رواية منة الفصول من الواحد وللعشرين للاخير
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
سيدة تتشح بالسواد يخيل لمن يراها أنها قد تعدت نصف العقد الرابع من عمرها و لكنها في حقيقة الأمر تبلغ اربعة و عشرون ربيعا
تقف أمام قبر أبيها تبكي بحړقة تدعو الله أن يغفر له و لكن قدرتها و قلة حيلها أجبرتها أن تشكو له عما آل له حالها
مي بنبرة الحسړة شوفت يا بابا حصلي بعدك ايه شوفت اتمرمطت أزاي كله اتخلى عني كله اتهمني أني قاټلة البيه مكنش عايز يموتني عشان أنا بس حامل يارب ريحني من الدنيا دي خدني يارب ريحني من الهم دا
لكنها تذكرت أنها هكذا هو الامان الوحيد لها الآن
هذا ما تتحمل الحياة من أجله تنتظر اليوم الذي ستراه بين يديها فلقد قررت أن توهب له ما تبقى من عمرها و أن تكون له الأب و الأم و الجدة و الجد و كل شيء
احست أن قلبها قد توقف و الأرض تميد بها كيف و لماذا هل تمزح الطبيبة أم انها الحقيقة وقعت بالأرض من أثر الصدمة جلست على حالها طويلا
لا تدري كم من الوقت مر بها لا ترى أمامها سوى السواد و بعدها لاح أمامها خيال مروان ووجهه حانق عليها و صوت سلوى يتردد في أذنها تقول عملتي ايه في بنتي منك لله منك لله
و بعدها لم تدري بشيء
فتحت عينها و لا تدري أيضا كم من الوقت مر بها ساعة ساعتين يوم يومين و لكن هي علي هذه الحال أسبوع كامل بعد أن أنتهى كل شيء عزاء و ډفن و حداد
سالي حمدلله على سلامتك يا حبيبتي
مي ايه اللي حصل اه ميرنا
ثم استطردت و قد بدأت تبكي ميرنا ماټت يا ماما
سالي ربنا يرحمها يا حبيبتي
مي أنا السبب أنا اللي زقتها على كده
سالي يا حبيبتي دا قدر ربنا
مي محدش هيسامحني لا طنط و لا مروان و انكل حسن
سالي عمك حسن عارف انك ملكيش ذنب و سلوى تقريبا مش دريانه بالدنيا
مي بترقب و مروان
سالي و قد بدا عليها الارتباك هو أما يهدى كل حاجة هتبقى تمام
ثم استطردت بيقول أن انتي اللي قټلتها
مي هو فين
مي أنا بقالي اد ايه كده
سالي أسبوع
مي البيبي جراله حاجة
سالي لاء صدمة عصبية
مي و قد صدمت و مجاش يطمن عليا
سالي يا حبي هو لا يلاام دا زعلان على أخته
طرقت الخادمة الباب تخبرهم أن مروان في الخارج يود أن يراهما خاڤت سالي من المواجهة و لكن مي كانت مترقبة صعد مروان و دخل الغرفة ينظر لها بتوعد فبادلته بنظرة لا تحمل أي معنى
سالي أزيك يا مروان
مروان عايش
ثم استطرد بحزم سيبينا يا سالي لوحدنا
سالي طيب بلاش كلام دلوقتي أما تتحسن
مروان لو سمحتي يا سالي
مي سيبينا يا ماما لوحدنا
خرجت سالي من الغرفة قامت مي و وقفت قبالته
مروان پغضب للدرجة دي وصلت بيكي البجاحة غلطانة و بتعاتبيني
مي أنا مش بعاتبك
مروان مش هيرجع اللي راح أنا نفسي أعرف ليه عملتي كده
مي جايلي روحتله
مي خاېف منك تكدبني أنا و تصدقه هو
مروان وائل مڼهار أكتر مننا مش بيبجح زيك
مي
بتحدي أنا
مروان ماشي يا مي اقسم بالله عمري ما هسامحك
مي طلقني أنا مش عايزاك
مروان يعني أنا اللي عايزك اما تولدي و اخد ابني هبقى أطقلك
أغلقت عينها بمرارة تتجرع الألم على أثر تذكرها جملته أما تولدي و أخد أبني هطلقك سقطت دموعها بغزارة
تألم قلب السائق المسن من منظرها الذي يرثى له لا سيما أنها تحمل بداخل أحشائها طفل قرر أن يخفف عنها دون تدخل أو فضول
الرجل المسن عم جابر يا بنتي كفاية عياط دا أنتي من ساعة ما ركبتي معايا و أنتي على الحال دا حرام عليكي نفسك
مي و هي تمسح دموعها عادي بقى مبقتش تفرق
عم جابر طيب عشان ضناكي اللي في بطنك استهدي بالله و أرمي حمولك على الله
مي و نعم بالله يا عم الحج
عم جابر محاولا استشفاف ما ستفعله واضح أنك عاملة مشاكل مع أهلك يعني ملكيش حد تروحيله في اسكندرية ناوية على ايه
مي بنبرة تحمل قلة الحيلة والله ما أنا عارفة يا عم الحج أنا هروح أي أوتيل أو أأجر شقة
عم جابر و قد خطرت بباله فكرة أنا بنتي ساكنة في عمارة حلوة في خالد بن الوليد فيها شقة بتتأجر مفروش و فرشها حاجة أوبهة خالص
مي و كأنها كالتائه الذي وجد ضالته وديني ليها بالله عليك يا حاج
عم جابر هوديكي طبعا يا بنتي أهو بالمرة بنتي تطمن عليكي و تبقى جنبك
مي باابتسامة باهتة ربنا يخليك ياعم الحج دا اللي زيك خلصوا
عم جابر متقوليش كده يا بنتي الدنيا لسه بخير خلي أملك في ربنا كبير و مهما حصل معاكي اعرفي أن ربنا إذا احب عبدا ابتلاه
مي و نعم بالله
ثم استطردت عم الحاج ممكن توديني لأقرب محل موبيلات
و في مكان آخر و قبل تلك الأحداث بأربع و عشرين ساعة كان جالسا خلف مكتبه بالداخلية شارد مهموما فوجئ برقم مجهول يتصل به تجاهله عدة مرات و لكن في المرة الأخيرة رد . و
مروان أيوا
الطبيبة حضرتك سيادة الرائد مروان عز أخو المرحومة ميرنا
مروان أيوا أنا
الطبيبة أنا الدكتورة اللي عملت العميلة
مروان و قد ثار و ليكي عين تتكلمي يا ژبالة دا أنا هوديكي في ستين داهية
الطبيبة حضرتك ممكن تتفضل عندي في العيادة أوريك حاجة و بعدين تغلط زي ما انت عايز
مروان أنا مفيش بيني و بينك كلام أنا بيني و بينك المحاكم و هتتعدمي إن شاء الله
الطبيبة صدقني محدش هيقدر يحاكمني اتفضل عندي عشان أفهمك
أغلق مروان الهاتف دون إجابة و خرج من مكتبه و استقل سيارته نحو عيادة الطبيبة فالطبع لن ينساها مدى الحياه و صل و لم يهتم بصف سيارته صعد و لم يتنظر الدور اقتحم مكتب الطبيبة .
الطبيبة اتفضل يااستاذ مروان
مروان عايزة تقولي ايه
الطبيبة استريح عقبال ما اجيبلك الورق
مروان اخلصي مش جاي اتضايف أنا
قامت الطبيبة و و حملت ملف في يدها و اعطته مروان التقطه منها تصفح ورقاته
مروان مش فاهم حاجة
الطبيبة التقرير دا بيثبت أن أخت حضرتك كان في نسبة من المخدر في ډمها و دا أدى للڼزيف اللي أدى للۏفاة
مروان بعدم تصديق أنتي اټجننتي أنتي عايزة تغلطي في واحدة مېتة عشان تبرئي نفسك
الطبيبة و قد بدأت تنفعل أنا مش مجبرة أني ابررلك لأن بسهولة اوي أما المحكمة هتطلع هتعرف أن دا من الطب الشرعي و صحيح و حاجة كمان حضرتك لازم تشوفها
مروان ايه
وضعت الطبيبة يدها في جيبها و أخرجت ورقة التقطها منها مروان بالعڼف في الفترة الأخيرة تفاجئ أنها بخط يد ميرنا تخبر بها أن لا مسئولية للطبيبة في مۏتها و أنها تناولت دواء على قائمة المخډرات لتسبب لنفسها ڼزيف و ټموت
مروان پصدمة معقولة !
