رواية ادم من 21-26
هى أكيد هتجيلنا
قالت آيات وهى تتناول ملابسها من الحقيبة
يلا بأه عشان نرتاح وبعد كده نتكلم فى البيزنيس
أطلقت إيمان ضحكة عالية وقالت
طيب انتوا خريجي تجارة وتتكلموا فى البيزنيس .. أنا بأه طب أسنان هتشغلونى ايه فى القرية دى
قالت آيات بمرح
يا ابنتى هو انتى مصدقة انك دكتورة سنان بجد .. ده احنا عملنا خير كبير وثواب عظيم فى العيانين اللى كانوا بيبقوا تحت ايديكى .. وبعدين متقلقيش القرية كبيرة وأكيد هنلاقى فيها حاجة مناسبة لدكتورة سنان فاشلة زيك
قذفتها إيمان باحدى الوسائد مفتاظة وقالت
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
صاحت أسماء بغيظ
والله لو أخوكى وأخوكى شافوكوا كده هيرحلوكوا على القاهرة عدل .. بأه ده منظر ناس هتشتغل فى قرية سياحية كبيرة .. هى السياحة خربت من شوية
الټفت اليها آيات قائله
سبنالك انتى العقل يختى .. وبعدين بكرة تشوفى هبقى بيزنيس وومان محصلتش
ساد بينهم جو من المرح افتقده ثلاثتهم منذ فترة طويله .. شعرت كل منهن بالأمل والسعادة والتفاؤل بداخلها .
عاد كريم مع على الى المكتب وقال
ايه رأيك
قال على منبهرا
ما شاء الله بجد .. وكمان الأفكار اللى هتتنفذ رائعة .. انا متحمس جدا للشغل
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وأنا بحب أوى الناس اللى بتبقى متحمسه لشغلها
ابتسم على وقال بحماس
بجد أنا حابب الشغل هنا أوى ..أولا فرصة كبيرة بالنسبة لى .. ثانيا حاسس انى فى المكان ده هقدر أطلع كل الطاقة اللى جوايا .. بجد أنا متحمس جدا يا أستاذ كريم
قال كريم وهو يشمر ساعديه
بص من البداية كده أنا بجد حبيتك لله فى لله ومتسألنيش ليه .. بس سماهم فى وجوههم .. من أول ما شوفتك وأنا استبشرت بيك خيرا .. فبلاش بأه أستاذ و الألقاب العقيمة دى .. اعتبرنى واحد صحبك
قال على بإمتنان
قال كريم بمرح وهو ينهض
طب يلا بأه نبعت أكل للبنات احسن زمانهم بياكلوا فى بعض من الجوع .. وناكل احنا كمان أحسن خلاص أنا واقع
توجها الى مطبخ القرية .. نظر على فى أحد قوائم الطعام ليجده خاليا من الخمور ومن أى لحوم محرمة أو مطبوخة بشئ محرم .. نظر اليه كريم وقال وقد فهم ما يبحث عنه فى القائمة
عيب عليك
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يعني الواحد حابب يطمن بس .. زيادة اطمئنان مش أكتر
الټفت اليه كريم وقال بجدية
بص يا على .. اوعى تفتكر انى واحد راجع من بره ومعاه فلوس وهمه يعمل مشروع يكسب منه وخلاص .. لا أنا مش كده .. أنا لما قررت أرجع مصر قررت أرجع عشان أعمل حاجة أفيد بيها البلد دى .. والناس اللى فيها .. حتى لو كانت حاجه بسيطة .. بس أهم حاجة عندى انها تقربنى من ربنا مش بتعدنى عنه .. حبيت فكرة القرية لانها فكرة دعوية ممتازة وهقدر أخدم بيها ديني .. أنا محتسب فى المشروع ده حاجات كتير أوى .. منها انى أبين للناس ان مش عشان الواحد يتفسح ويرفه عن نفسه انه يلجأ لحاجات مش هينوبه منها غير المعاصى والذنوب .. لا احنا ممكن نعيش ونتمتع ونتفسح