رواية حقي
لكنها سمعته يتحدث إليها بهذا السؤال الذي يشغل حيز من تفكيره
بما أنك الوحيدة اللي تعرفي حياة وحكيالك عننا ياتره حياة پتكرهني أنا وعيال عمي
تنهدت ببعض الراحة فسؤاله يعلن عن وجود جزء داخله يصدق أنها صاحبة حق مما جعلها تستدير له ونظرت إلي عيناه الذي ضيقهما في أنتظار اجابتها بينما هي فبللت شفتاها بلسانها وقالت برسمية
لها هي وأمها
أنهت حديثها بما تشعر بهي فهي لاتكره أحدا منهم فمن السئ أن تعاقبهم وتكرههم علي شئ لم يفعلوه
بينما صفوان فلم يروق له حديثها وعقد ذراعية إمام عضلات جزعه العلوي من ثم حرك رأسه بجمود وقال
غريبه أنا لو مكانها مش بس هكره اعمامي وعماتي ونسوان عمي لاء دانا هكره كل حد يعرفوه هكره عيالهم و احفادهم اللي عاش مظلوم ميعرفش حاجة أسمها سماح والا حب والا ناس ملهاش ذنب
كلماته رغم قسۏتها وظلمها إلا انها كانت الحقيقة التي تحاول بكل جهدها أن تهرب منها فقلبها لا يود أن يصبح كارهن لأبريا لم يرتكبوا أي ذنب غير أنهم أولاد هؤلاء الحاقدينكان عقلها في صراع معا قلبها لم تكن تعرف بماذا عليها أن تجيبه ظلت لدقيقة علي هذا الحال حتي قاطع صمتها بصوته الجش
لم تجد مفر من حديثه الصائب لكنها ليست بتلك القسۏة حتي تظلم الجميع مما جعلها تبدل الحديث في هذا الأمر الأعين ونظرت مباشرتن داخل عيناه محدثه إياه بأستفهام
كانت تنتظر أجابته بشوق لكنها وجدته يقترب منها حتي خطت قدمه أول خطوه داخل حجرة نومها بينما حياة فشعرت بالقلق حياله مما جعلها تعترض طريقه وتمسك بحرف الباب لكي تمنع دخولهأما صفوان فعندما رآه القلق يحتل بؤبؤ عيناها الزيتونيه توقف عن السير ومال بجزعه العلوي قليلا ألي وجهها ينظر بتدقق آلي كامل ملامحها من ثم نظرا بتعمن ألي عيناها وقال بلكنة باردة تخفي الكثير من الشكوك
عيونك شبه عيون عمي سالم الله يرحمهكنت بحب أبص في عيونه وأتأمل فيهم لون الزيتون وهو علي الشجر الأخضر وأنتي نفس العيون الون الزيتوني النادر بجماله وهدؤه سبحان من خلق جمال عيونك يا دكتورة
طافت رياح دافئه حول قلبها ذ ادت من قوة نبضاته بينما دمائها فتدفقت بين عروقها وغزة وجنتيها بحمرة الخجل وهي تسمعه يغازلها بطريقة غير مباشره وأيضا بعيناه التي لم تغيب عن عيناها ولو لثانيةكانت مشاعرها مشتته لأتعرف مالذي يحدث لها عند روئيته أو اقتربه منهاأما صفوان فلم يغوص كثيرا في هذا الغزل وبدل حديثه المعسول إلي تلك الكلمات التي تنبش في سرها
مش ملاحظة أن ديه كلها صدف غريبه يعني في الوقت اللي حياة المفروض تكون فيه ادمنا وبطالب بحقها بكل قوة بما انها زي مابتقولي صاحبة حق مش موجوده وانتي اللي هنا بدالها
بلعت لعابها بقلق وحاولت إخفاء أرتباك ملامحها فقد علمت بما يحاول أن يقول بتلك الكلمات الشائكةحاولت الثبات ونظرت له باابتسامه هادئه تخفي خلفها خۏفها وقالت ببعض الرسمية
قصدك أن أنا حياة بنت عمك سالم!!
أنا لو حياة مكنتش سكت طول السنين اللي فاتت عن حقي أنا أقوي مما تتخيلأما بقي بالنسبة للتشابه اللي أنا بنفسي ملاحظاه فهو مجرد صدفه جمعها القدر معا بنت عمك عشان أكون سندها والطاقة الأيجابيه عشان تخليها تكملوبعدين بلاش الشك يملئ قلبك كلها تلاتين يوم وتلقي حياة بنت عمك واقفه ادامك ووقتها هتعرف أننا مجرد بنتين بنفس الأسم مش أكتر من كده!!
