رواية علي السحور
تبكي وتشهق بنحيب وهي تهز راسها نافيه ما سمعته.
عاد وكيل النيابه الي مكتبه ونظر لهم بأسي
للاسف عمرو مش سهل ا ويفضح مراته بقا وبناته هيكون مدان ومذنب وهياخد حكم مش اقل من تلات سنين لكن هو واثق أن عادل عاوز يخرج من هنا ومش عاوز فضائح عشان بناته غير أن عاوز يورط رحمة كمان معاه
هتف معتز بتسأل
رحمة مالها بينكر أن هو هددها بس التسجيل بصوته ونقدر نحلل بصمة الصوت
حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل والله العظيم بيكدب وبيفتري عليه
اغمض معتز عيناه بقوه ثم فتحها ونظر لوكيل النيابة بتسأل
طيب الوضع ايه سيادتك
انا هقفل التحقيق في قضية سهر وأحوالها للمحكمه بالاوارق والاثبتات اللي ظهرت والمحكمة هي اللي هتبرء عادل من اول جلسه بعد ظهور الفيديو اللي عمرو مصورة وممكن الجلسه تكون سريه المحامي يطلب بده
هتفت رحمة بصوت مضطرب
وضعي انا ايه بقا
زفر بضيق وقال
لازم تعرفي من جوزك قصدي طليقك عمرو وصله ازاي وايه الكلام اللي دار بينهم اكيد هم الاتنين اتفقوا عليكي
هتف المحامي قائله بمواساه
الحضانه معاكي ولادك لسه سنهم صغير ومن حقك
نظرت له بحزن
بس لو شوه سمعتي وعملي قضية زي ما عمرو قال مش هاخدهم هتحرم منهم للابد
عمرو بېهدد بس لا يمكن اسمه يتجاب في قواضي من النوع ده هو قاصد بس ېخوفك
تفريغ الكاميرات أكدت أن عمرو كان بيتردد علي بيت عادل وكمان سهر كانت بتتردد عليه في
أنا خاېفة
ماتخفيش كلنا معاكي وهنكون جنبك وان شاء الله هتاخدي ولادك
هتف معتز بتلك الكلمات لكي يمدها بالقوة
خرجوا من مبني النيابة استقلوا سيارة معتز متوجهين الي منزل طليقها لمحاولة ايقاعه في شړ أعماله كانت الحسړة مرسومه علي ملامحها الصافية بدلتها تماما كأنها سيده في العقد السادس وليس في مقتبل العمر كل ما يشغلها ويستحوذ علي تفكيرها هو كيف كانت زوجة لذلك الرجل الذي
صفا معتز سيارته بعيدا عن مكان مسكنها ترجلت رحمة من السيارة وسارت بخطوات مضطربة تنظر حولها پخوف ورهبة تخاف المجهول.
عندما وصلت الي البناية ارتجفت أوصالها تخشي عواقب الأمور صعدت الدرج المتهالك الي حيث شقتها وقفت أمام الباب تطرقة بهدوء ولكن لم يأتيها رد
ابتلعت ريقها بتوتر وعادت بكفيها عدة مرات أخري وتهتف مناديه لصغيريها
ظلت مكانها تتلفت حولها پخوف اين هم الان
استمعت الجارة التي بالشقة المجاوره لشقتها فتحت الباب ونظرت لها قائلة
مافيش حد موجود يا بنتي
نظرت لها رحمة بلهفه
ام عبير ماتعرفيش محمد والاولاد فين
دققت النظر بوجهها وقالت
رحمة لا والنبي يا بنتي مااعرفش بس كل اللي اعرفه محمد جاب مفتاح الشقة وسلمها لابو عبير وقال إن لاقي مكان تاني جنب اهلة
لطمت وجنتها وصړخت صړخة ملتاعة
يا مصبتي محمد خد ولادي وهرب بيهم اه يا حسرة قلبي عليكم يا ضنايا أه
اقتربت منها الجارة تهدئها
اهدي يا بنتي ووحدي الله ماتعمليش في نفسك كده هو ايه اللي حصل بينكم انتو زعلانين مع بعض ولا ايه
هزت رأسها بالايجاب
ما تخفيش هم مع ابوهم بردو وتلاقية راح عند اهلة يقعد كام يوم وراجع تاني
نظرت لها بعيون دامعه وقالت
ممكن تجبيلي المفتاح اخد هدومي
حاضر يا بنتي
دلفت الي شقتها وعادت إليها بعد عدة دقائق اعطتها المفتاح ودلفت رحمة الي شقتها التي طردت منها بحثت داخلها عن صغارها تريد أن تروي ظمأ اشتياقها لهم تحسست الفراش اللذين كانوا ينامون عليه بكت بحړقة غيابهم وجدت لعبة الصغير أحمد الدب الذي كان يلازمه ملقي أرضا بجانب الفراش انحنت بجذعها والتقطته ثم ضمته الي صدرها تستنشق به رائحة الصغير وانسابت دموعها ثم دلفت الي غرفتها اخرجت ملابسها من داخل الدولاب ووضعتهم بالحقيبة وودعت المنزل الذي عاشت به خمس سنوات من عمرها منذ أن تزوجت وأتت الي هنا وانجبت أطفالها وشهد هذا المنزل علي ضحكاتهم وشقاوتهم ومرحهم اصبح الآن خلاي بدونهم انخلع قلبها من صدرها وهي تغادر المنزل بدون صغيريها.
جرت الحقيبه خلفها كما تجر مرارة الخيبة التي تشعر بها الآن لا تعلم إلي أين ستذهب
نظر لها معتز مندهشا من هيئتها المزريه واقترب منها بقلق
عملتي ايه
نظرت له پضياع وهمست بصوت تائه
أنا عاوزه عيالي
ثم خار جسدها مستسلما للظلام فلم تعد لديها طاقة علي تحمل كل ما واجهته.
بتبع
الفصل السابع
علي السحور
بقلم فاطمه الالفي
حملها برفق ووضعها داخل سيارته بالمقعد الخلفي ووضع حقيبتها بجوارها ثم جلس هو بمقعدة خلف المقود وانطلق بأقصى سرعة الي المشفي لكي يتفقد حالتها فهذة ليست المرة الأولى التي تفقد بها وعيها.
في غضون دقائق كان يصف السيارة أمام المشفي وترجلا علي الفور ليحملها ودلف بها داخل المشفي وهو ېصرخ مناديا لطبيب لكي يفحصها.
أشارت له أحدي الممرضات بوضعها بغرفة الطوارئ وسوف تذهب لجلب الطبيب.
وضعها اعلي الفراش ونظر لها بحزن فكل ما تمر به الآن قاسې عليها ولم تتحمله.
دلف الطبيب بتسأل عن الحاله وماذا تعاني
لا يعلم معتز بماذا يجيبه قال بأنها فقدت الوعي ولم تفق منذ قرابة نصف ساعة
فحصها الطبيب فتنحنح معتز وغادر الغرفة وطلب من الممرضه أن ترافقها وتظل جانبها أثناء فحص الطبيب وانتظر هو بالخارج.
بعدما فحصها الطبيب علق لها محلول مغذي بعدما تبين هبوطها المفاجئ ثم طلب إجراء بعض الفحوصات الشامله لأن نبضها غير منتظم وأنه ستظل بالمشفي اليوم لكي يطمئن علي سلامة قلبها.
وغادر الغرفة وجد معتز امامه هتف معتز بقلق يتسأل عن وضعها
خير يا دكتور
هي بخير ماتقلقش بس محتاج تفضل معانا انهارده عشان اطمن علي قلبها وكمان عندها هبوط علقنا لها محلول وان شاء الله هتسترد وعيها خلال لحظات وجودها هنا في صالحها هنعمل شيك اب علي القلب وان شاء الله خير
هز رأسه بتفهم
أشارت إليه الممرضه بالذهاب الي الحسابات
الحاسبات من هنا يا افندم عشان تسيب مبلغ تحت الحساب
ذهب الي الحسابات وترك مبلغا من المال ودون اسمها الذي علم به أثناء التحقيق ثم عاد الي غرفتها ليطمئن عليها.
ظل واقفا بجوار الفراش يتطلع إليها بصمت ثم اشاح وجهه مبتعدا عن التطلع إليها وظل يسغفر ربه في نفسه
وحاول أن يتلاشي التطلع إليها جلس جانبا ريثما تفوق
بعد مرور دقائق فتحت عيناها بوهن وكانت تحاول أن تنهض من الفراش ولكن شعرت بوخذ الإبرة المتصله بوريدها ونهض معتز سريعا من مقعده يجذبها ثانيا لتظل بالفراش
خليكي زي ماانتي أنتي تعبانه
أتت الممرضه وأرادت أن تبدل ثيابها بثياب المشفي لكي تخضع لفحص طبي وعمل أشعه علي القلب غادر معتز الغرفه ثانيا دون أن يتفوه بكلمه.
ابتسمت الممرضه علي هيئته ونظرت لرحمه قائلا
معقول جوزك بيتكسف كده هههه
نظرت لها رحمه بحزن ورددت زوجي.!
مش الاستاذ اللي زي قمر ده جوزك بردو
هزت رأسها بنفي
رفعت الممرضه حاجبيها بدهشة ثم قالت
فكرته جوزك عشان كان قلقان عليكي ولا وهو شايلك وداخل بيكي المستشفي كان باين عليه القلق
هتفت رحمة بخجل
هو كمان شالني
ضحكت الفتاه برقه وقالت
ايوه طبعا امال كنتي عاوزه يدخلك المستشفي ازاي وانتي في دنيا تانيه خالص ثم اردفت بتسأل
ماقولتيش هو يبق مين بقا مدام مش جوزك ولا اخوكي
لم تجد شيء تبوح به قالت بأسي
قريبي
أومت لها برأسها ثم ساعدتها في ارتداء ملابس المشفي وسحبت كرسي متحرك وطلبت منها الجلوس عليه لتذهب معها الي قسم الأشعة
أما عن معتز فقرر أن يغادر المشفي لكي يجرا بعض الاتصالات الخاصة بعمله وهاتف المحامي واخبرة بوجوده الان بالمشفي ولا يعلم ماذا دار بينها وبين طليقها لكي ترقد بالمشفي الان.
كان في طريقة للعودة الي غرفة رحمة لينتظرها الي ان تنهي فحوصاتها ولكن صدح رنين هاتفه أخرجة من جيب سترته ليتفاجي برقم والد زوجته هو الذي يهاتفه أجابه بهدوء
السلام عليكم ازي حضرتك يا عمي
استمع علي الجانب الآخر حديثه اللازع الذي قال له
اسمع يا معتز أنا بنتي عندي من أمبارح وأنت ماحاولتش تكلمني ولا تيجي نتفاهم
يا عمي هي اللي سابت البيت وقالت كلام غريب قولتلها كلامي مع والدك واكيد حضرتك عارف الظروف اللي انا فيها دلوقتي
وظروفك دي مش هتخلص يا معتز وخلاص سيما خدت قرار الانفصال واتمني تنهي العلاقة بالمعروف
يعني ده رأي حضرتك كمان يا عمي حضرتك موافق سيما علي قرارها
ايوة بنتي لا يمكن تعيش ولا تكمل معاك بعد اللي حصل من اخوك ومراته شوف فاضي أمته وتجيب المأذون والمحامي بتاعك عشان كل واحد ياخد حقوقه
تنهد بضيق وقال
مدام مراتي رافضاني ومش عاوزه تقف جنبي في ظروفي دي يبق هي اللي مش لزماني واطمن حضرتك هتاخد كل حقوقها وهبعتلها ورقتها في أقرب وقت مع السلامة
أغلق الهاتف پعنف لم يتوقع رد فعل والدها سيكون مثلها ظن بأن والديها سيتحدثون معها ويجعلوها تتريث في ذلك القرار ولكن يبدو بأنه اتفاق من جميعهم إذا لا داعي بالتمسك بإناس كذلك لا يفكرون إلا بأنفسهم ومظهرهم الاجتماعي أمام الناس فهو من تغاضي عن الكثير من أجل استمرار الزواج الذي دام عامين فقط تحمل عدم إنجابها وتسلط لسانها تحمل منها الكثير وهذا جزاؤه بالنهاية.
عادت رحمة في ذلك الوقت ولم يشعر معتز بوجودها فقد كان منشغل التفكير بزوجته وأهلها ولم يصدق النهاية التي وصلوا إليها
فاق من شروده علي صوت الممرضه وهي تخبره بأن يتوجه الي مكتب الطبيب يريد مقابلته
يا استاذ الدكتور منتظرك في مكتبه
تطلع لهم وغادر الغرفة دون أن يتحدث مع رحمة توجه إلي مكتب الطبيب الذي اخبرته بأنه يوجد أخر الرواق
وقف أمام المكتب ثم طرقة برفق وعندما أذن له بالدخول دلف بخطوات واسعة ثم جلس أمام الطبيب وهتف بتسأل عن حالة رحمة
طمني يا دكتور
الحقيقة المدام عندها أرتجاف في القلب بمعني أن نبضات القلب غير منتظمه وده ممكن يسبب لها جلطه لقدر الله في برتوكول علاج هتمشي عليه بس العلاج مش كافي لازم هدوء نفسي بلاش انفعال أو عصبيه وتوتر وكمان اي ضغط عصبي هياثر علي حالتها بالسلب ده غير الزعل بالنسبه ليها هيكون ممېت أرجو تهتم بصحتها النفسيه قبل الجسديه وهي تقدر تروح معاك بس لازم الراحه ثم الراحة ثم هدوء واسترخاء نفسي أبعدها عن أي توتر أو زعل
هتف بتردد بس يا دكتور هي حاليا عندها ظروف ملخبطه ومشاكل
حاول تحلها يا اخي