رواية ادم الفصول الاخيرة
عشان إيمان
قالت آيات بإصرار
مش هطلع الا اذا طلعتى معايا
نظرت اليها أسماء بحزم وهى تقول
أنا مش هطلع .. اطلعى انتى لو سمحتى .. انا بجد حبه أفضل لوحدى شوية .. معلش يا آيات بس فعلا مش حبه أتكلم فى أى حاجه
قالت آيات بإستستلام وهى ترمقها بنظرات حزينه
طيب خلاص زى ما تحبي .. بس أتمنى فعلا تفتحيلى قلبك وتقوليلى فى ايه .. أنا مبخبيش عنك حاجة أى حاجة بحكيهالك .. بس انتى على طول كدة بتشيلي جواكى ومبتتكلميش
أنا كويسة متقلقيش
عادت أسماء تتطلع من الشباك وټغرق فى شرودها من جديد
استأذن كريم من والد إيمان فى الخروج برفقتها .. بدلت إيمان ملابسها وأزالت المكياج .. واستعدت للخروج برفقة كريم .. انصرفا معا وهى تشعر بالتوتر الشديد لخروجها لأول مرة بصحبة رجل .. حاولت أن تقنع نفسها بأن هذا الرجل أصبح زوجها .. لكنها لم تستطع على الرغم من ذلك اخفاء توترها واضطرابها وشعورها بشئ غريب ليست معتاده عليه من قبل .
خدى يا آيات الطبق ده بتاع أسماء .. أنا مش عارفه مطلعتش ليه وفضلت أعده لوحدها تحت كده
توقف على عن جمع الأطباق بعدما استمع الى ما قالته أمه .. سمع آيات تجيب
والله ما عارفه يا طنط اترجتها كتير بس مرضيتش خالص وشكلها مضايقة ومش راضية تقولى ايه اللى مضايقها .. أكيد حاجة فى الشغل ضايقتها
تنهد على بضيق وهو يشعر بأنه السبب فى ذلك .. بعدما تحدث معها بهذا الحديث الذى ضايقها وجرحها
جلست إيمان أمام كريم على الطاولة فى ذلك المكان الهادئ .. تنظر الى يديها اللاتان تعرقتا من كثرة فركها اياهما .. رفعت نظرها لتتلاقى نظراتها بنظرات كريم فأخفضت عينيها على الفور .. ابتسم لها قائلا
لم تجيب .. فقال
تعرفى انك من يوم ما جيتي القرية دى وأنا مسمعتش صوتك
ظلت مطرقة برأسها وتوترها يتزايد .. فقال
طيب هسألك سؤال بسيط .. انتى وافقتى عليا ليه
حاولت التحدث فلم تستطع .. تنهد كريم قائلا وهو يرجع ظهره للخلف
شكلك هتتعبيني
رفعت عينيها تنظر اليه تتبين هل هو غاضب منها أم لا .. لكنه فاجأها بإبتسامته العذبة ونظرات عينيه المرحة .. فابتسمت وهى تبعد عينيها عنه .. فقال بمرح
تمتمت بصوت خاڤت
أنا بس متوترة شوية
أسند مرفقيه على الطاولة وهو يقول مبتسما
لا ما أنا شايف مش محتاجه تقوليلى
ثم تمتم بعتاب
كده متلبسينيش الدبلة
قالت بصوت مضطرب
معلش
ايه معلش دى .. أصرفها منين يعني .. فى عروسة ترفض تلبس عريسها الدبلة
معلش مكنش قصدى أضايقك
نظر اليها بمرح قائلا وهو يشير الى الدبلة فى اصبعه
ماشى بس خلى بالك أنا لبستها لنفسى مؤقتا بس
ابتسمت وقد أطرقت برأسها فى خجل