وعن اذنك بقي عشان عايزة أنام وشكرا علي العباية مكنش فيه داعي انك تجبها بنفسك كان ممكن الحجه وصيفة تبعت هالي معا أي وحده من الخدامينبس شكل كده مبتفرقوش بين الخدم والأسياد كلكم واحد
انهت حديثها بابتسامة ماركه بعدما أثارت أنزعاجه بتلك العبارات المولعه بالأهانة وأغلقت الباب في وجهه الغاضب بعين متجحظه أثار ماقالته كان يود من قلبه أن يقتحم عليها الحجرة ويلقنها درسا لن تنساه لكنه تذكر ماستفعله معه الجدة لو فعله مايدور بعقله مما دفعه للذهاب إلي حجرة نومه وأغلق الباب بكل قوته معلنن عن ذلك الڠضب الذي يسيطر علي شذايا جسده من ثم تنهد برياح ساخنه وجلس علي حافة الفراش وسندا بكوعيه علي ركبتيهمحاولا نسيان تلك العبارات الڼارية
اما داخل بيت نجاة كانت تقف وتتحدث بتزمت معا أبنتها ليلي داخل حجرة المعيشة ذات التراث القديم
ماشي يامي بقي بتأجلي الفرح قبل الډخله بيوم مش كفاية كنا هندخلهم من غير أغاني ولا هيصهأعمل ايه دلوقتي الناس زمانهم جايبين في سيرتنا ومش مبطلين تقطيع في فروتنا أكيد بيقوله أن صفوان عرف حاجه بطاله عليكي يا ليلي وعشان كده أجل الفرح عشان يسيبك واحده واحده
لم تكن تكترث لم تقوله والدتها فعيناها كانت تلمع بإبتسامة سعاده فمن الواضح أنها لم تريد ذلك الزواج بينما نجاة فلاحظت شرودها والبسمه التي تغزو وجهها مما جعلها تقترب إليها مثل الرياح وأمسكتها من منتصف ذراعها واوقفتها امامها محدثة أياها بتعصب
فرحانة طبعا والا همك سمعتك اللي بتتوسخ طبعا وأنتي هيهمك ليه مانتي مبسوطه عشان هيخللك الجو معا حسان حبيب القلب بس بعينك أنتي وهو والله ماهتتجوزي غير صفوان يابنت عثمان
سحبت يدها برفق من بين قبضة والدتها ونظرت لها بوجه بات حزين معبرا عن ذلك الألم الذي يملئ قلبهاالذي ترعرع علي عشق حسان أبن خالها لم تكن تدرك لماذا تعارض والدتها ذلك الحب الذي يود الخروج إلي النور بقلم المأذون مما جعلها تفتح فمها بصوت متحشرج بالبكاء وتقول تلك العبارات التي سجنتها لليالي داخل صدرها
ليه يامي بتعملي فيا كده هو أنا مش بنتك ليه عايزه تجوزيني من صفوان وأنتي عارفه إني مبحبهوش والا هو كمان بيحبني ليه راكبه دماغك ومصممه إنك تحرميني أنا وحسان من بعض وأنتي عارفه أننا بنحب بعض مش فاهمة ليه پتكرهي حسان كده هو مش أبن أخوكي زي صفوان نفسي أفهم ليه رفضاه وقبله صفوان إيه الفرق مابنهم الأتنين عيال أخوكي والأتنين عيال خالي أشمعنا قبله جوزي من صفوان ورافضه جوزي
من حسان جوبيني يامي يمكن أرتاح وڼار قلبي تبرد
جمود قلبها لم يتاثر بدموع أبنتهاالتي رمقتها من الأعلي للأسفل پحده ورفعت معصمها وصڤعتها بقوه جاعله رأسها تستدير لليسار من ثم امسكتها من منتصف ذراعها ناظره بحنق داخل عيناها التي رئت تحول وجه الأم من الين إلي الحده وقالت بلكنه باردة بحته
اللي تنطق أسم راجل تاني غير خطيبها تبقي بجحه ومتربتش يابنت عثمان ايه وصلت بيكي البجاحه أنك تقوليلي علي حبك لحسان كده عيني عينك
اسمعي الكلمتين اللي هقولهم واحفظيهم عشان مش هعيدهم تاني يا ليليجوازك من صفوان هيتم ومش هتتجوزي غيره اما حسان فاهتمسحيه من قلبك وعقله باأستيكه لانك مهما عملتي وهو عمل مش هخليكم تتجوزه مش عشان مبحبهوش لاء أنا بحب حسان ده برده ابن أخويا شاب جدع وطيب بس يا خساره الحلو مابيكملش و عيبه انه غلبان وفي حاله ومبيسالش عن حاجه مش ملكه وايده مش محطوطه علي الأملاك بتاعت أمي وأبويا انما صفوان مش بېخاف ولا بيهاب حد ده غير أنه الكبير وحاطط منخيره في كل كبيره وصغيره ده غير أنه الوحيد المسئول عن كل قرش يخص أبويا وأمي وأنتي عارفه أن ثروتهم ماتتعدش من كتر الأراضي والقطيان والمشاريع ده غير الفلوس اللي في البنوك
وصفوان الوحيد في العائلة اللي يعرف الثروه قد ايه وممكن يتصرف فيها براحته بسبب التوكيل العام اللي عمل هوله جدك من سنه لما جاتله جلطه بعد مۏت عمك سالم ومن يوميها وصفوان بقي بيملك حق التصرف في كل حاجه اي نعم صفوان امين ومستحيل يبيع لنفسه حاجه ويغضب جده منه بس الأمر مايسلمش ممكن في يوم وليله الدنيا يتشقلب حالها وكل حاجه تبقي ملك صفوان ووقتها بما انك هتكوني مراته هتبقي ست الكل وكبيرة العائلة وكل قرش بيملكه جدك وستك هيبقي ملكك عشان كده أنا مصممه علي جوازك من صفوان واديني بقولهالك تاني انسي حسان وحاولي تقربي من صفوان لأن هو ده قدرك ونصيبك ولزم تقبليه بيه برضاكي أو غصبن عنك يابنت بطني
أنتفض قلبها من ذلك الظلم الذي حظئ بيهي لم تكترث لكل ماقالته أمها فهي لاتود شئ من ذلك المال الملوث بحق الأيتام مما جعلها تسحب يدها وتبلع لعابها وتقول بلكنه متقطعه وهي تشهق من البكاء
أنا مايهمنيش كل ده أنا مش عايزه فلوس والا أراضي أنا عايزه أتجوز الراجل اللي بحبه الراجل اللي قلبي اختاره وعارفه اني هكون مبسوطه معا حتي لو هاكل كل يوم عيش حافوبعدين الفلوس والورث اللي بتتكلمي عنه من دلوقتي لسه مجاش اوانه يامي وبعدين جدي لما جاتله الجلطه وتعب عرض علي حسان يعمله التوكيل وهو اللي رفض لانه مش عايز يشيل مسئوليه كبيره زي ديه وبعدين أبويا لما يرجع من سوهاج ويعرف بتاجيل الفرح انا متاكده أنه هيلغي الجوازه كلها
جلست نجاة علي المقعد وهي لا تبالي بما قالته ابنتها فكل ماكان يشغل عقلها ذلك الميراث الطائل الذي يستحوذ عليه صفوان بذلك التوكيل رمقة ابنتها بلكنه بارده حملت الكثير من التحذير والأوامر
حسان خايب اللي يتنازل عن حاجه زي ديه يبقي عبيط ومش عارف مصلحته فينانما صفوان ناصح وفاهم كويس ان التوكيل هيقويه ويخليه يتحكم في الكلوبعدين أبوكي من امتي وهو بيكسر كلامي والا حتي بيدخل في اوامريأنتي وصفوان لزم تتجوزه في أقرب وقت وسئ حسان تخرجيه من
قلبك بدل ماخرجه أنا بطريقتي يابنت عثمان
لمحت لكنه الټهديد تفوح من فم والدتها التي أصبحت عيناها عمياء لاترا غير المالبينما ليلي فشعرت بالخۏف علي من يسكن قلبها كانت تعلم أن والدتها ستفعل المستحيل اذا حاول أعتراض ذلك الزفافلذلك قررت الذهاب إلي حجرة نومها والتفكير في شئ ينجيها من تلك الزيجة
مر الليل وشرقت شمس اليوم التالي وكانت الساعه السابعه صباحا عندما أستيقظت حياة من النوم وأتجهت إلي المرحاض واغتسلت من ثم توضائة وخرجت وصلت صلاة الفجر وبعد