رواية داليا ج2
جرعة المخدر لم تؤثر علي صحته وتركته بخير تماما .. وفي احدى نزاهتها اليومية عرجت علي الحظيرة لتشاهد حركة غير عادية وخالد يتحدث إلي البيطري باهتمام .. راقبت ما يحدث بفضول ..احدى البقرات كانت علي وشك الوضع .. يا الهى سأرحل لكن خالد انتبه إليها .. جذبها بلطف لتراقب ما يحدث .. الولادة معجزة ربانية .. من جسد يخرج جسد ومن حياة تولد حياة وليهمس لها في اذنها قبل أن يرحل لمساعدة الطبيب .. لاجل ذلك نحتفظ بالثور ..
قدم الرضيع اخيرا اشار لها باهتمام بالاقتراب .. اقتربت بحرص فوضع يدها علي العجل الصغير ويقول .. ماذا ستسمينه
شهقت بانبهار وهى تتأمل الرضيع .. أنا
نعم أنت هذا طفل صديقك عڼيف .. ثم انك حضرتى ولادته فاصبح ملكك ..
وجهزت عزيزة لهما شاي وفطائر ربما تلك النزهة ستفتح شهية سارة للاكل .. لاحظت انها منذ ثلاثة ايام وهى ترفض الطعام وشهيتها تصبح اختيارية لاطعمة معينة كالفطائر هل من الممكن أن .. فكرت بخبث..
أوه .. شهادة التطعيمات في المنزل .. انتبه فجأة إلي أنه نسي شهادة التطعيمات في المنزل ومفتش الصحة سيمر بعد العصر للتأكد من تطعيمات ابقاره .. تلك الاوراق علي مكتبه سيعود لاحضارها وربما يلمح سارة فيمتع نظره بها لدقائق تروى جفاف يومه الطويل بدونها ..
لاحاجة لاغلاق باب المنزل.. ففقط سيجلب الشهادات ويعود من فوره لكن المنظر الذي شاهده بالصدفة من نافذة غرفة مكتبه اخذ عقله ...
آه.. زفر پألم يدفع نصف عمره وتضحك له ... يدفع عمره كله و تنسي خۏفها منه وتعود لحضنه .. لن يطمع في مسامحتها اكثر من ذلك بالتأكيد الوضع افضل ولم يكن يحلم أن يصل لتلك المرحلة لكنها مازالت متحفظة .. ليست تلك التى عرفها من قبل ..
پألم ترك النافذة وحشر الاوراق التى عاد من اجلها في حقيبة يده الجلدية بدون اهتمام .. سيهرب للعمل فربما تحدث المعجزة يوما ما .. والأمل في الله لا ينقطع أبدا ..لا لا أنا بالتأكيد اهذى .. لف رقبته كالمخبول عدة مرات في اتجاه مكتب وعاد بها مجددا لباب منزله .. كيف يحدث ذلك
هناك علي باب منزله تقف نسخة اخري من ساره .. نسخة بالكربون منها في الشكل الخارجى والملامح حتى نفس درجة لون الشعر التى تعذبه .. نسخة اخري غير تلك النسخة البريئة التى تجلس في باحته الخلفية باستمتاع
وتتشمس بدلال ..
لكن تلك كانت تحمل حقيبة ملابس كبيرة ونظرات وقحة لا تشبه نظرات سارته علي الاطلاق .. من أنت بحق الچحيم
أخيرا استوعب .. والصدمة جمدته ..
ولتستغل تالا ارتباكه وحيرته جيدا .. صيد ثمين ستضمه لقائمتها من الرجال.. رجل ساحر والاهم ملك لسارة .. ضمته بحميمية وهى تقول ... أخيرا تقابلنا صهري العزيز .. أنا تالا ..
من احمق يخلط بينهما هو كان احمقا واعترف لنفسه بذلك .. ر بما هما متشابهتان في الشكل لكن كيف يشبه ملاك بشيطان .. تكفي لحظات ليحدد طبيعتها الناعمة الخبيثة ..
تذكر في احد حوارتهما التى انتهت كالعادة بدموعها عندما اعتقد انها تكذب بخصوص امكانيتها لقيادة السيارات فهى نفت استطاعتها القيادة وبالطبع اعتقدها تكذب فهو شاهد من قبل صورة لتالا وهى تشارك في رالي في الغردقة وبالطبع اعتقدها هى ..
يا الله كيف ستسامحه بعد ما فعله لها...أي ملاك هى تعجب من انها مازالت تستطيع النظر في وجهه بعد جريمته المشينة في حقها ...الامل نمى بداخله پجنون ...موافقتها علي البقاء معه والعودة إلي المزرعة تحمل في طياتها الكثيرمن الامل له..
المفاجأة والذهول جعلاه يستغرق بعض الوقت قبل دفعها عنه...استغرق لحظات حتى استوعب الامر واراد دفعها عنه لكن بطريقة لا يضطر معها بلمسها ... لمسة أي امرأة اخرى غير سارة محرمة عليه.. لو يتحصل علي عصا ليدفعها بها عنه..
لكنها فهمت عدم دفعها بشكل عكسي فالتصقت به بحرارة اكثر.. ولسوء حظه اختارت سارة هذه اللحظة للعودة من نزهتها..
لا ذلك لا يمكن أن يكون يحدث .. تالا وخالد !! تالا ..تالا ..دائما كلمة السر لعڈابها هى تالا
وبكل كبرياء تجاهلتهما وعادت ادراجها ... تحملت الضړب لكن رؤية اخري في حضنه كان فوق احتمالها
لا !! لمسها افضل من فهم سارة للأمر بصورة خاطئة .. دفعها بحزم كنفاية وحاول اللحاق بها ..
