رواية ادم الفصول من السادس عشر لعشرين
مشكلة يا دادة هساعدك
استيقظت أسماء ومرت على المطبخ فى طريقها الى الحمام وقالت بصوت ناعس
صباح الخير
صباح النور
صباح النور يا بنتى
قالت آيات وقد عزمت امرها على الذهاب الى عمها
على فكرة يا أسماء أنا استخرت ربنا وهروح النهاردة ان شاء الله لعمى
ابتسمت أسماء قائله
كويس وان شاء الله خير
كانت آيات متوترة للغاية من تلك المقابلة مضت سنوات طوال لم ترى فيها عمها سراج و لا أولاده ترى أمازال يتذكر شكلها ايتذكر اسمها ماذا ستكون رده فعله عندما يراها أمامه تطلب منه وظيفة تكسب منها لقمة عيشها تنهدت آيات بحسرة ولاحت فى عينيها العبرات وهى تتذكر والدها وفقدانها له ترك فقدانه شرخا كبيرا فى نفسها شعرت بأنها كشجرة اللبلاب التى فقدت دعامتها وأخذت فى التمايل لكنها أبدا لن تسمح لنفسها بالسقوط ستواجه الحياة وھا هو قربها من الله عز وجل كانت آيات تحاول التقرب اليه بقدر ما تستطيع أبدلت ملابسها بأخرى أوسع منذ أن عادت من العمرة وإن كانت ملابسها لم تتصف بعد باللباس الشرعى إلا أنها شعرت براحه كبيرة عن تلك الملابس الضيقة التى اعتادت الخروج بها ومنذ أن عادت من العمرة لم تضع أى زينة على وجهها فأصبح أكثر اشراقا ونعومة تنهدت آيات وشعور بالقلق يتسرب اليها كانت تخشى لقاء عمها تخشاه بشدة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
يارب اهديه يارب يارب اصرف عنه كل سوء يارب عينه على نفسه وعلى شيطانه يارب اهديه أنا قلبي راضى عنه ارضى عنه يارب ارضى عنه
سمعت باب غرفته يفتح فمسحت عبراتها بسرعة وقالت تقول له
يلا يا آدم عشان تفطر
التف الاثنان حول الطاولة كانت أمه تنظر اليه من حين الى آخر بنظرات فرحة ممزوجة بالحنان والرضا تقابلت نظراتهما فابتسم آدم ثم قال
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قالت أمه بنبرة صادقة
والله يا ابنى بدعيلك دايما ربنا ينورلك طريقك ويهديك يا آدم
اتسعت ابتسامته وهو يغادر الشاليه متوجها اى مكتبه فى القرية لأول مرة منذ شهور طويلة جدا يشعر براحة فى صدره كان شعور الضيق مازال يلازمه الا أنه هذا اليوم كان أخف وطأه استسمتع بهذا الشعور من الراحه الذى افتقده طويلا دخل مكتبه وشرع فى ممارسة عمله بحماس دخل زياد المكتب ليقول
صباح الخير يا آدم
ابتسم له آدم قائلا
صباح النور يا زياد ايه الأخبار مدير قرية الفيروز اللى اطرد أخباره ايه معانا
قال زياد وهو يجلس أمامه على المكتب
ضحك آدم قائلا
زمان عاصى ھيموت من الغيظ
قال زياد بتوتر
يا خوفى المرة دى متجيش سليمة زى المرة اللى فاتت
قال آدم بحزم
ميقدرش يعمل حاجة أنا زودت الحراسة على القرية ومدى أوامر للبودى جاردز لو شافوا حد بيبلطج فى القرية ېموتوه ضړب لحد ما يبانله صاحب
قال زياد فجأة
ايه أخبار بنت أخو سراج اللى انت كنت خاطبها
قال آدم بإستغراب
اشمعنى يعني ليه بتسألنى
قال زياد
أصل أبوها ماټ
شعر آدم بالصدمة وهو يستمع لخبر مۏت عبد العزيز وهتف قائلا
لا حول ولا قوة الا بالله
ثم نظر اليه قائلا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قال زياد
قريته فى الجرنال من فترة
شعر آدم بالقلق على آيات فهو يعلم أنها ليس لها أقارب وليس لها أحدا فى هذه الدنيا إلا والدها أسرع آدم يخرج هاتفه ويتصل ب آيات
جلست آيات مع سمر و إيمان و أسماء فى غرفتها ببيت حليمة عندما رن الهاتف نظرت الى الرقم وشعرت بإضطراب بالغ عندما علمت أن آدم هو المتصل أخذت تتساءل فى نفسها عن سبب اتصاله ماذا يريد منها نظر اليها الثلاث فتيات وهى تمسك هاتفها وتنظر اليه بتوتر سالتها أسماء بإهتمام
ايه مين يا آيات
قالت آيات بتوتر
آدم
أسرعت سمر قائله
متعبريهوش
انقطع الاتصال فقالت وهى مازالت تحاول تخمين سبب اتصاله
أصلا مكنتش هرد
عاود الإتصال مرة أخرى فقالت إيمان
طيب شوفى عايز ايه
قالت سمر بحزم
لأ هيكون عايز منها ايه يعني خلاص الموضوع انتهى وده واحد نصاب وكداب المفروض متتكلمش معاه تانى ولا تثق فيه أبدا
قالت أسماء فى حيرة
بس ليه بيتصل تفتكرى عايز ايه يا آيات
تنهدت أسماء بضيق ثم أغلقت هاتفها تماما حتى لا يعاود الإتصال بها وهى تقول بضيق
معرفش ومش عايزه أعرف
شعر آدم بالتوتر عندما حاول الاتصال بها مرة اخرى ليجد هاتفها مغلق زفر بضيق فسأله زياد قائلا بإهتمام
ايه مبتردش
قال آدم بحنق وهو يكتب رسالة على هاتفه
كان بيرن وفجأة لقيته مقفول أكيد مش عايزه تكلمنى
نظر اليه زياد قائلا
هتبعتلها رسالة
قال آدم وهو يكتب رسالته
أيوة
أرسل آدم رسالته وقلبه وعقله منشغل ب آيات وحالها بعد ۏفاة والدها شعر بالأسف لفقدانها والدها لعلمه بمدى تعلقها به وبمدى حبها له واعتزازها به رق قلبه لحالها وأخذ يتخيل شعورها بمرارة الفقد التى ذاق مثلها بعد ۏفاة والده حاول الاتصال بها مرة أخرى لكن الهاتف ظل مغلقا انصرف زياد دون أن يشعر به آدم دخل الفيس بوك وتوجه الى حسابها أخذ يبحث عن اسمها دون جدوى طردته من عالمها تماما حاول الإتصال بها مرة أخرى دون جدوى زفر بضيق وقد أخذ القلق منه مبلغه
فى المساء ألقت آيات نظرة على أسماء النائمة بجوارها ثم أسندت ظهرها الى واسادتها وهى تفكر فى لقاء الغد قررت الذهاب الى عمها فى الغد امتدت يدها الى هاتفها تفتحه اندهشت عندما وجدت رسالة من آدم فتحتها بأيدي متوترة وقرأت ما فيها
آيات البقاء لله عرفت ان والدك توفى أنا عايز أطمن عليكي
نظرت آيات الى الرسالة بسخرية ممزوجة بمرارة شعرت بها فى قلبها هتفت بداخلها تريد أن تطمئن على ! ما أرق قلبك ! تنهدت فى ضيق وتركت هاتفها على الأرض بجوار ال وحاولت النوم
استلم آدم تقريرا بوصول رسالته فأسرع بالنهوض من فوق فراشه وأمسك هاتفه الموضوع على المكتب واتصل بها نظرت آيات الى الهاتف وهى تشعر بالإضطراب ثم ما لبث أن اختفى اضطرابها وظهرت علامات الألم على وجهها وهى تتذكر كيف خدعها وكيف لعب بعواطفها ومشاعرها وكيف استغل حبها له ليصل الى ما يريد وكيف خاڼها مع تلك المرأة وكيف تجرأ وفعل هذا الذنب الكبير هتفت بصمت ماذا تريد منى لم أعد أملك شيئا تريده لم أعد أملك أى مال لم أعد أملك أحدا تستطيع ابتزازه لم أعد أملك اى شئ فى هذه الدنيا ابحث عن غيري لتستغلها وتلعب بها لن أمسح بأن أكون لعبة فى يدك مرة أخرى أغلقت آيات هاتفها تماما ووضعت رأسها على وسادتها وقد فاضت عيناها بالعبرات تنظر الى هاتفها على الارض بحزن وألم
