رواية ايمان الجزء الاخير
هيهات لتفكيره البعيد ! لم يكن يدري أن هناك ثعبانا أخر راي المشهد من أوله لأخره في حاله من الذهول الشديد وكان أحدا سكب فوقه دلوا من الثلج
وعلي الناحيه الأخري استلقي محمد أرضا في مكانه مره اخري بعدما استمع هو الأخري لكل ما دار بين عمار وزينه حينما رآها تدلف غرفه مكتبه وهو خلفها بقليل
كانت صډمه كبيره له أيضا حينما وصل اليه طبيعه العلاقه بينهم ! لم يكن يتوقع أبدا أنها زوجته تنهد پغضب شديد وغيظ حيث كان معجبا بها واراد الفوز بها أيضا عندا وكرها بعمار ولكن الأمر بات صعبا وبشده حينما علم حقيقه زواجهم وأيضا حبهم الكبير الذي رآه بعيونهم
وفي غرفه أخري دلفت بسنت مع زينه في صمت تام لكل منهن ! بداخل كل منهم الف سؤال وسؤال وحيره كبيره وقهر والم أكبر !
كان معتز أيضا يقف بنفس المكان ولكن علي مسافه معينه
أخرجت بسنت زفيرا كبيرا معبئ بكل ما يحمله القلب من هموم وألم وكأنها تخرج چرح قلبها للخارج أطلقت لدموعها العنان فعرفت طريقها بعينيها وانهمرت بقوه وهي تشعر پألم يعتصر فؤادها
أرتجفت بسنت من الصوت فتوقفت عن البكاء ونظرت إليه تحت ضوء القمر الذي كان بدرا تنهدت بحزن مكبوت وهي تجفف دموعها
معتز ! مكنتش مفكره أن في حد هنا
انا كمان مكنتش مفكر انك ممكن تكوني هنا دلوقت وفي الحاله دي !
أبتسمت بسخريه وألم
الظاهر أن كل حاجه بنتوقعها بتحصل عكسها تماما !
مالك
علي الرغم من سؤاله البسيط ولكنها شعرت أن ما بداخلها لا يمكن وصفه بالكلام ! ودت لو تخبره بأنه لا يوجد ولكن يعتصرها ألم شديد و طاقه كبيره مكبوته لم تشعر بنفسها إلا وهي تردد
عارف أحساس لما تحب حد وهو مش بيحبك
أبتسم معتز پألم أيضا وكأنها وضعت ملحا علي جرحه نظر للقمر بشرود وظل صامتا عده ثواني قبل أن يخرج بما يكنه قلبه من ألم
عارفه زمان لما كنت أسمعهم بيتكلموا عن الحب من طرف واحد كان كل تفكيري إنه حد بيحب التاني من غير ما
يصارحه إنه بيحبه بس طلعت في دي كمان مش فاهم إكتشفت إن الحب من طرف واحد إنك تعترف لحد بحبك و يرفضك تقوله بحبك ومش عاوز غيرك فايبعد عنك و يحرمك منه
هاتبقي متسول للمواساه منهم و بتستعطفهم مايفتكروش إن العيب منك و تحول تقنعهم إنك مغلوب علي أمرك عقلك بيقولك هيا دي إختياراتك التلاته اللي فضلالك هاتعيش مع حب عمرك ولا هتفضل لوحدك ولا متسول للشفقة
اخترقت كلماته قلبها ونظرت له بحيره شديده
يااااه ! كل ده جواك أنت كمان بتحب حد مبيحبكش ولا إيه
أدار معتز رأسه أليها وألتقت عينيهم في نظره طويله قليلا ولم بجيبها أو لم يدري بما يجيبها انفلتت منه ضحكه حزينه وردد
في حاجه كده بتعبر عن الموقف ده بتقول
عارف لما تحب حد وهو مبيحبكش
ولما حد يحبك وانت مبتحبوش
ويبقي مشاعركم متلزمكش ومتلزمهوش
يمكن انت نحس وهو برضه منحوس
هو ده سوء أختيار ولا الدنيا حظوظ
طب وليه تلوم اللي حبيته ومحبكش
طب ما انت كمان أتحبيت ومحبتش
نظرت بسنت للقمر هي أيضا في شرود
معاك حد ! ما انت كمان أتحبيت ومحبتش انا مكنتش متوقعه أن في حد كئيب زيي كده وعايش نفس معاناتي !
كل واحد جواه حاجات كتير واجعاه مش شرط يقولها أو يوضحها لحد !
نظرت له بسنت ببعض الخبث
أمال قلتلي انا ليه
مش عارف ! بس حسيت انك محتاجه اقولك يمكن تعرفي انك مش لوحدك
وبعدين يا معتز المفروض نعمل ايه في قلبنا المهزق ده
علي الرغم منه انفلتت ضحكه سريعه منه مرردا
انتي بتسأليني انا كان القرد نفع نفسه يا اختي ده انا واقف من هنا قبلك
لم تشعر بسنت بنفسها إلا وهي تشاركه الضحك أيضا علي كلمته تلك لمست بداخله ألمها أيضا من بين طيات كلماته التي يلقيها بين الحين والأخر
ظل الحوار قائم بينهم لأكثر من ساعه وصوت ضحكهم وصل لأصدقائه الذين خرجوا وأخذوا يشاركونهم الضحك أيضا حتي خلدوا للنوم جميعا مستعدين ليوم جديد
ومع أشراقه يوم جديد نهض الجميع التدريب مره أخري بوسائل مختلفه كل علي حسب دوره في الخطه المعده لهم
!
بدأوا التدريب بالجري بعض الكيلومترات وما أن انتهوا حتي عادوا مره ثانيه منهكين قليلا وقبل أن يتناولوا أفكارهم أخد كل منهم يرتاح قليلا بطريقته منهم من ذهب للأستحمام ومنهم من انعش جسده بشرب المياه ومنهم من استراح بالهواء الطلق
كانت اعين زينه علي عمار الذي لاحظته أيضا يراقب بسنت وكذلك لاحظها محمد وأنتظر اقرب فرصه للحديث وما أن سنحت له حتي انفرد بها قبل أن تذهب خلف عمار الذي ذهب ليتحدث مع بسنت فاجأها صوت محمد
هو أنتي علي طول بتراقبيه ليه لو عرف أنك مراقباه أو ماشيه وراه مش هيعديهالك !
انتفضت زينه علي أثر صوته البغيض وتراجعت قليلا للخلف في توتر
مين قال اني مراقبه عمار انت جايب الكلام ده منين
أبتسم محمد بدهاء وخبث
أولا انا مقلتش عمار انتي اللي قلتي ! ثانيا المفروض أسمه القائد ولا إنتي عشان مراته بقه مسموحلك تقوليله كده عادي !
وانت عرفت منين اني مراته محدش هنا يعرف !!!
أبتسم محمد بمكر شديد وهو ينتقي كلماته بحرص
مين اللي ضحك عليكي وقالك كده مفيش حد مش عارف انك مراته كل الرجاله هنا عارفه ما عدا !!
توقف محمد فجأه وبخبث أخذ ينقل بصره بينها وبين طيف عمار وبسنت فرددت زينه بذهول
بسنت
!!!
رفع محمد يديه وهو يتصنع البراءه الشديده
شوفي انتي بقه
طب ليه
انا اللي عايز أسألك من يوم الجواز ليه انتي وافقتي علي واحد زيه
هو إيه اللي واحد زيه إزاي هو أنتي كمان مش عارفه جوزك ولا اتجوزتيه علي عماكي ما صدقتي بقه واحد بمكان ومركز عمار المصري
أسرعت زينه پغضب ونفي شديد
لأ طبعا أنا بحبه وهو بيحبني وعشان كده أتجوزنا !
برق محمد عينيه في صډمه ومثل دوره بالتمام
بجد !!! عمار بيحب من أمته ده وحبك بقه في كام سنه عشان يتجوزك ! ده سايب الكتيبه من حوالي ٣ شهور وطالع من هنا لا بيحب ولا بيتجوز ولا مرتبط ولا خاطب !
فقوليلي كده بقه خد وقت قد ايه عشان بحبك ويقرر أن انتي اللي ينفع تبقي زوجته وأم عياله ! ده غير إنه ساب الكتيبه وكان ف اجازه عشان وفاه أخته فإزاي يحب ويروح يتجوز
شعرت زينه بأنها في حاله من التوهان الشديد وأخذت تفكر بحديثه ليس لأنه خطأ بل لأنها لا تمتلك حق النفي أو الاعتراض ! فهي تعرفه بالفعل خلال تلك الفتره فقط وهي من تعشقه منذ الطفوله لكن هو لم يعرفها سوي منذ تلك المده البسيطه ! فكيف له أن يفكر بالزواج والأرتباط بها شعرت بأنه محقا فيما يقوله لها ونظرت له مره أخري في خوف وتفكير
تفتكر انت ليه يعني هو فعلا ممكن ميكونش بيحبني !!
نظر بعينيها مباشره ومثل الصدق بكل براعه
عمار القائد بتاعي! معرفنا أن كل حاجه بيبقي ليها سبب تاني أو وشين ! وش ظاهر والكل يعرفه ووش حقيقي مخفي الظاهر واللي
مبينهولك وموضحه للجميع أنه بيحبك واتجوزك لكن يا تري هل فعلا ممكن يكون موضوع جوازكم برضه ليه سبب تاني مخفي ! الله اعلم انا مقدرش أحكم علي قلبه عشان دي حاجه مش بإيدي لكن أعرف شخصيه عمار كويس !
نظرت إليه زينه بتوجس وانتباه شديد وقلبها يدق سريعا من الخۏف
شخصيته اللي هي إزاي يعني
يعني هو مش بتاع جواز نهائي ! بالله عليكي واحد عنده ٣٢ سنه في مركزه ده ليه مش متجوز لحد دلوقت ! الواحد بيحتاج ايه من الجواز زوجه اولاد عيله ! عمار مش عايز كل أو بمعني تاني مش عايز يتجوز أصلا عشان السبب ده ! ولو علي العلاقه الجسديه فهو كل يوم بيعمل علاقه
مع واحده يعني مش محتاج الجواز في حاجه ! قوليلي انتي بقه ليه أتجوزك
استطاع محمد أن يلعب بعقلها وتذكرته حينما أخبرها بالفعل أن لا تفكر بشئ وان كل الامور التي باتت واضحه أمامها لها سبب آخر لا تعلمه اكان يقصد