انها فالصو
تنهد سيف پغضب وقال بنظرات حادة انتى كل حاجة لاقيالها رد
انتى ايه
مبتمليش من الكدب
يدخل عقل مين اللى انتى بتقوليه ده
وايه اللى خلاكى تقبيلها من الاول اصلا
ولا شوفى حبيب القلب كاتبلك فى الجواب ايه
ابتسم باستهزاء وقال باعتهالك علشان انتى ساعدتيه كتير وقدرتى تسعديه
ممكن اعرف بقى ياهانم انتى اسعدتيه ازاى علشان يديكى هدية بالتمن ده
ثم امسك بالهاتف وعينيه قد احمرت من شدة غضبه وهو يفتحه متفقدا الرسائل العاطفية المتبادلة قائلا والموبايل اللى انتى قولتى عليه اتسرق
ده كمان هتقولى عليه ايه
والرسايل اللى انتى باعتهاله واللى باعتهالك والمكالمات اللى انتى عملتيها لرقمه والاتصالات
اللى هو اتصلها عليكى
انا بقى بقولك كفاية
كفاية كدب
كفاية غش
اخرجى من حياتى انا خلاص شيلتك من حياتى وللابد
معونتش طايقك
احست نيرمين بثقل فى قدميها وارتعد جسدها وحاولت ان تتماسك ثم قالت بصوت