رواية ياسمين الفصول من 18-22
ملابسها تكاد تكون قد انتهت أيضا.
آه آآه
تنفست نغم الصعداء وهي تردد
اټخضيت لما سمعتك بتقولي آه
ف ابتسمت خديجة وهي تنظر لطلتها النهائية و
خلاص خلصنا معلش ياحببتي
نظرت لها كاريمان بتفحص وأبدت ملحوظاتها
غيري الإسكارف ده ياخديجة هاتي النبيتي أجمل وأشيك مع لون بشرتها
ثم دنت منها كاريمان ومسحت على بشرتها بلطف وهي تقول
روحي هاتي علبة الميك أب بتاعتي من أوضتي
ثم وجهت حديثها ل ملك
مش هنحط ميك أب كامل هنعمل رتوش صباحية خفيفة ومش هتبان عشان وشك باين عليه التعب
ف أومأت ب انصياع .. وتركت نفسها بالكامل لها بداية من اختيار ثيابها الجديدة وحتى أصغر التفاصيل من حذاء ووشاح وهكذا.
دعس يزيد سيجارته في المنفضة وراح يقف بجوار شقيقه الذي كان ينظر عبر النافذة المطلة على الحديقة ېدخن سيجارته هو الآخر وقال
النهاردة نخلص من الموضوع ده ونجهز للسفر بكرة الصبح
إن شاء الله متقلقش الإتفاقية دي في جيبي
ف تنهد يزيد بقلق و
ياريت يايونس
ثم سأله متبرما
برضو مش موافق تسيبلي الأسهم اللي عايزها منك
تؤ
استمع لصوت جلبة بالخارج.. ف عقد حاجبيه وخرج كانت ملك تقف على رأس الدرج مستندة على عكازها بيدها السليمة بينما تحاول نغم مساعدتها.
يبدو إنها عاجزة عن نزول السلم ف احتوى يونس الوضع وهو يقول
كرسي!
ف رمقه بغلظة وهو يؤكد
آه كرسي
ثم صعد للأعلى ملتهما الدرج وأشار لصديقتها كي تبتعد
سيبيها تقف هي قادرة تعمل ده لوحدها
ف ابتعدت عنها قليلا بينما كانت ملك تكافح بالفعل كي تبقى صامدة واقفة على ساقيها متحملة تلك الآلام التي تنحرها.. صعد يزيد وهو يحمل المقعد الذي لم يفكر في سبب أتيانه به ف تناوله يونس منه ووضعه أمام ملك و
أقعدي ياملك
استطاعت تخمين ما سيفعل وأظهرت بوادر اعتراض على ذلك
ليه
ف أشارت لها كاريمان ل تطيعه
أسمعي الكلام ياملك Hadi bebeğim. هيا ياعزيزتي
الله أنتي بتتكلمي تركي
ثم ارتبكت وهي تصحح
أقصد حضرتك يعني
ف انبعجت شفتي كاريمان وهي تجيب بلغتها الأم
Evet نعم
Çok güzel. رائع جدا
قالتها نغم وهي تضم كفيها سويا ف وزع يزيد نظراته الحانقة بينهن و
آدي التفاهه بقى!
ثم صاح ليسمعهن
في نيابة وتحقيق مش هيستنى الكلام الفارغ ده على فكرة
ثم أشار ل يونس
يلا ياعم نينة لسه هتديها أول سيشن في الكورس التركي الماسخ ده
ف ضړبته كاريمان بطرف عكازها وصاحت به
Kes sesini أخرس
صعد يزيد درجتين وانحنى نحو ملك وهو يردف بنبرة هادئة
وبعينه أشار لشقيقه الذي انحنى هو الآخر وفي وقت واحد حملن المقعد من الإتجاهين.. ذعرت ملك وشهقت بصوت مرتفع وبذراعها السليم كانت تتشبث ب يونس الذي جاهد للحفاظ على توازنه وتوازن المقعد حتى هبطا بها للأسفل ومن خلفهم كاريمان و نغم.
