رواية عمر الفصول من 5-10
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الخامس
خلصت شعرها من بين قبضته بصعوبة شديدة ...ثم حاولت ان تنقذ الموقف فتحدثت بنبرة ناعمة قائلة
والله انا اسفة مكنتش اعرف اني هتأخر كده ...ثم مدت يدها كي تلعب في خصلات شعره القصيرة بنعومة تجعله يود ان يتقئ وأكملت حديثها
أنت عارف اني ببقي قاعدة مخڼوقة في البيت وروكا كانت نايمة فقولت أنزل أروح لشيري صاحبتي نقعد سوا شوية وكنت هرجع قبل م تيجي بس القعدة خدتني وانت رجعت بدري النهاردة ...أنا آسفة يا بيبي مش هتتكرر تاني ..
نظر لها بأشمئزاز وهو يقول بفحيح
يستحسن تكون أخر مرة عشان أقسم بالله المرة الجاية هتشوفي وش عمرك م شوفتيه ولو كنت سكت المرادي فده مش ضعف مني لا ده عشان بنتي مش عشانك وياريت تفهمي ده كويس .
كانت سترد عليه ولكنه لم يمهلها تلك الفرصة وتركها وذهب الي غرفة ابنته كي ينام
انتظرت حتي تأكدت من نومه ودخلت الي غرفتها أو تلك الغرفة التي كانت مخصصة لكليهما قبل أن يقرر هو أن يتركها ويذهب لينام في غرفة إبنته ...لا تتذكر منذ متي بدأت سلسلة المشاجرات المتتالية بينهما ..لنقل منذ أن بدأ يفهم ماهية مشاعره تجاهها وأنها لم تتخطي مرحلة الاعجاب فقط ! هي بالطبع لم تتأثر من ذلك فهي لم تطيقه يوما بل تزوجته كي تخرس عائلتها وبالأخص والدها عن الثرثرة حيال أمر الزواج ...زادت المشاكل والخلافات بينهما حتي انهما كانا قد اتفقا علي الطلاق قبل ان تعلم هي بأمر حملها منه ...أتفقا ان يأخذا فرصة أخري من أجل ذلك الطفل الذي ليس له أي ذنب في خلافاتهما ...حسنا لنقل ان هي من أقنعته بهذا وهو لم يكن يريد ان ينظر لوجهها حتي وإن جئنا للحق هي كانت تبغضه بدرجة أكبر بكثير من درجة بغضه لها ولكن لمصالحها الأولوية هنا ..
ياريت طالما مكلماني دلوقتي يكون في جديد وألا مش هيعجبك ردة فعلي
ضحكت ثم أردفت بمكر
مفيش جديد بس في قديم ...بالنسبة ان الفلوس لسه موصلتش حسابي مثلا ! أصل انت أوعي تفتكر أني هكمل علي الوضع ده أنا مستحملة القرف والتهزيق بتاعه عشان سيادتك أنما لو علي الحال ده سوري يا بيبي مش لاعبة ...أنا ممكن في لحظة أقلب الوضع عليك
ضحك بقوة أثارت أستفزازها وهو يقول بنبرة قوية
والله شوية المعلومات الخايبة الي بتجيبهالي عن جوزك دي ولا حاجة أنا أقدر أجبها بمعرفتي يا حلوة من غير م أحتاج أمثالك ...ثم أكمل بنبرة مرتفعة جعلتها ترتجف
ضحك بشدة ثم أغلق الهاتف في وجهها تاركا أياها ټلعن نفسها علي غبائها وتفكر كيف ستخرج من ذلك المأزق الذي سيدمر حياتها وحياة عائلتها التي لن ترحمها ابدا ..
غافلة عن المأزق الأكبر الذي وقعت فيه فقد أستمع لحديثها أدهم الذي كان قد خرج ليشرب حينما كانت تتحدث وصعق بشدة حينما سمع حديثها وقرر أن يتحري عن الموضوع لم يرد أن يعلمها بسماعه لحديثها كي لا تأخذ إحطياتها ولا
دلف الي الغرفة باحثا عن زوجته فوجدها تجلس علي السرير ممسكة بهاتفها وتنتحب بشدة ...كانت تطالع صور أختها المفقودة بحسرة
جائها صوته القلق قائلا
هي تقول مع بكائها المستمر مش قادرة يا يوسف بجد مش قادرة انا تعبت ...عيلتي كلها ضاعت يا يوسف ...مكانش متبقيلي في الدنيا غيرها وهي كمان ضاعت
كلماتها وبكائها كانا كالخناجر المصوبة لقلبه.. يريد ان يساعدها ويجعلها تتخلص من آلامها ولكنه مكبل الأيدي
وانا روحت فين هه ! ثم أكمل بمرح محاولا رسم الأبتسامة علي وجهها البرئ رمتيني في الژبالة في ثانية ي خاېنة !! أمال فين أنت أبويا وأخويا وحبيبي !
أبتسمت أبتسامة شاحبة كانت كافية لتنعش روحه المټألمة لألمها ...كوب وجهها بيديه ونظر لعينيها قائلا
هترجع يا حبيبتي بأذن الله ..وانا والله بعمل كل الي عليا أنا وأدهم وعمو عصام عشان نرجعها ومش هنرتاح ولا يهدالنا بال الا لما ترجع لحضنك ونخلصها من الحيوان الي هي متجوزاه ده ...ده وعد مني ليكي يا نور حياتي ...وأكمل بنبرة كوميدية أو كما قال الأخ الفنان تامر حسني يا نوووور عيني ضميني حسيني ..مش هتضميني بقي ولا ايه !
ضحكت بشدة علي كلماته فهو دوما يستطيع ان يخرجها من حزنها بدعمه وحبه لها . قائلة بهيام
بحبك أوي بجد ..وبحمد ربنا كل يوم أنه رزقني بيك ..
أبتسم لها بعشق قائلا
مين الي المفروض يحمد ربنا علي مين قوليلي ! انتي اجمل حاجة حصلت في عمري كله والله ...ثم تابع بجدية صحيح متفكرنيش نسيت ..انتي بقالك كام يوم مبتروحيش الجامعة وانا مش هسكت علي ده تاني ...لازم نلتزم بمواعيدنا ياحضرة الباشمهندسة ...
رفعت يديها الي وجهها كتقليد للحركة العسكرية قائلة حاضر يا فندم
ضحك كلاهما بشدة فقد أستطاع أخيرا ان يزيل عنها بعض من حزنها ويعطيها بعض الأمل ولكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهها الي الاشمئزاز وهي تقول له
ريحة البرفيوم بتاعتك وحشة أوي
نظر لها بأستنكار قائلا
نعم ! ده البرفيوم الي بحط منه علي طول مغيرتوش وانتي عارفه ريحته كويس
مش عارفه ريحته قلبت بطني ..وما كادت تكمل كلماتها حتي جرت علي الحمام بسرعة وأخرجت كل ما بجوفها ...
لحقها هو بسرعة وهو يسألها پذعر أنتي كويسة ! أيه الي حصل !
قامت بغسل وجهها بالماء جيدا وهي تقول مش عارفه بقيت مش طايقة ريحة اي حاجة وكل شوية برجع
طاب مقولتليش ليه طيب !
مكنتش عايزاك تقلق عليا عادي يعني تلاقيه برد في بطني وهيروح وانت بتقلق جامد
نظر لها بعتاب قائلا
مينفعش الي انتي بتقوليه ده تاني مرة تقوليلي علي طول فاهمة ! بكره ان شاء الله هاخدك تكشفي قبل الشغل عشان نتطمن ..
نظرت له بحب قائلة
انا اسفة عشان خاطري متزعلش
أنا مبعرفش ازعل منك بس الفكرة كلها أني بټرعب ...أنا بخاف عليكي من الهوا الطاير والله
متخافش قاعدة علي قلبك ومربعة ...ومش هنول الكركوبة الصفرا دي مرادها ابدا
ضحك بشدة علي