الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نور الفصل 1-2-3

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

أجل أعلم هذا ولكن هناك أمور لايتم قبولها إلا
بتوقيع من المالك الحقيقي للشركة هذه هي الإجراآت
تنهد بضيق وهو يقول حسنا فهمت ...إبعثي الأوراق التي تحتاج التوقيع عن طريق الفاكس وانا سأتصرف ...
قال الأخيرة وهو يغلق الهاتف ويرميه بإهمال ثم رفع منشفة صغيره و وضعها حول رقبته وتوجة نحو الحمام الملحق بالجيم ...ليأخذ دش بارد يعكس غليان ذلك السائل الذي يجري بكل عنفوان في أوردته ...
ستوووووووووب
الفصل الثاني
فتحت باب شقتها بهدوء فقد تأخر الوقت حقا وبالتأكيد عمتها قد خلدت للنوم الآن وما أكد لها فكرتها هو الظلام والسكون الذي كان يعم المكان ...رمت مفاتيحها على الطاولة بإهمال وتوجهت إلى غرفتها لترمي حقيبتها أيضا وتخلع حذائها بتعب وتستلقي بخفة على فراشها وأغمضت عينها بنعاس
ولكن هل كان العاشق يوما يستطيع النوم دون أن يتصفح أوراق الماضي ويتجول بين حروفه ..وجدت نفسها رغما عنها ټغرق في دوامة ذكرياتها التي لاتكفى عن مطاردتها ليلا أو نهارا
flash back
بعد الحفلة بيومين كانت تجلس في الصباح الباكر كعادتها بأحد المقاهي القريبة من سكنها تنتظر قهوتها الصباحية وهي تنظر عبر الزجاج إلى المنظر الخارجي الذي كان عبارة عن لون واحد وهو الأبيض ...فقط غطت الثلوج معالم المدينة وألوانها تماما لتوحده برمز النقاء ...
إبتسمت للنادلة بمجاملة وحركت رأسها لها كنوع من الشكر والإمتنان ما إن وضعت أمامها فنجان كبير من القهوة المرة سادة ...رفعتها بين راحتيها تستشعر حرارتها لتقربه من أنفها وتستنشق رائحتها الذكية بإبتسامة نابعة من القلب فهي من عشاقها حقا ...
أغمضت عينها وهي تحاول الإستمتاع على قدر المستطاع بهذه اللحظات النادرة الحدوث ولما لاااا فأجمل أوقات الإنسان هو أن يحظى بصباح رائع كهذا ...
كافيه أجوائه هادئة مع منظر تساقط الثلوج في الخارج ورائحة القهوة التي تغزوها ...وااا ...لحظة ..بالتأكيد وجميعا نعلم أن من شبه المستحيل أن يكون كل شئ على أكمل وجه وكامل كما نريد ...يجب أن يأتي احد وېخرب هذه الأجواء عليك ....
وهذا ماحدث بالفعل ما إن وجدت شخصا ما يجلس إلى جانبها دون إستئذان لتلتفت له بإستغراب من فظاظته ولكن سرعان ما إبتسمت بتهكم واضح وهي ترى ذلك الرجل المچنون التي إلتقت به بحفل عيد زواج صاحبتها إستيلا ...
بتبصيلي كده ليه ...إيه معجبة فيا للدرجادي ...قالها يونس بخبث وهو يميل عليها برأسه قليلا لترفع الأخرى حاجبها من طريقته معها ونظراته المتفحصة والتي بالتأكيد غير بريئة تماما ...
ولكن قبل أن ترد عليه أو تبدي أي رد فعل وجدته يقرب وجهه منها أكثر وأخذ يتمعن بنظره إلى عينها هذه المرة وهو يكمل بوقاحة وجرأة والتي علمت فيما بعد إنها جزء لا يتجزء من شخصيته
ماكنتش أعرف إن شكلي حلو أوي كده إلا لما شفت إنعكاس صورتي في عنيكي ...
إلتفتت له بجسدها ووضعت ساعدها على ظهر مقعدها ونظرت له بنصف عين وهي تقول بسخرية لاذعة بجد ...حلو ...هو في راجل شحط زيك كده يقول على نفسه حلو ....
مين ده اللي شحط ....قالها يونس پصدمة ممزوجة پغضب لتعتدل بجلستها وهي تقول بلامبالاة بنظراته الڼارية هو في حد غيرك قاعد معايا ...ختمت كلماتها وهي تتذوق قهوتها بثقة وما إن كادت أن تضعها على سطح الطاولة
ماكنتش أعرف إن طعم القهوة مع المارشيملو ليه نكهة خاصة ترفع المزاج كده ...وااااااااه ...اااايه ده ...!!!!!
