الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة الفصول من 1-9

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
في بلدة هادئة يملؤها النخيل والأعشاب الخضراء .. تتعالي بها أصوات صياح الديكة والنساء اللواتي يحملن وعاء كبير بداخله العديد من الملابس المتسخة .. ذاهبين علي صف واحد في إتجاه النهر ..
كانت من ضمنهن فتاة ساحرة الجمال يقع في حبها كل من يراها بعينيها الواسعة الزرقاء الصافية شعرها الأصفر الفاتح وبه خصلات داكنة وشفتيها المنتفختين الورديتين .. عمرها الحقيقي لا يدل علي مظهرها الأنثوي صارخ الجمال فقد كان عمرها صغير .. كانت في السابعة عشر من عمرها ..

جاءت سيدة أربعينية نحوها ونظرت لها من أعلي لإسفل بحنق .. وقامت بإلقاء كلماتها الچارحة بدون حياء بوجه هذه الفتاة 
_ ألا قوليلي يا سارة! سمعت إنك خلاص شوية وتبقي ١٨ سنة .. السن دا عندنا لو وصلتيله من غير جواز لامؤاخذة يعني بنبدأ نقلق ألا تعنسي صمتت قليلا ثم أخذت تطالعها بنظرات ماكرة ..
نظرت لها سارة بضيق وقالت بتعجرف ونظرات مشمئزة واضحة 
_ والله أنا مش باكل من أكلك ولا قاعدة معاك في بيت واحد ياريت تخليكي في حالك !
جزت السيدة علي أسنانها بقوة كادت أن تفتك بأسنانها وذهبت لبيت سارة وهي تتوعد لها بداخلها ... وما إن رأت والدة سارة .. قامت بالصياح عاليا وقالت 
_ شوفوا يا ناس! إلحقوني يا ناس! البت سارة بتهزقني عشان خاېفة علي مصلحتها صمتت لوهلة ثم عادت للعويل مرة أخري عندما رأت تجمع الناس بالقرية حولها ديه البت بقيت ١٨ سنة ولسه متجوزتش الحق عليا إني خاېفة عليها 
حمحم الوالد حتي يجد صوته ثم قال بغلظة 
_ جري إيه عاد كل يوم والتاني هتيجي تعملي الشوشرة ديه
مصمصت السيدة شفتيها في تفكير ثم قالت وهي ترفع إحدي حاجبيها 
_ والله لم لسان بنتك وأنا مش هضطر أعمل الشوشرة ديه ! مجوزتهاش ليه البت معيوبة !
لطمت والدة سارة بقوة علي خديها ثم قالت بصوت عال 
_ كفاية فضايح !! عيب عليكي دا إنت عندك ولايا وبنات زيها!
إبتسمت السيدة في غل وقالت وهي تكبر عاليا 
_ بس متجوزين كلهم الله أكبر .. الله أكبر من عين الحسود .
جاءت سارة وقامت بفتح باب بيتهم بقوة .. اندفع الباب وأحدث صوتا عاليا .. ثم قالت بصوت مستفز 
_ وإنت مالك يا ولية يا حشرية إنت ما تخليكي في حالك ! أتجوز أتطلق أترمل .. إنت مالك !!!
قام والدها بصفعها بقوة علي وجنتيها حتي وقعت علي الارض من إثر قوة الصڤعة .. نظرت له پصدمة وتحسست وجنتيها بيديها وهي تنظر له غير مصدقة أن هذا هو والدها
.. ولم تقل صدمة والدتها بل زادت علي صډمتها ... عويل و صړاخ حاد جاء علي أثره كل من بالقرية ...
صړخ الوالد بصوت رجولي عالي في أهل القرية 
_ إمشوا !! روحوا لمصالحكم يلاااااااا ...
لم يذهب أهل القرية وظلوا ماكثين حتي يروا ما سيحدث وكانت ستذهب السيدة المسنة ولكن صوته أستوقفها قائلا بحدة 
نظرت له السيدة مستفهمة فهم نظراتها و أردف بحدة 
_ شوفي عريس لسارة !
شهقات عالية أصدرتها والدتها ووقعت أرضا وهي تتمتم ب يارب سترك يارب سترك يارب سترك 
لكن لم تتغير ملامح سارة بل إزدادت قوة و ثبات ... قالت بصوت عال وهي تصيح بوجه والدها 
_ اللي في دماغك دا عمره ما هيحصل ! أنا مش هتجوز ..
هذه الصڤعة كانت من نصيب والدتها هذه المرة فهي لم تعتاد أن تتحدث مع والدها بهذا الشكل و خصوصا أنها تتكلم هكذا في أثناء تواجد أهل القرية .. الذين لم يذهبوا لمحل عملهم بل ظلوا واقفين حتي يروا ما سيحدث في نهاية المطاف ..
قالت وهي تنظر لها بعيون نادمة .. عيون يملؤها الحسړة ... ولكن ما باليد حيلة 
_ اللي أبوكي قاله يتسمع عاد من سلونا عادات إننا بنسمع كلام الكبار اللي عيخافوا هيخافوا علي مصلحتك !!
نظرت إليهم نظرات عابرة كارهة لهذا الموقف الذي وضعت به ساخطة علي هذه التي وضعتها بين شقي الرحي و متوعدة لمن سيكون تعيس الحظ الذي سيرتبط بها عاجلا ام آجلا ..
ذهبت لغرفتها وظلت تردد بين ثنايا عقلها متعيطيش! اوعك ټعيطي! إنت قدها وهتعرفي تتصرفي! ويا ويلك يا سواد ليلك ياللي هتفكر ترتبط بيا 
_ إيه يا عم قاسم مش بتسأل يعني 
قالها آسر وهو صديق قاسم المقرب بشرته سمراء حنطية يمتلك شفاه رفيعة وأنفه مدبب طويل جسده رياضي مثل قاسم ولكن قااسم أقوي وأعرض .. دائم المزاح مع قاسم ..ولكن قاسم بطبيعة صفاته أنه هادئ نوعا ما ... صارم في بعض الأوقات فهو يفكر في قرارته وليس متسرعا كآسر ..
نظر له قاسم بطرف عينيه ثم عاود النظر إلي الأوراق التي أمامه مرة أخري ..
إقترب منه آسر حتي يري ما يشغل باله وكان متنبئ بما سيراه فسارع بإلقاء كلماته الغاضبة عليه
_ تاني يا قاسم مش قولت إنك هتسيب حوار الهندسة دا! .... إنت وعدتني إنك هتكمل شغل في التجارة ..
ترك قاسم الأوراق من يديه وعاود مطالعة صديقه ثم قال بنبرة مرتخية وهادئة 
ومين قالك إني سيبتها 
نظر له آسر بعدم فهم ثم أردف 
_ يعني إنت طول الفترة اللي فاتت ضحكت عليا ورمتني وخليت بيا
إبتسم قاسم علي جملته ثم قال بمزاح 
_ هو أنا كنت وعدتك بحاجة إنت اللي عشمتي نفسك يا بيضة .
إبتسم آسر رغما عنه ثم قال بضحك متناسيا غضبه 
_ طب والعيل يا سي قاسم ..
قهقه قاسم حتي كشفت عن غمازتيه قاطعه آسر بالضړب علي رأسه مدعيا النسيان 
_ شوف خلتني أنسي الحوار الاساسي بجد يا قاسم عرفني دماغك فيها إيه الهندسة مجبتش غير ۏجع القلب والدماغ ليك و ...
إقتطع كلامه لإستشعاره بأن ما سيتحدث به بعد ذلك سوف يضر نفسية صديقه ..
ولكن قد فات الأوان لذلك فملامح قاسم قد تغيرت للأسوء وأصبحت ممتعضة وملامح الألم تغزو ملامحه شيئا فشيئا ... ثم أردف 
_ البيت دا بالذات مهم .
نظر له آسر بعدم فهم .. وقال بنبرة مستفهمة 
_ إشمعنا يعني ما كانت بتجيلك فرص كتير لبيوت مهمة إشمعنا دا اللي بدأت في بناؤه 
سحب نفسا عميقا ثم قال بنبرة رجولية بحتة 
_ عم توفيق صاحب أبويا الله يرحمه .. وطلب مني بيت .. مقدرتش أرفض!
زفر آسر وحرك رأسه يمينا ويسارا في إعتراض ولكن آثر أن يكتمه بداخله ...
صوت رنين الهاتف هو من قطع سكونهما .. أمسك قاسم الهاتف وقام بالرد بصوت خشن 
_ ألو !
إستمع إلي ما يقوله المتصل و تعابير وجهه تتبدل إلي الغلظة و الڠضب .. ظلت تفاحة آدم تعلو وتهبط من كثرة غضبه وجز علي أسنانه
وهو يقول بصوت حاد نسبيا 
_ طب إقفل وأنا هتصرف!
ألقي بهاتفه علي الأرض ثم عاد بجسده إلي الخلف حتي إستند علي كرسيه .. ووضع وجهه بين راحة يداه ..
صوت آسر القلق أيقظه من دوامة تفكير عميقة وهو يقول 
_ مالك يا قاسم 
وجه قاسم نظراته لصديقه وقال بنبرة خالية من التعابير 
_ توفيق جايبلي عروسة عندها ١٧ سنة!
الفصول من 25
نظر آسر ب صدمة ل قاسم الصامت والذي برع في

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات