الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ادم الفصول من 12-15

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

تميد بها .. نعم انها تميد بالفعل .. جلست على أحد المقاعد ودفنت وجهها بين كفيها لټنفجر فى بكاء حار
نظر آدم حوله ليتأكد بأنه جمع كل أغراضه .. أخرج الحقائب أمام باب البيت .. ثم دخل وطرق باب غرفة والدته .. فتحها ليجدها جالسه على فراشها تبكى بحړقة .. اقترب منها وهو ينظر اليها بأسى .. جلس بجوارها .. صمت قليلا ثم قال دون أن ينظر اليها 
أنا مضطر يا ماما .. مضطر عشان أقدر أقف على رجلى تانى
قالت له بصوتها الباكى 
اعمل اللى يريحك يا آدم
الټفت اليها قائلا 
ماما أنا فعلا مضطر أسافر .. بس متقلقيش هظبط وضعى هناك وبعدين هاجى أخدك
قالت أمه باكية 
اعمل اللى فيه صالحك يا آدم ومتشلش همى يا ابنى
تنهد آدم پألم وهو يشعر بالتمزق بين مشاعره ورغباته وطموحاته .. نهض متثاقلا .. التفتت أمه تنظر اليه بأعين دامعه .. انحنى وقبل رأسها ثم غادر سريعا .. حمل حقائبه وألقى نظرة أخيرة على البيت ثم خرج وأغلق الباب خلفه .. انخرطت والدته فى بكاء مرير وتعالت شهقات بكائها وهى تضم احدى صوره الى صدرها
تعانق الصديقان طويلا .. ثم نظر زياد الى آدم قائلا 
فكرت كويس
قال آدم 
أيوة يا زياد فكرت كويس
ثم سأله قائلا 
هترجع شرم امتى 
قال زياد 
بكرة ان شاء الله
تعانقا مرة أخرى وقال زياد قبل أن ينصرف 
خلى بالك من نفسك يا آدم
ربت آدم على كتفه قائلا 
وانت كمان يا زياد
ركب آدم سيارته .. لكنه شعر بأنه يرغب فى توديع شخص ما قبل ذهابه .. أوقف سيارته أمام الفيلا .. وهو ينظر اليها .. يأمل أن يرى آيات .. يأمل أن يلقى عليها نظرة أخيرة .. يأمل أن يخبرها بأنه راحل .. سيترك القاهرة ويرحل يبنى نفسه فى مكان آخر .. يأمل أن يعتذر اليها .. ويطلب صفحها .. يأمل أن يطمئن عليها .. وأن يرى ابتسامتها على وجهها ليخف شعوره بالذنب تجاهها .. وقف طويلا دون أن يظهر لها أى أثر .. أدار سيارته وانطلق فى طريقه الى العين الساخنة .. لتحقيق أحلامه وطموحاته .. ليعود آدم خطاب كما كان .. ليبنى كل شئ من العدم .. ليعود قويا ذو سلطة ومال .. خسر آيات ويتألم لخسارتها .. لكنه سيحاول تحقيق أحلامه .. ليخفف شعوره بالخسارة .. سيحارب سراج و ابنه فى عقر دارهم .. سيذيقهم كأس الخسارة .. ويجعلهم يتجرعون مرارة الندم .. نظر بحزم الى الطريق وسيارته تسير عليها بتصميم واصرار
على احدى الطاولات فى النادى .. جلست الأربع فتيات .. كل منهما شاردة فى عالها الخاص ومشاكلها الخاصة وأحزانها الخاصة .. تنهدت إيمان فى أسى وهى تتذكر الإهانه التى تعرضت لها .. هذه المرة وقع الإهانه كان أقوى وأشد من سابقاتها .. هذه المرة شعرت بمرارة الرفض فى حلقها وفى قلبها وفى روحها .. هذه المرة علمت وتأكدت بأن الفرح لن يطرق بابها أبدا فمثلها لن تحب ولن تحب .. لن تكون كصديقاتها لن تتزوج مثلهن .. ستعيش وحيدة لأن مثلها لن يرغبها أحد .. فكرت بسخرية .. لماذا يترك رجل تلكم الفتيات الرشيقات النحيلات ليتزوج ممن هى مثلها .. لن يحدث ذلك الا فى عالم أحلامها .. أحلامها التى يجب أن تفيق منها وتعلم جيدا أنها مجرد أحلام وأوهام .. يجب أن ترضى بواقعها وتقنع به حتى لا تتعب مرة أخرى .. حتى لا تهان مرة أخرى .. من الآن هى من سترفض .. سترفض أن يراها أى رجل ليجلس واضعا ساقا فوق ساق ويقرر ان كانت تصلح له أم لا .. لن تضع نفسها فى هذا الموقف مرة أخرى .. لن تسمح لأحد بإھانتها مرة أخرى أو التقليل من شأنها .. سترفض قبل أن ترفض .. تعلم أن فى ذلك هروب .. لكن المواجهة أصبحت مؤلمة .. مؤلمة للغاية
أمسكت سمر احدى الزهرات على الطاولة تتلمسها بيدها وقلبها يتساءل ترى أستعرف الحب يوما أستستطيع الوثوق فى رجل يوما .. ترى أستجد من يملء ذلك الفراغ الذى تشعر به بداخلها .. أحيانا تشعر بالندم لرفضها على .. كانت بالفعل تشعر بإنجذاب تجاهه .. لكنها ليست بحاجة الى رجل يتقدم الى خطبتها وتصير زوجته .. بل هى بحاجة الى أب .. تشعر بأنها فى كنفه وتحت حمايته .. تشعر أمامه بأنها طفلة صغيرة وهو مسؤل عنها .. تشعر معه بأنها ابنته وليس فقط زوجته .. ترى أمن الممكن أن يكون على ذلك الرجل حقا .. اتسرعت برفضها اياه .. أمن الممكن أن يكون على هو الأب والزوج الذى تحلم به !
مسحت أسماءدمعة كانت أن تفلت من عينيها وهى تتذكر شجارات والديها .. ما هذا الكم من عدم الإحترام .. لماذا تشعر دائما بان الاحترام مفقود بينهما .. تذكرت احدى الجمل التى قرأتها يوما .. أن أساس الزواج الناجح هو الإحترام القائم بين الزوجين وإن فقد فهذا معناه أن حياة الزوجين معا قد انتهت .. فكرت بمرارة فى سطوة الرجل والذى يحق له أن يتزوج واحدة واثنان وثلاث وأربع .. لماذا لا تكون للمرأة نفس السلطة فيحق لها الزواج من أكثر من رجل .. لماذا يكون للرجل فقط حق قهر المرأة واذلالها بالزواج من أخرى .. لماذا الټهديد دائما بالزواج الثانى لإرهاب الزوجة الأولى .. شعرت بالإختناق وهى تضع نفسها مكان أمها .. ترى أمن الممكن أن تكون مكانها يوما .. أمن الممكن أن تتزوج رجلا يلعب بورقة الزواج الآخر ليرهبها ويخضعها له .. لن تتحمل .. لن تحترمه .. لن تستطع أن تعيش مع رجل لا يستخدم معها سوى اسلوب الإرهاب لتحقيق ما يريد .. لن تسمح لرجل أبدا بأن ېهينها ويضربها ويسبها وېجرحها ويفرض سيطرته عليها .. لن تكون تحت رحمة رجل لا تتمنى فى الدنيا سوى رضاه .. ولا يتمنى هو سوى قهرها
نظرت آيات الى السماء الزرقاء .. شعرت بأنها تذكرها بشئ ما .. ظلت تحاول تذكره .. الى أن تذكرت .. لون عيناه .. نفضت رأسها پألم وكأنه تريد اخراج أى ذكرى له من رأسها .. تنهدت بقوة وهى تتذكر كيف أحبته وكيف وثقت به .. وكيف ظنته فارسها .. كيف خدعت فيه .. كيف رفعها الى فوق السحاب ليهوى بها فجأة الى الأرض .. لټرتطم بها .. لماذا لا توافق على الزواج من أحمد .. الذى ينتظر اشارة منها .. لماذا لا تفعل وتسكت قلبها عن التحدث من اليوم .. وتترك لعقلها حرية التصرف .. لماذا لا تأخذ بالمثل القائل .. خد اللى يحبك .. لماذا لا تفعل .. أحمد شاب جيد
الحلقة 13 
توجه آدم الى القرية التى ستكون تحت تصرفه بعدما يستأجرها شكرى .. تذكر زيارته لها وللقريتين المجاورتين لتلك القرية عندما جاء مع سراج و عاصى لإختيار القرية المناسبة .. تذكر بمرارة كيف كان متحمسا لبدء مشروعه وكيف سهر الليالى فى التخطيط لهذا المشروع ودراسته من كل جانب .. تذكر بمرارة كيف أحب شيرين وكيف ماټ حبها داخل قلبه بعدما تحولت من فتاة بريئة الى فتاة سافرة .. ظل يشجب تصرافتها كثيرا ويبين لها خطأها .. لكنها كانت مصره على الطريق الذى اختارته ولم تعبأ بخسارته .. ففسخ خطبتها بعدما تشوهت صورتها أمامه وحادت عن صورة فتاة أحلامه .. أخذ يفكر فى أخطائه وفى علاقاته النسائية .. نعم هو الآن وصل الى درجة كبيرة من الإنحدار الأخلاقى .. لكن فتاة أحلامه ظلت بنفس صورتها لم تتغير تلك الصورة ولم تتبدل .. شعر بأن آيات كان من الممكن أن تكون هى .. فلديها استعداد فطرى بأن تكون أفضل .. ويسهل تشكيلها وتوجيهها .. وتستجيب للنصيحة اذا ما لمست صدق صاحبها .. فكر بأسى كيف خسرها وكيف أضاعها من يده .. نظر الى أمواج البحر المتلاطمة .. وهو يحاول أن يتناسى حزنه وألمه وقهره .. أقنع نفسه بأنه سيجد غيرها .. يجد وليفة تشاطره حياته وتعيد اليه نفسه التى فقدها .. لكن عليه أولا بناء ذاته واسترجاع أمجاده وتقلين أعداءه درسا لن ينسوه .. ألقى بكل عواطفه ومشاعره فى البحر قبل أن يوليه ظهره ويتوجه الى هدفه بحزم واصرار وتصميم
كانت آيات نائمة فى غرفتها .. متمدده على فراشها وعقلها سابح فى مكان آخر .. علمت من والدها بسفر آدم وبتركه للجامعة .. أخذت تفكر ترى أين ذهب .. ولماذا ترك التدريس بالجامعة .. أخذت تلوم نفسها بشدة على اهتمامها بأمره .. قالت لنفسها .. وما شأنك أنت يا آيات ان بقى أم ذهب .. لم تعد أموره من شأنك ولا أمورك من شأنه .. نزلت الستارة يا آيات وانتهت المسرحية السخيفة التى أعطاكى فيها دور البطولة وأشركك فيها رغما عنك .. انتهت المسرحية وصفق الجمهور وربح آدم المركز الأول فى الغش والخداع .. وها أنت تنزلين من فوق المنصة لتعودين الى مكانك المظلم الكئيب .. لا تحملين فى قلبك سوى الحزن والألم .. لا يشعر بك مؤلف المسريحة وكاتبها وموزع أدوارها .. لقد نسيك ورماك من خلف ظهره وواصل حياته وخططه كما يريد .. لم تكونى سوى بطلة من احدى بطلاته فى مسرحية من احدى مسرحياته .. لا تظنى أنك كنت تعنين له شيئا .. انت الغبية يا آيات كان يجب أن تشعرى بذلك .. كان يجب ان ترشدك فطنتك لذلك .. أتذكرين يوم أن رآى الشاب يضايقك ويزعجك .. لم يحرك ساكنا .. لأنك لا تعنين له شيئا .. ولم تعنين له شيئا .. أفيقى من وهمك .. فلا يستحق دموعك وأحزانك .. وفرى دموعك لمن يستحقها يا آيات ولا تبكي بعد اليوم
سمعت طرقات على باب غرفتها فنهضت فى تكاسل لتفتح الباب .. وجدت أسماء واقفة بجوار والدها وكلاهما يبتسم فى سعادة .. نظرت اليها آيات تحاول معرفة سبب تلك السعادة البادية عليهما .. صړخت أسماء فجأة وهى تعانقها وتلف بها فى الغرفة 
نجحنا يا آيات نجحنا
لم تصدق آيات نفسها .. نزعت آيات نفسها من حضڼ أسماء ونظرت اليها غير مصدقة .. قالت أسماء بفرح وهى تقفز فى الهواء 
نجحنا احنا الاتنين خلاص خلصنا

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات