رواية جاسر اافصول من 16-19
تشيلي الوهم دا من دماغك!
بتقول حاجة!
تعرف إن جاسر معاه روجيدا هنا!...
قالها سامح وهو يدلف إلى مكتب صابر الذي رفع رأسه ب دهشة وتساءل
وجايبها ليه!...
توجه إليه سامح ثم جلس أمامه على المكتب وقال
هو محكلكش ايه اللي حصل إمبارح!
عقد حاجبيه وقاللأ..هو إيه اللي حصل!
تلاعب ب أحد الملفات وقالمفيش جه واحد إمبارح..وفجأة لاقيت أمي بتصرخ وبتقولي إلحق أخوك يا سامح...
كمل وبعدين!
نزلت جري..لاقيت البيه كان الراجل دا لولا إيد روجيدا اللي لحقته و رفعت المسډس
إتسعت عينا صابر وتساءل ب توجسشكله إيه الراجل دا!...
وصف له سامح الرجل لينتفض صابر قائلا
يا نهار مش باينله ملامح..أخوك كان ظابط
طب وفيها إيه!!...
أتاهم صوت جاسر الذي يتكئ على الباب عاقدا ليده أمام ..ليتنحنح صابر قائلا
دلف جاسر ب برود ثم تشدق وهو يجلس على المقعد أمام شقيقه
وفيها إيه برضو!..الحيوان بيحوم حولين روجيدا لأ وبيتحداني
جلس صابر وقال ب جديةجاسر الموضوع بدأ يفلت من إيدك..وكدا كل حاجة بتبينها هتضيع منك
مط وقالوهى كدا مش ضايعة..دي حلاوة روح...
إنحنى سامح نحو شقيقه وربت على ركبته ثم تشدق
أخذ جاسر نفسا عميق وقالكل دا بس عشانها
أتاه صوت صابروعشانها كمل للنهاية ومتيأسش
أديني بحاول...
ربت سامح مجددا على ركبته يدعمه وهو يبتسم إليه ب تشجيع ليتنحنح صابر قائلا
هو أنت ناوي على إيه مع الظابط دا!...
إبتسم جاسر وكأنه سينمو له أنياب من تلك الإبتسامة وهمس
إبتسم صابر قائلاما هو واضح...
الفصل ١٧
يتحتم علي القتال..النضال..المۏت...
لأربح بك ب النهاية...
وضعت أمامه فنجان قهوته وهى تبتسم..ليقول شريف ب تأفف واضح أصابها ب الحرج
الناس دول إتأخروا ليه!..ولا أنتي شكلك بتضحكي عليا!
نفت ب ذعرأبدا والله..هما هيجوا عشان يتكلموا مع أبويا
ليتساءل ب تهكمأومال فين الحج
أنا أهو يا بني...
ليه قومت من فرشتك يابا..أنت تعبان
وضع عصاه جانبا وهتفوأنتي برضك عملتي اللي براسك يا مروة!
أومال أسيبهم يدخلوك السچن!
ولازمته إيه نتعبوا الباشا إمعانا!
سعل شريف وقالولا تحب ولا حاجة يا حج..بس ممكن أفهم إيه الحكاية!!...
ربتت مروة على يد والدها وقالت ب إبتسامة
عقد شريف حاجبيه وهو ينظر إلى الرجل ثم إلى حال المنزل المهترئ ولكنه يأويهم..كان دافئ ورائع على الرغم من بساطته الفائقة..ليقول والد مروة ب إبتسامة بسيطة
معلش يا بني..بيتنا مش على جد أد المجام
تنحنح شريف ب حرج قائلالا يا حاج مش قصدي..أنا بس حبيت المكان هادي وجميل
إبتسمت مروة ب خفةكتر خيرك يا باشا...
ثوان وسمعوا طرقا على الباب لتنهض مروة ولكن شريف أوقفها قائلا ب حذر
خليكي أنا هستقبلهم
بس آآ
هشششش..قولت إقعدي...