ونعمل كل اللى احنا عايزينه بس برضا ربنا علينا ومن غير ما نغضبه .. ربنا لما حرم كل المحرمات اللى فى ديننا حرمها عشان بتضرنا وبتأذينا .. وعشان نجاتنا فى البعد عنها .. ومش معنى اننا نلتزم بكلام ربنا يبأه احنا ناس مكلكعة ومعقدة ومبتعرفش تضحك ولا تستمتع بحياتها .. لأ .. احنا بنعرف نعمل كل ده من غير ما نغضب ربنا .. أنا عايز بجد الناس كلها تعرف ان مش عشان أكسب فلوس وأزود دخلى ألجأ للى يغضب ربنا وأقول مضطر عشان أعيش .. لا مفيش حد مضطر على الحړام .. مفيش حد بيترك شئ لله الا وربنا بيعوضه باللى أحسن منه .. عشان كده أنا ميهمنيش كسبت كام أد ما يهمنى انى معملش أى حاجة غلط .. وأنا زى ما قولتك التمست فيك انك شاب محترم .. صحيح لسه متعرفين من ساعات بس أنا اتعاملت مع ناس كتير أوى جوه مصر وبره مصر وبقيت أقدر أفهم الانسان اللى أدامى من نظرة .. عشان كده رفعت التكليف بينى وبينك لانى حابب اننا نعين بعض .. يعني لو شوفتنى فى مرة غلطت تقولى حاسب يا كريم خلى بالك .. لان الانسان دايما لازم يحيط نفسه بصحبة صالحة لان هو ده اللى بيقومه لما بيحيد عن الطريق وربنا عز وجل حثنا على ده فى سورة الكهف لما قال واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا .. وضح فى الآية دى أهمية الصحبة الصالحة وحذرنا من صحبة السوء .. عشان كده لما لقيت سمتك طيب .. واهتميت واحنا بنعمل جولة فى القرية انك تسألنى عن تفاصيل الشغل والاختلاط فى القرية .. ولما العصر أذن وسألتنى عن مكان المسجد .. ودلوقتى وانتى بتبص على المنيو بتدور هل فيها حاجة حرام ولا لأ .. استبشرت خيرا وحسيت انك بجد هتكون خير معين ليا ان شاء الله ..
ثم ابتسم بعذوبه وقال
بجد أنا مبسوط انى اتعرفت عليك
ابتسم على وقال بتأثر
أنا اللى مبسوط انى عرفتك يا كريم .. ويارب فعلا أكون عند حسن ظنك
أنهى آدم صلاة العشاء ثم نهض وطوى سجادة الصلاة ووضعها على أحد المقاعد .. خرج من غرفته وتوجه الى والدته الجالسه فى حجرة المعيشة تشاهد التلفاز وقال
أنا خارج شوية يا ماما
ماشى يا حبيبى
خرج آدم من الشاليه .. وتطلع الى اتجاه البحر للحظات ثم سار اليه سيرا فى تؤدة .. وقف أمامه ينظر الى ارتفاع امواجه وقد وضع يديه فى جيبي بنطاله .. كان بدو ساكنا كالتمثال .. ثم ما لبثت عيناه أن لمعت بالدموع .. أخذ نفسا عميقا يحاول به التخفيف من حرارة النيران المشټعلة بقلبه .. تمتم بشفتيه وكأنه يتحدث الى شخص أمامه
خلاص يا آيات هسيب كل حاجة وأرميها ورا ضهرى .. هخرج من دوامة الاڼتقام اللى دخلت نفسى فيها .. هسيب كل حاجة عشان أبقى انسان كويس زي ما كنتى شايفانى .. كنتى شايفانى انسان محترم .. أنا هرجع محترم تانى يا آيات
تساقطت عبرة على وجنته وأكمل هامسا
كان نفسى أفرحك وأقولك انى اتغيرت .. كان نفسى نرجع لبعض تانى .. أنا كنت عايش فى ڼار .. الڼار كانت محوطانى من كل نحيه .. بس مكنتش عايز أخرج منها .. كنت واقف وسطها بمزاجى.. وانتى كنتى عامله زى النسمة الهادية اللى دخلت حياتى واللى ڠصب عنى اتمنيت انى أخرج من الڼار وأقرب منها
