رواية ايمان ج3
كليا في حين أستمع لصوت تهامي يدلف الغرفه
والله ليك وحشه يا أبن أبو الدهب حمدلله علي سلامتك مش تقولي أنك تعبان ومتصاب عشان ألحقك زي كل مره ما بتقع فيها ولا المره دي مينفعش أنا بالذات ألحقك !
وبداخل الصرح الطبي كانت زينه تقف أمام الحائط ملقيه بثقلها عليه مغمضه عينيها شارده في ألم قلبها لا تجيب أحدا رأتها مرام علي تلك الحاله فأسرعت إليها
فتحت زينه ونظرت إليها في ذبول فأمسكت بها مرام وجذبتها معها الي مكتبها وأغلقت الباب
أنا خلصت شغلي هنا خلاص وفاضيه تماما ممكن بقه تقوليلي مالك طلعي اللي في قلبك عشان ترتاحي وفضفضي أضافت بمرح انا طبيبه القلوب ودكتوره نفسيه شاطره كمان
أبتسمت زينه بمجامله وجلست بجوارها علي الفوتي وظلت تنظر لأسفل في شرود لبضع ثواني ثم نظرت إليها
ضحكت مرام بعفويه
أنتي مبتسمعيش افلام او مسلسلات أو حتي عمرك ما شفتي أو كلمتي حد قبل ما ېموت
بسمع أفلام ومسلسلات طبعا بس ده ايه علاقته
ثم تذكرت والدها فنكست رأسها بحزن مردده
أقتربت منها مرام وربتت علي ذراعها بحنان
حبيبتي أنا مقصدش خالص لكن عايزه أقولك أن مثلا في الافلام والمسلسلات دايما بيجيبو مشهد أن لما حد بېموت بيقول وصيته للي
قدامه او الحاجه اللي يعملها لو ماټ لأن هو بيكون حاسس أنه خلاص ھيموت مش شرط بقه ېموت ولا يصحي تاني لكن لمجرد إحساسه بأن خلاص ده وقته بيطلع كل اللي جواه بل بالعكس ده حتي ممكن يطلب السماح لو كان أذي حد قبل كده يعترف لحد بحاجه جواه عشان متموتش معاه
تذكرت زينه والدها
بالظبط قوليلي بقه مين
ضحك عليكي وقالك كده او ليه بتسألي سؤال زي ده
عمار قالك أنه بيحبك مثلا قبل ما ېموت ودلوقت بيقولك أن انا مكنتش واعي ومبحبكيش صح
خفضت رأسها في خجل شديد فأكملت مرام
يبقي صح
مش بالظبط كده هو مقاليش بحبك ولا حاجه ده قال اللي أكبر من كده
يبقي وقتها مكنش بيكدب عليكي ودلوقت بيكدب
ليه بيعمل كده مش فاهمه !
بس هقولك حاجه
نهضت مرام وصنعت فنجانين من الكابتشينو وجلست بجوارها مره أخري
أشربي ده عشان يديكي طاقه بدل ما تقعي من طولك
أبتسمت زينه وتناولت من الفنجان وكذلك مرام ثم أكملت حديثها
مفيش ست او بنت بينضحك عليها علي الاقل بينها وبين نفسها بتبقي عارفه الحقيقه وبتختار إذا كانت عايزه تكمل في الكدب علي مشاعرها عشان هي اللي بتحبه من طرف واحد وعايزاه معاها أو يبقي حب متبادل بينهم بمعني انا معرفش ليه عمار بيعمل كده أو قالك كلام بصدق ورجع تاني كذبه معرفش هو بيخطط لإيه أو ايه اللي في دماغه دلوقت لكن عارفه ومتأكده أن انتي عارفه وحاسه بل وممكن تكوني متأكده أن هو عنده مشاعر من ناحيتك ولو مكنتيش حاسه بده كان هيحصل جفا جواكي وكنتي واحده واحده هتبعدي عنه بس
انتي عشان حاسه ان هو بيحبك أو عنده مشاعر ناحيتك لسه عندك أمل ومستنيه اللحظه
صح والمفروض دلوقت اعمل ايه
انتي عايزه ايه دلوقت لما قالك كده أنه مبيحبكيش حسيتي بإيه
حسيت اني كرهته ومش عايزه أشوفه تاني وكفايه لحد كده
يبقي متشوفيهوش تاني وأبعدي خالص خليه ماشي ورا عقله اللي بيحركه ده وقلبه هيوصله ليكي ويرجعه تاني
بس عمار قلبه مېت أو معندوش قلب ومبيعرفش يحب زي ما قالي
مفيش راجل معندوش قلب يا زينه
هو انا ممكن أطلب من حضرتك طلب
كان كل من تهامي بصحبته أخيه داخل السياره في وجهه معينه لا أحد يعرفها سوي تهامي ذهب عزت معه علي الرغم منه وهو لا يدرك نواياه مطلقا
هو أحنا دلوقت رايحين فين
كان تهامي جامدا ووجهه خالي من التعابير
هتعرف لما نوصل
مش فاهم يعني المشوار ده أهم من تعبي دلوقت انت مش شايف حالتي عامله ازاي
أبتسم تهامي بتهكم
المشوار ده مخصوص عشان حالتك
وصلا الي مكان شبه مهجور تحديدا ذلك المكان التي أختطف فيه نوران وحسام
احنا جايين هنا ليه يا تهامي انا تعبان ومش قادر اقف حتي
ما أن دلفوا داخل المكان حتي ظهر بعض رجال تهامي حيث كانوا بأنتظاره إلي أن وصل إليهم تحدث تهامي وهو يلقي بعزت أرضا
اربطوه
نظر عزت حوله في ضعف وأشتد الألم عليه
تهامي هما بيعملوا فيا كده ليه ! قولهم يفكوني
انا مش قادر فكوني يا ولاد الجزم
تناول تهامي كرباجا ضخما واتجه به ناحيه عزت وبجمود
خڼتني ليه يا عزت
هز عزت رأسه بدهشه والم
خنتك ازاي مش فاهم وخنتك مع مين
انت عارف انا دفعت كام تمن خېانتك دي نص ثروتنا دفعت نص ثروتنا اللي أنا بقالي سنين وسنين بجمع فيها ده غير أن انا كنت هدفع حياتي وحطيت رقبتي تحت سيفهم خڼتني ليه يا عزت وعشان ايه !!!
انا مش فاهم مش عارف انت بتتكلم عن إيه أصلا
وأنا هعرفك مفكر نفسك هتهرب مني وإيدي مش هتطولك
ااااااااااااااه أنت بتعمل إييييييييه !!!!!!
أخبر أدم عمار بأنه نفذ ما وصاه به ومن خلال مراقبته لعزت املاه ما فعله به تهامي
تعددت الزياره من اللواء نزيه وكذلك معتز لعمار داخل المشفي وأيضا لذلك الأمر الذي يخططان له أمر اللواء نزيه معتز بأن يذهب مره اخري إلي الكتيبه في حين ظل هو مع عمار أطلق زفيرا حار مرددا
تفتكر مين ممكن يكون الخاېن يا عمار
حضرتك عارف أو شاكك ومع ذلك بتسأل
معتز أو محمد
وانت عارف ان معتز ميعملهاش ده كان ممكن ېموت معايا ده غير أنك مترددتش لحظه في انك تبعت معتز وترفض محمد
لما أخترت معتز مش عشان مش شاكك فيه لأ ده عشان محمد كان أتصاب في العمليه الأخيره اللي طلعها ومحتاج يرتاح
أتصاب ولا أصاب نفسه تقدر تفسرلي يا فندم ليه محصلش هجوم أو مناوشات حتي علي الكتيبه أو أي وحده من وحدات الجيش لحد الأن عشان ياخدو
بطارهم بعد الكارثه اللي أحنا سببناها ليهم لحد دلوقت مع أن المفروض أول حد هيشكوا فيه هو عمليات الجيش
عشان عارفين
أن مش الجيش هو اللي عملها
بالظبط ! عشان عرفوا واتأكدوا أن مش الجيش هو اللي عملها وبالنسبه لأن معتز بنفسه كان معانا وأنا وزينه وولاد عبدالله الحسيني اللي شغالين في المخابرات واللي ابنهم كان ھيموت هو كمان محدش فينا ممكن يكون بلغهم أو حتي يكون موضع شك
نظر إليه بشك
وانت بقه واثق من البت اللي معاك دي مش يمكن تكون
ردد عمار پغضب شديد
اولا مسمهاش بنت ! ثانيا دي أصلا اخلاصها ليا مش موضع نقاش أساسا لو سمحت يا فندم دور علي الخاېن عندك انت مش اي حد من اللي أنا أخترتهم يطلعوا معايا
أبتسم اللواء نزيه بخبث
أخلاصها ليك
تنهد عمار وأشاح وجهه بضيق في حين نهض اللواء نزيه
