رواية جاسر فصل 23-24-25
وقال ب جدية
إحنا نروح دلوقتي عشان جلنار مع جدتها بس ومينفعش نسيبهم أكتر من كدا
أنا قلقانة على روجيدا أوي
عانقها ب حنو وهتفمټخافيش إن شاء الله هتكون بخير
بادلته العناق وقالت ب رجاءيارب..مش بعد أما تلاقي فرحتها تروح منها كدا
وأنتي عرفتي منين إنها فرحانة..فكرك هتفرح وهى بعيد عن جاسر!!
مبقتش عارفة حاجة..بس روجيدا إتأذت كتير ومحتاجة ترتاح بقى
وهى تشعر ب حجم قلقها يتضخم ليهمس صابر وهو يربت على ظهرها
يلا نمشي..ملوش لازمة الوقفة هنا...
قالها صابر وهو يتوسل إليها ف منذ أمس وهما يتناوبان البحث عن العروسين ولكن لا شئ..حتى أنها أصرت على الإتصال ب الشرطة ولكنه منعها خوفا من تدخل جاسر
رفعت رأسه وتنهدت ثم قالت ب توسل أخير
داعب وجنتها ب حنو وقاليا حبيبتي والله خير..طالما جاسر مظهرش هو كمان يبقى أكيد معاه
عقدت حاجبيها وتساءلتطب وشريف
متأكد يا صابر
لثم وجنتها وهمسمتأكد يا روح صابر..ويلا عشان وشك بقى أصفر وبان عليكي التعب...
وإتجه بها خارج النزل
وضعت وشاحها الاسود على رأسها ب إهمال لتتطاير منه خصلاتها البنية المائلة للإصفرار ثم زعقت ب صوتها وهى تتجه إلى باب المنزل
ثم فتحت الباب لتتسع عيناها وهى ترى شريف أمامها يتكئ ب يده على الباب و بذلته مهترئة عليه..عيناه بدت وكأن صاحبهما يعاني من ضياع..شهقت وصكت صدرها ثم هتفت ب جزع
يالهووي..شريف باشا مالك
همس وهو ينظر إلى عيناهاأنا عاوز فطيرة سكر من اللي كلتها قبل كدا
سحبته من يده وقالتطب تعالا إدخل...
تبعها مسلوب الإرادة وقد بدى على وجهه الإرهاق والتعب كما لو أنه لم يذق النوم أبدا..ساعدته يجلس على أحد الأرائك ثم قالت وهى تتجه إلى المطبخ
ولم تنتظر رده لتدلف المطبخ وتعود حاملة معها كأسا من الماء لتضعه ب يده وهو لم يحتج سماع أمرها ب إرتشافه..ليرتشفه على دفعة واحدة..جلست أمامه وهى تتطلع إلى وجه ب أسف ثم تساءلت
خير مالك يا باشا!..على ما أظن إن دي صباحيتك
ضحك ب تهكم وقاللا صباحيتي ولا مساءيتي..مفيش فرح أصلا
تساءلت ب غباءالعروسة ماټت!
ثم إنفجر ضاحكا وكأنه إستمع إلى مزحة..نظرت هى إليه ب تعجب واضح من حالته ف قد بدى
وكأنه فقد عقله..بعدما هدأت نوبة ضحكة قال
أول فرح فالدينا..يطفش منه العرسان
وأنت عرفت منين
نظر إلى المطبخ وقالبقولك إيه أنا جعان..أعمليلي الفطاير بالله عليكي
لوت شدقها وقالتطيب..خليك هنا...
بت يا مروة!..مين اللي كان بيخبط!
هتفها شريف وهو يتجه إلى منصور يعاونه على الجلوس..ف نظر إليه الثاني ب دهشة لشريف الذي يبدو مهترئ المظهر..ثم تدارك نفسه وقال مرحبا ب سرور
يا أهلا يا سعادة الباشا
عاتبه شريف قائلاما أنت كنت بتقولي يا بني..إيه اللي جد!
جلس منصور وقال ب إبتسامةالناس مقامات يا باشا
جلس هو الأخر ثم رد الإبتسامة قائلاالمقامات دي إحنا اللي إخترعناها كلنا ولاد تسعة يا راجل يا طيب...
ضحك منصور وإتكئ ب يديه على رأس عصاه واضعا ذقنه عليهما ثم تساءل
إعذرني يا بني..بس إيه اللي جابك ومنظرك كدا...
نظر شريف إلى قميصه المجعد ب تجهم ثم قال دون أن ينظر
إلى منصور
مفيش يا عم منصور
مفيش إزاي..على كلام البت مروة أنت فرحك كان إمبارح
فرك شريف عيناه وقاللا عاد فيه فرح ولا يحزنون يا عم منصور..أنا سبت الفرح وجيت...
عجز منصور على التعليق لما قاله شريف ليبقى الصمت سيد المكان قبل أن يتساءل منصور ب دهشة وحاجبين مقطبين
سبت فرحك إزاي يا بني!..طب والعروسة
رد شريف وكأنه شئ عاديهى كمان طفشت من الفرح...