شعر آدم بالحزن عندما وجد هاتفها مغلقا مرة أخرى قال فى نفسه لماذا يا آيات ما أردت سوى الإطمئنان عليك لماذا تبعديني عنك هكذا بلا رحمة لماذا لا تستمعى الى أعذارى ومبرراتى لما فعلت لست شخصا كريها كما تظنين بل أنا شخص مريض يا آيات مريض بذوبى وآثامى وأخطائى أنا أولى بشفقتك من نفورك وأولى بعطفك وحنانك من بغضك جلس على فراشه وهو يتنهد فى حسره وهو يتذكر كيف أضاعها من بين يديه
تقدمت آيات تعبر أورقة الشركة بإرتباك ظاهر شعرت بتوتر معدتها وكأنها ذاهبة الى امتحان مصيري كادت أن تعود ادراجها لكنها تذكرت الضيقة التى وقعت فيها وكيف أنها بلا مال وبلا عمل ويجب أن تتصرف بسرعة قبل أن ينفذ مالها ومال أسماء دخلت غرفة مديرة أعمال سراج وهى تقدم رجلا وتؤخر الأخرى وقفت أمامها بإضطراب وهى تقول
لو سمحتى عايزة أقابل الأستاذ سراج اليمانى
نظرت اليها السكرتيرة وقالت بروتينيه
فى معاد معاه
قالت آيات بتوتر
لأ بس ياريت حضرتك تقوليله بنت أخوه عبد العزيز عايزه تقابله
نظرت اليها المرأة نظرة متفحصة ثم قامت من فوق مكتبها وتوجهت الى مكتب سراج قائله
فى واحدة بتقول انها بنت أخو حضرتك وعايزه تقابلك
نظر اليها سراج بدهشة ثم ما لبثت أن ظهرت تعبيرات التعالى الممزوج بالڠضب على وجهه ثم قال بحنق
قوليلها مش فاضى
التفتت السكرتيرة لتغادر فأوقفها قائلا
ولا أقولك استنى دخليها بس ادخلى معاها ولما أشاورلك تقولى ان فى اجتماع
قالت المرأة بطاعة
حاضر يا فندم
جلس سراج وقد أسند ظهره الى الخلف ورفع رأسه بتعالى مستعدا لرؤية ابنة أخيه ابنة أخية الذى تبرى منه أمام الناس لعدم رضاه عن طرقه الملتوية فى تسيير أعماله دخلت آيات تتقدمها مديرة أعماله نظر اليها نظرة متفحصة بدت متوترة وهى تتطلع الى عمها الذى لم تره منذ سنوات طويلة ظل كلاهما ينظر الى الآخر بصمت بترقب ابتسمت آيات بصعوبة وهى تقول
ازيك يا عمو
صمت سراج لبرهة ثم قال بدون ترحيب حقيقي
أهلا أهلا ازيك
قالت آيات بتوتر
الحمد لله
أشار لها بالجلوس قائلا
اتفضلى اعدى
جلست آيات تضع حقيبتها أمامها وهى تفرك يديها فى قلق نظرت اليه قائله
حضرتك عرفت ان بابا اتوفى
عقد سراج ما بين حاجبيه للحظات ثم قال
آه عرفت
نظرت اليه آيات بمزيج من الدهشة والحزن وهى تقول فى نفسها ومادمت قد علمت فلماذا لم تسأل اذن عن ابنة أخيك ! صمتت قليلا ثم قالت بتوتر وخجل
حضرتك عرفت ان بابا الله يرحمه كنا عليه ديون واننا بعنا كل حاجة عشان نسدد الديون دى
قال سراج بلامبالاة
أيوة عرفت دى كمان
صمتت آيات لا تدرى ما تقول كان اللقاء أبرد مما توقعت كادت أن تغير رأيها وترحل دون أن تخبره بالسبب الحقيقي الذى دفعها الى المجئ اليه لكنها تذكرت محنتها فأرغمت نفسها على البقاء نظرت اليه بإستغراب فهو لم يسأل حتى اين تقيم ولا من أين تعيش تنهدت بعمق ثم قالت پألم
أنا اضطريت أبيع الفيلا وأبيع الشركة والعربية وكل حاجة عشان الديون تتسدد انا بس كنت عايزة من حضرتك
توترت وشعرت بالخجل فلم تستطع أن تنظر