مرددا
لما تخرج من هنا وترجع لكتيبتك نبقي ننفذ الخطه اللي حطيناها ولا مش ناوي ترجع
ظل عمار صامتا شاردا لبضع ثوان وهو يفكر بزينه التي لم يراها منذ يومين فردد اللواء نزيه
عمار أنا بكلمك كفايه لحد كده ولازم ترجع معانا خلال أسبوع بالكتير دي أوامر
هز عمار رأسه بإيماء
تمام يا فندم علم وينفذ
وما أن خرج اللواء نزيه حتي دلفت مرام بجوارها أحدي الممرضات
متهيقلي مش هتنورنا هنا اكتر من كده يا
سياده المقدم ! بكره المفروض تمشي والنهارده أخر غيار علي الچرح
ردد عمار بتبرم وضيق
انا من امبارح عايز امشي أصلا فياريت مفضلش لبكره لو سمحتي يا دكتوره خرجيني من هنا وعلي مسؤليتي
نظرت مرام للمرضه بحيره فأضاف عمار
هاتي أي حاجه امضي عليها أن انا المسؤول لكن مش هفضل هنا أكتر من كده والا هخرج لوحدي من غير أي حاجه
بعد نقاش بسيط بينه وبين مرام مضي أقرار علي نفسه لأخلاء مسؤليه الصرح بينما هو يرتدي ملابسه مستعدا للخروج دلفت أحدي الممرضات لمساعدته فسألها
هي زينه ! البنت اللي كانت معايا هنا فين
إجابته الممرضه بعمليه
معرفش يا فندم مشفتهاش من يومين ومجتش هنا تأمرني بحاجه تانيه
هز رأسه نفيا في حيره شديده وتفكير نفخ بزهق وخرج من ذلك الصرح متجها لتنفيذ ما يخطط له
جلس علي كرسي مكتبه ووضع رأسه عليه في حزن شديد وقلبه لا يطاوعه عما فعله بأخيه شيئا ما بداخله يخبره بأنه برئ مما فعله به وأن هناك طرفا أخر بالأمر
ولكن كيف وهو من وجد عليه أثار الطعنات التي أخبره بها رونالد وكذلك كذبه عليه بأمرها وأنه لم يستنجد به في كل مره كل الأدله تشير إليه ولكن قلبه يخبره بأنه مهما تمادي الخلاف بينهم لم تصل بعزت الي الخيانه وبالتحديد أنه يدرك جيدا خطوره ذلك الأمر
شعر بأنه داخل متاهه كبيره ضغط علي الجرس بجواره فدلفت إليه جسيكا
أوامرك يا باشا
هي ديما مجتش ليه من أسبوع مش المفروض كانت تستلم الشغل هنا
معرفش ياباشا هي مجتش ولا أتصلت من أخر مره كانت هنا
أمرها بالأنصراف وأخذ يفكر بديما وعن سبب تغيبها وكذلك عن اشتياقه لها وحسم أمره بخصوص زواجهما فلن يدعها تفلت من بين يديه مره اخري
ومن ناحيه اخري بمنزل ديما
ارتدت الروب الخاص بها واسرعت تفتح باب المنزل الذي لم يتوقف عن الطرق مما أربكها بشده
وما أن فتحت ورأت من الطارق حتي شهقت بقوه وهلع
عزت !!!! ايه اللي عمل فيك كده
حصلك إيه يا حبيبي مين اللي عمل فيك كده !!
تهامي
يا مصېبتي بتقول مين
نهض تهامي من علي مكتبه وقبل أن يخرج منه حتي وجد من يقف أمامه
انا رجعت ويعتذر عن المده الطويله اللي غبت فيها
نظر إليه تهامي بجمود وعلامات الأستفهام تغزو وجهه لما لم يضع ايضا جوزيف موضع شك كبير مثل اخيه وبالتحديد أنه أيضا لم يراه منذ أخر مره كان معه احتلت الشكوك رأسه بين الثانيه والاخري وتحولت نظراته إليه إلي ڠضب وأستنكار شديد
وضع أغراضه علي مكتبه مره اخري ونظر لعمار
كنت فين كل ده
اجابه عمار برسميه
لما سبتك أخر مره تعبت في الطريق وعملت حاډثه وكنت في المستشفي وتقدر تتأكد من ده بنفسك
كانت نظراته لعمار لا توحي بأي خير أقترب منه وربع ذراعيه
ما انا
عرفت هو محدش قالك أن أنا