أومأت ب خفة وهى ترى نظراته التحذيرية ف عادت تجلس..إتجه هو إلى الباب وفتحه ليجد شخصين ضخام البنية يسدون عليه الباب..إستند حافة الباب وتساءل ب خمول وهو يتفحصهم ب إزدراء
خير يا حضرت منك ليه!
نظر أحدهم إليه وتساءلمين أنتى!
رفع شريف حاجبه وقالملكش دعوة..أنا اللي بسأل هنا...
كاد أن يتحرك ب إتجاهه أحدهم ليوقفه الأخر قائلا ب هدوء
إحنا چايين لمنصور...
متبسبسش يا روح أمك..وغور من هنا..يلااا...
هدر ب الأخيرة لينظر الإثنان إلى بعضهما ثم أومأ أحدهم وقال ب جمود
يلا...
وذهب كلاهما دون حديث..لتنظهر مروة من خلفه وهتفت ب سعادة تكاد تطفر من عيناها
ينصر دينك يا شيخ
تنهد شريف ثم قاللو إتعرضلكوا مرة تانية متتردديش ثانية..سمعاني!!
أدت التحية ب مرح وقالتتمام يا باشا...
أومأ ب رأسه وكاد أن يرحل إلا أنها أمسكته من مرفقه لينظر إلى يدها ثم إلى خضراوتيها ب دهشة ف إستدركت ما قامت به لتبعد يدها عنه ب سرعة ب حرج وهتفت ب نبرة تتآكلها الخجل
آآ..أسفة..أنا كنت يعني بقولك...
تلعثمت ب حديثها لتقول بسرعة وهى تخفض رأسها
مش هتشرب قهوتك!
أبتسم من زاوية فمه وقالمرة تانية..مع السلامة...
ورحل سريعا لتستند على حافة الباب وقالت ب تنهيدة ونبرة ساهمة
مع السلامة..قمر يا بن الإيه...
إنحنى سامح ب جزعه بعدما أنهى العمل مع جاسر وصابر ليقول ب عقدة حاجب
هو أنت فعلا هتعمل كدا!...
عقد جاسر ما بين حاجبيه ليضع الأوراق من يده وتساءل
هعمل إيه
يعني اللي صابر قاله من شوية!..إنك هتقول لعيلة الراجلين دول على شريف وأخته!
هدر جاسر ب حدة طفيفةأنت إتجننت يا سامح!..لأ طبعا..أنا بس كنت بهوشه
ضحك صابر وقالوفكرك هو كدا إتهوش
لأ طبعا..أنا كنت عارف إن واحد زيه يرمي نفسه ف الڼار عشان أخته يستحيل يتهت ب السهولة دي
تساءل سامحأومال عملتها ليه!...
تراجع جاسر على ظهر مقعده
ليضع كلتا يداه خلف رأسه وتشدق ب إبتسامة
برضي ضميري..عشان لما أدخله من نقطة ميبقاش يزعل
تساءل صابر ب توجسقصدك إيه!...
نظر إليه سامح أيضا ب فضول ولكن جاسر كان قد نهض ثم قال ب برود
أنا إتأخرت على روجيدا...
ورحل تاركا إياهم فارغين الفاه..غير مصدقين لما يفكر به أو أن جاسر حقا قد يحتاج ليلجمه أحد
وفي تلك الأثناء لتنهض روجيدا عن الأريكة..لتستشعر رائحة جاسر ب القرب منها ف إنتفضت تبحث عنه ولكنها إكتشفت ب النهاية أنها سترته..ف أبتسمت لا إراديا ثم قربت السترة إلى أنفها وإشتمتها ب عمق..أغلقت عيناها تستمع ب تلك الرائحة التي تتغلغل حواسها وتخترق روحها
إنتفضت فجأة عندما فتح الباب فجأة وطل منه جاسر ينظر إليها ب شك ثم تحولت نظراته إلى خبث وهو يرى السترة ب أحضانها..ليبتسم ويقول
صباح العسل يا عسل
إبتسمت روجيدا وقالتصباح النور...