الطبيبة أظن حضرتك أتأكدت أن دا خط ايد أختك
مروان و قد أدمعت عينه الغبية المتخلفة
الطبيبة أنا حبيت أقولك كده عشان شوفت يوم الۏفاة اللوم الفظيع اللي حصل على مدام مي و اتهامكم لها بقټلها أنا عايزة أقول لحضرتك أن مدام مي عملت كل حاجة عشان العملية دي تمر بسلام اشعة و تحاليل كذا مرة و شددت عليا و عرضت عليا فلوس كتير عشان أكون حريصة على مدام ميرنا و مرضيتش تحدد معاد العملية الا لما تأكدت أني مش طبيبة مشپوهة وأني عملت كده بدافع شفقتي على أختك و اللي زيها اللي أضحك عليهم
لم يرد و أصبحت لا تراه لأنه خرج يركض نزل السلالم بسرعة لدرجة انه تعثر أكثر من مرة استقل سيارته و توجه نحو بيت سالي بسرعة چنونية
و وصل و فتح باب السيارة و حتى لم يهتم بغلقه توجه نحو الباب و أخذ يدق الجرس پجنون فتحت له الخادمةو هي تبكي دفعها و أخذ ينادي بااسم مي و لكن لا حياة لمن تنادي
وجد سالي أمامه مكفهر وجهها منه تنظر له پغضب و لووم لاحظ ذلك توجه نحوها .
مروان مي فين يا سالي
سالي بنتي هربت يا سيادة الرائد
هاهي الصدمة الثانية مي هربت و تركته و لا تلام فهي حقا تحملت الكثير سقط على ركبتيه من الصدمة
سالي بحدة ها حسيت دلوقتي
مروان بصوت باكي طلعت مظلومة يا سالي أختي اللي موتت نفسهاا ظلمتها تاني يا سالي ظلمتها تاني
و قد دخل في نوبة بكاء مرير على ما فعل بمي
و من ناحية أخرى كانت مي قد وصلت أرض عروس البحر المتوسط توقفت عند أول متجر للجولات و ابتاعت واحدا و مجموعة من خطوط الهاتف ثم عادت الى السيارة مرة أخرى قادها العم جابر نحو حي ميامي شارع خالد ابن الوليد صف السيارة أمام عمارة جديدة الى حدا ما
نزل الى البواب ليتفق معه و يحاول تقليل السعر و لكن مي نزلت من السيارة و قالت له انها لا يهمها السعر و بالفعل اتفقوا صعدوا الى الشقة فتح لها البواب الشقة اعطته بقشيش ثم نزل دخلت و أدخلت العم جابر وجدت الشقة نظيفة و مرتبة و فخمة الى حدا بينما توجه عم جابر لينادي ابنته
جلست مي تستريح على أحد الارائك فكت حذائها و أزالت نظارتها الشمسية التي كانت ترفع بها شعرها و بعد برهة وجدت العم جابر و معه ابنته السيدة التي يبدو عليها الادب و الرقة تبدو في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثنيات
وقفت مي لكي ترحب بها شعرت
مي العفو يا عم جابر ايه ست مي دي قولي يا مي بس هو أنا مش زي أمنية و لا ايه
أمنية عندك حق يا ميوشتي والله
اعتصر مي على أثر نعت أمنية لها بميوشتي فهذا ما يلقبها به حبيب قلبها و جارحها
ثم تنبهت لحديث أمنية والله يا مي أنتي ربنا بعتك لي نجدة جوزي مهندس بحري و على طوول مسافر بيسافر 6 شهور و يجي شهر هتلاقيني أنا وولادي عندك على طوول هنصدعك
مي يا خبر أزاي تقولي كده دا أنتم تنوروني والله عندك بقى ولاد أد ايه مشاء الله
أمنية عندي ردينة عندها 4 سنين و عمر عنده سنة و نص
مي ماشاء الله ربنا يخليهمولك
أمنية ربنا يخليكي يا