قال الاخيرة پصدمة وهو ينهض بسرعة عن مقعده بعدما فاجئته بسكب الفنجان على صدره لتنهض الأخرى معه وهي تقول بتشفي شفت آخرت قلة أدبك إيه ...بس أنا لازم أصلح غلطي وأغسلك القميص بنفسي مع إن اللي حصل قليل في حقك ...ختمت كلامها وهي تسحب كأس الماء وترميه على صدره أي فوق سكب القهوة ...
صعق جميع من بالمكان من فعلتها لترفع هي يدها وتضعها على فمها وهي تقول بإبتسامة حاولت أن تداريها
أوووه أنا شكلي كده بوظته خالص إممممم يلااا مش مشكلة فدايا تعيش وتأخد غيرها ياااااا ....يا دكتور
سحبت
سترتها الطويله وإرتدتها لتخرج خصلاتها من تحت ياقتها لترتد خصلاتها على ظهرها بدلال ثم سحبت حقيبتها وهي ترفع يدها أمامه بإبتسامة نصر وهي تقول تشششااااااو ....
إتبعها بنظره پصدمة وكأنها تنين ذو رأسين ولكن ماجعله يفتح فمه بذهول حقا هو ما إن سمعها تقول للنادلة وهي تشير عليه بسبابتها الحساب .......ثم أكملت وهي تنظر له بمكر ...
معلش إدفع إنتا ماهو أصلي انا ماشربتهاش ...قميصك اللي شربها ....واااه متنساش البقشيششش ...
أخرج من محفظته بعض الأوراق النقدية و وضعها على سطح الطاولة وخرج بسرعة للحاق بها ..
وبالفعل خرج من باب الكافيه وأخذ ينظر يمينا وشمالا لا أثر لها رفع يده واخذ يسحب شعره إلى الخلف بضيق وهو يكز على أسنانه ولكن ما إن وقع نظره على قميصه الذي أقل ما يقال عنه إنه أصبح كارثي 
ضړب الثلج الذي على الأرض پغضب وهو يقول بتوعد لتلك التي لم ولن يرى مثلها أبدا
إن ماكسرت عزة نفسك وغرورك ده مابقاش أنا يونس الهلالي ...
أما الأخرى كانت تنظر له بتشفي من خلف أحد التماثيل الحجرية لتلتفت وتكمل طريقها وهي تضحك عليه وعلى حالته ...لتقول بعدها بإنتصار ممزوج بغرور تستاهل عشان تحرم تلعب بعد كده مع ريهام الصعيدي ..
back
نزلت دموعها بهدوء من عينها المغمضة لاتعرف متى ستتخلص من هذه اللعڼة التي دخلت حياتها منذ سنين 
لاتعرف متى الخلاص ...
لتداهمها ومضات الماضي وااااا قطعت موجهة حنينها له وهي ترفع وجهها لتلك القطرات لتتغلغل بداخلها لعلها تعالج روحها وچروحها
بعد دقائق من حربها مع ذاتها أغلقت الماء لتخرج من الكابينة وترتدي مأزر الحمام وتلف شعرها بمنشفة صغيرة وهي تقف أمام المرآة لتمسح بيدها البخار عنها لتظهر صورتها واضحة لتقول وهي تتكلم مع قلبها وتؤنبه وكأنه امامها ..
إسمعني يازفت إنتا هتنسي يونس بمزاجك أو ڠصب عنك سامعني ولا عايزني أعيد ... صدقنى حنينك ليه كل ليلة مش هيفيدك بحاجة بالعكس ده بيزيد من كرهي ليه ...أوعى حد يشوف أو يحس بوجعك وضعفك ...خد حقك منه أوعى ترحمه في يوم ...إستغل الفرصة وإنتقم لجروحك اللي أخذتها منه ...ساااامعني ...قالت الأخيرة ثم خرجت ورمت نفسها على فراشها الوثير لتبتسم بسخرية وهي تقول
بقا دي أخرتي إني أقف وأكلم نفسي ...منك لله جننتني معاك يا إبن الهلالي ... وأخذت تغمغم بكلام غير مفهوم مع نفسها بضيق وماهي سوا ثواني حتى غفت على وضعها هذا
أشرقت شمس الصباح لبداية يوم جديد لتدخل سيدة كبيرة بالعمر تدل ملامحها ع الطيبة وشعرها الأسود الممزوج بشعيرتها البيضاء التي لم تزدها سوا وقاراااا
ولما لا فهي نادية الصعيدي تبلغ من العمر 52 سنه هي من قامت بتربية ريهام منذ الصغر
جلست إلى جانب إبنة أخيها الراحل وهي مستغربة من وضعها هذا وضعت يدها على ذراعها بحنية وأخذت تيقظها وهي تقول بتسائل
إصحي ياريري انت جيتي إمتا إمبارح وإتأخرتي ليه ....و نايمة بالبرنس ليه مغيرتيش ليه ..