تقدم جاسر منها وجلس ب جانبها ثم هتف ب دهشة
إيه دا ضحكتي ب وشي أخيرا!
عبست ب وجهها وقالتيعني عاوزني أكشر
بقيتي كويسة دلوقتي!
أومأت ثم قالتأها الحمد لله...
مرسيه يا جاسر على اللي عملته...
جاسر..أنت كويس!...
قوليها تاني
بتقطعي عليا أنا وأمك
يعني إيه...
يعني آآ...
سمعا شهقة إنفلتت من فم روجيدا ثم هتفت وهى تنظر إلى جاسر ب تحذير
أنت هتشرح كمان!
ما عشان تتربى شوية
ردت عليه الطفلة قائلةأيوة..بس هنجبهم منين!...
إتسعت إبتسامة جاسر الخبيثة أكثر ثم تشدق وهو لا يزال يحدق بها ب وقاحة
لا يا حبيبتي مامي هي اللي هتجيب...
شهقت روجيدا وقد تضرجت وجنتيها ب حمرة قانية وأخفت وجهها بين يديها وهى تسبه ب سباب لاذع..وهو يضحك ب قوة عليها
إنسلت الفتاه من أحضان والدها لتتجه إلى روجيدا وربتت على ساقها ثم هتفت
يلا يا مامي هاتي الفريق عشان نلعب...
صړخت روجيدا وهى تنهض..ولم يفعل جاسر أكثر من إرتماءه على الاريكة غارقا ب ضحكه الذي لا ينتهي
قامت روجيدا ب قذفه ب سترته ثم لكزته ب ساقه ب قوة تأوه لها لتقول ب حدة
خليك فاسد أخلاق البنت كدا
ردف جاسر وهو ينظر إليهاما تيجبي الفريق يا أم جلنار..البت
عاوزة تلعب...
نهض وإقترب منها ثم همس ب أذنها قائلا
وأبو جلنار كمان عاوز يلعب
صړخت روجيدا ب خجل ثم هتفتأنت واحد ساڤل ومش متربي ودي أخرة اللي يقعد معاك...
أمسكت يد إبنتها ثم تشدقت ب حدة
وهى تنظر إلى جاسر الذي ينظر إليها ب تلذذ
يلا يا حبيبتي..نمشي
نفت جلنار قائلةلأ..بابي قالي هنروح الملاهي كلنا مع بعض
أفندم
رد جاسر عليها ب هدوء ليحاول إقناعهاالبنت بعد اللي شافته إمبارح محتاجة جو تنسى بيه اللي حصل..ف قلت نروح لكلنا مع بعض
تساءلت ب حنقطب ومترحش أنت وهى ليه!
همس ب أذنهاجلنار محتاجة شوية إستقرار ما بينا...
نظرت إليه لتجده يتحدث ب جدية..وللحقيقة لم تحتج أكثر من ثانية ب التفكير ف جاسر على صواب بما يقول..الطفلة تحتاج إستقرار ب العائلة أكثر..تنهدت وقالت
خلاص تمام..يلا بينا
حك جاسر طرف أنفه وقاللأ روحوا أنتو وأنا هحصلكوا..لسه عندي شغل مستعجل
أومأت روجيدا ب رأسها وقالتطيب..هنسبقك إحنا
لأ..روحوا أي مكان عما أجي...
عقدت حاجبيها ب تعجب ولكنها أومأت موافقة..جذبت الصغيرة هاتفة ب حنو
يلا يا جوجو..قولي لبابي باي
إلتفتت الصغيرة وقالتباي بابي...
جثى على ركبتيه وقبل وجنتيها ثم قال ب حنو أبوي
باي يا روح قلب بابي...
نهض ثم قال وهو ينظر إلى روجيدا ب صرامة
خلي بالكوا من نفسكوا
إبتسمت روجيدا وقالتحاضر..متقلقش...
يا مچنونة قلبي...