انتهت سهرتهما وعادا الى البناية .. شعرت إيمان بسعادة كبيرة فقد استمتعت طيلة السهرة بشخصيته المرحة ابتسامته العذبة حتى وإن لم تتحدث معه الا قليلا .. لكنها كانت سعيدة لأنه لم يظهر ضيقه منها لهذا السبب .. بل أبدى تقديرا لموقفها ولمشاعرها .. توقفا أمام بابيهما المتلاصقين .. الټفت اليها كريم مبتسما وهو يقول
ايه رأيك نتغدى مع بعض بكرة
ابتسمت بخجل وقالت مطرقة برأسها
ان شاء الله
نظر اليها قائلا
طيب بصيلي طيب
حاولت فلم تستطع .. توترت قائله
انا هدخل بأه
قال كريم
ماشى اتفضلى
التفتت لفتح الباب .. فوجئت به يمسك ذقنها ويدير وجهها اليه .. نظرت اليه لتتلاقى عيناهما للحظات .. قال مبتسما
تصبحى على خير
صمتت لبرهه .. ثم تمتمت بصوت خاڤت وهى مازالت تنظر الى عينيه التى شعرت بوجود قوة مغناطيسيه تجذبها اليهما
تصبح على خير
ألقت إيمان بنفسها فوق فراشها والابتسامه على محياها .. لم تجد فى نفسها الرغبة للنهوض وتبديل ملابسها .. فقد جلست سابحة فى فضاء خيالها تتذكر تلك الليلة بكل تفاصيلها .. لا تدرى الى كم من الوقت ظلت هكذا فى مكانها بلا حراك .. سمعت رنينن هاتفها فوجدت رقما غريبا .. خمنت أنه ل كريم .. فلم تعتاد اتصال أرقام غريبة بها وفى هذا الوقت .. رد قائله بصوت خاڤت
السلام عليكم
أتاها صوته
وعليكم السلام .. صحيتك
قالت بسرعة
لا أصلا لسه منمتش
قال بحنان
أنا بس اتصلت أقولك انى النهاردة مش عايز أظبط المنبه عشان يصحيني للفجر .. عايزك انتى تصحيني .. ممكن
اتسعت ابتسامتها وهى تقول
ممكن
صمت قليلا ثم قال بخفوت
خلاص هعتمد عليكي .. تصبحى على خير
وانت من أهل الخير
كان بينها وبين الفجر عدة ساعات .. لكها علمت أنها لن تستطيع النوم .. أسندت رأسها الى وسادتها والبسمة لا تفارق ثغرها !
الحلقة 28
خرجت أسماء من الحمام وحاولت رسم بسمة على شفتيها وهى تقبل إيمان قائلا
ألف مبروك يا إيمان
قالت إيمان وهى تتظاهر بالڠضب
لا أنا زعلانه منك بجد
والله عارفه انك أكيد علانه .. بس فعلا أنا كنت تعبانه .. معلش ملحوقه تتعوض فى فرحك ان شاء الله
الټفت الأربع فتيات حول طاولة الطعام .. قالت سمر
طبعا هتسيبونى وتروحوا شغلكوا
ابتسمت آيات قائله وهى تلوك الطعام فى فمها
أيوة طبعا أمال عايزانا نعد جمبك ولا ايه
قالت سمر بحزن
طيب هعمل أنا ايه لوحدى .. هحس بملل فظيع
قالت إيمان ملتفته الى آيات
متخلى سمر يا آيات تروح العيادة بدل الدكتورة اللى واخدة أجازة النهاردة
هتفت آيات
والله فكرة
قالت سمر بإستغراب
عيادة ايه
قالت آيات شارحة
افتتحنا عيادة أطفال هنا فى القرية .. عيادة صغيرة بس ما شاء الله الإقبال عليها حلو أوى .. بس الدكتورة اعتذرت لمدة اسبوع .. ايه رأيك لو حسيتى انك هتملى تعالى اعدى فيها شوية
قالت سمر بحماس
أكيد طبعا .. أنا أصلا رغم ارهاقى فى الشغل إلا انى بعشقه ..بجد بعشق الأطفال أوى ونفسى أفضل حواليه على طول .. بحس فيهم بالبراءة وبحاجات كتير لسه موجودة جوايا ..