انتفض فجأة بعدما شعر بيد تربت على كتفه الټفت ليجد زياد فى وجهه .. مسح عبراته المتساقطة بسرعة .. قال زياد
رحتلك الشاليه خالتى قالتلى انك خرجت .. وأنا راجع شوفتك وانت واقف أدام البحر
أومأ آدم برأسه فى صمت .. تنهد زياد بحزن وقال
انسى بأه يا آدم .. ربنا يرحمها
لمعت عيناه مرة أخرى بالعبرات وهو قول بصوت مرتجف
وحشتنى أوى
الټفت ينظر الى زياد والدموع تتساقط مرة أخرى على وجهه وقال
لما جيت هنا جيت بمزاجى .. كانت بتوحشنى بس على الأقل كنت عارف انها موجودة .. انى هرجعلها .. كنت حاسس من جوايا انى هلف ألف وأرجعلها .. بس دلوقتى هى معدتش موجودة يا زياد .. معدتش أقدر أرجعلها .. بجد وحشانى أوى .. وحشتنى ابتسامتها .. وحشتنى نظرة عنيها .. وحشتنى رقتها .. وحشتنى طيبتها .. كانت طيبة أوى .. كانت بتحبنى أوى
أعاد النظر الى البحر وهو يقول بمرارة
يوم كتب الكتاب لما كنت ماسك ايدها اتمنيت ساعتها اننا منفترقش أبدا .. ساعتها حسيت انى بحبها بجد .. لما قولتلها ان فى حاجات فيها محتاجه تتغير .. بصتلى وابتسمت ووافقتنى على طول .. لما ادتنى دهبها حسيت انها مستعدة تعمل أى حاجة عشانى .. حسيت انها بتحبنى بجد بصدق بإخلاص .. رغم كل الشړ والحقد اللى كان جوايا لكنها قدرت تدخل قلبي وتبرجلى عقلى .. لو كنت فضلت معاها كنت هقدر أرجع معاها تانى انسان محترم وكنت هنسى كل الأفكار الحقېرة اللى كنت بفكر فيها ..
هتف به زياد وقال
آدم انت بټعذب نفسك بنفسك .. خلاص هى الله يرحمها ماټت ومش هترجع .. انسى بأه عشان تقدر تكمل حياتك ..
نظر اليه آدم بأعين متألمه حائرة وقال
قولى ازاى .. قولى أنساها ازاى .. أزاى أبطل أحس انها وحشانى .. ازاى أخرجها من قلبي وعقلى .. قولى يا زياد .. قولى وريحنى لانى فعلا نفسى أرتاح .. ازاى أبطل أحس انها وحشانى
لم ينتظر من زياد اجابه .. الټفت وغادر المكان أخذ نفسا عميقا مرة أخرى يحاول به تهدئه نيرانه .. لكن هيهات
وقفت آيات فى شرفة غرفتها .. أخذت نفسا عميقا تنعش به رئتيها .. نظرت الى دوران القمر واكتماله .. ثم التفتت تنظر الى البحر أمامها .. تأملته الى أن شعرت بوخز الدموع ټحرق عينها .. خرجت من تاملها لتحاول السيطرة على تلك الرغبة القوية فى البكاء التى اجتاحتها .. سألت نفسها ما هذه الغصة التى تشعرين بها فى حلقك يا آيات .. انها بالتأكيد لفقدك والدك الحبيب .. وحلمية الطيبة المخلصة .. ارحمهما يا الهى واغفر لهما وتجاوز عنهما .. تألمت كثيرا لفقدهما لكنها حكمتك .. هكذا أردت .. وهكذا حكمت .. تنهدت بقوة ودخلت من الشرفة .. مرت على أسماء النائمة فى فراشها المجاور .. ثم خرجت من الغرفة .. نظرت الى غرفة إيمان وتوجهت اليها .. وجدتها واقفة تصلى ماسكة مصحفها .. كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل .. شعرت براحة وسکينة وهى تراها تصلى قيام لله عز وجل .. أنهت إيمان صلاتها فى تلك اللحظة لتفاجئ ب آيات الواقفة على باب الغرفة .. تقدمت منها