دلف إلى مكتبه وجلس عليه يطلق زفيرا حارا مما لقى منذ قليل..قڈف هاتفه ومفاتيحه على المكتب ب إهمال ثم فرك عيناه ب قوة لتقع عيناه على المظروف..ليقول ب تذكر
أه الظرف..قبل ما تيجي الهبلة دي وتنسيني...
أمسك المظروف أخرج ما فيه ليجد رسالة صغيرة وعليها نص كتب ب خط اليد
أتمنى الهدية تعجبك وتلاقي اللي نفسك فيه...
قرأ الكلمات ب تعجب ليجد عليها من الأسفل
من حبيبك...
ضحك شريف وهو لا يحتاج أن يعلم من ف بالفعل علم..أخرج بعض الصور الفوتوغرافية وبدأ في مشاهدتها..لتتسع عيناه وهو يشاهد تلك المجزرة البشرية التي حدثت ب القرب من هنا
ترك الصور وأخرك قرص مدمج ليخرجه ويقوم ب تشغيله..لتتسع عيناه أكثر وقد لجم لسانه عن الحديث وهو يرى المشهد كاملا..وجد ب نهاية المقطع
أتمنى الرسالة تكون وصلت...
ترك شريف جهاز الحاسوب أماه وهو لا يقدر على الحديث..بدأ عقله في العمل وتحليل ما حدث كل ما توصل إليه أنه حدث أمس صباحا
أخذ هاتفه و مفاتيحه ثم إتجه إلى الخارج دون أن يأبه إلى أحدهم..وصل إلى سيارته ثم صعد بها وإنطلق
شوفت اللي بتاحمي عنه عمل إيه!
تساءل يسري ب حدة وضيقفي إيه يا شريف...
تنفس شريف ب حدة وأخذ يقود ب سرعة شديدة وكأنه يسابق الرياح حتى هتف بعدها
البيه فاكر نفسه هتلر..عمل مجزرة إمبارح
أنا مش فاهم حاجة
صر شريف على أسنانه قائلاأنا جايلك ف الطريق...
ثم أغلق الهاتف وبقى يسب جاسر ويلعنه..الأمر خرح عن السيطرة وأصبح إنتقام ورد الصاع صاعين..لم يعد للأمر علاقة ب العشق هكذا أقنع نفسه
نظرت روجيدا إلى هذاين الحارسين أمامها ب ضيق فما أن دلفت خارج الشركة حتى وجدت الحارسين يقفان أمام السيارة الخاصة ب جاسر كي تقلهما إلى أي مكان يريدان
أقف هنا
تساءل الذي يقودليه يا فندم!
ردت عليه ب هدوء فلا ذنب لهماهنقعد نستنى جاسر هنا...
أومأ الحارس ليصف السيارة ويترجل الأخر ليفتح لها الباب وتترجل هى الأخرى..نظرت إلى تلك الحديقة العامة وقررت
الإنتظار بها
تحركت بعيدا عن السيارة وقبل أن تجلس هتفت الصغيرة ب إلحاح وهى تشد على ثيابها
مامي عاوزة أيس كريم...
وضعت روجيدا يدها على رأس الصغيرة وتساءلت ب حنو
طب أجبلك منين!..مفيش حد
نفت جلنار ب قوة وقالتلأ..هناك أهو...
قالتها وهى تشير إلى أحد المحال..لتنظر إلى ما تشير ف وجدت ضالتها..إبتسمت روجيدا وقالت
طيب يا حبيبتي يلا نروح...
إلتفتت روجيدا إلى الحارسين وهتفت
هنروح نجيب أيس كريم وراجعين
ليقول أحدهمرجلنا على رجلك يا مدام..دي أوامر جاسر بيه...
أومأت روجيدا وهى تضغط على شفتيها وتبعاها..لم يكن المحل يبعد عن مكانهما ب كثير ولكنهما لم ينتبها إلى ذلك الذي يراقبهم..ف أخرج هاتفه وإتصل
إنها والطفلة ب مفردهما الآن
أتاه الصوت