سارة ....سارة رجاء ..اسمعينى..
صړخت پعنف دون أن تستدير .. لا..
حبيبتى اقسم لك في البداية كنت اعتقدها أنت .. أنا لم اعرف يوما أنك تملكين تؤاما .. وحينما ادركت تلبكت قليلا من المفاجأة لكن أبدا لم يعجبنى احتضانها .. هى القت بنفسها علي
رددت بمرارة .. اصدقك .. هذه هى تالا .. دائما تسعى جاهدة لسلبي كل ما املك .. منذ طفولتنا وهى ټحطم العابي واشيائى الخاصة .. ودائما كانت تثير والداي ضدى وتتهمنى باشياء لم افعلها بل فعلتها هى وكانت تتملص منها بكل براعة لأتهم فيها أنا .. لن اسمعك طالما تالا وضعتك في رأسها .. لا فرصة لي أمامها .. صړخت باڼهيار أكبر.. ستنالك كما نالت حازم من قبل .. لا تحتمل أن تري احدهم يعجب بي أو احمل له أنا المشاعر ..
صدم پعنف ..هل سارة تعترف أنها احبت من قبل من هذا المحظوظ التافة حازم لا يستحق قلب كقلبها البريء .. ليتها تحبنى أنا ... أنت ملكى وللأبد .. ربما لم يفعل ما يستحق سابقا لجعلها تحبه لكنه سيبدأ لن يفقد الأمل يوما يكفي أنها جمعته مع الاشياء التى تحبها وتريد تالا سلبها اياها.. وهذا يعطيه أملا ..
سيبدأ من الآن ... سارة رجاء استمعى إلي .. لم اكن اعلم أنك تملكين تؤام ورؤيتها كانت صدمة محيرة فكيف تكونين في مكانين مختلفين في نفس الوقت وبملابس مختلفة .. فقط من ثانية واحدة كنت اراقب ملاكا من نافذة مكتبي وبعدها اجد كابوسا يشبهك يلقى بنفسه في احضانى ..
في الواقع استغرقت بعض الوقت لأفرق بينكما صحيح الشبه مذهل لكنها ليست أنت ولا يمكن أن تكون ..
انه يفقدها وربما هذه المرة سترحل وتتركه .. لا وقت لديه للتمهيد .. سيقولها هكذا بدون أي ترتيب .. قوية كما يشعر بها وستصلها بالتأكيد .. تقاربهما يوم حاډثة الثور ازال جزء من خۏفها منه ...امسك يدها بلطف.. سارة أنا احبك ..
أين العصافير التى تزقزق في معدتها والنشوة التى توقعت أن تشعر بهما عند سماعها لهذه الجملة في أول مرة في حياتها لا بل في الواقع لثانى مرة .. اخبرها من قبل أنه يحبها لكنها مازالت لا تشعر بها كنفس شعورها بالخواء ذلك اليوم الكئيب ..
انتظرت شهوربصبر حتى تسمعها حلمت بها ليل ونهار .. حلمت انها تخبره وأنا ايضا احبك ..لكن عندما سمعتها في الحقيقة وليس في الحلم لسانها عجز أن ينطق وأنا ايضا كما كانت تتمنى ..
ربما في الواقع هو يشعر بالذنب لاذيتها علي طوال الخط فيحاول التعويض لكنه لا يحبها .. من يحب لا يؤذى لا يشك.. لا يطعن في الشرف ويتعمد الچرح ..
من البداية ورطها في الزواج بسبب الصورة التى التقطها لها ثم بعد الزواج ضربها .. عاملها كخرقة بالية وداسها بقدميه والآن بعد اكتشافه لبرائتها يحاول تعويضها فيعلن عن حبه لها ويتوقع منها أن تصدقه .. بالتأكيد هو تغير للأفضل لكن هذا ليس شكل العلاقة التى تمنتها معه .. هذا ليس الحب
اقسم لك أنا احبك .. صوته يتلاشى بيأس ..
ربما لسانها لا يستطيع النطق وتسيطر عليه بارادتها لكن قلبها لا يخضع لسلطتها .. ظل يهتف وأنا أيضا صدقنى
اكمل بنفس الصوت الهامس.. سارة .. لا ترحلي وتتركينى ..لو لم يفت الوقت اسمحي لي بالتعبير يوميا عن حبي .. سأشق ضلوعى لتشاهدى قلبى بنفسك .. أنت تسكنين بين الضلوع حبيبتى ..
تلك المشاعر تسبب لها الاڼهيار الأكيد .. كيف ستتحمل .. أنه يضغط بقوة .. لا يمكن أن يكون ېكذب أو يتصنع .. كيف يتصنع تلك المشاعر الجياشة ربما صدمة اعترافه بالحب لم تثير فيها مشاعرالنشوة لكن صوته الهامس ووهو يقول أنت تسكنين الضلوع فعل ..
لن اطلب الرحيل الآن حتى لا تجبر علي تنفيذ وعدك لكنى لا اعدك بالبقاء أو بمسامحتك ..فقط ارتب فوضى مشاعري التى تسببت بها ..
هذا اكثر من احلامى صدقينى .. سأعيش كل يوم بيومه علي أمل ..
كانت تحتاج لسبب يجعلها تبقي .. يجعلها تناضل وخالد منحها سبب للبقاء .. احتمال أن يكون فعلا يحبها حافز قوى يجعلها تواجه حتى تالا.. خالد علي المحك ولو استسلمت ستناله تالا بسهولة .. أنا لست ضعيفة أو بالاصح لم اعد في اللحظة التى ظنت فيها أنها تدمرت بالكامل نهضت اقوى واشد .. العين بالعين والبادى اظلم