صدمة أخرى لجمت منصور وهو يقول ب داخله أن هذا الرجل الذي أمامه إما جن أو كان يحلم..ليتساءل مرة أخرى
معلش إعذرني على أسئلتي..بس أنتوا كان حد غاصبكوا!
حرك رأسه نافيا وقالأبدا
أومال إيه!!
تنهد شريف ثم قال مبتسماسمعت نصيحة حد قالهالي..إن لو الحب من غير كرامة ميبقاش حب دا يبقى تضيع وقت..وأنا سمعت نصيحته وإشتريت كرامتي
إبتسم منصور وقالوحاسس إنك مبسوط!
سلط نظره على بقعة ما وتشدق ب إبتسامة صادقةمكنتش هحس إني مبسوط أكتر من دلوقتي..أنا فعلا كنت موهوم..كنت بجري ورا سراب...
وعلى الجانب الأخر كانت كرة الشعر تبتسم وهى تستمع إلى حديثه ولكنها لم تستطع ألا ترى ملامحه لتخرج رأسها ونظرت إليه عند قوله سمعت نصيحة حد قالهالي..لتتسع إبتسامتها وبدأت ضربات قلبها تعلو وهو يعيد عبارتها..إذا كان يحتاجها هي دونا عن أحد أخر..إذا هى تؤثر به وهو يستمع إليها
تضرجت وجنتها ب قوة عندما لاحظت نظرته العميقة إليها وإبتسامة..أصدق إبتسامة قد تراها على وجهه ب حياتها..لتعود إلى داخل المطبخ وقلبها ينتفض ك أرنب مذعور
بقى نظره معلق على البقعة التي إختفت بها وهو يفكر مبتسما..ليست سوى كرة شعر قصيرة القامة مرحة الروح..طيبة القلب ذات عينان تشبه المها لشدة إتساعتها..ضحك على نفسه التي بدأت تشعر ب إنجذاب ناحية تلك الفتاة الريفية البسيطة
فاجأه صوت منصور قائلا
ما دام أنت شرفتنا وإحنا لسه مفطرناش..إيه رأيك تفطر معانا...
هم شريف أن يتحدث ولكن قاطعه منصور قائلا
أنا مباخدش رأيك..أنا بقولك بس
إبتسم شريف وقالوأنا مكنتش هرفض..لأني فعلا جعان...
ضړب منصور على فخذه ب خفة ثم تشدق مبتسما ب بساطة
حيث كدا..قوم إغسل وشك وإتوضى وصلي
حاضر يا عم منصور...
أشار منصور إلى أحد الأركان ثم قال وهو ينظر إلى شريف الواقف أمامه
الحمام أهو..والقبلة تدي وشك لباب البيت مع زاوية يمين
تمام يا راجل يا طيب...
توجه إلى المرحاض وفعل ما قاله منصور..وهى تستمع إلى كل هذا الحديث..وتبتسم..شيئا جديد عليها لأول مرة تشعر به..يجعلها تبتسم كلما سمعت صوته..فراشات تطير أسفل معدتها كلما رأت إبتسامته..أليس ما تشعر به غريب حقا!!
الجميع كان يجلس على طاولة أرضية موضوع عليها فطائر السكر ذات الرائحة الطيب..وكؤوس الشاي بالحليب التي رصت بجانب الفطائر..رفع منصور أكمام جلبابه ثم قال ب إبتسامة و فخر
فطاير السكر بتاع البت مروة بنتي..لا يعلها
عليها..حظك ف رجليك النهاردة
إبتسم شريف وقالمنا عارف..أنا شكلي جاي مخصوص عشان فطاير السكر..دي ليها معايا ذكريات من دهب...
ثم غمزها ب الخفاء لتضع عينيها ب صحن الفطائر الخاص بها خجلا..ليبتسم هو ويقوم ب قضم قطعة كبيرة من فطيرته ليصدر أصوات تلذذ ك تلك التي أصدرتها ذلك اليوم..لتتضرج وجنتها ب حمرة ما زادتها إلا فتنة
تأففت وهى تعدل من وضع تلك الكنزة التي ب الكاد تصل إلى خصرها للمرة التي لا تعلم عددها..ف جميع الثياب على نفس المنوال..يبدو أنه كان مخططا لكل ذلك..نظرت إلى ذلك السروال من خامة الچينز الذي
فتحت الباب وهى تخرج رأسها فقط حتى لا يفاجأها
كعادته..تنهدت ب راحة وهى تجد الممر خالي أمامها.
صعدت تلك الدرجات قليلة العدد لتصل إلى سطح اليخت..الرياح المحملة ب رذاذ مياه البحر بقت تضربها حتى أنعشت خلاياها..تحركت قدميها إلى مكان القيادة وليتها لم تتحرك..حبست أنفاسها وهى تراه ب تلك الهيئة الجذابة
فكرت ب العودة وقد خذلتها ساقيها ب الإنصياع لها عندما سمعت صوت صفيره ونبرة خبيثة هتفت
إيه يا إخواتي المربى دي!...
أنا لو أعرف إنه هيكون كدا كنت جبته أقصر...
حقا أطلق ماردها..كانت غاضبة إلى أقصى حد..لذلك ضړبت كفه الذي حول خصرها ثم هتفت ب حدة
إبعد إيدك يا جاسر
تذمر قائلاهو أنتي