خرجوا بها حتى باب السيارة بنفس الشكل محمولة على المقعد.. ثم تركوها أمام السيارة وناولتها نغم العكاز كي تقف وبهدوء بطئ كانت تستقر في المقعد الأمامي بسيارة يونس.. وفي الخلف جلست نغم.
استقر يونس في مكانه ونظر نحوها وهو يسأل ب اهتمام
مرتاحة
كذبت وهي تقول
آه
ف رمقها بنظرة ماكرة قبل أن يقول
كذابة
ثم حرك المقعد ليكون منبسطا أكثر فترتاح أكثر و
هحاول أسوق براحة رغم إن دي حاجه بكرهها جدا
وبدأ يقود بها ليكون ذلك اللقاء الأخير ب محمد.. وللأبد
بعدما أدلى يونس بشهادته التي كانت في صالح ملك مائة بالمائة وكذلك انتهت نغم.. بقيت هي بالداخل حتى ينتهي التحقيق برفقة المحامي الخاص بها.. واحد فقط هو الذي لم يستطع الحضور للإدلاء بشهادته.. إبراهيم وقد برر يونس ذلك بسفره للخارج وإنه سيحضر خلال أيام.
وقف يونس بالخارج قلقا عليها حتى يزيد لاحظ تلك الحالة المتوترة التي يبدو عليها شقيقه.. ف دنى منه واقترب من أذنه يقول
في إيه يايونس ده تحقيق صغير وانت ضامن إنه في صالحنا.. ليه كل القلق ده!
ف زفر و
مش هرتاح غير لما نخرج من هنا وملك تنسى كل حاجه حصلت
رفع إحدى حاجبيه وهو ينظر لشقيقه بعبث وقال معقبا
غريبة! آخر مرة شوفتك مهتم بحاجه أوي كده كان من فترة طويلة يعني
ف استدار ينظر إليه بنظرة محذرة ل يبادر يزيد
خلاص خلاص! متعصبش نفسك.. هسكت أهو
ياريت
انفتح الباب وخرج منه المحامي أولا ثم الټفت ينظر ل ملك كي يطمئن إنها تتحرك ب يسر.. أسرع يونس نحوها وأمسك عنها العكاز كي تستند عليه بدلا عن ذلك و
على مهلك
ف رمقته بذهول من تناقضه و
مش قولت أمشي لوحدك
ف نظر حوله شاعرا بالغبطة عليها لئلا يراها أحد وهي تتكئ بضعف على عصاها وبرر
أمشي لوحدك في البيت في الجنينة إنما هنا لأ
سحبها جانبا ثم سأل المحامي
ها يامتر
فأجاب
مدام ملك اتنازلت عن القضية والمتهم هيتم إخلاء سبيله بضمان محل إقامته بعد شوية إجراءات
ف نظر يونس نحوها وقد علت ابتسامة غريبة محياه غير متوقع إنها ستقوم بالتنازل بعد تعنتها ليلة أمس
غريبة!
ف عقبت على ذلك هي الأخرى
مينفعش أحطك في موقف صعب بعد كل اللي عملته عشاني
ف وزع يزيد نظراته عليهم وتدخل في الحوار
وإيه كمان!!
ف تجهم وجه يونس وهو يحذره
يزيد!!
ف نظر يزيد ب اتجاه المحامي و
أنا بسأل المحامي إيه كمان حصل يعني!
وقبل أن يجيب المحامي كان العسكري يخرج وهو يسحب محمد خلفه.. رمقها بنظرة حانقة حملت الضغينة ثم انتقل ببصره ل يونس.. ذاك غريب الأطوار الذي فعل به ما لم يفعله أحد سابقا وقبل أن يمر من جوارهم استوقفته ملك منادية
محمد
نظر نحوها پحقد بين ف تركت ملك العصا لدى يونس وخطت نحوه بتعرج حتى أصبحت المسافة بينهم مقبولة نظرت إليه بنظرة محتقرة
كان ممكن كل ده ميحصلش لو كنت طلقتني من أول مرة بهدوء
ثم نظرت لحال ذراعه وتابعت بشماته دون أن تعلم سبب ما حدث له
أو حتى كنت تستسلم ومتحاولش ترجعني ليك ڠصب.. أنا عمري ما حبيتك ولا شوفتك جوزي.. أنت كنت مجرد حيوان مر في حياتي متعرفش أي حاجه عن المودة والرحمة.. ولا سيبتني أعيش معاك في ود ولا خلتني أسيبك وامشي برحمة اللي حصلك ده كان قليل على كل اللي شوفته منك
ولاحت ابتسامة صغيرة على مبسمها وهي تختم
أنا سيبتك تخرج بس مش عشانك.. عشان إبن عمي اللي اتصدر في الموضوع بسلكن أنا.. أنا مش مسامحاك ولا هسامحك عمري كله
وبلمح البصر رفعت ذراعها الأيمن وهوت على صدغه بصڤعة دفعت فيها كل شعور الغل الذي تشعره تجاهه.. صڤعة مهينة مؤلمة.. شده الجميع وحملقوا غير مصدقين ما أقدمت عليه في حين أصدر يزيد إعجابه الشديد بها
وبقوتها اللحظية تلك مرددا
Wow!........
.........................................................
الفصل الثاني والعشرين
س تزهر بعد انطفائك بعد أن ظننت إنها لن تنير أبدا.
________________________________________
كانت صڤعتها له گالجمرة التي ألقيت في جوفه ف أشعلت جذوة رغبته الإنتقامية التي اجتهد كي يدفنها بعد ما طاله بسببها.. اهتاج وتشنج جسده كاد يشن هجوما عليها وهو يصيح بعصبية لولا العسكري الذي كان يقيد حركته في نفس الحين الذي كان فيه يونس يقف أمامها وتركها خلفه ليكون هو في مواجهته.. زجره بنظرات قاسېة وكأنه يذكره بما تجرعه من وراءه وأبلغه رسالة بصمته مضمونها أن لا يفكر في أي تهور كي لا يخسر حياته هذه المرة.
سحبه العسكري پعنف وهو يصيح فيه
يلا ياأخينا خلصني
كانت نغم تلتصق ب صديقتها متخوفة من رد الفعل الذي ستواجهه بعد فعلتها الجريئة بينما لم تشعر ملك بالندم أو الخۏف مثقال ذرة.. بل بردت نارها قليلا وهدأت ثورتها التي لم تخمد أبدا طوال الأيام الماضية..
رأت نظرات الإعجاب في عينا يزيد الذي لم يحيد بصره عنهن هي و نغم ولم يقل يونس عنه بل كان منبهرا بها ورمقها ب افتخار لما حققته نصائحه وشده ل أزرها طوال الليل وفيما مضى أيضا.
مد يده لها كي تستند على ذراعه وسألها بنبرته الرخيمة التي تصل لقلبها ب يسر
بقيتي أحسن
ف تنفست ب أريحية وهي تتمسك بذراعه و
أحسن بكتير
مشى بها والبقية من خلفه وأثناء ذلك تذكرت ملك العبارة التي قالها لها بالأمس وحفرت في عقلها..
لو خدتي قلم لازم ترديه اتنين وخلي البداية دايما تيجي منهم عشان لما يخرج منك رد فعل تكوني على حق العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
لذلك لم تكتفي بما حدث له خلال أيام احتجازه وذراعه الذي كسر وسددت له صڤعة تهينه.
رمت ملك ثقلها على يونس وهي تنزل هذه الدرجة المرتفعة شيئا ما ثم شخصت أبصارها نحوه وهي تسأله
كنت تلميذة كويسة
ف أفتر ثغره ب ابتسامة راضية وهو يثني عليها
جدا أبهرتيني الحقيقة
فتح لها الباب وأجلسها وهو يقول
يلا ياتلميذة
أغلق الباب عليها وقبل أن يلتفت كان يرى نظرات يزيد المرتكزة عليه ف سأله
في حاجه يايزيد
لا خالص لا سمح الله
وارتدى نظارته.. ومضى نحو سيارته المصفوفة بالخلف كي يتحرك هو الآخر وشعوره يحدثه بوجود خطب ما غريب في شقيقه.. ولكنه لن يصدر حكم نهائي الآن سينتظر.. حتى يتيقن من صدق حدسه.
.............................................................................
كلاهما يجلسان بنفس الغرفة ولكن لم يتحدث منهم أحد لأكثر من ربع ساعة في انتظار الخبر اليقين الذي سيؤكد إما صدق المعلومة التي حصلت عليها رغدة من ملفات يزيد التي فتشت فيها منذ مدة.. أو كذبها وسقوطهم في الفخ.
جلس معتصم محدقا في النافذة وقد بدأ الغروب يعلن ب برتقاليته المحتلة لغرب السماء بوادر حلول المساء.. طرق بيده على سطح المكتب بقنوط ونظر نحو هاتفه الذي لم يرن بعد.. نفخ ب انزعاج وهو يلتف بمقعده المتحرك ف أضاءت شاشة الهاتف معلنة عن إتصال وارد ف هب معتدلا وأجاب على المكالمة
أتأخرت عليا ليه!! ها وصلت لحاجه
صمت معتصم وهو يستمع من الطرف الآخر.. بينما تعلقت رغدة ببصرها عليه تستشف من تعابير وجهه ما قد يكون حدث.. وجدت ظل ابتسامة بدأت تلوح على تعابيره ف بدأت تطمئن حتى أغلق معتصم المكالمة وضحك بهيستريا كي ينفث عن غيظه.. تنهدت رغدة وقد تفهمت مبدأيا ما حدث.
أحادت ببصرها عنه بينما كان يقول ه
ضحك علينا ولعب بينا الكورة!
ثم نظر نحوها وصاح بعصبية مفرطة
وكله بسببك
نهضت متشنجة وهي تطيح بالملفات الموجودة على مكتبه وقد طفح بها الكيل لم يكفيه إنه جعلها تفعل أشياء گتلك وهي التي لم تحيك شيئا من قبل في حياتها بل ويحملها نتاج ما حدث أيضا..
لم تتحمل أكثر وصړخت فيه معترضة
أنا مش شغاله عندك فوق وانت بتتكلم معايا يامعتصم.. أنا مراتك مش سكرتيرتك!
فلم يهدأ هو الآخر وهو يبرر سبب هياجه العصبي
ال استلم كل حاجه بقاله أكتر من أسبوع وانتي مفهماني إن معاد وصول باقي المكن النهاردة!.. ده أسمه إيه
ف قطعت الطريق عليه وقد قررت قرارا قاطعا
من هنا ورايح أنا ماليش أي دخل في أي حاجه تخص يزيد.. مصلحة الشغل هي اللي هتحكمني
تبلد وجهه للحظة وهو يسأل
يعني إيه
أرادت أن تعاقبه بذلك.. فهي تعلم مدى هوسه ب يزيد ورغبته العارمة في تدميره بدون أي أسباب
يعني مفيش يزيد في شغل ومصلحة شغل
حاول أن يهدئ الأوضاع التي أشعلها فهو على دراية تامة أن وجوده هنا لا يشكل أدنى أهمية بدونها هي المتحكمة في كل شئ وهو تابع لها نسبة للحصة الربعية التي تمتلكها من أسهم المجموعة..
ترك مكانه وراح يدنو منها وهو يستلطفها قائلا
ياحببتي أنا مقصدش أزعلك بس انتي فوتي علينا خطوة كانت هتساعدنا أوي بعدين
كټفت ذراعيها وهي تحدجه ب استخفاف و
ميهمنيش في ستين داهية.. ومتفتحش سيرة أي حاجه تخص يزيد قدامي مرة تانية.. اللي راح كوم واللي جاي كوم تاني
سحبت حقيبتها مستعدة للمغادرة ف تعقبها وهو ينادي
أستني يارغدة أس.....
ولكنها لم تمهله فرصة اللحاق بها وحاولت أن تتجاوزه فقد بدأت تحس ب فداحة ما تفعل.. حتى وإن كانت تريد الإنتقام منه وتدميره لن يكون بهذه الطريقة الوضيعة فهو لم يعد يملك سوى حصة ربعية مثلها تماما ٢٥٪.. والنصف الكامل في حوزة يونس الذي لا دخل له بأي مما يحدث.. كما أن تدخل يونس في هذه الآونة س يعثر فقط ما تفعله لذلك س تنسحب من تلك المعركة التي فاز بها يزيد قبيل أن تبدأ وقبيل أن يتدخل فيها يونس بنفسه تدخل كامل .. ف الشقيقان لن يترك أحدهما الآخر ليسقط.
كل هذا الحديث كان قد وصل ل يزيد بسهولة شديدة عقب أن استمع إليه سيف وقرر إخباره ف عاد ينتشي من جديد مع كل مرة يتقدم عليهم بخطوات.
كان يقود سيارته حينما أتاه الخبر السعيد فلم يكف عن الضحك.. حتى إنه كان يغني ويدندن مع الأغاني الصاخبة التي رفع صوتها كان في حالة لم يصل إليها منذ فترة أرتاح داخله قليلا.. ولكنه أحس بأن القادم لن يكون سهلا س يحارب معتصم من أجل كسب رغدة من جديد.. إذا عليه أن يسعى بشكل ما ليجعلها على الأقل تثبت على موقفها المحايد وألا يكون للمجموعة أي دخل في سعيها اللامنتهي للإنتقام منه.
..........................................................................
وضعت خديجة صحن امتلأ بأنواع متعددة من الفواكه أمام ملك وهي جالسة في الشرفة.. ثم سكبت لها العصير وتركته أيضا وهي تقول
بعد نص ساعة معاد الحقنة هبقى أطلع أديهالك
ف أومأت رأسها ب امتنان و
متشكرة أوي
تحسست كفها المندمل ونظرت لذراعها التي ما زالت مكسوة بالجبيرة أحست ببعض الألم رغم إنها تناولت جرعة مزدوجة من المسكنات.. ولكنها حاولت تجاوز هذا الشعور.. دلف يونس إليها بعد أن حمحم و
ملك!
التفتت برأسها له و
نعم
جلس قبالتها وتسائل ببعض التردد
مش عايزة تشوفي عمي
تغيرت تعابير وجهها على الفور ومدت يدها تتناول كأس العصير بدون أن ترد.. ف عاد يقول
فكري ياملك عمي محتاجك
فقالت بنبرة أحس فيها العناد مع نفسها
من فضلك متفتحش معايا الموضوع ده تاني
سحب يونس نفس طويل من سيجارته وهو يفكر هل يخبرها بمرضه أم لا.. وإن علمت بعد ذلك ماذا سيكون رد فعلها وإن شاءت الأقدار وتوفته المنية قبل أن تراه! ماذا ستفعل!.. ماذا سيفعل هو إن كان الملام أمامها.
زفر يونس وقد أحس بالعبئ على صدره بينما سألته هي بفضول
يونس
نظر نحوها ف تابعت
أنت اللي كسرت لمحمد دراعه!!
فلم يكن مقنعا كفاية بالنسبة لها وهو ېكذب
أنا!.. لأ
ف مالت نحوه قليلا وهي تسأله ب تشكك
يونس!!
آخر ما بقى من سيجارته قذفه من الشرفة وقبل أن يتفوه بكلمة كان يستمع لصياح كاريمان بالأسفل
Bu nedir? ماهذا
نهض على الفور ونظر لها من الأعلى وعبر عن أسفه فورا
آسف يانينة نسيت
ضړبت كاريمان الأرض بعصاها وهي تصيح فيه
نسيت يعني إيه! لسه فيك العادة دي ياولد!!
فتسائلت ملك بعدم فهم كونها لم تنتبه لما فعل
عادة إيه! إيه اللي حصل
ف دخل يونس و
نسيت وحدفت عقب السېجارة من هنا
وخرج كي ينزل إليها.. وقفت ملك مستندة على عصاها لتنظر إليهم ف ابتسمت لها الجدة و
شربتي العصير ولا لسه
فأومأت وهي تبادلها الإبتسامة و
آه يانينة
عبست كاريمان من جديد حينما رأته يقترب منها و
الله يكون في عون مهدي أكيد لسه بيلم السجاير من وراك
ف انحنى ليحملها عن الأرض و
مش بالظبط
وانتصب في وقفته ليهمس لها
تعالي هزقيني جوا بلاش هنا عشان الهوا شديد عليكي
لكزته على كلمته الأخيرة و
ليه شايفني عجوزة!! أنا أصغر منك.. بص لنفسك في المرايا
ف ساير حديثها و
حاضر
مشت نحو الداخل وهي تحذره
لو اتكررت مرة تانية مش هعديها Anladım فهمت
Evet نعم
عادت ملك تجلس ببطء وهي تضحك بهدوء.. حياتها ستتغير تغيرا جذريا بعد معايشتها لتلك الجدة الجميلة التي لم تراها من قبل حتى بين مجسدي الأدوار في السينما.. إنها طراز مختلف تماما.
أخفضت بصرها فوجدت قداحة يونس وعبلة سجائره.. تناولت القداحة الفضية التي بدا شكلها أنيق للغاية فوجدت أسمه محفور عليها بشكل جميل وبجواره حرف H.. يبدو إنها كانت هدية مميزة من إحداهن تحديدا زوجته المتوفاه ف هذا أول حرف من أسمها بالإنجليزية.. أحست بالغبطة لا تدري لماذا.. ولكنها صرفت عقلها عن التفكير بالأمر وراحت تشعل سېجارة من علبته.. شعرت بفضول شديد لتذوق مذاقها وكيف تبدو رائحتها بالصدر.
سحبت نفس صغير ف أحست كأن لهيب ېحرق صدرها.. سعلت سعالا حادا أثر على ذراعها بينما صاح فيها يونس يوبخها
ملك! بتعملي إيه
انتفضت بعدما تفاجئت بوجوده و
خضيتني!
أخذها من يدها وهو يحدجها بغرابة و
عايزة تدخني!! ملقيتيش غير العادة المهببة دي عشان تاخديها مني
ف نفت حديثه و
لأ أنا خدت منك حاجات كتير غيرها
نظر إليها ب إعجاب لما قالت ثم نظر للسېجارة قبل أن يقذفها من جديد و
قومي ارتاحي جوا
شهقت وهي تنظر للأسفل و
ها!! أنت حدفتها تاني
انتبه لما فعل ف أسرع يساعدها كي تنهض من مكانها و
قومي بسرعة عشان أدخلك قبل ما أنزل آخدها
استندت عليه وقبل أن تقول شيئا كانت كاريمان تنادي بصوت مرتفع
يونس!
.........................................................................
مر الليل بصعوبة عليه لم ينم يونس حتى أصبح الصباح.. من ناحية لم يستطع النوم إلا بعد الإطمئنان على وصول يزيد ل مدينة الجونة وناحية أخرى لم يرتاح في فراش لم يعتاد عليه.. خاصة بعدما قام بترك غرفته ل ملك تقيم فيها منذ أن أحضرها إلى هنا.
أشرقت الشمس ف غفى أسفل شعاعها الخفيف الغير مؤذي ساعة من الزمن استيقظ بعدها كي يستعد هو الآخر للسفر.
هبط للأسفل حيث ينتظره عيسى.. ناوله الكيس القماشي المغلف وأردف
دي البدلة الجديدة اللي جات من عند مستر چورچ لسيادتك مخصوص
تناولها منه وهو يسأل
أتأكدت إنها نفس اللون اللي طلبته
آه هو
ثم ناوله صحيفة اليوم وهو يبشره
جلسة الدكتور إياه نص الشهر المحامي أكد إنه هياخد حد أدنى خمس سنين أو سبعة
ف أفتر ثغره ببسمة لم تصل لطرفي عينيه و
عظيم
تنهد عيسى قبل أن يوصيه بجدية
ملك هتكون تحت عينك ٢٤ ساعة ياعيسى تبقى زيك زي ضلها بالظبط
حاضر
وشعر بالضيق وهو يتابع
عمي كمان يوميا تروحله المستشفى تطمن عليه وتبلغني أخباره.. أنا مش هغيب غير كام يوم عايز أرجع تكون كل حاجه زي ما سيبتها
أومأ عيسى مؤكدا على تفهمه
متقلقش ياباشا
ف ربت يونس على كتفه وهو يثني على اجتهاده
مش قلقان خالص وانا سايبك ورايا
ثم صعد كي ينهي ارتداء ملابسه ويذهب للمطار من بعد ذلك.. مسألة سفره لم تروق له البتة ولكنه لا يستطيع ترك شقيقه بعد أن تأمل فيه واستند عليه.
وقف يونس أمام المرآه وهو يغلق أزرار قميصه الأبيض ثم انتقل ل ارتداء السترة السكرية الفاتحة عليه.. كان راضيا للغاية عن هيئته خاصة بعد أن ضبط رابطة العنق البنية الفاتحة على عنقه وأنهى ذلك بدبابيس الأكمام الفضية الأنيقة المنقوشة ب حرف Y.. نثر من عطره بغزارة ووضع ساعة اليد الضخمة في يسراه ثم مسح على شعره الممشط بتنسيق جذاب وسحب هاتفه والصحيفة ل يخرج من بعد ذلك.
أنحرف يمينا كي يزور غرفتها قبيل أن يسافر ويغيب عنها لأيام ومجرد أن رفع يده ليطرق على الباب كان ينفتح قبيل ذلك.. ابتسمت ملك فور رؤيته و
صباح الخير
ف بادلها الإبتسامة و
صباح النور
تنحت جانبا كي يدلف فسألها وهو يخطو للداخل
دراعك أحسن النهاردة
وضعت كفها على يدها وهي تجيبه
الحمد لله
انتبهت ل أناقته التي جذبت إعجابها من أول نظرة أنبهرت به حقا حيث تراه لأول مرة بدون ملابس قاتمة أو سوداء.. تبين الإعجاب في نظراتها وهي تقول بدون تفكير
أنت حلو أوي النهاردة
ارتفع حاجبيه وهو يحدق فيها غير متوقع إطراء گهذا منها.. ودب الدفء يضخ سخونته في بشړة وجهه وجسمه حيث شعر بالحرارة فجأة من فرط استحياءه أجفل بصره بينما عاتبت هي نفسها بنفسها وهي تردف
آ.. آسفه مقصدش أصل أول مرة أشوفك لابس بدلة كاملة بجرافته ولونها بيج فاتح
ف ابتسم بالرغم من محاولاته في إخفاء بهجته من رأيها في طلته.. وتعجل في قول ما جاء لأجله كي ينصرف قبيل أن تفضحه انفعالاته
أنا هسافر كام يوم زي ما قولتلك امبارح هكلمك اطمن عليكي وانتي خلي بالك من نفسك
هزت رأسها بالإيجاب ف ناولها الصحيفة و
الجرنال فيه خبر يهمك أبقي شوفيه
تناولته بتوتر مرتبك كي تغطي على ما قالته ف تراجع