ثم شردت قائله وسحابة حزن فى عينها
عارفين .. ساعات بحس انى طفلة .. ولما بشوف أب حنين على ابنه الصغير بقول فى نفسى يارتنى رجعت صغيرة تانى ولقيت حد يتعامل معايا بحنية كدة ويحسسنى انه بابا وانه مسؤل عنى .. عمركوا شوفتوا واحدة بتتمنى راجل يحسسها انه باباها .. أهو أنا بتمنى كده
ثم قالت
نفسى فى راجل أغمض عيني وأنا واثقه انه مش هيضيعني .. أرمى كل همومى وخوفى وحمولى عليه وأنا واثقه انه هيكون أد المسؤلية
نهضت أسماء فجأة قائله
أنا همشى
نظرت اليها آيات قائله
طيب استنى هخلص أهو ونمشى سوا
لم تترك لها أسماء فرصة للحديث بل قالت وهى تحمل حقيبتها وتغادر
لا هسبأكوا عشان ورايا حاجات كتير
جلس آدم و زياد بصحبة على و كريم فى مكتب هذا الأخير .. قال كريم
زى ما اتفقنا وقسمنا الشغل بينا يا شباب .. أهم حاجة عندى ان يكون فى تنسيق بينا .. وأنا مش ديكتاتور .. يعنى اللى يكون عنده مقترحات أفضل أو أساليب أفضل لسير العمل يبلغنى بيها
نظر كريم الى ساعته وقال
معدش الا ساعة على صلاة الجمعة .. نتقابل فى مسجد القرية ان شاء الله
أثناء انصراف الرجال من مكتب كريم .. توجهت آيات الى المكتب .. وقف آدم أثناء خروجه ينظر اليها وحياها قائلا
صباح الخير
تجاهلته تماما ودخلت المكتب ! .. ربت زياد على كتف آدم وساقه بعيدا .. قالت آيات مبتسمة
كريم عايزه منك خدمه
خير يا آيات أؤمرى
قالت
عايزة أخرج النهاردة أشترى شوية لبس
نظر الى ملابسها قائلا
ماشى مفيش مشكلة .. نفس الستايل كدة
ابتسمت قائله
لا ستايل تانى .. بصراحة عايزة ألبس لبس يرضى ربنا بأه .. مش عايزة أحس انى مقصرة فى موضوع اللبس ده .. يعني مش عايزة أحسن ان ربنا ڠضبان منى عسان لبسى
ثم نظرت الى ملابسها قائله
هو لبسى أحسن من الأول بكتير .. بس برده حسه ان لسه .. نفسى أكون زى إيمان و سمر كدة .. لبسهم محترم ومش ملفت
ابتسم كريم قائلا
والله فرحتيني يا آيات .. طيب ايه رأيك باه ان أنا هاجى معاكى ونختار اللبس سوا .. وأى حاجة انتى عايزاها هتكون هدية منى ليكي
قاټل مبتسمة
لأ أنا اللى عايزة أشتريهم أنا معايا فلوس متقلقش
قال بحزم
خلاص اتنهت .. وبعدين سيبينى آخد الثواب ده .. كل ما تبقى لابسه حاجة واسعة أنا جايبهالى هاخد أنا الثواب عليها .. متحرمنيش بأه من الثواب ده لو سمحتى
ابتسمت بإستسلام قائله
بس أنا عايزة أروح النهاردة
قال لها بمرح
أمرك يا باشا .. أصلى الجمعة واخدك ونروح نجيب اللبس على طول .. بس كدة دى آيات هانم تؤمر والعبد لله ينفذ
توجهت اليه بعدما أخذت نفسا عميقا .. حاولت ألا تنظر اليه وهى تقول
لو سمحت يا أستاذ على عايزة امضة حضرتك على الطلب ده
الټفت على اليها .. وتناول الملف من يدها .. قرأه بدقة ثم زيله بتوقيعه .. استعادت منه الملف وهمت بالإنصراف .. باغتها قائلا
آنسة أسماء
توقفت دون أن تنظر اليه .. بدا عليه التوتر والإضطراب .. قال
أنا آسف .. انا مكنش قصدى انى أجرحك بكلامى
ظهر الحزن فى عينيها لكنها قالت بصعوبة
عادى محصلش حاجة
همت بالإنصراف لكنه أوقفها مرة أخرى وقال
انا كل اللى كان قصدى أقوله ان صحابك أكيد اتكلموا معاكى فى الموضوع اللى كنا بنتكلم فيه وقتها .. يعني مش محتاجة تسمعى أكتر من اللى سمعتيه عشان تنفذى وتختارى صح
أطرقت أسماء برأسها قليلا ثم نظرت اليه قائله پألم
أنا للأسف غيرهم .. مكنش ليا أب وأم يقولولى الصح من الغلط .. كانوا مدينى حرية فى حاجات كتير منها لبسى .. صعب أوى