خلااااص بقااا ياعمتو إيه ماسورة الأسئلة اللي إنفجرت في وشي ع الصبح دى ...قالتها ريهام بإنزعاج شديد وهي تفتح إحدى عينيها بنعاس
نادية بإستنكار وهي تضربها بخفه على كتفها 
ماسورة ياقليلة الرباية والله أنا معرفتش أربيكي ...قومي فزي وجاوبيني ...وياويلك مني لو حاولتي تزوغي زي كل مره ...
حاضر ...أهو صحيت ...قالتها وهي تجلس بنعاس وما إن إنغلقت عينيها بغفوة حتى جفلت على صوت نادية الصارم هااااا انطقي ...
أخذت تدعك عينها و وجهها وهي تقول بصوت مبحوح من أثر النوم 
ياااعمتو كل الحكاية إن بعد الحلقة
ما إنتهت خرجت شفت عربيتي مابتشتغلش فضيفي اللي كان معايا أصر إنه يوصلني ..
نادية باستنكار لما تقول الأخرى 
ضيفك اللي انت بهدلتيه إمبارح وصلك لغاية البيت !!والله طلع فيه الخير إنه بص في وشك أصلا بعد اللي عملتيه فيه قدام الناس ..
هو جنس آدم كده تديهم على دماغتهم يجرو وراكي حبيهم يدوسو عليكي يخلوكي تخرجى أسوء مافيكي ..قالتها وهي تسحب المنشفة من رأسها لتنزل خصلاتها السودا التي كالحرير تداعب ملامحها الجميلة
رفعت يدها وأخذت تمررها على رأسها بحنية وهي تقول بإبتسامة حزن تغزوها على حالة إبنتها فنبرتها التي تكلمت بها مليئة بخيبات الأمل التي عاشتها عن تجربة مؤلمة مش كلهم يقلبي ...
لاء كلهم كده ..هما باكدج واحد صدقيني ...قالتها ريهام بضيق وسخرية
نظرت لها نادية بعدم رضا لما تقول 
بقالك سنين وانت بتعيدي وتزيدي بالكلام ده لغاية ماطفشتي الكل من حوليكي ...
أنا اللي بطفشهم بردو إش حال إن ماكنتيش عارفة وراسية على كل الحكاية من أولها ...قالتها پقهر حاولت أن تداريه
نادية بمحايلة 
وطالما عارفة يابنتي إنه قادر أوي كده وبيمحي أي حد يقرب منك ماتتجوزيه ده بېموت فيكي ...وافقي وريحي قلبك اللي مش شايف غيره وريحيني وريحي الناس اللي هو مخليهم يراقبوكي ليل ونهار ده وإنتم عاملين زي القط والفأر ..وااا
صمتت ما إن سمعت صوت جرس الباب لتنهض وهي تقول بتنهيدةغيري هدومك لغاية ما أشوف مين ...
في الخارج كان يقف أمام باب شقتها وهو يحاول بقدر المستطاع ان يرسم الهدوء على ملامح وجهه فهو ما إن تلقى خبر من الحرس بأنها عادت إلى منزلها مع ذلك رجل العمال الفاسد و زير النساء أصبح يغلي كالبركان
إبتسم بحب وهو يرى تلك السيدة الطيبة تفتح له وأخذت ترحب به بحرارة وهي تفتح الباب أكثر لدخول يونس
ياأهلا وسهلا إتفضل يابني ...
دخل وإنحنى ليقبل يدها بإحترام فهو إستطاع أن يستحوذ على حبها وكسبها لصفه ولكن بعدما اكد لها بأنه لا يحب إبنة أخيها بل يعشقها بكل كيانه ...
وحشاني ياندوش إيه الجمال ده كله ..شكلي كده هغير رأيى وأسيب البنت الخنيقة وابص للحنينة ...ختم كلامه وهو يغمز لها بهزار
نظرت له نادية بإستخفاف
ليك نفس تضحك وتهزر والبنت هتطير من إيدك يا دغف ..
رفع حاجبيه متصنع الدهشة دغف ...هو حضرتك متأكدة انك بقالك عمر بحالة عايشة في إيطاليا ...
وبعدين مين دي اللي تطير مني رقابهم هما اللي حتطير قبل ما يحاولوا حتى ..
من يومك بربري مش شئ جديد عليك يعني ....قالتها ريهام بقوة وهي تتقدم نحوهم وما إن وقفت على قرابه منهم حتى أكملت بفظاظة ...وياترى إيه سر الزيارة اللي مش لطيفة خالص دي ...
ريهااااااام ....عيب كده ...قالتها نادية بصرامة لتقول الأخرى بتسائل مصطنع
اااالله فين العيب اللي في الموضوع ماهو دكتور عارف ومتأكدإنه غير مرغوب فيه هنا ...جاي ليه بقاااا ...
إنحنى يونس نحو نادية وهو يهمس لها بغيظ
بجحة بجحة يعني مافيش كلام ...
إلفتت له وهي تربت على ذراعه بتحذير طب لم نفسك لا توريك البجاحة اللي على حق
إعتدل بجلسته وهو يعدل

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات