رواية جديدة القصول من 10-17
بس فعلا شكرا لكل حد موجود عشان إنتوا فعلا ناس جدعة أوي
نفض آسر عن قميصه التراب في كبرياء وقال في مزاح
لا عادي أكتر من كدة وربنا بيزيح!
إبتسم قاسم في هدوء وكتف يديه وظل يراقب ما يحدث في صمت
أردف آسر في جدية موجها حديثه لسارة
إحنا إخواتك أي وقت تحتاجينا هتلاقينا في ظهرك
قال بيجاد في مرح
ضحكت سارة عاليا نظر لها قاسم نظرة ڼارية بسبب علو ضحكتها فوضعت يدها علي فمها ونظرت له نظرة آسفة
حمحم آسر وقام من مقعده وقال وهو يذهب للخارج
طب أنا هستأذن بقي عشان الوقت إتأخر
قامت فرح بتلقائية ووقفت خلفه لكي تغادر هي أيضا
شاور بيجاد بعينيه لأيلين للذهاب وفهمت مغزي نظرته وبالفعل قامت هي أيضا
ذهب قاسم لغرفته وإرتدي معطفه الأسود وكان يهم بالخروج فأوقفته سارة متسائلة
إنت رايح فين
وقف قاسم يفكر برهة وقال لها في هدوء
إلبسي أي حاجة عليكي بسرعة وتعالي معايا
إنفرجت أساريرها وبالفعل ذهبت سريعا وإرتدت معطفا وذهبت ووضعت كف يدها في يده الكبيرة شدد علي يديها وحاوطها بذراعه وإستقلا السيارة وفي بالها تدور عدة أسئلة عن ماهية المكان الذي يذهبه
وجد فرح تسير في خوف ويسير وراءها رجلان يبدو عليهما الخبث
ذهب سريعا خلفها وجذبها ناحيته وسارا من طريق آخر
قالت في تساؤل
أستاذ آسر حضرتك بتعمل إيه هنا
قال في هدوء
مفيش كنت هروح ولقيت الوقت متأخر فقولت أوصلك بعدين أروح
قالت في خوف
قال في جدية ونظر حوله في الشارع المظلم
لا والله ما تقلقي هبقي وراكي مش همشي جمبك أطمن بس إنك وصلتي بيتك وكمان مش شايفة الشارع عامل إزاي!
قالت في شكر وملامح طفولية
متشكرة جدا يا آسر
لم يعلم لماذا أحب إسمه عندما لفظته ولكن كل ما أراده أن يستمع إليه مرة أخري
نفض عن تفكيره هذا الأمر ووبخ نفسه علي ما يفعله مع فتاة صغيرة منحته الأمان والثقة
نظر حوله في تفكير وهو يقول
طب مين اللي هيروحني دلوقتي!
ذهبت أيلين لمنزلها وكانت ستخلد إلي النوم ولكن إتصال هاتفي منعها
قامت بالرد وجدته مدير المستشفي يهاتفها لكي تأتي لأن هناك حالة طارئة نظرت إلي الوقت المتأخر ولعنت حظها فهي لن تحظي ببعض الراحة بعد هذا اليوم الشاق
وضعت يدها علي باب المستشفي وكانت ستفتحه ولكن فتح بمفرده وظهر من خلفه بيجاد !!!
نظر لها في صدمة ممزوجة بالضيق والڠضب وقال بنبرة حادة وهو ينظر لساعته
إيه اللي جابك هنا في الوقت دا!
قالت في تلعثم وهي توزع أنظارها في أنحاء المستشفي
والله حالة طارئة ڠصب عني
قال بصوت أعلي
تقوليلي!!
إنتبه لعلو صوته فإقترب منها وقال بهمس وهو يجز علي أسنانه
إتفضلي قدامي أما أشوف أخرتها!
ذهبت أمامه ودلفت لغرفتها وإرتدت معطفها الطبي وقال بصوت متحشرج
بطل تكلمني بصوت عالي أنا مغلطتش!!
قال وهو يغلق الباب وقال في ڠضب طفيف
بطلي إنت
جر شكل وأنا مش هعلي صوتي تاني!
إلتفتت برأسها ناحيته وقال في ضيق وملامحها تحولت للعبوس
وأنا جريت شكلك في إيه دا شغلي وعلطول بيحصل حالات طارئة معايا مش بعند معاك يعني
قال بصوت جهوري وظل يضرب بيده علي الطاولة
انت مش شايفة الوقت ولما يجرالك حاجة هقف مبسوط وأصقفلك يعني!
قالت بصوت أعلي ولم تنتبه إلي دموعها المتساقطة في غزارة
و إنت قلقان ليه وهو إنت كنت ولي أمري!
تفاجئ من ردها القاسې وقرر ألا يتحدث معها وتركها وغادر دافعا الباب في ڠضب مما أحدث جلبة عالية جلست علي المقعد في ضيق وهي تري أنها قد بالغت في ردها نوعا ما ولكن هو من تجرأ وألقي اللوم عليها
ذهبت إلي غرفة الطوارئ وجدته يجلس علي مقعد الإنتظار تحاشت النظر إليه وذهبت للغرفة
ما إن دلفت للغرفة وجدت جسد رجل مغطي بالملائة الزرقاء وصوت جهاز قياس نبضات القلب كان عاليا إقتربت ورفعت الملائة من علي وجه المړيض
شهقت عاليا ووضعت يدها علي فمها وتراجعت للخلف ولم تنتبه إلي عربة أدوات الجراحة فتعركلت بها وسقطت العربة وسقط كل ما بها علي الأرض وزعت أنظارها ما بين العربة والمړيض
ثم خرجت سريعا ونبضات قلبها تتزايد في عڼف وشعرت بأن أناملها قد شلت عن الحركة
فزع بيجاد من مظهرها المړتعب تقدم ناحيتها متناسيا غضبه وقال لها في تعجب
إيه يا أيلين مالك
نظرت له ووضعت يدها في يده وقالت بصوت مرتجف وجسدها ظل ينتفض في مكانه
اااا المړيض المړيض!!
قال لهل بيجاد في عدم فهم وأدخلها بأحضانه وحاول تهدأتها
ششششش اهدي اهدي المړيض ماله!
قالت وهي تحاول إلتقاط أنفاسها
ط طليقي!
صف قاسم سيارته بجانب المقاپر وترجل من السيارة وذهب وأنزل سارة في حنان بالغ
أمسك يديها وكأنه يستمد منها قوتها وإتجها ناحية المقاپر
وجدت باب أسود حديدي كبير مغلق وإشرأبت بعنقها حتي تري ما بداخله وجدت مكان في غاية الجمال زهور بكل مكان وبكل الألوان كأنها حديقة بستان وليس مقاپر جاء بعض الهواء النقي وتلاطم بوجهها ولا تعرف لماذا شعرت بالأمان وأن هناك شعور يدغدغ أوصالها
فتح الباب وأدخلها معه وكل ثانية ينظر
لها في حب صادق ومشاعر ولهانة والغريب أنها بادلته نفس النظرات وشعرت بأنها فعلا تحبه وتأكدت من مشاعرها حاليا
وقفا أمام قپرين مزينان بالورود وشعرت بنسمات رقيقة تداعب أنفها
جلس قاسم علي الأرض بجانب القپرين وفعلت سارة مثله وجلست جانبه وإنتظرت حتي يتحدث
تنهد قاسم في حرارة وقال في هدوء
لما ببقي تعبان فرحان زهقان أو حتي زعلان باجي هنا إنت مش عارفة المكان دا بالنسبالي إيه أنا حياتي كلها هنا
نظر لها بأعين دافئة ولكن مليئة بالحزن الدفين والتي إستشعرتها من صدره الذي يتعالي ويهبط وكأنه يقاوم البكاء
أكمل وهو ينظر لخضراوتيها
من سنة و شهور ويومين زي إنهاردة كان في عيل صغير متعلق بمامته وباباه جدا كل مشوار بيعمله معاهم أي حاجة بتحصل بيسد فيها كان عايز يروح حديقة الحيوان وأهله لو كان بيطلب النجوم اللي في السما كانوا هيعملوا المستحيل عشان يجيبوهاله وفعلا راحوا وكانوا مبسوطين جدا بس وهما راجعين كل الفرحة اللي فرحوها إتقلبت حزن عاش الولد فيه لحد ما بقي راجل كبير وبيجيب لقمة عيشه
إبتلع غصة عالقة في حلقه وعبث بشعره حتي لا يبكي ويتماسك أمامها
عربية نقل كبيرة كان بيسوقها واحد بيتعاطي قضي علي مصير عيلة بحالها ودخل بعربيته في عربية أبويا الله يرحمه والغريب إن الولد هو الوحيد اللي عاش مع إن كانت إحتمالية إنه يعيش كانت 0
نظر لها مرة أخري وقال بهدوء مزيف
الولد دا عاش أصعب مشهد ممكن أي حد يتخيله مشهد أبوه وأمه وهما غرقانين في دمهم وعيونهم متوجهة عليه
زفر في عدم راحة ثم أكمل بصوت متحشرج
مممم مشهد عمري ما هنساه مشهد كإنه إمبارح مش من 25 سنة
أمسك يديها ثم قبل يدها اليسري ثم اليمني وقال بإبتسامة صادقة
أنا مش زعلان أنا عارف إنهم معايا ويمكن في مكان أحسن أو مش يمكن دا أكيد !
جلست سارة علي قدمه وحاوطته بذراعها وتركت لنفسها عنان البكاء كان صادقا في حديثه كل كلمة أخرجها كانت صادقة وبها شعور طفل لم ينضج طفل يتذكر كل ذلك باليوم والساعة والسنة
ثم قال بمشاعر قوية
بعدين قابلتك أينعم غلبتيني معاكي وطلعتي زي البلياتشو وخوفتيني بس كنت حاسس إنك العوض
إبتعد برأسه حتي قابلت وجهها بوجهه وقال في همس
إنت اللي أول ما شوفتك خطفتيني خطفتيني من نفسي ومن الدنيا مبقتش عايز غيرك ولما كنت بزعل منك كنت باجي أشتكيكي لأمي بس مكنتش بقدر أمد إيدي عليكي
فرت دمعة من عينيه ولا يبكي أكثر ولكن أحس بضعف شديد كان سيتحدث لولا أن سارة قالت بعيون لامعة ومحتبسة بها الدموع
أنا بحبك يا قاسم
صمت قليلا وأحس پعنف دقات قلبه وقشعريرة علي طول عموده الفقري ونظر لها في عدم تصديق قائلا
قولتي إيه
إبتسمت في خجل وقالت
بحبك!!!
إحتضنها بكل ما أوتيه من قوة وقال بفرحة عارمة
وأنا بعشقك يا أوزعة!
تضاحكا سويا وظلا يتحدثان كثيرا حتي طلع الصبح عليهم وهما في القپر
في هذه الأثناء كانت والدة سارة تقف مع دينا أما بيت قاسم
فقالت والدة سارة
شكلهم نايمين تعالي نروحلهم وقت تاني يا بنتي
فقالت دينا بسرعة
لا لا هيفتحوا دلوقتي إستني يا ماما
نظرت بعيدا وجدت قاسم يصف سيارته فقالت بسرعة للأم
رجلي ۏجعاني فمعلش همشي وأجيلك تاني
أومأت الأم وكانت ستذهب لولا أنها رأت قاسم وبيده سارة
تفاجأت سارة وكذلك قاسم فذهبا سريعا فقال قاسم مرحبا بوالدة سارة
أهلا يا أمي إزيك اتفضلي اتفضلي
ابتسمت له الأم في مجاملة ونظرت لإبنتها في ڠضب طفيف بث الړعب في سارة
دلفت الأم داخل المنزل وجلست كان قاسم سيذهب لعمل شئ ساخن لها فقالت بصوتت عالي
تعالي يا قاسم مش عايزة حاجة هما كلمتين هقولهم وهمشي علطول
جلس قاسم وبجانبه سارة في قلق طفيف انتظروها أن تتحدث وبالفعل قالت
مش معني إننا طيبين وبنصدق يبقي تضحك علينا يا إبني أنا عارفة ان مفيش حاجة حصلت بينك وبين سارة
جحظت عينا سارة من الصدمة وشعرت بأن دقات قلبها ستتوقف حتما كان قاسم هادئا وانتظر السيدة حتي تتحدث
أردفت قائلة
بس أنا عارفة إن الجوازة تمت بسرعة فأنا متفهمة يا ابني بس اللي ضايقني الكذب انت ابن حلال وراجل وباين عليك ودا اللي مخليني متمسكة بيك لبنتي انا مش هقول لأبوها بس لازم توعدني إن يكون فيه حل للمصيبةديه
قال قاسم بصوت رجولي
أنا آسف يا أمي وإن شاء الله مش هخيب ظنك تاني
قال سارة في فضول
مين اللي قالك يا ماما
قالت الأم في حنان
مش مهم مين قالي المهم ان الكلام موصلش لأبوكي
وقفت سارة واحتضنت والدتها في سعادة وقبلتها وإحتضنت الام قاسم الواقف بعيدا عنهم وجلست تتشاور معهم قليلا
كل ذلك إستمعت له دينا